لوك إيمل يكشف ل كواليس فترته المثيرة بالمريخ السوداني

خلال فترة عمل لم تتجاوز 6 أشهر فقط منذ بداية العام 2016، جلس البلجيكي لوك إيمَل على مقعد المدير الفني بفريق كرة القدم بنادي المريخ السوداني، وخاض الرجل غمار التنافس المحلي والقاري، في ظل ظروف إدارية ومالية معقدة ومشكلات ظلت خافية كشف عنها الكثير والمثير في حواره مع “”.. وذلك بعد أن انتهت العلاقة بينه وبين النادي السوداني الأحمر بنهاية مايو/ أيار الماضي.
كيف يمكن أن تصف فترة عملك بالمريخ؟
فترة عملي بالمريخ كانت صعبة للغاية، معلومة هي الظروف السيئة التي كنا نعمل خلالها، الرواتب متأخرة أو لا رواتب، التنظيم أيضا لم يكن جيدا بنسبة 100٪ إذا ما قارناه مع الماضي، فالفريق بات يسافر لوقت طويل، وبصورة متعبة، ولم يسافر عبر طائرات ورحلات خاصة.
كما خاض الفريق الكثير المباريات في وقت قصير، وجميع صفقات اللاعبين الجدد تمت قبل التعاقد معي، ولكنني كنت أعرف أن هذا الأمر لن يكون سهلا أبدا. أنت عادة كمدرب عليك فقط أن تركز على عملك في أرض الملعب، ولكن خلال فترة عملي كان علي أن أركز على الكثير من الأشياء الأخرى، في محاولة مني لحل المشاكل وأن أُبقِي على الدافع في داخل اللاعبين الذين أدربهم.
بالنسبة للبقية، أستطيع أن أقول إنني التقيت كما هو الحال في كل بلد، ببعض الأشخاص الجيدين وبعض الأشخاص السيئين. ولكنني سوف أتذكر فقط الأشخاص الجيدين.
ما هي النجاحات التي تعتقد أنك قد حققتها مع الفريق السوداني؟
أولا أود أن أقول أنني أصبت بخيبة أمل كبيرة إزاء فشلي في تحقيق إنجازات كبيرة في أفريقيا، لا بأس بذلك، لكن في مراكش سرق مجهودنا بسبب سوء التحكيم، لكن كان يتوجب علينا إحراز أهداف أكثر حين لعبنا ضد الكوكب المغربي في ملعبنا.
أنا سعيد بتطور بعض اللاعبين مثل بخيت خميس وإبراهومة وشمس الفلاح وخالد النعسان، وسعيد أيضا لعلي جعفر الذين كان الجميع يطعن في قدراته الفنية قبل أن يثبت أنه قادر لأن يكون لاعبا أساسيا ومهما، الشيء نفسه بالنسبة لعمر بخيت الذين لم يلعب كثيرًا في الموسم السابق.
لقد قمنا بتطوير جانب السيطرة على الكرة وذلك بسبب تطبيقي الجيد لتدريبات جديدة قدمناها للاعبين، ولكن كانت تنقصنا الفعالية والكفاءة في الصندوق.
ما هي المشكلات التي ترى أنها شكلت عقبة رئيسية لعملك؟
الكثير من القضايا، أولا المشاكل المالية في الفنادق، والمشاكل المالية للاعبين والجهاز الفني ومشكلات الدوافع للاعبين ومشكلات الانضباط العالي “لائحة انضباط”، حيث لا تدفع المرتبات في الساعة واليوم المحدد، ومثلا كيف تخصم من المرتب حين يتأخر اللاعب عن التدريبات؟ أو حين لا يحضر للتدريبات؟
ثاني القضايا هو إصابات بعض اللاعبين مثل سالمون جاباسون المصاب منذ الموسم الماضي، وراجي في هذا الموسم والموسم الماضي، وعلاء الدين منذ الموسم الماضي، وبكري المدينة الذي تعرض للإصابة في حادث وقع لسيارته.
لقد خضنا 9 مباريات في 27 يومًا، وبعد ذلك لعبنا بشكل اعتيادي، ثم بعد ذلك توجب علينا خوض 5 مباريات في 15 يومًا، بما في ذلك مباراتين في دوري أبطال أفريقيا، إلى جانب رحلتا سفر طويلتين ومرهقتين إلى الجزائر لمباراة وفاق سطيف، وذلك أمر كثير جدا على لاعب كرة قدم، حتى في أوروبا لو طلب من اللاعبين لعب هذا الكم من المباريات سوف يتعرضون للإصابات.
ثالثا: وذلك كان موجودا في أي مكان، أنا لست متأكدًا من أن الجميع في المريخ بذل قصارى جهده لمساعدتي، في مثل أي مكان تجد الناس الجيدين وغير الجيدين، لكن تلك هي الحياة.
لكن بالنسبة لي أنا دائما ما أسعى لأبذل قصارى جهدي، وأن أبقى أكثر إحترافية بقدر ما أستطيع مع إظهار قلب أبيض وحسن سير وسلوك.
ما هو الشيء الذي توقعت أن تجده في المريخ ولكن حدث العكس؟
كما ذكرت سابقا، احترام البنود المالية للعقد، المزيد من الدعم والمزيد من المساعدة من اللجنة “للجنة التسيير” أو من بعض الأشخاص الذين هم حول الفريق، وجميع ما قلته من شأنه أن يجعل مهمة المدرب أسهل لأنه إذا كنت تعمل في ظروف جيدة فيمكنك فقط التركيز على عملك في أرض الملعب، وحينما يتوجب عليك أن تحكم أو تصل إلى شخص يمكنك القيام بذلك بدون أي مشكلة بل يمنحك ذلك وسيلة لتحقيق النجاح، لكن الأمور لم تكن كذلك.
ما هو رأيك في من يعتقدون أنك سبب فشل الفريق على المستوى الأفريقي؟
أنا جهزت الفريق لكل مباراة خاضها بصورة احترافية جدا بكل الوسائل التي أتيحت لي، ولقد دفعت من جيبي الخاص أكثر من 6200 يورو لشراء فايتمينات للاعبين، ودفعت مقابل الإقامة بالفندق لخبير التغذية لوسيان الذي أحضر معه تلك الفاتيمينات.
ومعلوم أيضا أننا حينما سافرنا إلى سطيف كنا نعاني من العديد من الإصابات، وأنا أتذكر أن مجلس الإدارة رفض سفر أكثر من 18 لاعبا إلى الجزائر على الرغم من أنني طلبت سفر 20 لاعبا، ورغم ذلك خضنا مباراة جيدة، ورغم ذلك ودعنا دوري الأبطال بسبب الأخطاء الفردية التي ارتكبناها في المباراة الأولى بملعبنا بينما كان الهدف الثاني في ذات المباراة من تسلل.
في مباراتنا ضد الكوكب المراكشي، لعبنا بشكل جيد في ملعبنا لكننا فشلنا تسجيل أكثر من هدف وقد ضاعت لدينا فرصتان مضمونتان لبكري المدينة ورمضان عجب في مواجهة مباشرة مع المرمى، في مباراة العودة بمراكش، سرقنا من قبل حكم المباراة الذي احتسب ركلة جزاء وهمية بعد 12 دقيقة من البداية، فقد كان اللاعب متسللا كما أن مدافعنا بخيت خميس لم يلمسه، أما ركلة الجزاء الثانية يمكن مشاهدة أن مصعب عمر لمس اللاعب لمسة خفيفة جدا ولا يمكن مشاهدتها إلا عن طريق الكاميرا التي خلف المرمى.
لكن حسنا، أعتقد أنني بذلت قصارى جهدي، لكن للأسف هذا الجهد لم يكن كافيا لتأهل المريخ ولذلك من المؤكد أنني أتحمل جزء من المسؤولية.
من هم اللاعبين الذين نالوا إعجابك بالمريخ؟
أنا أحب كل لاعبي فريقي لكن يعجبني أكثر اللاعبين الذي يعملون بجد كبير في التدريبات، والذين دائما يقدمون أقصى ما عندهم في الملعب، أحب اللاعبين الذين لديهم أسلوب حياة خاص وأولئك اللاعبين المنضبطين. أولئك الذين يقدرون أنفسهم.
ما هو تقييمك للاعب السوداني؟
هو لاعب كثير المهارات، ينقصه التكوين الأكاديمي “أساسيات كرة القدم”، ينقصه أسلوب حياة “عاداته”، لكن معظمهم يعملون بشكل جيد في الملعب.
ما هي المشاكل التي تعاني منها الكرة السودانية؟
تنظيم المباريات، وحالة بعض الملاعب في داخل السودان، وعقلية بعض المدربين الذين لا يحاولون لعب كرة قدم، بل فقط يحاولون اللعب بطريقة دفاعية.
أنت حينما تلعب ضد فريق جيد دائما تكون لديك فرصة لتحقيق الفوز، وربما في بداية المباريات الكبيرة ستخسر، إذا ما حاولت أن تجاري منافسك في اللعب، لكن لاعبيك سوف يتحسنون وسيكتسبون الثقة في أنفسهم، لأنهم سيروا أنهم قادرون على اللعب بشكل جيد أمام الفرق الكبيرة في التنافس، وفي النهاية سوف تبدأ في تحقيق الفوز على الفرق الكبيرة.
مشكلة أخيرة في الكرة السودانية، هناك بعض الناس، في بعض الأحيان، لا يعملون لأجل ناديهم بل لأجل مصالحهم الخاصة.
أخيرا.. ما هي وجهت نظرك الخاصة في مستقبل المريخ؟
الله وحده يعلم، لكنني أريد أن أشكر جميع مشجعي المريخ الذي ساندوا ودعموا عملي، ولقد كنت سعيدا جدا عندما أكون داخل الملعب، وبالنسبة إلى أولئك الذين انتقدوني، أقول لا مشكلة، فقد ساعدوني على العمل بجدية أكبر.
كووورة