لهذه الحكومة نقول … فات الآوان

لهذه الحكومة نقول … فات الآوان
ميرغني بن عوف
[email][email protected][/email]
هل يدخل وطننا في هذه السنين سن اليأس الجماعي ؟ اليوم نقف جميعاً على بركان الوطن الذي يتفجر دماً وقيحاً . الوطن ? السودان ? اصبح لا يخجل أن يكشف كل عوراته وان يبدو أمامنا في وضع غير لائق . بين الإستقلال والزمن الحاضر تغيرت النفوس وتغيرت الإتجاهات وتغير الوطن ولم يتغير الحكام والسلاطين إلا في اسمائهم . هؤلاء الحكام يكتفون بتبادل التهم ويتجاوز الجراح بالكذب ونحن نكتفي بزيارة المقابر وتلقي العزاء في المأتم . كل البلد مأتم ، كل البلد منفى . السودان بلاد الذهب ? اصفر وابيض واحمر واسود ? لم يجد من هذا الذهب غير إسمه .
هؤلاء الجنرالات من العسكر والمدنيين ( في الظاهر ) يهمهم إحصاء الخسائر وعدد القتلى في معاركهم ضد الوطن أما نحن فنحصي عدد الاحياء الذين ماتوا في المعركة من الجانبين لانه ليس هنالك ثمة عداوة بين الموتى . لقد اصبح العدد واحداً … وهو الموت . لا يمكن لهؤلاء الجنرالات الإستمرار بخداعنا بحرب جديدة . هذا العقل الانقاذي حصر مهمته كلها في استثمار الألفاظ والالتفاف حول مداولاتها .
في هذا الزمن السوداني الردئ يصعب الحديث عن الامل لان ذلك سيبدو كتجاهل للتاريخ المأزوم والحاضر المهزوم ، كاننا نرى المستقبل منفصلاً عما حدث في الماضي وما يحدث الآن . بالرغم عن كل شئ وحتى أن لم يكن هنالك ثمة أمل فالواجب ? من التاريخ والحاضر ? علينا ابتكار هذا الامل والسعي لانتشاره وهكذا يفعل كل الثوار من اجل اوطانهم ومن أجل ابنائهم ، بل ومن أجل ندخل الي العالم من جديد وبثوب جديد ينضح بالحياة ولا يخجل فيها الوطن من ابنائه .
من اجمل الأشياء أن الأمل سهل المنال وهو متوفر لمن يطلبه في كل الاوقات وكل الاحوال ، يكفي لإجتذاب الامل كوب ماء بارد أو قهوة ساخنة او التجول في قنوات الإذاعة والتلفزيون والفيس بوك ايضاً
الامل في عيون أطفالنا وساحاتنا الخضراء والصحراء والنيل والقمر . وامل ثوار السودان في تأمل ما تتناقله وكالات الأنباء عن حكام استبدوا على شعوبهم وعلى انفسهم
زين العابدين بن على هارب من شعبة ومن جيشه ” الان عرفت ”
معمر القذافي الجرذان تقتل زعيمها”خلاص اللي يموت يموت واللي يحيا يحيا ”
حسني مبارك ميت يمشي ” الآن توقف عن المشي ”
علي صالح التفجير يجعل الرؤساء يفهمون
بشار الاسد نمر مجروح ينتظر
عمر البشير فأت الآوان … مسألة وقت
وغداً القاك وآ لهف فؤادي من غدٍ … هكذا كان يردد شاعرنا الهادي ادم وتغرد كوكب الشرق ام كلثوم . اليأس لا يصمد امام الامل ، هكذا ما علمتنا له الحياة .