“شوقنا للمة وضرا الأجداد” السودانيون في الخارج.. الحنين إلى الوطن في رمضان

الخرطوم – عرفة وداعة الله
لمن يكن في مقدور إخلاص التي هاجرت قبل نحو ثلاثين عاماً إلى أقاصي أوروبا واستقرت في فنلندا أن تتعود على عادات وتقاليد البلد الذي استوطنت فيه، عاودها الحنين عندما أدركها شهر رمضان، حيث كانت هي المرة الأولى التي تصوم فيها خارج السودان.
تقول إخلاص: “في بداية غربتي بدأ الشهر الكريم، وكنت أمني نفسي بوجود مستلزمات رمضان كما يفعل أهلي في السودان، ولكن حاجز اختلاف العادات والتقاليد وقف سداً منيعاً في تحقيق حلمي”.
منتجات سودانية غائبة عن المائدة
ما إن تفوح رائحة (الحلو مر) في الأجواء يتأكد الجميع أنها إحدى إشارات قدوم رمضان، فهو المشروب الوحيد الذي يختلف عن سائر المشروبات الأخرى الموجودة في موائد إفطار الدول الأخرى. وفي السياق، تقول إخلاص عثمان: “لا يوجد اهتمام وتجهيزات للشهر الفضيل ونحن نفتقد الآبري (الحلو مر) واللحم المجفف (الشرموط) والبصل المحمر”. وتضيف: “بالكاد نحصل على احتياجات بسيطة كالعصائر والفواكه، وبالنسبة للجالية السودانية في فنلندا، فهي صغيرة مقارنة بجالياتنا في الدول الأوروبية الأخرى، وغالبيتها من المسيحيين، لذلك نادراً ما يحدث تواصل وإفطارات جماعية كما هو الحال للجاليات الأخرى، ولكن داخل الأسرة تحرص إخلاص وزوجها على تهيئة أجواء مماثلة لأجواء رمضان في السودان، وذلك بإعداد وجبات سودانية مثل العصيدة والتقلية وغيرها بجانب افتراش الأرض للإفطار، كما هو معروف في السودان.
تقارب العادات
لم يكن حال مواهب محمود المقيمة في ألمانيا بأوروبا بأفضل من إخلاص، وبالنسبة لمواهب فإن الفرق الأساسي بين رمضان في السودان وألمانيا يتمثل في سماع الأذان من المسجد مباشرة بجانب التراويح، وذلك لبعد المساجد من مكان إقامتها، وقالت: “أما في ما يخص التفاصيل الأخرى، فهي متقاربة إلى حد بعيد، فالعصائر موجودة مثل الآبري الذي يرسله الأهل من السودان ونتقاسمه فيما بيننا في إطار التكافل في الغربة، فشهر رمضان ننتظهره بفارغ الصبر لتغيير شكل المائدة وافتراش الأرض بجانب اللمة التي نادراً ما تحدث في بقية الشهور، أما في ما يخض شكل التواصل مع افراد الجالية، فإن هناك تجمعات دائمة للأسر لتناول الإفطارات”. وتواصل مواهب حديثها قائلة: “رمضان هذا العام يأتي في فصل الصيف مما يتيح للأسر الإفطار في الحدائق في الهواء الطلق”.
رمضان في يوغندا
وترى ريان سيف الدين مقيمة بدولة يوغند بأفريقيا أن شهر رمضان لديه طعم مميز في السودان يتمثل في روائح الحلو مر بجانب طقوس التحضيرات للشهر الفضيل، التي تبدأ بشراء الأواني المنزلية والبهارات. وتقول ريان إنها تستعد مبكراً في تجهيز احتياجتها بجانب نظافة المنزل عامة والمطبخ خاصة. وأردفت: يفتقد السودانيون بيوغندا – بحسب ريان – اللمات والإفطارات الجماعية.
وضعية مختلفة في الخليج
أما في الخليج، فيختلف رمضان كل الاختلاف عن السودان بحسب فادية صلاح الدين المقيمة بسلطنة عمان. وتضيف: “لا يوجد إحساس برمضان والجميع يسهر حتى الساعات الأولى من الصباح وسكان مسقط يتبعون الطريقة الأباضية، حيث نسمع الأذان دون تكبير وليست هناك صلاة تراويح إلا في مناطق مختلفة، أما بالنسبة لوجبة إفطار رمضان فإن الأهل في السودان يرسلون إلينا الآبري والبصل والويكة، بجانب بقية المشروبات البلدية كالكركدي والعرديب، وبالنسبة للزيارات فهي موجوده في النادي السوداني أو مع الأصحاب، وترى هنيدة حمزة أن هناك فرقاً بين رمضان في أمريكا والسودان أوله لمة الأهل. وتضيف: “تهتم الجاليات بالإفطارات الجماعية، وذلك بتوزيع مستلزمات رمضان على السودانيين”.
اليوم التالي