صدقة الرئيس في العيد الحزين !

صدقة الرئيس في العيد الحزين !

محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email]

في تقديري المتواضع أن ما يخيف حكومة وحزب الانقاذ ، ليس خروج الناس الى الشارع عقب الاجراءات الاقتصادية الأخيرة وان كانت الفرائص الداخلية للحكم قد ارتجفت له ، بدليل ردة الفعل العنيفة عمليا رغم أقاويل التقليل من حجمه وشأنه!
وانما هو عدم خروج مؤيديهم الذين آثروا الانزواء وراء حوائط الخجل من تلك القرارات وفضلوا عدم سواد الوجه أكثر مما هو كان مسوّدا !
بيد أن مطبخ المسرحيات التي تستدر العطف الشعبي ، لم يظل ساكنا خلف أروقة الحزب وأجهزة أمن الحكومة و بايعاز من سدنتها !
فظل طباخو السم منهم ينفخون على نار الالتفاف المكشوف، عملا بالمثل السوداني
( الأضينة دقو واتعذرلو )
فبعد أن مرت لطمة زيادة المحروقات كما يظن مخططو الحكومة الاستراتيجيون بنصف سلام ، رموا بكرة زيادة الكهرباء بدون اعلان ، وطفق زبانية البرلمان النائم ممثلا في رئيسه الطاهر الذي تأثر بسخونة الجو جراء توقف أجهزة التكييف في منزله ، يتودد للرئيس للتدخل ، من منطلق شعورأهل البرلمان بمعاناة زيادة تسعيرة الكهرباء كونها مدفوعة مقدما لهم وعليها بوسة بحجم جوال السكر من الدولة !

والأمر واضح برمته و لايمكن أن يمر حتى على عقل الدجاجة التي تسكن الكوشة !
اذ كيف يقدم اسامة عبدالله ، وان كان المالك الحصري للكهرباء والسدود و بهذه الجرأة والشجاعة على اتخاذ قرار مفصلي وفي هذا الظرف الحساس دون أن يكون قد حصل على الاذن اللازم من ولي نعمته الرئيس شخصيا، والا لكان قد أخذ صفعة من قبيل التي نالها نافخ الكير بعد أن عاد من أديس أباباعقب توقيع الاتفاق الاطاري الذي نسفه البشير من منبر المسجد الرئاسي!
الطبخة واضحة، أسامة يصدر الزيادات ، والرئيس يلغيها ربما على العيد أو متواكبة مع منحة راتب الشهر ، وعليها تحبيكة من توابل مؤامرة اغتيال الرئيس التي رصدت لها الجهات ( الكافرة ) عشرين مليون دولارفقط لاغير ،لان غياب رمز أمتنا سيربك المشهد السياسي المحلي والدولي ويؤدي ربما الى سقوط الرئيس اوباما وصعود الجمهوري ميت روني ، والذي سينتهز فرصة غياب أمام الأمة الاسلامية من مسرح السياسة العالمية ، ويقسّم السودان الى عدة دويلات تخليدا لذكراه العطرة باعتباره من دشن تقسيم الوطن ، مما سيؤجج نشر المخطط المزعوم بخبث ، مشاعر الناس الغلابة في السودان ، على الصهيونية مثلما التهبت ضدها حينما استهدفت سيادة السودان الوطنية ، بطلب المحكمة الجنائية القبض على رمز تلك السيادة ، فخرج الأعمى يحمل المكسّر لرفض القرار !
وبقية الفيلم الهندي معروفة !
فجهّز كل أجهزتك الكهربائية من غسالة العدة والمكيفات وبوابات مداخل السيارات الالكترونية،ولا تفوتك الانارات الخارجية للصريف المصفح حول دارك ، ايها المواطن لتعمل بكامل طاقتها على العيد السعيد في بيتك الأسعد بعهد الانقاذ الذي دلق رخاء الابتلاءات جداولا من حسنات الصبر عليه ، فسيزيدك السيد الرئيس صدقة هي من فائض خيرك و تنعم معه بمجانية الطاقة أو قل المخّفضة تعطفا ، لتضيء لياليك وتنعش نهاراتك بدءا من الراكوبة الخارجية والى التكل مرورا بالمزيرة ، وانت منتفخ الجيوب ، بمنحة الشهر التي ستأتيك من طبعات طيب الذكر الجنية الجديدة خارج شبكات التغطية ، ولا تنسى أن تسّلك الحناجر التي ستبتل قطعا بريق حنية القائد ، بعد طول جفاف الصيام تحت لهيب الحر، وليكن شعارنا في مسيرات الدعم والمساندة ..
سير و زيد يا بشير أنت تعيش والشعب يطير… من الفرحة طبعا ! ..

تعليق واحد

  1. اذا فعلعها سيكون مثل الذى اغتصب فتاة ثم قال انا اسف
    هذا النظام انتهك كرامتنا و حتى صرنا ان صفعنا فى خدنا الايمن نجهز خدناالايسر ليصفعنا
    طيلة ال 23 عاما هل هناك اى قرار فى اى مجال تعليم صحة تشغيل خدمات كان لصالح الشعب
    هل اعتذر عن الاف من الذين قتلهم فى سائر ارجاء السودان
    حتى و ان مسرحية منهم لاظهار الراقاص نشوة بعذابات الشعب الان و الحمد لله انكشفت عورتهم و لن يسترها صفق الجنة
    و لا لا الف لا لاستخفاف الشعب
    الشعب الان تبين له الخيط الابيض من الخيط الاسود
    نسال الله ان يزيقهم عذابه و انتقامه

  2. تسلم يا استاذ تحليل منطقي ووارد جدا
    حتي يرجع مسيلمه الكذاب جزءا من اراضيه المفقوده ويقال انه يعمل لصالح الفقراء والمساكين
    ومن دقنوا وافتلوا .. ويصدق السذج والهتيفه المسرحيه الهزيله

  3. تعيش فى أحدى الأساطير الحديثة شخصية أقرب لمن نسميه فى تراثنا الحديث بود نفاش ونورد اليوم هذه الحادثة من طرائفه العديدة :شوهد وهو يسير منتعلآ حذاءآ جديدآ ولكن كان يسير به بمشقة .حينها قام الطفيليون أى الذين يقال لهم فى أدبنا الحديث(ناس الشمارات) بسؤاله عما أصاب رجله؟ فرد عليهم بان رجله سليمة،ولكن الحذاء ضيق.وهنا بادروا بسؤاله لماذا أبتعت لنفسك حذاءً جديدآ وهو يضيق على رجلك؟ وهنا أنفرجت أسارير (ود نفاش) ورد عليهم بكل تهكم لأنكم لم تنعموا فى يوم من أيامكم بذلك الشعور بالراحة ولا الأنفراج ،حين تعودوا الى منازلكم والحذاء قد صار لا يضغط فقط على أرجلكم بل على سائر أنحاء جسدكم، وحينها تنزعونه من أرجلكم و تطيحون به !وحينها يغمركم أحساس بالراحة لا مثيل له!!!! أى مقارنة بين أبن نفاشنا والشخصيات التى وردت فى صلب المقالة مجرد مصادفة!

  4. 1/ إذا نجح المخطط ولم تثمر الاحتجاجات للعودة للسعر القديم يكون لسان حال وزيرنا وجماعته (رزق وربنا جابو لينا) . وإذا تعالت أصوات الاحتجاج وجاءت مكرمة الرئيس بإلغاء الزيادة يكون شكر ودعاء المواطنين للرئيس بطول البقاء والتوفيق كمان وكمان – برضو ( رزق وربنا جابو ليهم ) .
    2/ الزيادة جاءت في المحروقات والدواء وكل الاسعار تقريبا . شىء قضاء وقدر وشىء تخطيط مسبق وشىء بناء على شىء . زمان عزالدين بتاع الكاريكاتير – الله يرحمو- رسم شحاد رث الهيئة ووراءه لوحة تقول (لا نقبل الصدقة إلا بالدولار) . واليوم في جريدة سعودية استمتعت بكاريكاتير يصور شخص يمد يده بالخلف ببضع ريالات ويجري أمام الشحاذ والشحاذ يطارده ويجري خلفه وتعابير وجهه غضب صارخ و يقول الشحاذ : بس هاذول!! . ويقول المتصدق : هاذول اللي معي يا أخوي . حتى لا نتوه المقصود المتصدق عليهم والشحاذون يتطلعون الى عطاء مجزي وكبير !!!!!
    والمقصود ثانيا : إذا عرف السبب بطل العجب !!

  5. والى متى سينتظر الشعب السوداني مسرحيات العصبة ذوي البأس سيئة الاخراج والتي تقدم على مسرح الأحداث السوداني؟ متى يقول الشعب الصامد الصابر كلمته؟ متى؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..