إخوان السودان .. رحلة الهبوط إلى الهاوية .. «ما طار طير وارتفع ألا كما طار وقع»..

كتبت – سمر مدحت

«ما طار طير وارتفع ألا كما طار وقع».. هكذا تمثل تاريخ فرع جماعة الإخوان في السودان، بعدما مر بمحطات من الصعود منذ تأسيسه عام 1949، تلاها مراحل عديدة من الانهيار والانشقاق، لاسيما بعد دخوله في نفق مظلم، بالانقلاب على المراقب العام.

خطوة مفاجئة أقبلت عليها جماعة الإخوان في السودان، الأربعاء، حيث أصدرت بيانًا رسميًا، أعلنت فيه انقلابها على المراقب العام للجماعة الشيخ «علي جاويش».

وتحدث رئيس مجلس شورى الجامعة في الخرطوم عن هذه الخطوة قائلًا: «عقد مجلس شورى الإخوان بالسودان جلسة طارئة مكتملة النصاب؛ لمناقشة بيان المراقب العام السابق الشيخ علي جاويش الذي أصدره فى 6 رمضان 1437هجريًا، عطل بموجبه المكتب التنفيذي ومجلس الشورى، وألغى قرار قيام المؤتمر العام المقرر سلفًا من أجهزة الجماعة».

وتابع: «مما يعد خرقًا للقانون الأساسي للجماعة، وتجاوزًا للصلاحيات الممنوحة للمراقب العام بموجب القانون الأساسي وتعديًا على أجهزة الجماعة الرئيسية».

وأضاف: «وبعد مداولات واسعة أصدر مجلس الشورى القرارات التالية، والتي تتمثل في إعفاء الشيخ علي محمد أحمد جاويش، من منصب المراقب العام، وانتخاب الشيخ الدكتور الحبر يوسف نور الدائم مراقبًا عامًا مُكلفًا حتى قيام المؤتمر العام للجماعة، واستكمال المكتب التنفيذي للجماعة، وتأجيل قيام المؤتمر العام لينعقد بعد عيد الأضحى المبارك».

هذا الانقلاب العلني على المراقب العام للإخوان، مرت قبله الجماعة بمحطات عديدة، وشهدت خلالها انقلابات وانشقاقات كثيرة.. وتستعرض «الدستور» في التقرير التالي تاريخ جماعة الإخوان في السودان منذ النشأة حتى الانقلاب الأخير.

«النشأة»
لم تختلف نشأة جماعة الإخوان في السودان عن باقي الأفرع بالدول العربية، فكان العمل الدعوي هو بوابتها الأولى، وسرعان مع أغرها بريق السياسة، تحت زعم التحرر من التدين التقليدي الخالي من أي عمل سياسي أو ثوري.

البداية.. كانت عند مؤسس فرع الجماعة الأم في مصر حسن البنا، الذي فور تأسيسه للأخيرة سعى لنشر أفكاره في أنحاء الدول العربية، حتى استطاع تكوين أفرع له وقيادات معروفة في كلًا من: «مصر، السودان، تونس، ليبيا، الأدرن..».

ويعد عام 1949، هو الميلاد الرسمي لجماعة الإخوان في الخرطوم، بعدما بدأت تتبادل الزيارات مع الجماعة في مصر، وعقد أول لقاء بينهم، على يد عبدالحكيم عابدين، أمين عام جماعة الإخوان المسلمين، ومستشار رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة، والقيادي الإخواني جمال الدين السنهوري، من أجل شرح فكر الجماعة وتأصيل وجودها وإيديولوجيتها.

«الانتشار»

عقب هذا اللقاء، اتجه كلًا من السنهوري وعابدين لنشر الفكر الإخواني، حيث سافر الأول إلى مصر ومعه وفدًا من طلاب السودان للتعلم من المجتمع الإخواني، وطاف عابدين مدن السودان الكبيرة، رافعًا راية الدعوة إلى الإسلام باسم الإخوان.

وبدأ الفكر الإخواني ينتشر في السودان، على يد أول أسرة سودانية كونها الشيخ علي طالب الله، على نفس نهج أسر جماعة الإخوان في مصر، بعدما تم اتصال بينه وبين البنا، والذي اقنعه بأن هذه الأسرة ستكون البذرة التي ستؤدي إلى نشر فكر الجماعة في الخرطوم.

وانتقل تفكير البنا من تكوين أسر سودانية تدين بمنهج الإخوان إلى تغلغل هذا الفكر في الأجيال الجديدة والطلاب، حيث ظهر في إبريل عام 1949، أول فرع للإخوان في السودان، خلال دراسة الطلاب السودانيين في مصر، وتعرف الكثير منهم على أيديولوجيا الجماعة، وأخذوا يبشرون بها في السودان.

وتأصل نشاط نشاط مجموعات الإخوان داخل الجامعات السودانية، خلال فترة الأربعينيات، وكان الطلاب الجامعيين هم الدعم الأكبر للحركة.

وكان المؤتمر الذي عقد عام 1954، بهدف توحيد كل التيارات المقتنعة بفكر الجماعة في السودان، نقطة فاصلة في تاريخ الإخوان، اللذين كانوا في هذه الفترة عبارة عن مجموعات مختلفة مُمثلة للإخوان لها نفس الفكر، وكان من نتائج المؤتمر، التصويت على إنشاء منظمة موحدة تتبنى أفكار الأب الروحي للجماعة حسن البنا.

«إخوان السودان ومصر»

توطدت العلاقة بين الجماعة الأم في مصر والسودان، عام 1948، بعدما صدر حكم بحل الأولى، حيث هاجر عدد كبير من الإخوان المصريين إلى السودان، وأسهم ذلك في تركيز الجهود لبناء حركة إخوانية شاملة لكل الدول العربية، ووجود تنظيم دولي.

«الانشقاقات»

وشهدت الجماعة في السودان عددًا من الانشقاقات خلال أعوامها الـ67 كالأتي:

– الحزب الاشتراكي الإسلامي، الذي تأسس عام 1949، على يد طلاب جامعة الخرطوم، ضد موجة الشيوعية والإلحاد بالجامعة.

– الإخوان المسلمون في السودان، تيار آخر انشق عام 19554.

– جبهة الميثاق الإسلامي تأسست عام 1964، وهي تحالف إسلامي بين الإخوان والسلفيين والطريقة الصوفية، وقاد المكتب التنفيذي القيادي الراحل محمد صالح.

– الجبهة الإسلامية القومية، أسسها الدكتور حسن عبد الله الترابي عام 1986، فرغم كونه مراقب عام للجماعة في هذه الفترة، انشق وحاول تأسيسي كيان جديد.

– جماعة الاعتصام بالكتاب والسنة، انشقاق آخر وقع في جماعة عام 1991 حيث تم انتخاب الشيخ سليمان أبو نارو رئيسًا لجماعة الإخوان.

– حزب المؤتمر الوطني الحاكم، تأسست عام 1994، اعتبر وعاء يضم جميع الطوائف والأديان السودانية.

– حزب المؤتمر الشعبي، أسسه حسن الترابي عام 1999، ليكون حزبًا معارضًا للرئيس البشير.

«التدهور»
وعقب هذه الانشقاقات اتسمت الجماعة بعدم التوازن بين الحركة الدعوية، والنشاط السياسي، الذي يتطلب حركة يومية لكسب الأصوات والمعارك الانتخابية والتحالفات السياسية، كما أن غياب دور الجماعة في مصر عن رعاية الإخوان في السودان، أدى إلى جلعها محلية، وليس لها انتشار.

الدستور

تعليق واحد

  1. اذا كان الرافع الي الفكر سياسي براغاماتي وليس توعويا مرتبطا برنامج اصلاح لحمته العدالة الاجتماعية وسداه التداول تظل الانشقاقات واردة ومتصلة ومتزايدة.

    تيرمومتر الاقتراب من السلطة اصبح يمثل الرافع والخافض في ان .

    ثالثة الاثافي هي ما يحمله الفكر في جوفه مستندا علي حرق المراحل..لا التدرج عبر برامج التنمية لمعالجة قضايا الناس لا اقتلاعهم.

  2. الاسلاميين متمسكييين بالدنيا بعد ما ضاقوا نعيمها
    وما ح يفرطوا في ملزاتها
    ههههههه يعني باختصار ما عايزيين يموتوا
    والحاصل في السودان عنكبه كبنكه بجيب الموت

  3. اذا كان الرافع الي الفكر سياسي براغاماتي وليس توعويا مرتبطا برنامج اصلاح لحمته العدالة الاجتماعية وسداه التداول تظل الانشقاقات واردة ومتصلة ومتزايدة.

    تيرمومتر الاقتراب من السلطة اصبح يمثل الرافع والخافض في ان .

    ثالثة الاثافي هي ما يحمله الفكر في جوفه مستندا علي حرق المراحل..لا التدرج عبر برامج التنمية لمعالجة قضايا الناس لا اقتلاعهم.

  4. الاسلاميين متمسكييين بالدنيا بعد ما ضاقوا نعيمها
    وما ح يفرطوا في ملزاتها
    ههههههه يعني باختصار ما عايزيين يموتوا
    والحاصل في السودان عنكبه كبنكه بجيب الموت

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..