يا أيها المستثمر

كمال كرار

وأنت تبحث عن المعلومات الخاصة بالسودان-يا أيها المستثمر التركي أو القطري أو السعودي-ستجد في مواقع الانترنت التابعة للحكومة السودانية ما مفاده أن إمكانات الاستثمار هائلة،وأن المياه وفيرة،وأن الأرض خصبة وخالية من الموانع،وأن الإمتيازات التي ستمنح لك لا مثيل لها على وجه الأرض.
لو صدقت ما يقال وركبت(الطيارة)وهبطت في مطار الخرطوم(التعيس)،فسيصادفك السدنة بالليموزين وعربات النجدة،التي تهرول امامك،وستظن نفسك الرئيس المتوج،والامير المفدي،وستنزل في فندق راقي على حساب السدنة والتنابلة.
لا تبتهج كثيراً،فإنهم يقدمون لك السبت في انتظار الأحد،والسيناريو في انتظارك حالما تدخل الوزارة المعنية.
ستجلس في مكتب المدير المعني باهتمامات الوزير وشؤونه الشخصية،وسيدعي امامك الأهمية والانشغال،وسيقول أنه يضع تقديراً خاصاً لك،وأن جدول الوزير (مزحوم)حتى العام القادم،ولكنه إرضاء لخاطرك سيرتب لك موعداً الاسبوع المقبل،وسيعطيك الكرت الخاص به،وسيحصل على تلفونك.
وستقول لك السكرتيرة(الحسناء)وهي تقدم لك الشاي،أن أبيها (سواق الأمجاد)يمكنه أن يطوف بك في نواحي الخرطوم،للفسحة والتنزه،وأن زواجها متعطل بسبب عدم دفع مقدم الشقة البالغ كذا ألف دولار.
وعندما تمر ?يا أيها المستثمر- أمام موظف الاستقبال،سيقول لك بادب جم نحن في الخدمة،وسيشتكي من مرتبه الضئيل وظروف الحياة القاسية،ويختتم حديثه بالقول أن ابنه مريض وأن تكاليف العملية بآلاف الدولارات.
وهكذا ستسمع الطلبات المتواترة،وإن (صهينت)منها فإنك ستلاقي الوزير يوم القيامة العصر،وإن استجبت لها فموعدك مع الوزير قائم،وفيه سيناريو من نوع آخر.
ستقابل الوزير،ذو السبحة المضيئة والدقن الطويلة،وسيرحب بك،ويزجي لك الشكر،وسيقول الكلام الطيب عن بلدك،وسيهاجم دول الاستكبار،وسيشرح لك المقاطعة الأمريكية،وسيقول أنه على استعداد للطواف بك بعربته الخاصة على المواقع الاستثمارية التي ترغب فيها،وسيعزمك للعشاء في بيته الفخم.
وحالما تسقط في شرك الوزير،يقولون لك اجلس في فندقك وسنتكفل بالباقي،يملأون نيابة عنك الاستمارات،ويوقعون بدلاً عنك في الاوراق الرسمية،ويقولون لك أنهم خالفوا القانون كيما يمكنك استجلاب العمالة الأجنبية،والحصول على قطعة أرض بتراب الفلوس،وستظل الأوراق بحوزتهم،وكل مرة سيلغونك بالأخبار السعيدة.
وعندما يطمئن قلبك،سيأتيك مدير المكتب والسكرتيرة،في فندقك الراقي،وسيقولون لك أن الإجراءات كلفت ما كلفت وانهم دفعوها عشان خاطرك،ولن يطلبون منك شيئاً،لكن(الناس الفوق)عاوزين حسابهم،وعندما تسأل عن هؤلاء الناس الفوق،سيقولون لك أن للحيطان (آذان)ومعناها(تسكت خالص).
وحالما يكتبون الرقم سيصيبك الذهول،لأنك ستصبح على الحديدة إن دفعت،وإن ادعيت عدم الفهم أو العصلجة،فستأتيك فواتير الفندق،والضيافة،وفواتير الليموزين،وتكلفة أمجاد والد السكرتيرة،وثمن كباية الشاي التي شربتها في الوزارة وكلو بالدولار الأمريكي.
وسيحجزون جواز سفرك،بعد ذلك،ويفتحون لك بلاغاً في نيابة الجرائم الموجهة ضد الدولة،ويتهمونك بالتجسس.
وإن صادفك الحظ،وتسللت قبل مصادرة جوازك إلي المطار ومنها إلي اسطنبول او الدوحة،أو خميس مشيط،وانزل من الطيارة،وارسل برقية عاجلة إلي الوزير السوداني وحاشيته،مفادها إن فسادكم(خرب بلادكم)واختمها بالقول تلقوها عند الغافل،واخبر أصحابك(الداقسين)حتى لا يقعوا ضحية المقالب بعد حين.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اسألوا رجل الاعمال الاجنبى العربى الذى شارك جهة حكومية استثمارية بمبلغ مليون دولار و بعد 8 سنوات طلب استرداد اصل المشاركة فأستلم مبلغ 400الف دولار هى نسبته فى جرد الاصول و السيولة دون ارباح فى 8 سنوات

  2. وستكون طوال اقامتك في الخرطوم تحت حماية (بودي قارد) عندهم (انيميا) حادة ، والدفع بالعملة الصعبة او بالعملة المحلية بواقع (الدولار= ١٥ جنيه)، اما اذا رغبت في لقاء الرئيس فيجب ان تعرف ان الدقيقة في القصر تساوي ١٠٠ دولار، ولا يدخل في هذا الرقم حساب الشاي والماء البارد، والجرسون، والبواب، والسواق، ورجال أمن القصر!!

  3. طيب هذا الكلام للمعلقيين المغبون و من ارض السودان البكر ..لو طلب منك شخص مستثمر اجنبى و يثق فيك جدا و اراد ان يحضر للاستثمار و انت اوضحت له صورة القائمين على الاستثمار بتجرد و حقيقة هل انت نفعت البلد ام اضريت بها و اذا لم تنصحه بالحقيقة و جعلته حسب توجيهك يحضر للاستثمار و تم نهبه فما هى نظرته اليك و نظرته للسودانيين فلا تأخذنا الهاشمية و اول العلاج معرفة المرض و اذا اسا قالوا ليك استثمر فى نيجيريا فهل النيجريين سيئيين ام مناخ الاستثمار هو السئ فرقوا بين الحق و التعصب

  4. هذه النوعية من السودانيين يجب أن تنزع منهم الجنسية

    يسعى لضرر البلد ولا يفرق بين حقده على النظام وحقده على السودان

  5. لا نوافقك الراي ولكن لوقلت بعد ان يسلموه اراضي المواطنين وبعدها يستولون علي الاراضي لانفسهم وطرد المستثمر فهدا جايز وحاصل ونقول قلبك علي الوطن ولكن بكلامك المكتوب فانت غير حصيف وخربت سمعة البلد

  6. حدثت لبعض المستثمرين مواقف ومحن سودانية أسوأ من التي ذكرها الاستاذ كمال ومن ناس في قمة الهرم وسرقة بالملايين وعلى عينك يا تاجر ،،، ،،، نحن نفرق بين الوطن وهؤلاء اللصوص ولن تكون للوطن سمعة طالما هم متنفذون سمعة البلد في الارض أسألوا الخليجيين الذين كانوا يعتقدون ان كل السودانيين ملائكة ،،، قصة بيع سودانير وحدها توضح انو كلام كمال صحيح ،،، إنتو المفروض تبطلوا المجاملة على حساب الوطن

  7. كلام مريض يصف ماكان سيقوم به اذا كان مسئولا لكن لنعد الى الجد والبينة لمن ادعى ولو كنت تساوى ظفر احد من من تحملوا المسئولية جيب مثال واحد وجد هذا الخيال المريض الذى ثردته حتى نعرف اننا مخطئون وبالمناسبة ماقى وزير حامل سبحة طويلة ومضيئة ولحيه ماسك الاستثمار الا تكون خيالك وداك لمشعوز والطيور على اشكالها تقع

  8. حدثت لبعض المستثمرين مواقف ومحن سودانية أسوأ من التي ذكرها الاستاذ كمال ومن ناس في قمة الهرم وسرقة بالملايين وعلى عينك يا تاجر ،،، ،،، نحن نفرق بين الوطن وهؤلاء اللصوص ولن تكون للوطن سمعة طالما هم متنفذون سمعة البلد في الارض أسألوا الخليجيين الذين كانوا يعتقدون ان كل السودانيين ملائكة ،،، قصة بيع سودانير وحدها توضح انو كلام كمال صحيح ،،، إنتو المفروض تبطلوا المجاملة على حساب الوطن

  9. كلام مريض يصف ماكان سيقوم به اذا كان مسئولا لكن لنعد الى الجد والبينة لمن ادعى ولو كنت تساوى ظفر احد من من تحملوا المسئولية جيب مثال واحد وجد هذا الخيال المريض الذى ثردته حتى نعرف اننا مخطئون وبالمناسبة ماقى وزير حامل سبحة طويلة ومضيئة ولحيه ماسك الاستثمار الا تكون خيالك وداك لمشعوز والطيور على اشكالها تقع

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..