كهربة المشاريع الزراعية .. الشمالية تراجع الامل

ساخن ….. بارد

محمد وداعة

كهربة المشاريع الزراعية .. الشمالية تراجع الامل

تراجع الامل فى الولاية الشمالية بنجاح الموسم الزراعى ، حيث المرجح ان تكون النتيجة للعروة الصيفية أكثر قتامة من الموسم الشتوى ، خاصة بعد قرار رفع ( الدعم ) عن الوقود وبالذات الجازولين ، والانعكاسات السالبة التى احدثها هذا القرار على كل المستويات ، حيث أستمر الاعتماد على الجازولين ، ولم تنفذ الحكومة ماالتزمت به تجاه كهربة المشاريع الزراعية ، حيث بلغت نسبة التنفيذ 6% فقط ، من المشاريع المستهدفة (1400 مشروع من جملة 21.000) وبالتالى هنالك استحالة من ان تدخل هذه المشاريع فى الانتاج لهذا الموسم ، بالفعل تشير الاحصاءات الحكومية الى ان التحضيرات للموسم الصيفى لم تتجاوز 15% ، هذا الواقع المرير بالاضافة الى ذهاب العمالة من الشباب الى مناطق التعدين العشوائى ، وتبعتهم كل الاليات التى تستخدم فى تجهير الارض وفتح القنوات ، من جرارات ثقيلة ولوادر وكراكات ، بالرغم من الحديث حول عمل محفظة لتمويل كهربة المشاريع الزراعية منذ العام الماضى ، الا ان الاوضاع (محلك سر) ، حكومة الولاية اعلنت انها خصصت 462 مليون جنيه للمشاريع الزراعية ، من اجمالى ميزانيتها للعام 2012 م و البالغة 800 مليون جنيه ، هذا فضلا عن المساهمات التى سددها الاهالى أصحاب المشاريع الزراعية التى تجاوزت 21 مليون جنيه ، وظل الوعود تتكرر من المسئولين فى الولاية والحكومة الاتحادية دونما تنفيذ ، الغريب ان ادارة الكهرباء طالبت المزارعين بان يحضروا المحولات والاسلاك والاعمدة وقيمة العداد والمضخة ، فماذا تبقى من ( كهربة المشاريع الزراعية) ؟ .
حسب الدراسات التى تم اعدادها لجدوى كهربة المشاريع الزراعية فالمتوقع أن تقل تكلفة الانتاج بنسبة 60% على اقل تقدير ، مع استيفاء الجوانب الفنية الاخرى الخاصة بتحضير الارض والتقاوى والاسمدة وأستخدام التقانات الحديثة ، يتوقع أن يستفيد منها حوالى 50 الف مزارع من أصحاب المشاريع الصغيرة بالاضافة الى المشاريع الاستثمارية .
فشل الحكومة فى كهربة المشاريع الزراعية بالشمالية تزامن مع فشل مماثل فى ولاية نهر النيل ، اذا كيف يتم ترشيد الانفاق وتقليل التكلفة والحد من الطلب على العملات الحرة بدون أنتاج، اضغاث احلام هى التى تفترض ان يتحسن حال الاقتصاد دون انتاج ، فكيف يكون الحال و عجلة الانتاج تتوقف عن الدوران ، كهربة المشاريع الزراعية تتعثر والولاية يقوم فيها أكبر سد لانتاج الكهرباء بالبلاد ، لقد قدم مواطن الولاية الشمالية تضحيات كبيرة لاجل قيام هذا المشروع القومى ولكن الحكومة وادارة السدود والكهرباء لا ترى حتى الان هذه التضحيات ، والناس قد اصابتهم الملل وفقدان الامل فى الوعود ، و تكرار تصريحات المسئولين حول الموضوع دون جدوى ، التراخى والتاخير والمبلغ الباهظ الذى تطلبه حكومة الولاية (6,100) جنيه رسوم ( جدية) وتوصيل بعد ان كان (2,100) جنيه من المزارعين لذات الغرض ، يعكس عدم جدية حكومة الولاية والمسئولين المعنين مباشرة بالموضوع ، و هذا من شانه زيادة المشكلات الاقتصادية و الاجتماعية ، و ارتفاع اسعار المنتجات الزراعية ، وافلاس الاقتصادات الصغيرة ، و ازدياد انتقال الريف الى المدينة ، و فوق هذا فانه يسيئ الى سمعة الولاية ، و يدحض ادعاءات تروج لفكرة جذب استثمارات اجنبية ، حدث كل هذا لغياب التخطيط ، وانعدام الاستراتيجيات والرؤى ، و الافتقار للارادة السياسية التى ترى فى امكانات الولاية فى المجال الزراعى بؤرة جاذبة للاستثمارات الوطنية و الاجنبية بهدف خلق شراكات بين القطاع الخاص السودانى وراس المال العربى و الاجنبى ، ترمى للوصول الى تنمية مستدامة ، هذا فضلا عن الصمت المبطق للحكومة الاتحادية وحكومة الولاية وادارة سد مروى بشأن الخطط لانشاء ترعتين شرق وغرب النيل ، تبدآن فى السد وتنتهيا فى اقصى شمال البلاد
تجاهلت الحكومة السابقة كل هذه المهام الكبيرة ، وأنشغلت بصراعات جانبية ، و فيما بينها وبين المجلس التشريعى للولاية ، تصريحات متضاربة و مواقف متشاكسة و( حسن مش راضى بى حسنين ) ، وفقدت تبعآ لذلك ثقة المواطنين و تبددت رجاءاتهم ادراج الرياح ، نأمل أن تلتفت الحكومة الجديدة الى تجويد اداءها ، و تحسين علافتها بانسان الولاية الصابر المحتسب ، وان تستهل عهدها و تبيض ( وشها ) باعمال تنفع مواطن الولاية ، خاصة وان التشكيل الجديد احتوى على شخصيات استحقت احترام المواطنين و ثقتهم و تعاونهم فى فترات سابقة ونخص بالذكر الدكتور ابراهيم احمد الخضر ورسالة اهلنا له هى ان ،
اول هذه الاعمال النافعات هو كهربة المشاريع الزراعية.

تعليق واحد

  1. كهربة المشاريع الزراعية هي مقياسنا لاي حكومة تأتي في الولايه وسر ولائنا لها فأظفر بنا تربت يداك .

  2. الحل انو الوالي العباسي ده يقلل من اكل الملوحة في البان جديد ويقدم استقالتو و يمشي الحمار ده. والله كل الولاة بيطوروا ولاياتهم الا الطاؤؤس بتاعنا ده بيجند الاولاد الصغار عشان يدعم حكومة الكيزان عشان يضمن الكرسي بتاعو.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..