الشهادة السودانية.. نجاح بطعم الفشل

اسماء محمد جمعة

امتحانات الشهادة السودانية لهذا العام صَاحبتها الكثير من المشاكل المُتمثلة في عمليات التزوير والغش من قِبل بعض الطلاب الأجانب والتي وضعتها على المحك وهي الشهادة المُميّزة التي عرفت في المُحيط العربي بقوتها مما فتح الباب أمام الشائعات التي تناقلها الناس عبر وسائل التواصل الاجتماعي والتي أقلقت مَضاجع كل الشعب السوداني الذي لا ينقصه التحسر على الشهادة السودانية. تلك الشّائعات استمرت حتى قبيل المؤتمر الصحفي لوزارة التربية، ولسنا بمجال أن نحكي عن تلك الظروف التي رَافقت الشّهادة السُّودانية منذ أن بدأت وحتى المُؤتمر فكل بيت تَابعها بدقة ويَعرف التّفاصيل.

الحقيقية ليست هي المرة الأولى التي تتعرّض فيها الشهادة السودانية لهزّة، فخلال الـ 27 سنة الماضية واجهت الكثير من المَطَبّات العالقة بالأذهان، ولكن الأمر في مُجمله يعكس عن المَصير المُخيف الذي تتجه نحوه، فالظرف الذي يعيشه السُّودان نتيجة سياسات الحكومة جعل كل مُؤسّسات الدولة تعيش حَالة فَوضى، ولكن يَصبح الأمر أكثر خُطورةً حين يتعلّق بوزارة التربية والتعليم المناط بها صناعة العقول.

الشّهادة السُّودانية لهذا العام كَشَفَت تماماً فشل الحكومة في ضَمان تَعليم أسَاسِي قَادر على تأهُّل الطلاب لمُستوى يمنحهم القُدرة على مُواجهة الحياة بعقل مُتفَتِّح حتى وإن لم يُواصلوا تعليهم الجامعي، فالقراءة الكلية هذا العام أكّـدت تَمَاماً أنّـه انهار.
جَلسَ للشهادة السُّودانية هذا العام 459995 ألف طالب وطالبة بنسبة نجاح بلغت 73.7%، الوزيرة سعاد عبد الرازق قرأت هذا النسبة باعتبار أنها نجاح يُحسب لها والسلام، ولم تخبرنا عن تفاصيله والتي إن غُصنا فيها سنجدها مُؤلمة ولا تستحق أن تُسمى نجاحٌ وإن افترضنا ذلك فهو نجاحٌ بلون وطعم الفشل، فالنجاح الذي يجعل الطالب يحرز مجرد نسبة لن تسمح له إلاّ بالذهاب الى الشارع لا يُمكن أن يُسمى نجاحٌ.

الحقيقية أثبتت أن الغالبية العُظمى من الطلاب لن يكون بمقدورهم دخول الجامعات وأقل من سبعين ألف طالب فقط شهاداتهم تستوفي شروط القبول للبكالوريوس حسب قوانين الوزارة التي لا تقبل ترشيح طالب ساقط في أي من المواد، وحتى من استوفوا الشروط فأغلبهم ستقف نسبهم عائقاً أمام رغباتهم ونضع بين أيديكم تفاصيل ذلك النجاح المُر:

من جملة العدد الكلي للطلاب المذكور أعلاه هناك 92032 رسبوا في اللغة العربية و24207 في اللغة الإنجليزية 44619 في الإسلامية و64841 في الرياضيات الأساسية و35839 في الرياضيات المتخصصة و23599 في الفيزياء و29156 في الكيمياء و20140 في الأحياء و4052 في الحاسوب و58880 في التاريخ، أي أنّ هناك 397365 ألف طالب سقطوا في مادة أو أكثر. تبقى من العدد الكلي 67755 طالباً وهؤلاء إذا خصمنا منهم حالات الغش البالغ عددها 811 يصبح عدد النجاحين فعلاً 66944 ألف طالب، هذا هو إنجاز الوزيرة التي قالت إنّ نتيجة الشهادة السودانية هذه تؤكد وعي وفهم الطالب السوداني، وإن الطلاب في هذا العام قد أبرزوا إمكانيات ومهارات عالية من خلال هذه النتيجة، نعم أبرزوا إمكانات ومهارات عالية تثبت أن الحكومة (خلتهم معلقين) على قولهم لا طالوا السماء ولا هبطوا الأرض.
السيدة سعاد وحكومتها ينظران الى ذلك الجُزء البسيط الملىء من الكوب أما الباقي فلا، ولذلك ستستمر الشهادة السُّودانية في التدهور، وإن كان هذا حصاد العام الحالي فَتوقّعوا الأسوأ العام القادم إن لم تقف الحكومة بأكملها ألف مرة على نتيجة هذا العام.

التيار

تعليق واحد

  1. 44 ألف قادين إسلاميه فعلا دا جيل المشروع الحضاري!!!! و أكثر 92 ألف قادين لغه عربيه كلام جميل نطالب بتنشيط دور الإتحاد الأفريقي و الإهتمام بلهجاتنا المحليه….

  2. التزوير والغش طال الجامعات الحكومية والخاصة أيضا . في جامعات السودان والخرطوم ومأمون حميدة يتم تسريب امتحانات بعض الكليات لبعض الطلاب ويتم تعديل نتائج الطلاب والطالبات من ذوي الصلة والقربى بطاقم التدريس أو الادارة أو الطلاب والطالبات الاغنياء.

    هي بقت على الشهادة السودانية . يمكن تكون الشهادة السودانية احسن . البلاء طامي . على الصحافة ووزارة التربية والتعليم مباشرة أدوارهم في الرقابة والمحاسبة.

  3. هذه إحصائيه دقيقه غير قابله للعك والعجن كلام واضح ولكنه جداً فاضح ، وكان ينبغي أن يتم سرده بشفافيه وعرض الأمر علي أصحابين الخبرة في مجال التعليم للتداول ووضع الحلول الناجعه وكان ينبغي للوزيرة أن تقدم إستقالتها فور أعلان هذه النتيجه ولكن للأسف ويا للأسف ده كله لم يحصل والخوف أن تتعرض كاتبة المقال للإعتقال لأنها فضحت الجماعه .

  4. المصيبة ليس فى الشهادة السودانية ولا فى اى انجاز فى مناحى الحياة فى بلادى انما المصيبة الكبرى فى اولائك الاغبياء الذين نصبوا انقسهم علماء يفتون بمالايعلمون فبالله هل هناك جهل اكبر من هذا التحليل وعليه سؤال بسيط هل لك بان ان تخبرنا كم طالب من الراسبين رسب فى اكثر من مادة وقمت باضافته كل مرة ياخى روح اتلم ماقمت به علم لحاله اسمه الاحصاء ولاتتم بهذه الطريقه الجاهله لكنه دليل لما وصل اليه مستوى المنتقدين من الافلاس

  5. ده اخر مسمار يدق في نعش الدولة السودانية فانهيار التعليم يعني انهيار الامة.كنا في يوم من الايام نتباهي بجامعاتنا واساتذتنا ودكاترنا اما الان فحدث ولا حرج!!!!!!!!!!!!

  6. لنكن اكثر دقة، قد يكون الطالب الواحد راسب في اكثر من مادة، و هو امر وارد تماما. اكيد الشغلانة مضروبة و لكن ذلك لا يمنعنا ان نكون اكثر دقة مع تحياتي للاخ اكرم.

  7. تزييف الشهادات والعملات تجارة رائجة ومربحة وموجودة في كل بلاد العالم وتتم بطرق مختلفة منها المباشر ومنها الغير مباشر ؟؟؟ المباشر هو أن تشتري شهادة مزيفة عديل وتريح بالك ؟؟؟ من الهند من أميركا من الصومال أو مصر أو السودان الخ والمجرم المزييف لا يفرق بين البلدان فلن يقول لك واالله أنا بزييف ليك شهادة الصومال لكن شهادة ألمانيا ما بزيفها ليك لأنة الألمان بيزعلوا مني ؟؟؟ وكله بي ثمنه؟؟؟ وغير مباشر وهي أن تخلص سنين الجامعة فقط لنيل الشهادة وليس للفهم المطلوب وإجادة المهنة وذلك بطرق ملتوية أو بمساعدة الأصحاب والغش وبعض الأساتذة الفاسدين ومرتشين وبالجلالة تتخرج وتطلع شاهد ما شافش حاجة لا تفهم في الفول والا الكوارع ؟؟؟ أو تكون الجامعة نفسها ليس بها أي من مقومات الجامعات المحترمة ! لا مباني أو تجهيزات أو كادر تدريسي وطني وأمين وقدير وكذلك لا مناهج ومراجع مواكبة وتكون هي في وادي والعالم في وادي آخر وتخرج كوادر مزيفة لا علم ولا لغات ولا حتي أناقة ؟؟؟ هل تعرفون في أي بلد مثل هذه الجامعات ؟؟؟ معظم عظماء العالم يعرفون بإنجازاتهم وليس بشهاداتهم وألقابهم دكتور بروف ؟؟؟ آينشتاين وبل غيتس الذي غير العالم في مجال الحاسوب وسنكلر الإنجليزي الذي إخترع الموبايل ليس لهم شهادات وإنما إبداعات وهذا لا يعني أن الشهادات المحترمة ليس لها قيمة ولكن يجب أن يتبعها إنجاز أو نتيجة تخدم البشرية ؟؟؟ والتزييف الغير مباشر هو أخطر نوع من التزييف لأن الخريج يأتي ومعه شهادة أصلية ومختومة بعشرات الأختام والتوقيعات وموثقة من كل الجهات الرسمية وحاملها لا يفرق بين النيل الأبيض من الأزرق ؟؟؟ في البلدان التي بها حكومات وطنية جادة لا ينظرون الي الشهادة ويصدقونك إذا قلت لهم إنك مهندس أو طبيب أو سباح الخ ومن أول يوم تعيين يأخذونك لحوض السباحة فإذا سبحت بالسرعة المطلوبة والجودة المعقولة فانت فعلا سباح لا جدال في ذلك ولا داعي لفحص شهادتك إن كانت مزورة أم لا ويتم تعيينك ويستفاد منك وأما إذا غرقت فرحمة الله عليك ؟؟؟ وهكذا في كل مهنة ؟؟؟ أما في البلدان التي يمكن تعيينك فيها فقط بالشهادة أو الواسطة أو القرابة ولا أحد يطلب منك عمل محدد بنوعية وجودة مطلوبة وتكون مسؤول عنها وتحاسب عليها ؟؟ فمثل هذه البلدان ستكون جنة للكذابين والمنافقين والدجالين ويكثر فيها المتاجرين بالألقاب بروف ودكتور وهلم جررر وخاصة لو فبركها من فرنسا أو أميركا مع ملاحظة أن بعض الطيبين والسذج يعتقدون أنك لا يمكن تفبرك أي تغش شهادة من فرنسا أو لندن أو أميركا ولكن ممكن تفبركها من مصر أو الهند الخ ؟؟؟ وعلي سبيل المثال عسكري كذاب ودجال ومنافق لا يعرف أن يحكم ويكوون هو وعائلته وأصحابه عصابة متمكنة من اللصوص تحكم بلد لها تاريخ وثروات طبيعية هائلة ؟؟؟ هل عرفتم من هو هذا البطل يا أعزائي ؟؟؟ ولمساعتكم في حل هذه الفزورة فهو يجيد الرقص ويموت في صحن الفول بالكمونية ومتزوج بعلتين ؟؟؟

  8. مقررات هلامية وحشو لا هدف له + ممتحن ساذج = نتيجة مضلللة ؟؟؟ ومنهج وطني مدروس ومواكب يهدف لتخريج شباب وطني واعي ومنتج يفيد الوطن + ممتحن وطني ذكي = نتيجة مثمرة ؟؟؟ التعليم في سوداننا الحبيب متخلف للغاية ولا زال يعتمد علي الحفظ والتلقين لمعلومات هلامية كثير غير مفيدة وكذلك سياسة الضرب والزجر والإرهاب الذي يصل أحيانا الي درجة الجريمة من الروضة حتي الجامعة حيث يسلط سيف التسقيط والفصل التعسفي وكذلك القتا بساطور أو سيخة من زملائه ؟؟؟ وتفتخر أكبر جامعاتنا بأنها تفصل 75% من الملتحقين بها ؟؟؟ يفتخر السذذج وهم كثر وعلي رأسهم اللص الكذاب المنافق سارق منصب رئيس الدولة المطارد من العدالة بأن خريجينا هم المفضلين في الخارج وينبهر ويتفاخر الكثيرين بهذه الحقيقة المضللة ؟؟؟ في الواقع هنالك كثيرين أذكياء يجتهدون لمعادلة شهاداتهم والجلوس لإمتحانات الزمالة وغيرها ويتفوقون فلا يجب أن نقيس بهؤلاء القلة المجتهدين ؟؟؟ والحقيقة المرة التي لا يستسيقها الكثيرين وسيعتقدون أني حاقد ليس الا ؟؟؟ هي أن دول الخليج بها عمالة وافدة أكثر من عدد سكانها فليس من المعقول أن يجلبوا لهم طبيب سويدي أو أميركي مرتبه يعادل 10 أضعاف ما يقبله الهندي أو المصري أو السوداني وهمأهل البلد يتعالجوا في الخارج عند أغلي وأرقي المستشفيات في العالم أو مستشفيات محلية مخصصة لهم فقط ؟؟أما التخصصات الأخري كالمحاسبة والقضاء وغيرها فيفضلون السوداني لتواضعه وأمانته ودماسة أخلاقه أولاً ؟؟؟ نحن يجب أن نفتخر بالطبيب الذي يعالجنا حتي لا نتسول العلاج عند المصريين والأردنيين ونتعرض للعنصرية والغش والإستنزاف ونهدر العملات الصعبة لنتحجج بأنه ليس لدينا عملات صعبة لنجهز مستشفياتنا كما جهز رئيسناالهمام الخائن لوطنه مستشفي عسكري فاخر بجبوتي ؟؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..