رئيس موقوف عن العمل ..!

رئيس موقوف عن العمل ..!
محمد عبد الله برقاوي..
[email][email protected][/email] [CENTER][/CENTER]
هو رجل ربما لم يكن أحد منا يعرف أسمه ، ولا يهتم بأخباره أو الوقوف عند صورته في الصحف أو النشرات، حتى الأمس القريب ، حينما قفزت حكايته الى مقدمة الأخبار وسط زخم سيرة الموت وصور الدماء التي تهدر في سوريا مهرا لصراع المصالح بين الكبار وهم يتسابقون على احراز قصب السبق فيها ولا يهم ان كان الضحايا سيصلون الى مئات الألوف!
هذا الرجل يحكم رومانيا في نسختها الديمقراطية بعد ثورتها العارمة ، اسمه الرئيس ( ترابان باسيسكو ) يجلس على ذات المقعد الذي شغله نيكولاي شاوسيسكو لعدة عقود و الذي قال للرومانيين أنا من أحياكم وانا من يميتكم ، وحينما ملّ الشعب من عنجهيته وتألهه ، انتفض عليه من مدينة تيمشوارا ، التي قد تقابلها ودمني في السودان تقريبا ، فكانت نهاية الديكتاتور وزوجته ، ببضعة طلقات انهت حياتهما في ثوان معدودات ، بعد محاكمة ربما لم تستغرق الا ساعة زمان ، ومن ساعتها بدأت حياة جديدة من الحرية والديمقراطية ، في رومانيا تمّلك فيها شعبها الحق كاملا في أن يوقف رئيس الجمهورية عن العمل ، ليطرح بقاءه في سلطته من عدمه على استفتاء عام ، والسبب لا لانه قد قتل ثلاثمائة رأس من قطيع شعبه واعترف بعشرة الالاف فقط تبريرا لذاته العلية !
وليس لانه يجلس على حوض زبالة متخمر من شدة فساد أسرته ، وقد أصابه غرور السلطة بحساسية الجيوب الأنفية التي عطلت فيه حاسة الشم ، اذ هو لا يحتاج لتلك الحاسة ولا جيوب الأنف ، طالما أن جيوب الأسرة من زوجات وأشقاء منتفخة ومكتفية برائحة البنكنوت التي لاتعلو عليها رائحة !
كل مشكلة الرئيس الروماني المسكين أنه متهم بتجاوز صلاحياته ، والدخول في حدود صلاحيات رئيس الوزراء ، من الحزب المنافس ، فقال لهما دستور البلاد ، وعلى رأي عادل امام ( نحن نروح النيابة بقى ) ونيابتهم هي صندوق الاستفتاء !
وليست منبر مسجد كافوري فيستطيع الرئيس الغاء المعاهدات منها وسط تكبير المصلين القانتين والأئمة والعلماء الساكتين ، ولا هي منصات الرقصة الرئاسية حيث بوسع الرئيس المؤمن بالله ورسوله أن يشتم الآخرين وهو يشير الى حذائه العسكري بأعتباره أغلى منهم جميعا ، كفارا ومعارضين وحشرات !
ولا هي مايكرفون الخطابة الانتخابية في كادوقلي لمناصرة مرشح الرئيس القاضي العادل أحمد هارون ، وهو يسانده في تلك الخطبة، بقولته الشهيرة
( ان لم تأتينا نتيجة انتخابات الوالي هنا بصناديق الاقتراع ، فصناديق الذخيرة ستأتي بها ! )
نيكولاي شاوسيسكو الذي نزع عنه الحكم ، بثورة بدأت شرارتها صغيرة خارج عاصمته بوخارست ، كان قد جهز لليوم الأسود ذخيرة وجنودا والة أمنية فوق الأرض وتحتها تكفي لحرب عالمية جديدة ، ولم تكن مجموعة مهاويس يحملون السواطير والسكاكين ، والمسدسات ، ولم يكن وزير دفاعه ورجل جيشه الأول، مخترع نظرية
( الدفاع بالنظر )
ومع ذلك ذهب شاوسيسكو ولم ينقذه طوق الحماية الأسطورية من الغرق أو درقة جيشه الجرار ، من أن يخترق جسده رصاص العدالة الشعبية الناجزة ، ليتعاقب بعده رؤساء يمتثلون لارادة الشعب الذي يوقفهم بأمر الدستور عن العمل لحين البت في أمرهم ، كموظفين خادمين له ، وليسوا مالكين للشعب ويمكنهم احالته برمته للصالح العام ، من مفهوم الذي زرعنا فليأتي ليقتلعنا !
فمثلما في رومانيا ، تيمشوارا ، وفي سوريا حلب ، وفي ليبيا بنغازي وفي تونس سيدي بوزيد وفي اليمن تعز ، فعندنا في السودان ، يا شعبي العزيز ، مدني والأبيض ونيالا ، وكسلا وبورتسودان و الدمازين وحلفا ، ولكن كما تقول حبوبتي عليها الرحمة وعلى رأى المثل ،
( النوم سلطان )
فمتى نصحو من نومّنا الطويل ؟
حا نصحى يا برقاوي ودين إيماني حا نصحى والبشير مصيرو حا يكون أبشع من شاوسيسكو وسيموزا وهتلر وصدأن والقذافي ..
..
..
..
.. وماشين في السكة نمد..
تأملات في أدبيات الثورة
الثورات في العالم وفي تاريخها الممتد لها محفذات ولها عوامل نجاح وكذلك أسباب فشل، لأن كثير من الثورات قامت وقليل منه كتب لها النجاح، مع الأخذ في الإعتبار خصوصية كل حالة، ولكن الجينات واحدة وهناك عوامل أساسية لابد من توافرها لنجاح كل ثورة، وهذه بمثابة مقدمة لإلقاء حجر في بركة الثورة السودانية البادي عليها شيء من الركود
أول عامل لنجاح أي ثورة وجود رموز ذات مصداقية وصلابة وكاريزما قيادية تقود العمل الثوري والجماهيري وتتحلى بلآتي:
– الروح القومية والبعد عم الجهوية والعنصرية والقبلية والإثنية
– القدرة علي مخاطبة وجدان الجماهير ودفعها للمشاركة بفاعلية
– تقديم النموزج في القدوة الحسنة والبعد عن المهاترات والمصالح الشخصية
– تقديم خطة علمية واضحة عن كيفية قيادة التغيير والخطط لما بعد التغيير
– تأكيد الإيمان بقيم الديمقراطية والتداول السلمي للسلطة
– القدرة علي مخاطبة المجتمع الدولي وإقناعه بجدوى التغيير وإقامة صلاة وثيقة مع المنظمات الحكومية والعالمية
ثاني عوامل النجاح هو تكوين كيان يستوعب شتات عناصر الثورة من الشباب والطلاب والمستقلين والعناصر الحزبية المعارضة ذات المصداقية والوطنية، وكمقترح يمكن تسميته (المجلس السوداني للثورة والتغيير) أو أي مسمى آخر يتفق عليه، وتبدأ عملية بنائه من قاعدة شباب الثورة في الأحياء والقري والمدن الصغيرة والطلاب الذين أشعلوا شرارة الإنتفاضة، والنشطاء الذين أسهموا بصورة فاعلة في مسيرة الإحتجاجات الأخيرة (مثلاً – مروة التيجانى و الطبيبة الناشطة سارة حسبو والمحامي الناشط طارق الشيخ وغيرهم)، لا ننسي أبداً اساتذة الجامعات الذين كانت لهم وقفات مشرفة ضد سياسات الحكومة والصحفين الأحرار أمثال فيصل محمد صالح وعثمان شبونة وحيدر المكاشفي وكذلك ممثلين للعمال والموظفين والمزارعين)، ومن هذا المكون يمكن إنتخاب القيادات من خلال المعايير التي تمت الإشارة إليها أعلاه، كذلك لابد من مشاركة فاعلة للسودانيين في بلاد المهجر بأن يقوموا بتكوين فروع لهذا الكيان كل في بلد وينتخب ممثلين لهم في الهيئة القيادية العامة.
ثالث عوامل النجاح هو إنشاء قناة إعلامية فضائية في إحدي الدول التي تتبني حرية الإعلام، لكي تتم من خلالها مخاطبة الشعب السوداني، ونشر ثقافة الثورة وحقوق الأفراد والجماعات والتبشير بمآلات الغد المشرق، كذلك لابد أن تكون القناة ذات طابع مميز وجاذب للمشاهدين، وأن تتمتع بالمصداقية وأن لا تنجرف وراء الإثارة، كما لابد أن تهتم بالتنوع الثقافي والإثني والتراثي السوداني ومحولة صهره في بوتقة الوطن الأم، كما يجب مراعاة المهنية والإحترافية في تقديم البرامج
ما تقدم أعلاه هي مجرد مقترحات ونوع من العصف الذهني مطروحة لقراء الراكوبة لإثراءها بالنقاش والمقترحات
وبالله التوفيق ،،
ادونا فرصه لبعد العيد
واللة يا استاذ برقاوي لولا الامل وحروف مثل حروفك تلهب جذوة هذاالامل فينا لمتنا كمدا وحزنا علي حال هذا الشعب … ونسأل اللة ان تكون نومة وبس ونصحي بعدها وما موتة ابدية…
ما قلنا ليكم الرمضان هد حيلنا ماقادرين علي الحري ماقالو الجراي ربي عيالو
ومرات و في احيان كثيرة يكون النوم موت عديل كدة
soon soon
نوم العوافي