الموت يغيب أحد قادة الاستنارة والعلمانية في السودان الاستاذ محمد علي جادين

عبدالوهاب همت

غيب الموت ظهر اليوم الاحد19 يونيو2016 في الخرطوم الرمز الوطني الكبير وأحد قادة الاستنارة والعلمانية والتقدم الاستاذ
, محمد علي جادين رئيس حزب البعث السوداني والراحل من مؤسسي حزب البعث العربي الاشتراكي (العراق) وهو أول أمين عام منتخب للحزب في السودان عام1975 , وبعد ذلك تنازل عن منصبه في صالح المرحوم بدرالدين مدثر.
تخرج الراحل في جامعة الخرطوم منتصف ستينيات القرن الماضي والتحق بوزارة المالية وتدرج بها الى أن وصل وظيفة وكيل ثاني فيها, تم فصله من الخدمة وأودع في الاعتقال في العام 1979 وظل رهن الحبس الى حين قيام انتفاضة مارس أبريل1985.وعقب نجاح انتفاضة الشعب السوداني كان لديه تصوراً واضحاً حول خوض حزبه للانتخابات اذ كان يرى ضرورة التركيز في دوائرة بسيطة بدلاً عن الانتشار وعمل تقدير واقعي لامكانياتهم وحجمهم وكان يجاهز بذلك الرأي والذي لم يجد القبول المطلوب وترشح لدوائر الخريجين ,ودخل حزب البعث الانتخابات البرلمانية ورغم الضجة الاعلامية الكبيرة التي صاحبت ذلك الا أنه خرج منها خالي الوفاض لتتأكد لرفاقة قوة حجته ونظرته الثاقبة للامور.
اضطر للاختفاء لقيادة العمل السري منذ وقوع انقلاب 30 يونيو 1989 وحتى منتصف التسعينيات. وفي تلك الفترة كان قد خرج من السودان سراً الى العراق وهناك عرض عليه الرئيس صدام حسين الترشيح والانضمام الى القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي الا أنه اعتذر عن ذلك.وعاد للسودان مرةً أخرى
قام بخطوات جريئة عندما حاول التجديد في حزب البعث والتأسيس لسودنة فكرة البعث وفض ارتباطاته الخارجية مع أي جهة وادارة وتأسيس حزب سوداني صرف يرتبط بالواقع السوداني وقضاياه , وكان على رأس أجندته اعادة النظر في قضية الهوية الوطنية باعتبارها قائمة على الهوية السودانية العربية الافريقية في اطار الاعتراف بالتنوع الثقافي والاثني. وقد أعلن ومجموعة أخرى معه في العام 1997 عن قيام حزب البعث السوداني وهو الحزب الذي الذي ظل محافظاً على عضويته داخل التجمع الوطني الديمقراطي في الداخل والخارج وذلك الى حين انتهاء التجمع في العام 2005 وقد وجدت فكرته القبول بين مجموعات كبيرة من عضوية الحزب والمؤيدين له, الا أنها لم تعثرت وبعدها حدثت عدة انقسام داخل حزب البعث العربي الاشتراكي وقد ووجه الراحل بحرب ضروس من قبل مجموعات أخرى داخل حزبه.
للراحل مساهمات فكرية متعددة داخل حزب البعث وخارجه , قام بتأليف عدة كتب منها الثورة المهدية رؤية جديدة بالاشتراك مع الاستاذ عبدالعزيز الصاوي . وتقييم التجربة الديمقراطية الثانية, وصفحات من تاريخ التيار القومي , وكتاب مراجعات نقدية لتجربة حزب البعث في السودان .
لديه مواقف انسانيه كبيرة ساهم في ايواء وتعليم وعلاج ومساعدة مجموعات كبيرة في صمت مطبق.
ترجم العديد من الكتب التي صدرت باللغة الانجليزية الى العربية منها صراع السلطة والثروة في السودان بالاشتراك مع المرحوم الفاتح التيجاني مؤلفه تيم نيبلوك , ظل يعمل في مركز محمد عمر بشير في الجامعة الاهليه الى حين وفاته , وكتب العديد من المقالات والدراسات التي نشرت في عدة صحف ومجلات بالداخل والخارج منذ الستينيات, وهو المشرف العام والذي وقف وراء صدور مجلة الثقافة السودانية التي استمرت حتى قيام انقلاب 30 يونيو1989. كانت لديه مساهمات في مؤتمرات مختلفة في الداخل والخارج كان آخرها مؤتمر الجبهه السودانية للتغيير والذي انعقد في القاهرة أبريل2013عرف عنه التواضع الجم وكان زاهداً في الحياة والتي خرج منها كما دخلها.

تعليق واحد

  1. له الرحمه والمغفرة اعلام ورمز لا تكرر هم الذين رفعو اسم السودان عاليا وتركو بصمتهم خارج السودان.

  2. انا لله وانا اليه راجعون,ربنا يرحمه ويتقبله قبولا حسنا مع الصديقيين والشهداء وحسن اولئك رفيقا

  3. لقد كان الاستاذ محمد على جادين صديقاً صدوقاً و سودانياً أصيلاً و مناضلاً جسوراً وكاتباً و مترجماً مرموقاً. احر التعازى لاسرته و اصدقائه وحزب البعث السودانى و الوطن.

  4. لقد كان الاستاذ محمد على جادين صديقاً صدوقاً و سودانياً أصيلاً و مناضلاً جسوراً وكاتباً و مترجماً مرموقاً. احر التعازى لاسرته و اصدقائه وحزب البعث السودانى و الوطن.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..