في موضوع الأسرى: الإنقاذ: إدمان الكذب ونقض العهود !

فضيلي جماع

حفلت مواقع التواصل الاجتماعي في اليومين الماضيين بخبر إطلاق الحركة الشعبية ?ش فوج من الشباب الذين أسرتهم في حربها ضد الجيش السوداني والمليشيات التي تحارب تحت قيادته – مليشيات الدفاع الشعبي وما يسمى بقوات الدعم السريع ( إسم الدلع لمليشيا الجنجويد سيئة السمعة)! تفاءل الكثيرون بوصول الأسرى بل ذهب البعض في تفاؤلهم بعيدا بأن الأسرى وصلوا الخرطوم فعلاً! ولم تكد تغرب شمس اليوم الثاني حتى طلع علينا إعلام الحركة الشعبية بخبر مفاده أن النظام في الخرطوم تنصل عن وعوده في آخر لحظة رافضاً استقبال الطائرات التي تقل الأسرى. كان الخبر موثقاً بصور الأسرى وهم يقفون جوار طائرات منظمة الصليب الأحمر في كل من كاودا بجبال النوبة وخور يابوس بجنوب النيل الأزرق!
لن أشتط مثلما فعل البعض – مدفوعين بالغبن الذي خلعه النظام في قلوب الملايين- فأنصرفوا إلى مسائل مؤلمة قد تمس صميم حياة بعض الأسر. لن أفعل ذلك، لأنّ من يطلق سراحهم اليوم أو غداً هم أبناؤنا. ذهبوا مدفوعين بقناعاتهم في حرب بائسة وخاسرة أصلاً. ويعودون قريبا بعون الله إلى ذويهم لينجلي من عيونهم ضباب كثيف وأكاذيب كان يسوقها لهم قادة نظام الخرطوم ، الذين أعطوهم قفاهم اليوم وكأنهم لا يعرفونهم أصلاً !!
الإتفاق الذي كان سيتم بمقتضاه إطلاق سراح الأسرى لدى الحركة الشعبية- ش توصلت إليه في مارس الماضي أربع جهات ، هي: الحركة الشعبية والحكومة السودانية وأثيوبيا ومنظمة الصليب الأحمر الدولي. هذه المعلومة مستقاة من مصدر موثوق به في الحركة. وقبل أن تتم عملية تسليم الأسرى للصليب الأحمر في مارس او أبريل، دخل النظام في مغامرة جديدة من سلسلة حروبه التي لا تنتهي – حرب إنتهت بهزيمة ماحقة لجيش النظام ومليشياته يعلمها القاصي والداني. يقول المصدر إن تسليم الأسرى تأخر (بسبب الهجمات العسكرية والقصف في مارس وابريل ومايو) !ومتى أعلن رأس النظام وقفاً لإطلاق النار حتى سارعت الحركة الشعبية بإخطار الصليب الأحمر والأثيوبيين ببدء تنفيذ اتفاق تسليم الأسرى. يضيف المصدر بأنّ كل شيء كان قد تم إعداده لنقل الأسرى بطائرات الصليب الأحمر بما في ذلك تجهيز مهبط الطائرات runway وسفر مسئول من الحركة لأديس أبابا حيث التقى الأثيوبيين ومسئولي منظمة الصليب الأحمر. وبمقتضى ذلك وصلت الطائرات إلى كاودا وخور يابوس لنقل الأسرى إلى الخرطوم وعددهم 22 إضافة إلى 25 من عمال التعدين انقطعت بهم الأسباب عقب سيطرة الحركة على المنطقة التي يعملون فيها فاحتفظت بهم الحركة الشعبية وعاملتهم كما تعامل ضيوفها ? فهم ليسوا بأسرى.
وفي آخر اللحظات أعطى نظام الخرطوم قفاه للإتفاق ولم يسمح للطائرات بدخول المجال الجوي السوداني. يبرر المصدر نكوص نظام الخرطوم عن تعهداته بأن النظام يعتقد أن الحركة الشعبية بهذه الخطوة سوف تسجل مكسباً سياسياً جديداً. وهذا ما لن يسمحوا به في هذا التوقيت بالذات.
ونحن نقول إن الحركة قد سجلت نقاطاً إيجابية في ملف حقوق الإنسان عبر تاريخها بأنها تعرف قانون أسرى الحرب وتحترمه كما إنها وقعت على قانون دولي يحظر تجنيد الأطفال عسكريا. وببطاقة اطلاق سراح الدفعة موضوع النقاش فإن الحركة تنتقل في لعبة روليت السياسة إلى مربع جديد من الوعي تصبح معه حركة تحرير بكل المفاهيم الإنسانية الناضجة وليس مجرد حركة حرب عصابات (غوريلا)!
ليس لدى كاتب هذه السطور ما يضيفه سوى أن يقول أن أكثر ما يدهشه هو أن يكون هناك شخص عاقل أرضعته أم سودانية حليبها وعرف القيم السودانية السمحة يمكنه أن يقف مناصرا لهذا النظام القبيح! قرأنا عن النازية والفاشية وعن كثير من النظم الاستبدادية التي أزهقت أرواح مئات الآلاف مثلما فعل نظام الخرطوم في حربه الجهادية في جنوب السودان وحروب الإبادة والإغتصاب في دار فور وفي جبال النوبة والأنقسنا.. قرأنا عن مثل هذه الأنظمة والتي خرجت شعوبها بنضالاتها الكبرى من جحيمها لتبني جنتها في الأرض ولتجعل من قصص الحروب تاريخاً يحكونه للأجيال المتعاقبة عبرة وعظة.
ما يتفوق به نظام الإسلامويين في الخرطوم على تلك الأنظمة القمعية أنه يفعل كل هذه الفظائع بدم بارد ويغلفها بأكاذيب لن تنطلي على طفل في الرابعة من عمره. هذا نظام يجب أن يذهب إلى سلة مهملات التاريخ اليوم قبل الغد.. وسيذهب..فإنّ بيننا وقائع محكمة التاريخ !

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. انا شخصيا ما اقدر اصدق أي حركة اسلاموية شعاراتية تقوم بتأويل واعتساف الحقائق وإظهار الباطل وكأنه حق،، يعني مثلاً اذا وعدوا الناس بالتنمية ، ما هو الضمان بأنهم صادقين ما ممكن يكونوا قاعدين يستخدموا فقه الضرورة مثلاً ،، ممكن يحللوا الكذب في بعض الحالات المصلحية… انا مقتنع انو الناس ديل حتى لو ضاجعوا الغنم في نهار رمضان ممكن يشوفوا ليهم مخرج فقهي

  2. اقتباس (ليس لدى كاتب هذه السطور ما يضيفه سوى أن يقول أن أكثر ما يدهشه هو أن يكون هناك شخص عاقل أرضعته أم سودانية حليبها وعرف القيم السودانية السمحة يمكنه أن يقف مناصرا لهذا النظام القبيح!)

    احسنت
    والسبب ان هذا النظام لا ينتمي لهذه البلاد الطيب اهلها فهم مرسيون وحماسيون ويؤيدون حزب الله وكل الانظمة القمعية في العالم بما فيها اسرائيل مع ان اسرائيل اكثر ديمقراطيبة وبها حكم للقانون يطال حتى رئيس الوزراء مع العلم ان عدد الحصانات التي يتمتع بها الكيزان والكوزات اكثر من شعب اسرائيل .. واعتقد ان كل كوز هو في الامن للأستفادة من الراتب والحصانة .. ا

  3. هم الإنقاذ الرمم
    و ان مكرهم لتزول منه الجبال
    زلزل الله الأرض تحت أقدامهم
    سيكنسهم الشعب الأصيل لزبالة التاريخ

  4. لى كل من يهمه أمر الحركة الشعبية والحركات المسلحة حول مسألة إطلاق سراح أسرى النظام مجـــــــــــــــــاناً
    ………………………….
    الأسرى الذين يقبعون في سجون ومعتقلات النظام مدنيين وعسكريين!؟ديل مابستحقوا الإفراج !!؟ ماعندهم أهل وأسر وأصحاب وزملاء مفجوعين وموجوعين لأسرهم ولما يلاقوه من سوء المعاملة والتعذيب والترويع والتهديدات !! أين أسروا أو لماذا اعتقلوا وكيف ينساهم الناس ! بل بالأساس كيف ينساهم قادة لحركات المسلحة وهم جزءاً من جنودهم ومحاربيهم!؟ ولماذا يكون التركيز فقط على إطلاق سراح أسرى النظام وبحماس غريب. وبعدين لو ماعارفين! الصيلب الأحمر الدولي دا ماوراكم إنه في حاجة اسمها تبادل الأسرى !؟ ولو حجتكم هى إنه النظام حيتعنت ” وفعلاً دا أصلاً مفهوم” لماذا لاتثيروا ذلك بحملات متصاعدة وواضحة في الأروقة الدولية بشكل جدي متواصل وفعال!؟ كمان الضمان شنو أن أسرى النظام ديل مايرجعوا تاني كمحاربين ويقتلوا ويدمروا من جديد!؟ أها لو مسكتوهم تاني برضو حتفكوهم ولاّ الراى كيف!؟ أنا ضد عبط إطلاق سراح أسرى النظام إطلاقاً مجانياً وبشوفه شئ عبثي لاقيمة له بل نضال دروشة كما أسميه دائماً. فقط أؤيد إطلاق سراح أسرى عرس الشهيد لأنهم أدله حية وملموسة ضد خزعبلات وأكاذيب وأباطيل النظام . وكمان هسىة زى عرقلة إيصال الأسرى اللي إنتو على كل حال إتبينتوا إطلاق سراحهم دي ممكن تستفيدوا منها “العرقلة” بإثارتها دولياً وفي اجتماعاتكم الكتيرة جداً ومع المبعوثين الدوليين وفي الإعلام العالمي ومع هيئات حقوق الإنسان . ياعالم شغلكم مالو مربوك وفطير كدة!!؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..