سوق قندهار ..انتشــــار الذبيــــح العشـــوائي.. وتجــاوزات فــي الكروت الصحيــة

تحقيق: أم بلة النور سوق قندهار من اكبر اسواق الماشية في ولاية الخرطوم, تم إنشاؤه في العام 2001م يضم داخله ثلاثة قطاعات كبيرة, الماشية والسيارات بجانب تجار القطاعي للمواد التموينية وغيرها من السلع والبضائع الاخرى. ويعتبر من أهم موارد محلية أم بدة بأم درمان من حيث الايرادات إلا أنه تنقصه العديد من الخدمات, بجانب الفوضى التي تصاحب مواقف المركبات العامة داخل السوق, فضلاً عن انتشار النفايات وغيرها من الظواهر السالبة. أكشاك خالية وكشفت جولتنا داخل السوق الذي يقع جغرافياً في وحدة السلام غرب سوق ليبيا عن العديد من التجاوزات. حيث تنتشر الأكشاك التي تتبع للمحلية والتي أنشئت من الزنك الأمريكي, ولم تتمكن المحلية من تسويقها بالكامل ما جعلها عبئاً على المحلية والمواطن، لأنه يشغل مساحة شاسعة كان يمكن الاستفادة منها في أغراض اخرى. وعزا بعض أصحاب المحلات المستأجرين ذلك إلى عدم مواكبتها بجانب أن المحلية لم تضعها في المكان المناسب لأنها بعيدة عن مجالس التجار ومساحتها ضيقة وأسعارها مرتفعة, وانتشرت أيضاً في السوق أسواق لبيع (الحمير) وعربات (الكارو) التي يتم استخدامها في نقل المياه للمواشي والاستخدامات الأخرى في الشوايات. ربكة في المواصلات واثناء تجوالنا وجدنا ربكة شديدة في مواقف المواصلات داخل سوق الماشية, إلى جانب وجود عدد كبير من المتاجر المغلقة التي لم تستخدم وأصحبت مكاناً لقضاء الحاجة وتتوسط الجزارات كل ذلك، ليختلط الحابل بالنابل. ورغم أن السوق يعتبر من أكبر الأسواق ويضم بداخله موقفا للبصات السفرية للولاية الشمالية وبعض قرى ولاية شمال كردفان، وهناك بصات سفرية من داخل السوق وحتى جمهورية مصر العربية إلا أن عدم التخطيط والتنظيم هو السمة الظاهرة التي تطغى عليه. ذبيح عشوائي وفي حديثهم لـ(الانتباهة) كشف عدد من سكان أمبدة الحارة 25 المتاخمة لسوق قندهار عن انتشار الذبيح العشوائي للمواشي داخل الحارة والذي أغرقوا به السوق, وتوجد عدد من المنازل التي يتم فيها ذبح الضأن والماعز. ولرصد وإنهاء هذه التجاوزات نظمت شرطة أمن المجتمع العديد من الحملات، وقامت بمداهمة تلك المنازل والقبض على المخالفين. وقال المواطنون إنهم لا يستطيعون التفريق بين اللحوم التي تذبح داخل المسلخ من غيرها, وشددوا على ضرورة اهتمام المحلية أكثر بهذه القضية. مواصفات ناقصة فيما قال طبيب بيطري داخل مسلخ السلام إن المسلخ ليس بالمواصفات المطلوبة, وشكا من المساطب التي اعتبرها غير مواكبة من ناحية تصريف مخلفات الذبيح, وأضاف أن المسلخ تنقصه العديد من الاشتراطات الصحية وعلى المحلية الوقوف عليه ومراقبته وإتمام نواقصه. وفي ما يتعلق برقابة اللحوم داخل السوق, قال إن مهمتهم تقتصر في الكشف على المواشي التي تأتي للمسلخ واعتمادها بعد الذبح عن طريق الختم. أطراف السوق وفي حديثه لـ(الانتباهة) قال (فتحي) صاحب ملحمة: نحن لا نستخدم الطرق العشوائية في الذبيح لأن سوق الشوايات يرتاده عدد كبير من سكان الولاية والسياح الأجانب, لذلك يكون الجزار حريص على سلامة اللحوم التي يتم عرضها, وأضاف أن مثل هذه الظواهر قد تكون موجودة لدى (الجزارين) الذين يتعاملون مع المواطن في أطراف السوق، مردفاً أن هناك حملات من قبل ضباط الصحة بالمحلية، وأن المسلخ يقع بالقرب من السوق ما يسهل عملية نقل الماشية والكشف عليها. كروت صحية للتحصيل! ووقفت (الانتباهة) مع عدد من العاملات وصاحبات محال الشوايات, وقالت إحداهن إنهن يمتلكن كرتاً صحياً ولكن هو مجرد كرت لا يمت للصحة بصلة ولا تقوم المحلية بأي إجراءات صحية لاستلام ذلك الكرت الذي يعتبر رخصة للعمل داخل السوق لمن تقوم بعملية الشواء من كشوفات وغيرها. وترى أنها تعمل ذلك للتحصيل فقط. حيث أنها تهتم بالمظهر الخارجي فقط دون الاهتمام بالجوانب الصحية الأخرى. الدلالة في الجانب الشرقي لسوق (قندهار) تقع دلالة السيارات التي سبقت السوق بقليل, وهي تقع في الجانب الشمالي من السوق, وتعتبر السوق الوحيد للسيارات بمحلية أم بدة, وتعد دلالة قندهار من أنشط أسواق العربات الجديدة والمستعملة, إلى جانب انتشار سوق الاسبيرات وقطع الغيار وورش الصيانة. وبحسب مصادر, فإن (دلالة قندهار) تعتبر مكاناً لتجمع سماسرة العقارات وراغبي الهجرة للخارج. فيما كشفت مصادر خاصة لـ (الانتباهة) أن هناك بعض الممارسات السالبة التي تتم من وراء الستار كتجارة المخدرات وبيع العملات في السوق السوداء. نقص خدمات وفي حديثه لـ (الانتباهة) قال نائب رئيس لجنة سوق الماشية (قندهار) شعبة تجار الماشية, (الصادق دفع الله) إن أكبر التحديات التي تواجه السوق هي مصارف مياه الأمطار. حيث توجد العديد من المنخفضات التي تحد من تصريف المياه ما يجعل الوضع صعباً داخل المنطقة, وأنهم كلجنة سوق قاموا بإعداد دراسة للمحلية, واستجاب معتمد محلية أمبدة ولكن هناك تراخ من قبل المهندس المسؤول الذي لم يستطع تنفيذ توصية المعتمد. مشكلة مياه وأضاف (الصادق دفع الله) أنهم يعانون من عدم توصيل خدمات المياه والكهرباء, وتم توصيلها بنسبة 50% فقط, وأن جميع التجار يعانون من مشكلة المياه خاصة في فصل الصيف. حيث يصل سعر (البرميل) إلى مائة جنيهو وتابع أنهم يتعاملون مع ماشية وقد يحتاج التاجر إلى خمسة آلاف جنيه لسقي مواشيه وهذه تعتبر ميزانية ضخمة وتؤثر سلباً على الأسعار.ويرى (دفع الله) أن مستوى النظافة ليس بالمطلوب. وفيما يتعلق بما يشاع أن هناك نشاطا لسمارة المخدرات, نفى نائب رئيس لجنة السوق ذلك السلوك داخل قطاع تجار الماشية, وقال الذي كان يجلس بجانبه إن مثل هذه الظواهر قد تكون بسوق العربات. ولفت (الصادق دفع لله) إلى أن السوق يعد من اكبر الاسواق بالولاية ويوجد به قطاع الصادر للأردن ومصر وقطر، فضلاً عن وجود سيولة كبيرة بداخله. حيث يصل الوارد اليومي إلى «20» ألف رأس للمحلي، و «10» آلاف رأس للصادر لتصل جملة الوارد إلى 30 ألف رأس في اليوم. ورغم ضخامة الوارد والصادر إلا أن المؤسسات المصرفية تكاد تكون معدومة, ومن المفترض أن تتوفر في سوق قندهار مثل هذه الخدمات. حملات مستمرة مدير الادارة العامة للشؤون الزراعية والثروة الحيوانية بمحلية أمبدة, د. فيصل مصطفى, قال إن الادارة مختصة بأنشطة الثروة الحيوانية من الفحص والتفتيش للذبائح والكشف الحي للتأكد من سلامتها وصلاحيتها للاستخدام الآدمي بواسطة أطباء بيطريين, وأضاف أن هناك نشاطا للضبط الميداني للمنتجات الحيوانية من خلال حملات صحة اللحوم, وهي حملات تقوم بها الادارة بالتعاون مع شرطة أمن المجتمع بالمحلية والمباحث, بجانب منسقي اللجان الشعبية بالاحياء ومدراء الوحدات الادارية. وقال إن الحملات تستهدف جميع الظواهر السالبة بمواقع بيع اللحوم وطريقة عرضها, وإن الحملات الدورية تقدر بثماني حملات شهرياً وأخرى غير معلنة, وهناك رصد لمواقع الذبيح العشوائي, وأية شكوى تأتي من أي مواطن تتم الاجراءات اللازمة ومداهمة الموقع. بلاغات ضد مخالفين وأضاف د. فيصل: خلال هذا العام تم تدوين بلاغات ضد مخالفين, وتمت إبادة عدد كبير من اللحوم, مردفاً أن هناك بعض التفلتات من بعض الجزارين. حيث إنهم يحتاجون لتوعية اكثر. وفيما يختص بالمسالخ, قال فيصل إن المسالخ بالمحلية تحتاج إلى نقلة نوعية, موضحاً أن مسلخ السلام يحتاج إلى تطوير. وتابع: لدينا عليه بعض الملاحظات خاصة فيما يختص بالمساطب التي يفترض أن تكون حديثة, لان هناك مسلخا مدنيا وآخر حديث، بجانب مسلخ الصادر, وزاد أن المحلية تحتاج إلى نقلة نوعية فيما يختص بالمسالخ. وعن التردي البيئي وسوء المصارف بالسوق, قال فيصل إن هذا الجانب ليس من اختصاص ادارته. الهاتف لا يستجيب وللوقوف على قضية التردي البيئي داخل السوق والكروت الصحية, قمنا بالاتصال على مديرة ادارة الشؤون الصحية طه الكباشي وحدد لنا موعداً, وعند وصولنا إلى مكتبه لم نجده، وقمنا بالاتصال به عدة مرات إلا أن هاتفه لا يستجيب.!
الانتباهة