أولمبياد الخرطوم عام … تقريبا .. !

أولمبياد الخرطوم عام _ _ _ _ تقريبا .. !

سيف الحق حسن
[email][email protected][/email]

الله بدي الجنة، وليس ذلك علي الله ببعيد. ولكن الله عز وجل عرف بالعقل.

سنحت لي فرصة مشاهدة إفتتاح الدورة رقم ثلاثون للألعاب الأولمبية، لندن 2012 المقامة حاليا في العاصمة البريطانية. كان حفل الإفتتاح رائعا حيث أبرز ترقي المجتمع البريطاني بإشارته إلي حقب مختلفة من التاريخ والتراث البريطاني العريق مثل الثورة الصناعية وخدمة الصحة المجانية وتطوره من مجتمع زراعي ثم صناعي ثم إلي عصر ثورة التكنولجيا والإتصالات والمعلوماتية.
قال لي صديقي: أنا ضيعت زمنى في السهر ولم يعجبنى الإفتتاح، فما هذا؟ سرائر مستشفي وأطفال بلباس النوم!. فقلت له التفسير بسيط جدا، أراد مخرج الحفل قول انهم لم يصلوا لهذا التقدم لولا قبولهم تحدي المستقبل بثورتهم المستمرة من أجل الأجيال القادمة و تفكيرهم في أطفالهم دوما وراحتهم بالإهتمام بصحتهم وتعليمهم وبذلك أصبحت بريطانيا دولة عظمى.

وأضف إلي ذلك الفقرات التي أشارت إلى بعض الأعمال الأدبية و الفنية مثل هاري بورتر وغيرها. كما ظهر الممثل الفكاهي البريطاني مستر بين، والعبقري البريطاني السير تيم بيرنرز مخترع الشبكة العالمية للمعلومات أو الإنترنت والهوت ميل، وشخصيات عالمية أخري كظهور بان كي مون وهو مع حاملي العلم الأولمبي.

و أكثر ما أسعدني في هذا العرس العالمي إجتماع الشعوب بلا فرق بينهم ولا إختلاف وكلهم يتنافسون بلا عنصرية ولا تمييز. لا أحد يتفضل علي أحد بدين أو عرق أو قبيلة أو لون أو لغه أي لا هوية ولا قومية ولا دينية فقط انهم بشر اجتمعوا في العاب عالمية ليحترموا بعضهم البعض وحفظ كرامة الانسان.

ولفت إنتباهي الكلمة الرائعة لرئيس اللجنة المنظمة للأولمبياد سبستيان كو والتي قال فيها: لم أكن من قبل فخورا بأنني بريطاني بقدر ما أشعر به اليوم وفي هذه اللحظة. على مدار الأسبوعين المقبلين، سنظهر للعالم ما جعل لندن واحدة من أعظم المدن في العالم و إن هذه الألعاب ستكون مصدر إلهام لجيل كبير بتأثيرها عليهم في أن يخرج منهم جيل من الرياضيين الأكفاء يتمتعون بالروح الرياضية وذلك حسب شعار الدورة وهي “ألهم جيل Inspire generation”. ونشير يالذكر إلي أن بريطانيا نظمت هذه الألعاب من قبل مرتين. ولا شك ان بريطانيا ستسفيد من هذه الألعاب إقتصاديا وسياسيا ومجتمعيا.
وأردف البلجيكي جاك روج رئيس اللجنة الأولمبية الدولية في كلمة أنيقة أخرى أن الهدف هو الإجتماع والمنافسة ونحن جميعا فائزون. والأولمبياد هي فرصة لإزكاء مبادئ الروح الرياضية واللعب النظيف وذلك من خلال قواعد ونظم واضحة وذلك بإدراج الرياضة كوسيلة تعليمية في المناهج الدراسية.

تأملت البلدان الكثيرة التي تشارك وهناك دول أول مرة أسمع بها في حياتي. مجموعة من الجذر تحمل علم بريطانيا ويبدو انها كانت مستعمرات بريطانية. فهل هذه الشعوب تعاني ما نعانيه؟ إذا لا يدل شكلهم على ذلك. وحقيقة إعتصرني الألم الدفين حيث قلت في نفسي هل نحن أفشل من هذه الدول التي لم أسمع بها ولا يعرفها أحد في العالم. هل نحن أقل شفافية وأكثر فسادا وتخلفا من هذه الدول؟.
وإنتظرت حتي عند دخول وفدنا المشارك. معظم الدول حينما تدخل يكون هناك من يمثل للدولة في المقصورة يرفع يده لكي يحيهم ولكن لم أرى مسئولا واحدا وعلي أقل تقدير تخيلت أن أرى أي ضل ميت أو الدكتور خالد المبارك حتى.
تذكرت مهزلة مشاركتنا في آخر دورة عربية للألعاب الأولمبية في الدوحة. وكيف كنا أكبر وفد مشارك ولكن حصدنا ميدلايات الحنظل ونلنا المركز الأخير بجدارة.

وفي النهاية سألت نفسي متى ممكن أن تستضيف الخرطوم دورة الألعاب العالمية الأولمبية؟. متي يمكن أن نكون منبر عالمي يدعو للتسامح والتعايش بين الشعوب.
تذكرت فقرة في مقال د. عبد العزيز الصاوي ” محاورة رباح حول متطلبات النهضة السودانية” الذي يقول فيها: ” وعلينا ثالثا كذلك أن نفتح ذهننا المنغلق على الغرب إلى تجارب الشرق وخاصة التجربة اليابانية في النهضة، وذلك ليس استنساخها، فنحن لن نستطيع استنساخ تجربة الغرب ولا التجربة اليابانية ولا أية تجربة أخرى، بل نحن سوف نأخذ الدروس، ونصل إلى تعميمات أولية تجعلنا راضين عن النموذج المطلوب للنهضة وعن إحاطته بالتجارب العالمية واستفادته منها بدون نسخ ولصق” [حريات: 10-07-2012]. ولكن السؤوال كيف؟؟. فهل سنقدر علي المشي مثلا قبل أن نحبو، أو الطيران قبل أن نستطيع أن نجري سريعا.

وفي قناعاتي أنه لن تكون لنا نهضة أساسا وقائمة ولن نقدر أن نعمل دورة ألعاب محلية حتى تجمع بين أقاليم السودان أو لاياته المختلفة ناهيك عن أولمبياد عالمية إذا لم نعرف أن نعيش كإخوة ونستشعر سلاما حقيقيا بيننا بلا عصبية ولا عرقية ولا قبلية ولا عنصرية ولا أرق في هوية دينية وقومية. أنسوا موضوع الألعاب، قولوا لي فقط كيف يمكن لنا تحقيق ذلك مع وجود أمثال منبر الخال؛ أو كم نحتاج من الزمن يا ترى للتخلص من الأفكار الفاسدة أولا؟…

تعليق واحد

  1. !!!!!I will never stop repeating those words : Today Tomorrow and for ever!! لن تكون لنا نهضة أساسا وقائمة ولن نقدر أن نعمل دورة ألعاب محلية حتى تجمع بين أقاليم السودان أو لاياته المختلفة ناهيك عن أولمبياد عالمية إذا لم نعرف أن نعيش كإخوة ونستشعر سلاما حقيقيا بيننا بلا عصبية ولا عرقية ولا قبلية ولا عنصرية ولا أرق في هوية دينية وقومية. أنسوا موضوع الألعاب، قولوا لي فقط كيف يمكن لنا تحقيق ذلك مع وجود أمثال منبر الخال؛ أو كم نحتاج من الزمن يا ترى للتخلص من الأفكار الفاسدة أولا؟…

  2. اشياء كثيره نفقدها قبل التفكير في تنظيم مثل هذا التجمع العالمي العظيم , فالعالم يفوقنا بسنوات ضوئيه كثيره , امامنا اولا ان نعرف من نحن وثانيا ان نتفق علي ان هذا وطن للجميع وان نعرف كيف نقدم ارواحنا رخيصه من اجله وان تطرق قلوبنا الغيره عليه لا ان نوزع ارضه بأريحيه للجيران , وامامنا ان نؤمن بأن الديموقراطيه ودولة العدل والقانون هي سبيلنا للتقدم والرفاهيه , سنفكر في تنظيم مثل هذه الدوره عندما لاتكون همومنا محصوره في توفير لقمة العيش والمكابده في تعليم ابناءنا والمعاناة في الحصول علي جرعة دواء للمرضي , عندما تنصهر كل قبائل السودان ولا تكون لكلمة جنسك شنو محل في قاموسنا , وعندما يذهب كل مليم ننتجه لخدمة هذا الوطن ورفعته, عندها فقط سنطمح لتنظيم مثل هذا التجمع .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..