مواجهات وصفقات.. طلاق بين الإخوان والجماعة الإسلامية في مصر

تصريحات أمين التنظيم الدولي للإخوان إبراهيم منير تكشف أسلوب الجماعة في التخلي عن الحلفاء حال انتفاء المصالح.
العرب
أحمد جمال

جماعة متقلبة

القاهرة – رسخت الخلافات الأخيرة بين تنظيم الإخوان والجماعة الإسلامية في مصر، محاولات الجماعة التقليل من الخسائر السياسية المتوالية، والحصول على أكبر قدر من المكاسب الممكنة، وهو أمر تكرر في مناسبات عدة.

وظهرت تجليات الخلاف في مواقف عدة، خصوصا كلما حاول الإخوان الكشف عن وجه معتدل في توجهاتهم، حيث يتعمد التنظيم رمي الكرة في الملعب الآخر، وتحميله مسؤولية أعمال العنف التي ترتكب في مصر.

ويقول مراقبون إن الإخوان غاضبون من علاقات بدأت تتطور بين الجماعة الإسلامية وأجهزة أمنية مصرية تعمل تدريجيا على عزل الإخوان عن حلفائهم التقليديين.

وفي مارس الماضي، أطلقت السلطات المصرية سراح 10 قياديين إسلاميين متهمين بقيادة ?تحالف دعم الشرعية?، على رأسهم مجدي قرقر، القيادي البارز في حزب الاستقلال الإسلامي.

وشعر الإخوان أن قادة الجماعة الإسلامية قد بدأوا في التراجع عن مواقفهم منذ انهيار ?تحالف دعم الشرعية?.

وكشفت التصريحات التي أدلى بها إبراهيم منير أمين التنظيم الدولي للإخوان في جلسة استماع نظمتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس العموم البريطاني الأسبوع الماضي، عن وجه جديد للطلاق السياسي بين الجانبين، وحملت تخليا صريحا عن الجماعة الإسلامية، بعد أن حملها منير مباشرة مسؤولية أعمال العنف خلال حقبة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك.

وسرعان ما هاجمت قيادات في الجماعة الإسلامية منير.

الجماعة الإسلامية: تصريحات الإخوان ليست مفاجأة، لأن تصرفاتهم دائما مخزية

وقالت القيادات في الجماعة، التي تضم أطيافا مختلفة من التيار السلفي، أن قيادات الإخوان اعتادت إلصاق التهم بالآخرين عندما تريد التنصل من اتهامها بممارسة العنف، لا سيما أمام المحافل الغربية والأميركية، بينما لا تملك الجماعة ما يثبت اتهامها.

ورد المكتب الإعلامي للجماعة في مصر على اتهامات الإخوان. وقال إن تصريحات الإخوان ليست مفاجأة، لأن تصرفاتهم دائما مخزية، وهم على استعداد لبيع كل شيء من أجل الحفاظ على التنظيم.

وأضافت مصادر محسوبة على الجماعة الإسلامية، أن تنظيم الإخوان يسعى إلى حل أزمته الداخلية المحتدمة على جثث الآخرين، ومحاولة إلصاق تهم العنف بهم، أملا في الحفاظ على الوجه المعتدل الذي يتم الترويج له بهمة ونشاط في الآونة الأخيرة، بعد أن وجهت دول غربية عدة أصابع الاتهام إلى الإخوان كرافد للكثير من الجماعات المتشددة.

وبحسب باحثين متخصصين في مجال الحركات الإسلامية، اعتادت جماعة الإخوان التخلي عن حلفائها حينما تقتضي المصلحة السياسية ذلك، وهو أمر ثابت في عقيدتها.

وقال أحمد غباشي، أستاذ تاريخ الجماعات الإسلامية لـ?العرب?، إن توزيع الاتهامات لم يكن من قبل جماعة الإخوان فقط، بل الجماعة الإسلامية وغيرها من جماعات الإسلام السياسي الأكثر تطرفا، إذ اعتادوا على الصراع الكلامي منذ أول انفصال تم عن جماعة الإخوان في عام 1940.

ويرى كثيرون اتهامات إبراهيم منير للجماعة الإسلامية نقطة تحول فاصلة في العلاقة بين الإخوان والجماعة المتشددة، وعلامة النهاية في التحالف المتذبذب منذ احتجاجات 30 يونيو 2013 التي أطاحت بحكم الإخوان المسلمين في مصر.

وأعلن عبود الزمر، القيادي البارز بالجماعة الإسلامية، مؤخرا تبنيه خيار تجميد العلاقة مع الإخوان. وأكد أن جماعته ستعقد جمعية عمومية خلال أيام لبحث قرار واضح بتجميد العلاقة مع جماعة الإخوان المسلمين.

وقال هشام النجار، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية لـ?العرب?، إن ?تحميل حركة الإخوان لحلفائها مسؤولية العنف أمر متوقع منذ البداية، وسوف يلقى رواجا لدى الغرب الذي يشعر برغبة في غسيل سمعة الإخوان وضرورة تدويرهم في المشهد السياسي من جديد?.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..