الشرفنة في رمضان.. سلوك صحي متخلف ووخيم العواقب.. العين جيعانة والمعدة شبعانة

الخرطوم – خالدة ود المدني
تضاعفت أسعار السلع الأكثر استخداماً في رمضان، نتيجة لازدياد الطلب عليها، وربما كان تزاحم هؤلاء على الأسواق نتيجة إحساسهم بالامتناع عن تناول ما لذ وطاب خلال يوم صيام طويل وساخن.
يتكرر هذا المشهد كل عام، وكأن رمضان خصص للأكل والشرب فقط وليس العكس، لذلك يعاني الشخص الأكول من عسر الهضم وحرقة المعدة عقب تناوله إفطار رمضان، ولتسليط الضوء على هذا السلوك، نستطلع آراء مواطنين وطبيب متخصص.
لا داعي له
يرى أبو رنا (معلم) أن ارتباط رمضان بعادة التسوق المفرط والإسراف في تناول الطعام أمر لا داعي له، إلا أن الناس لا يدرون فوائده الصحية. وأردف: “النساء هن من يخلقن رواجاً أكثر من اللازم، ويحملن أقدامهن إلى الأسواق لشراء أغراض فائضة عن الحاجة، مثل تجديد الأواني المنزلية كل عام”. وأضاف: “برأيي يجب علينا شراء ما نحتاجه فقط، وأن ترك التبذير، خاصة وأن تناول أطعمة دسمة بعد ساعات صوم طويلة، بلا شك تصيب الشخص بعسر الهضم وحرقة المعدة وغيرهما من الأمراض”. وختم أبو رنا: “علينا أن ندرك أن الصوم أشبه بالفلتر في تنقية الجسد والنفس من الشوائب”.
سُفر تهز وتلز
من جهتها، علقت آمنة فضل الله ذات السبعين عاما قائلة: “الحمد لله لا أعاني من أمراض المسنين لذلك أصوم الشهر بأكمله، وأبنائي وفقهم الله يحملونني على كفوف الراحة، ويعملون على إسعادي، ورغم مشاغلهم المتعددة يسعون دوما لإرضائي”. واستطردت: “زمان كانت صينية رمضان تتكون من صحن بليلة وآخر تمر وبالكتير كورة عصيدة، بالإضافة إلى جكين من الحلومر والكركدي، لكن في الآونة الأخيرة تغيرت الأمور، وبقت سفر الفطور تهز وتلذ”. وأشارت آمنة إلى أنها لا تأكل غير صنف واحد غير دسم من أي نوع، تجنبا لعسر الهضم وما يتبعه من أعراض.واقتدت بالمثل الشعبي السائر “أي مرض من الله، إلا مرض البطن من سيدو”.
ما لفتني في محدثتي ثقافتها المتنوعة وحين سألتها أجابت بأنها تسمتع إلى عديد الإذاعات وأهمها بي بي سي. وأضافت: أستمع للراديو، وفي تقديري مستمع الإذاعة يركز معها متخيلا الحدث، وبذلك ترسخ في ذهنه المعلومة، عكس الشاشة التي تشتت أفكار المتلقي، كما استمتعت بمؤانستها الثرة، إنها من صنف النساء اللاتي ينضحن حكمة وثقافة، ويشبهن القواميس بما تحتوي دواخلهن من معان.
نصائح صحية
إلى ذلك يقول د. أمجد علي اختصاصي الباطنية والأمراض المعدية: “تغير النظام الغذائي في رمضان يحدث خللاً في ترتيبات المعدة في استعدادها للطعام”. وأضاف: “العصير الحامض وظيفته الأساسية هضم الطعام، وعندما يزيد يسبب لهم (الحرقان)، الذي بدوره يؤدي إلى سوء الهضم”. وأشار إلى أهمية تناول مشروب ساخن أولا، كونه أكثر فائدة من البارد، وإلى التقليل من تناول الأكل والشرب معا تجنبا للتخمة وعسر الهضم. فالمعدة فارغة طوال اليوم لذلك يجب أن تكون البداية خفيفة وبالتدريج. وأوصى علي بالتخفيف من تناول الحمضيات لأنها تزيد نسبة الحموضة في المعدة، ونصح بممارسة الرياضة كصلاة التراويح أو المشي لمسافات طويلة. وحذر من تناول الأطعمة التي تحوي الكثير من الدهون والبهارات والشطة ربما يتسبب في قرحة المعدة أو التهاب المرارة، أما الإفراط في تناول الطعام في وجبتي العشاء والسحور فيؤدي إلى سوء الهضم، خاصة إذا كان العشاء متأخراً. وطالب بتجنب الأكل الدسم، كما نفى نفياً قاطعاً اعتقاد البعض بحاجة الجسد إلى (سكر زيادة) في رمضان، وبالتالي يفرطون في تناول العصائر المُسكرة ما يؤدي إلى الإصابة بمرض السكر، وختم علي حديثه ناصحاً ذوي الأمراض المزمنة بمراجعة الطبيب قبل صيامهم، لتقدير موقفهم الصحي، وأن يتجنبوا الأخذ بالآراء الشخصية في مسائل صحية، ما قد يتسبب لهم في مخاطر جمة.

اليوم التالي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..