شركاء الليمون …!!

اذا كان الحلو مر مشروبا شعبيا من متلازمات رمضان وصينية الإفطار، فإن الليمون لا يقل أهمية طوال الشهر . وشجرة الليمون من الأشجار التي يهتم بها الناس في الريف والحضر. ويمكن ان تجدها في البيوت البسيطة جدا مثلما تجدها في الدار الفخيمة ضمن أشجار الحديقة المنزلية.
والشجرة (الحنينة) مثمرة على مدار العام لكن انتاجها يتراجع شتاء ويتضاعف صيفا وتحديدا في الفترة بين نهايات الصيف وبدايات الخريف، مثل هذه الايام.
واظن البعض ما زال يذكر غلاء و(تعزّز) الليمون عندما صادف رمضان الشتاء قبل عدة سنوات .. ويعتبر الليمون من أساسيات كيس الخضار لاستعمالاته المتعددة فهو عصير في البيت وللضيف و(محدقات) للطعام ، كما (يمص) لطمام البطن، و(يقرش) للدغة العقرب، فيكون الشفاء او لا يكون ، فهذه عادة على كل حال!.
ومع كثرة الليمون في البيت يكون الإهداء والادخار وسواء تساقط بسبب النضج والاستواء أو إذا اهتزت الشجرة بسبب الرياح. أو إذا تم جمعه بعناية وفي كل الأحوال فان اهل القرى يمنحون الجيران والأقارب والزائرين، فيمكن لأي زائر ان يسأل اهل الدار ? بلا حرج ? فيعطوه وهم بعطائهم راضون ومستمتعون وقد يستخدم الزائر(المحجان) بنفسه لالتقاط ما يريده كمّا ونوعاً، مما يؤكد أن الناس شركاء في الليمون.
ويحفظ الليمون بربطه في كيس وايداعه الثلاجة، كما يمكن وضعه في المزيرة على قطعة خيش مبللة فتكون من تحت ومن فوقه. اما الطريقة الثالثة فهي دفنه على جانب الازيار في (التراية) وليس الطين . فهذه (المطمورة) افضل الطرق للمحافظة على نكهة وطعم الليمون !!
العاصفة الترابية التي سبقت رمضان مباشرة اسقطت وحصدت كميات مهولة من الليمون في الجناين والاشجار المنزلية فكان السوق في اليوم التال (ليمونياً) بامتياز، فانداح الرخاء وأصاب البوار الجشعين فزادت الرحمة والبركة مع المطرة الجيدة التي كانت بردا وسلاما على الصائمين ومازالت متواليات الغيوم تظلل الناس .. بختكم يا ناس الجزيرة !!
التيار