سكر النيل الأبيض (بداية التمرد)اا

بسم الله الرحمن الرحيم
سكر النيل الأبيض (بداية التمرد)

بقلم الأستاذ/ أحمد عيسى محمود
[email protected]

المشاريع التنموية الكبرى التي ظهرت مع مشروع الإنقاذ الحضاري، لها ((بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ)). رحمةً لمن (أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) إنقاذياً ما قبل يونيو (89) أو ما بعد فتح مكة.. وفتح مكة للذين لا يعرفونه في قاموس البعث الحضاري هو تحريف الكلم عن مواضعه حيث يقصدون بها الانقلاب المشئوم.. ولكن كلمة الانقلاب غير مقبولة مع روح الإسلام السمحة. ولكن شياطين الإنس أصحاب المشروع المشئوم لم تخونهم لغة الضاد يوماً ما في استجلاب مفردة تزر الرماد في عيون المتابع المسكين.. أما عذاباً لم قال (لا) للمشروع جملةً أو تفصيلاً.. حتى ولو كان من باب النصح.. فمصيره الحرمان من أبسط مقومات الحياة التي كفلتها له جميع الديانات السماوية والوضعية.
ومما يؤسفنا أن ما يسمى بالمشروع الحضاري تطور مع الزمن وأضاف لما سبق من تصنيفات مبنية على (مع أو ضد) التي قام عليها، تصنيفاً آخر ألا وهو التصنيف العرقي والجهوي. فما من متقدم لوظيفة إلا والسؤال عن القبيلة والمنطقة حاضراً في ذهن المسئول عن التوظيف.. فإن كنت من ولايتي نهر النيل أو الشمالية وكنت إنقاذي المبدأ أو الهوى فأنت صاحب الحظوة الكبرى.. وإن كنت من هاتين الولايتين ولم تكن ضمن مركب البعث الحضاري. فتأتي في المركز الثاني في الوظيفة.. أما إن كنت غير ذلك وتحمل شهادات كبرى من أفضل الجامعات وأندر التخصصات فمصيرك سوق الخضار وباب الحافلات السفرية (كمساري) وحتى هذه الوظائف البسيطة لا تسلم من المطاردة الإنقاذية من ضرائب وكشات … إلخ.
ومن ضمن المشاريع العملاقة السالفة الذكر مشروع سكر النيل الأبيض. هذا المشروع الرائد في نظر البسطاء هو كلمة حقٍ أُريد بها باطل.. مشروع جاء ليمكن فئة قليلة من الناس على رقاب أهل المنطقة.. فما من مركز متقدم في إدارة المشروع إلا وتجد أسماء مثل ((التني أومحمد الحسن أو تاج السر أو محمد خير)) مسئولاً فيه. أما أهل المنطقة فمصيره على أعلى تقدير الكدنكة (آلة من آلات حفر الأرض).. فبالله عليكم هل هذا المشروع قام من أجل مواطن المنطقة في المقام الأول وخدمة بقية أهل السودان؟؟؟.
والسؤال الذي يطرح نفسه يا أهل المشروع الحضاري المأزوم ما لكم كيف تحكمون. فلنعقد مقارنة بيننا وأهل الشمالية جراء قيام تلك المشاريع. فأهل الشمالية قد تضرروا من قيام سد مروي فهذا لا يتناقش فيه اثنان ومشروع سكر النيل الأبيض تضرر منه أهل المنطقة ولكن ما هي المعايير التي اتخذتها حكومة المركز المكونة غالبيتها من أولاد نهر النيل والشمالية لحل مشاكل أهل المنطقتين. فأهل الشمالية لقد قامت حكومتنا الرشيدة ببناء أفخم البيوت العصرية والمشاريع الخدمية من ماء وكهرباء ومدارس ومستشفيات وحتى النخلة المسكينة وجدت حظها في التعويض. وهذا في نظر جميع الفطر السليمة مقبول.. ولكن ما هو نصيب أهل النيل الأبيض من التعويضات؟؟؟. لقد تفتقت عبقرية أصحاب المشروع الرسالي أولاً على طرد أهل المنقطة من منازلهم بليل وجلب الآلات الثقيلة تحفر أرضهم التي يتعايشون منها. وللمسافر على الطريق الذي يربط ما بين الخرطوم وكوستي يلاحظ أن المسافة ما بين النيل والطريق تتراوح ما بين ثلاثة وسبعة كيلومترات. ومتوسط هذه المساحة خمسة كيلومترات. وهذه المنطقة مكتظة بالسكان. فزادت حكومة المركز المبلل طين عندما هجّرت القرى الكثيرة الساكنة ما بين الجزيرة والنيل الأبيض في هذه المساحة الضيقة. ولم تضع في الحسبان أن مواطن المنطقة يعتمد في كثير من حياته على الحيوان. ولم تضع في خارطة المشروع أماكن للمرعى. بل زاد الأمر سوءاً عندما تركت الناس بلا مأوى يسكنونه فيه. فالسؤال الذي يطرح نفسه هل بعد الذي ذكرته في المقارنة ما بين سكان النيل الأبيض والشمالية هناك أدنى مجالاً للشك بأن المشروع الحضاري لم يصنف الناس على الجهوية والقبيلة!!!.
ولقد نظرنا في جميع بقاع الدنيا لم نجد شبيهاً بحالنا إلا الضفة الغربية في فلسطين حيث الآلات الثقيلة تحفر وتهدم مباني الناس، والمستوطنات كل يوم يتم بنائها في فلسطين ويتم طرد الفلسطينيين. وكذلك نجد وعلى طول الطريق الأسفلتي مستوطنات من نوع آخر ممثلة في الاستراحات الكثيرة حيث باعت حكومة المركز أرض بحر أبيض لناس من خارج المنطقة. فيا مركزنا ألم تعلم بأن الجنوب الجديد يبدأ من جبل أولياء!!!. ألم يدور في ذهنك بأن العقلية السودانية تبدلت وما عاد السودان كما كان في أيامكم الأولى!!!. فيجب عليكم مراجعة الوضع الراهن حتى لا ندخل في تمرد جديد في النيل الأبيض وحينها لا ينفع الندم. فلا ينطبق عليكم قوله تعالى: ((فَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا قَوْمِ لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالَةَ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِن لاَّ تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ))

تعليق واحد

  1. هذا المشروع موجود قبل عمر البشير يكون عسكرى بدبورة وارجع الى ملفات وزارة الصناعة والزراعة والمالية
    ومنطقة النيل الابيض من المناطق البنسميها لحم راس وعايشين اسرة منذ مائات السنين ونحن بعلمنا وترابطنه الاسرى لن نكون كما تتوقع واذا المشروع بعمل كل هذه المشاكل كانت كنانة تكون اسواء من مقديشو وسوق بكارة
    والمابعرف النيل الابيض ارض العلم وخليل عثمان وبخت الرضاء يبعد عن التفسير الذى به حقد وتضليل للعامة وماعملته الانقاذ للنيل الابيض هذا واجب منها نحو مواطن صبر وقدم مثل منصور محجوب وعمر نوالدايم وخليل عثمان وبدرالدين سليمان وغيرهم وغيرهم
    عزيزى لاتحلل بسبب اهواء سياسية دون المعرفة بطبيعة المنطقة واهلها حتى لاتسىء الظن فى اهل العلم والمحبة والترابط الاسرى ووفق الله الجميع

  2. بخت الرضا انت لم تعرف عن بحر ابيض اي شيئ لا جغرافيا ولا تاريخ ولابشر ولا حيوان انت الجاهل فعلا لانك تلمع الما بلمع واهلنا في بحر ابيض استعملت مهم الحكومة كل انواع القتل حتي في الاشهر الحرم في منطقة الاعوج حيث المشروع الذي تملكة دولة الصين الصديقة وانت لو كنت تعرف اهل الاعوج وما حل بهم في دارهم من عساكر الدولة الفاسدة لما قلت ذلك نحن قد نهبت اراضينا كلها لنجاح المشروع الحضاري والمهندس الذي يتم تعينه من البلد راتبة لايتعدي 250 الف بالقديم ويتم تعينة موسمي اما الاسماء التي ذكرها الاستاذ احمد عيسي هي المستفيد الاول وصاحبة المزايا والعربات اخر موديل وانا هنا اناشد كل محبي بحر ابيض ان يقولوا كلمتهم

  3. اكبر فضيحة للجيش السوداني الذي لم يستطيع مقاومة شرزمة من الجنوبيين الذين احتلوا نصف السودان و ما هو الثمن الذي اخذته حكومة البشير مقابل تفريطها في جنوب السودان

  4. المفروض تحدد ذلك حكومة الانقاذ و ليس الجهات المتنازع معها
    اذا كان و لا بد من تقسيم السودان الي دويلات كما قررت امريكا
    1- فتعتبر الحدود الطبيعية للنيل شمالا من نصيب السودان الشمالي
    و جنوب النيل الابيض و بحر العرب من نصيب الجنوب
    2- اما الغرب فاقصي الغرب الذي يبدا من نهاية الخط الذي يفصل
    بين الحدود الليبية و تشاد في اقصي الغرب
    علي خط ما عدا ابيي تابعة للبقارة
    وا اسفي علي جنوب السودان الذي فرطة فيه حكومة الانقاذ

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..