أخبار السودان

غرفةالبصات السفرية بالميناءالبري: الوزارة أعطت اتحاد النقل السوداني حق تسعير تذاكر السفر.

برميل الزيت ارتفع من (5) آلاف لـ(8) آلاف جنيه، والسيور من (100) لـ(170) جنيهاً.

مدير شركة نقل: لماذا ترتفع أسعار الاسبيرات والزيوت والسيور والإطارات، ولا يرتفع سعر التذكرة أيضاً؟

مدير شركة نقل: بعض أساطيل البصات السفرية شرعت في بيع أصولها لأنهم لا يستطيعون صيانتها وليس في يدهم سيولة نقدية وأنا شخصياً أخشى هذا المصير..!!

نائب الأمين العام لغرفة البصات السفرية بالميناءالبري: الزيادة كانت 65% من قيمة التذكرة الحالية وهي زيادة كبيرة في ظل الظروف الآنية. ورأي الاتحاد أن المواطنين لا يمكنهم أن يتحملوها خاصة في شهر رمضان، وقررنا تقسيم الزيادة الى مرحلتين: أي بـ 33% والمرحلة الأخرى سوف يطبق على مشارف العيد.

احتدم الجدال- مؤخراً- بين الغرفة القومية للبصات السفرية ووحدة النقل البري بوزارة النقل، جراء قيام الأخيرة بإلغاء القرار القاضي بزيادة التعرفة بنسبة 33% الصادر بتاريخ 4 يونيو 2016، احتجاجاً على هذا قررت الغرفة القومية الدخول في إضراب عن العمل ابتداء من يوم أمس(الأحد) وتصعيده اليوم.

تحقيق: محمد ابراهيم

(التيار) داخل الميناء البري..!!
حركة انسيابية بالميناء البري الخرطوم منذ الصباح الباكر المسافرون يعدون كأنهم يركضون لكي يدركوا البص حتى لايفوتهم، يحملون حقائبهم في وهن، متجهين صوب باحة الميناء، يسألك “الركيب”او” الكومسنجي ” في اهتمام بالغ عن وجهتك المسافر إليها، هنالك عدد كبير من المسافرين والمودعين يتزاحمون أمام البوابة الرئيسة للميناء البري، هذا المشهد حطم إطار الصورة الذهنية التي ارتسمت في ذهني منذ إعلان الغرفة القومية للدخول في إضراب عن العمل.

بشريات الفرج..!!
في البدء التقيت بمواطن يحمل بيده اليمني حقيبة صغيرة، وباليد اليسرى يمسك الهاتف على أذنه متصلاً بأحدهم؛ يخبره بأن الإضراب لم ينفذ، ويبشره بأن التذكرة رجعت إلى سعرها ماقبل رمضان، بعد أن أنهى مكالمته رحب بي مبتسماً عرّفته بهويتي وعرفني بأنه عبدالعظيم صالح، متجه صوب مدينة ودمدني، يقطن في الثورة الحارة 18، قال أخيراً الحكومة عملت شيئاً يصب في مصلحة المواطن المغلوب على أمره، واستنكر صالح زيادة قيمة التذكرة ، وطالب الجهات الرسمية بمحاسبة الذين يقفون وراء القرار غير المسؤول ? حسب قوله- .
ويقول محمد حسين: أرسلتني الأسرة الى هنا لكي أتأكد من أن الميناء يعمل، أم أن أصحاب البصات والعمال مضربون عن العمل؛ بعد الأخبار التي وجدوها أمس في الفيسبوك والتي تؤكد أن الغرفة القومية للبصات سوف تشرع غداً في إضراب عن العمل، ويضيف: لابد أن أتصل بهم الآن لكي يستعد الضيوف لشد الرحال الى الدمازين .
ويقول عامل بالميناء البري: إنه لم يسمع بفكرة الإضراب عن العمل بالميناء ، وأن العمل يسير بصورة طبيعية .

تفاوت في تطبيق قرار الزيادة..!!
يرى مدير شركة “تيمرسي” للنقل عبدالستار محمد نور؛ أن الزيادة الأخيرة غير منطقية؛ وليست متسقة مع الركود الاقتصادي الذي تشهده البلاد منذ انفصال جنوب السودان ، وأنها أتت بطريقة غير شرعية؛ لأنها صدرت من غرفة أصحاب البصات بالميناء البري، ومن المفترض أن يصدر القرار من قبل وحدة النقل البري، وهذا من اختصاص الوزارة.
في مثل هذه الحالات يصدر الوزير قراراً ، ويكون الأمر مدروساً، أما غرفة النقل فلم تتبع الإجراءات القانونية، لكنه رجع وقال : إن الزيادة ربما تكون منصفة لأصحاب البصات السفرية جراء الارتفاع الجنوني بالنسبة لقطع الغيار والضرائب الباهظة التي تثقل كاهل أصحاب البصات السفرية ، وتساءل: لماذا ترتفع الاسبيرات مثل الزيوت والسيور والإطارات ولا ترتفع التذكرة بدورها ايضاً؟
وذكر أن برميل الزيت في السابق يبلغ سعره 5 آلاف جنيه، أما في الفترة الحالية فبلغ مايقارب 8 آلاف جنيه، ويردف: كذلك السيور كانت بقيمة 100 جنيه، والآن بلغت 170جنيهاً، ويسترسل: المنشور الأخير بخصوص رفع قيمة التذكرة الى 33% لم يطبقه سوى نفر قليل، وأنا شخصياً أعمل بالقرار القديم لأنه اذا طبقنا هذا القرار الجديد؛ فسوف نفقد زبائننا، ولن يركب معنا أحد، والزيادة الجديدة في خط بورتسودان الخرطوم تبلغ 235 جنيهاً والقديمة 120 جنيهاً ونحن نعمل بالـ120 جنيهاً، ويردف: أصحاب البصات السفرية لم يطبقوا الزيادة بحذافيرها بل يجعلونها شيئاً رمزياً والذين يتسببون في الأزمة هم “الركيبين”..
خروج بلا عودة
ويشير عبدالستار الى الخروج الضخم للبصات السفرية عن الخدمة جراء الأوضاع المتردية متجسدة في الارتفاع الخرافي للاسبيرات والإطارات، ويضيف؛ لقد شرعت بعض أساطيل البصات السفرية في بيع أصولها لأن أصحاب البصات لا يستطيعون صيانتها ؛ فبعضهم ليس لديه حتى ثمن الوقود وليس في يدهم سيولة نقدية، وقال: أخشى هذا المصير أنا شخصياً .

من الذي يتحمل الخسائر..!!
وأما صاحب شركة السمراوي للنقل عبد المنعم بشرى؛ فقد وجدته يستشيط غضباً جراء إلغاء قرار زيادة قيمة التذكرة الى 33% وصب جام غضبه على غرفة النقل بالميناء البري في عدم تنسيقها الإداري مع وحدة النقل، ويرى بشرى أن هذا الإهمال قد سبب كثيراً من المشاكل الاقتصادية لأصحاب البصات السفرية ويقول: “قبل قرار زيادة 33% كنت أختم دفتر الـ80 بـ 480 جنيهاً وبعد الزيادة ختمنا الدفتر بـ638 جنيهاً وأتو إلينا في اليوم الثاني، وقالوا لنا أوقفوا القرار الجديد، وهو قرار الـ33% ويظل الوضع كما هو عليه، وأنا خاتم بالزيادة الجديدة ” ويتساءل بشرى بحرقة بادية على وجهه: من يتحمل هذه الخسائر؟ ويجيب على نفسه : بالطبع أنا.
ويرى عبد المنعم أن الشركات التي خطوطها قريبة مثل خط الخرطوم مدني؛ هم الذين طبقوا القرار، أما الخطوط البعيدة مثل بورتسودان الخرطوم فهم لم يأبهوا بهذا القرار، ويستنكر بشرى هذا الوضع الحالي لأنه غير مجدٍ معهم اقتصادياً وأصبحوا يعملون فقط لملء الفراغ .

فاضي مليان..!!
وقال صاحب شركة التوكيلات للنقل- فضل حجب اسمه- بأن الزيادة الأخيرة غير مجدية، وأرجع الأسباب الى ارتفاع في تكاليف قطع الغيار والضرائب الباهظة، وتابع :” البص من الخرطوم الى وجهته يذهب ممتلئاً ويعود دون أي راكب في بعض الأحيان.

منح الثقة تم ردها..!!
يقول المدير التنفيذي ونائب الأمين العام لغرفة البصات السفرية بالميناء البري ابوبكر بخيت الكتيابي: إن وحدة النقل البري هي جهة مشرفة مراقبة لقطاع النقل والحافلات والبصات السفرية ومسألة القرار الصادر من غرفة النقل متفق عليه بتحرير تعرفة النقل بين الركاب وملاك البصات والوزارة رفعت يدها من تحرير التسعيرة وأعطت الصلاحية لاتحاد غرف النقل السوداني، بخصوص هذه الحرية التي منحت للاتحاد كون الاتحاد لجنة لدراسة سوق النقل في تحديد ماينبغي أن يكون؛ نسبة للمشاكل التي اكتنفت الاقتصاد السوداني في ارتفاع تكاليف تشغيل البصات وغلاء الاسبيرت، ورأت اللجنة أن الزيادة المطلوب تنفيذها هي 65% من قيمة التذكرة الحالية، وهي زيادة كبيرة في ظل الظروف الآنية.
ورأى الاتحاد أن المواطنين لا يمكنهم أن يتحملوها خاصة في بداية هذا الشهر الكريم، وقررنا نحن بدورنا أن نقسم هذه الزيادة الى النصف إلى مرحلتين، أي بـ 33% والنصف الآخر سوف يطبق على مشارف العيد في المرحلة الثانية، ولقد ألغت وحدة النقل بالوزارة هذا القرار متعللة بأن غرفة النقل لم تستشرهم، وطالبت أن يعطوهم جداول. ويرى الكتيابي أن هذا تناقض وازدواجية في المعايي،ر ويتساءل: كيف تمنح جهة حرية في التصرف ثم تلغى تصرفاتها..؟!.

أسباب الإضراب..!!
ويردف الكتيابي: جراء هذه الأفعال شرعنا في أن ندخل في إضراب عن العمل ابتداء من يوم أمس الأحد، والإضراب هو وسيلة للتعبير والاحتجاج السلمي، ورسالة نريد أن نوصلها لكل الجهات ذات الصلة؛ لكي نبلغهم أن هذا القطاع هو قطاع خدمي واذا توقف لمدة ساعة يمكن أن يشل الحركة ويضر بمصالح المواطنين، ولكن لقد تدخل اتحاد غرف النقل السوداني في احتواء هذا الأمر وتبنوا هذه القرارات وتدخلوا لإيقاف الإضراب، ويضيف الكتيابي: يوجد عدد مهول من أساطيل البصات خرج عن العمل في خلال السنوات الثلاث الأخيرة ويرجع الأمر لعدم جدوى الاستثمار في قطاع النقل. ويقول:”البصات التي توقفت عن العمل وهي بحالة جيدة من ناحية الهيكل وسلامة المركبة؛ بسبب أن العمل غير مجد ولا يغطي تكاليف التشغيل؛ والذين يعملون الآن فهم يعملون لكي يسددوا دينهم المتراكم ولديهم التزامات فهم مجبورون على العمل”.
سلطات اتحادية وليست ولائية..!!
يقول الكتيابي: نحن- كغرفة قومية للبصات والحافلات السفرية نمثل السودان بحوالي 11 ولاية وتمثل ولاية الخرطوم 90% من البصات السفرية بالسودان، ونحن لدينا سلطات اتحادية وليست ولائية، من هذه المهام يرى الكتيابي بأنه لم يستشر أي جهة في إصدار القرار؛ لأن هذا واجبه فهو يبحث عن مصالح أعضاء الغرفة .

الانحراف عن المسار..!!
ويضيف الكتيابي : إن وحدة النقل البري لقد انحرفت عن المسار المخطط لها مثل بناء الاستراحات في الطرق وطرق المرور السريع، وتوفير مدخلات التشغيل وتقسيم خطوط العمل؛ مثلاً توزع لكل خط عدد من البصات مثل خط مدني الخرطوم يحتاج لكم بص؛ لكن الآن اذا أتيت بمائة بص تريد أن تشغلها في خط واحد فسوف تصدق لك بها وحدة النقل، وهذا أمر خاطئ، إذ لابد من توزيع البصات بشكل عادل، والدور المنوط بالوزارة القيام به هو وضع الاستراتيجيات هذه، والآن كل هذه الواجبات والمهام أصبحت غير موجودة، والدور الوحيد الذي تقوم به وحدة النقل الآن هو تحصيل الرسوم فقط، ولا تقدم أي خدمات أخرى والآن نحن- كقطاع خدمي- نعاني من إعفاءات التشغيل ويستنكر رداءة الاسبيرات وقطع الغيار عديمة الجودة التي ملأت السوق، وهذا دور هيئة المواصفات والمقاييس، ويتساءل: كيف لجهة رسمية أن تسمح بدخول قطع غيار وإطارات رديئة الجودة، قد تؤدي الى مصرع عشرات الأشخاص .

التيار

تعليق واحد

  1. صدقت يالكتيابى ديل ماهمهم إلا تحصيل الرسوم اما مقابل فلايوجد واين وجد المقابل من هذه الحكومة فى أى مرفق من مرافقها فقط تأخذ ولا تعطى ولكن هانت وسوف لن يدوم هذا الظلم ولكل ظالم نهاية .

  2. لن يطول الزمن…سوف ترتفع اسعار التذاكر…الخلل فى ارتفاع صرف الدولار…بس الزيادة حتكون كبيرة وخيالية… وفى نفس الوقت واقعية…اسعار الاسبيرات ارتفعت 40% فى ظرف 4 شهور

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..