فعلا مشكلة ( كارفور ) سببها الكفيل أيها الرفيق!

فعلا مشكلة ( كارفور ) سببها الكفيل أيها الرفيق!
محمد عبد الله برقاوي ..
[email][email protected][/email]
ما أن جلست الى جانب سائق سيارة الأجرة وهو يأخذني من مطار ابوظبي الى وسط المدينة وبعد أن تأكد انني سوداني ، حتى بادر يسال بلهجته الأسيوية في نطق العربية !
شنو يازول ، مشكل صاير عندكم في ( كارفور ؟)
ويبدو أن البقر قد تشابه عليه بين دارفور التي كانت تشغل فضاءات الاعلام وأثيره وقتها ولا زالت، و بين مجموعة التسوق الضخمة المنتشرة في العالم المسماة كارفور !
قلت له محاولا اختبار جدية سؤاله!
( انها مشكلة يا رفيق بين الشركة والكفيل السوداني )
فضحك بظرف ينم عن متابعته للأخبارعبرمذياع سيارته مع نقص في التفاصيل عن المشكلة !
وقال لي ..لالا أنت تسوي مسخرة ، أى تمزح ، وأضاف ، أنا معلوم ، هذا (موظوع سياسة )!
المهم كانت فرصة لتنويره بشي من أبعاد مشكلة كارفور بعد أن صححت له الاسم واسهبت في الشرح بالعربي البسيط كما كان يسميه مذيعو ركن الجنوب ايام زمان ، حتى انتهي مشواري معه !
ولكن مشوار المشكلة لا زال يسير في الاتجاه الخطأ الذي يسلكه الكفيل المتسلط والذي يصر على تكبيل كارفور بطريقته الخاصة ، وتقسيمه الى عدة فروع ، فيما الحل يكمن في توحيد الاقليم لا تجزئته وفق تجارة البيع بالمفرق !
ولعل ذلك النهج هو ما جعل اتفاقية اديس ابابا التي هيأت لسلام وتنمية واستقرار في الجنوب لمدة عشر سنوات ، تنتكس جراء امتداد يد جعفر نميري الى الأقليم بسكين التقسيم الى عدة كيانات بغرض اضعاف الأثنية الكبيرة هناك ليسود هو منفردا بأحقية الكفالة ، ولم يكن تدبير الكيزان الذين تغلغلوا الى عظام نظام مايو كالسوس حينها، ببعيد عن الأمر الذي جاء بكل الكوارث اللاحقة ، سواء في الجنوب أو في كارفور أو على مستوى نزف الجراحات اللاحقة في مناطق عدة !
وفعلا يا ايها الرفيق الأسيوي المهتم بكارفور ، ان مشكلتها تكمن في الكفيل المتسلط ، الذي يرفض اعطائها التنازل ، لتكون حرة في اقامتها ، وقد حددها ذلك الكفيل في قالب رؤيته المتحجرة ، والذي سينقلب ( على رأسه بكل ثقله ) ولعلك لم تسمع بانتفاضة نيالا ، قشة الثورة التي ستقصم ظهر الكفيل..ايها الرفيق العزيز ، ولك التحيات حيثما كنت تعبيء عداد رزقك مع كفيلك الذي نرجو الا يكون في جنون
كفيل دار فو ر أو كما في روايتك أنت ( كارفور )..
التحية لنيالا الصامدة و المجد و الخلود للشهداء غصبا عن علماء السلطان
لماذا إصرار بعض أبناء دارفور علي الدعوة للإقليم الواحد؟ وماهي المبررات التي يستندون عليها من وراء هذه الدعوة ؟ ومامصلحة أهل دارفور في الإقليم الواحد؟ وهل يناسب هذا الطرح إقليم متعدد الإثنيات والقبائل كدارفور؟ أشك في حسن نوايامن يدعون لهذا الإتجاه من العابثين وقصيري النظر وأرجو أن لاترتكب الحكومة خطأ تاريخيا آخر يكلفنا الكثير بأن لا تقبل مجرد مناقشة هذه الفكرة مهما كلف ذلك.
أستغرب لماذا لايفهم أهل الخليج بأن لدينا مشكلة وأننا تحت حكم جاء ب(انقلاب ) عسكرى .. ولماذا يدعمون أى حكومة إنقلابية فى السودالن ويطيلون من عمرها بدراهمهم التى يظنون بحسن نية أنها تصل للشعب السودانى .. واضح أنهم الآن فقط بدأوا يتجرعون من نفس الكأس التى شربناها وعرفوا خطورة ( تنظيم الأخوان المسلمين الرهيب ) وهوم نفس التنظيم الذى يحكم السودان الآن !
يا أخوانا السودان و غير السودان بعد نهاية الحرب العالمية الثانية اعتمدت حدود الدول و التي يتم التعامل بموجبها الآن و فقاً لمقررات الأمم المتحدة في كل النزاعات الحدودية فيا أخوان إن كان هذا منطقكم فإنه لا يتناسب أبداً مع الغالبية العظمى من مواطني دارفور اللذين يرون في تقسيم دارفور الي أقاليم ثلاثة أو أربع فيه استجابةً لتحقيق مصالحهم المحلية و انعتاقهم من سيطرة المركز و تسلط مجرمين الكيزان الذين عاثوا في البلاد فساداً و أضاعوا ثلثها و أشعلوا الحروب فيما تبقى منها – أرجو يا أخوان النظر لمصلحة السودان دولة موحدة قوية سكاناً و أرضاً في اقليم دارفور و اقاليم السودان الأخرى حتى نكون متضامنين جميعاً لإزالة هؤلاء الظلمة المجرمين و بعد ذلك نقيم نظاماً ديمقراطياً تحترم فيه الأراء و لا يصح فيه الآ الصحيح – أما إن كانت الدعوة تصدر من كل سكان منطقة لهم مظالم مشروعة بأن يكون لهم اقليمهم المستقل و ببميزات خاصة فهذا لعمري هو بداية تشرزم ما تبقى من السودان – و بهذا المنطق يحق لسكان شمال السودان أن ينادوا بإقليم خاص بهم أو أقاليم حيث ينادون بإقامة مملكة دولتي علوة و المقرة أو مملكة النوبة الكبرى – و ينادي أهالي سنار و الجزيرة بإقامة مملكة الفونج ( السلطنة الزرقاء) و هكذا دواليك و النتيجة لا سودان موحد و لا حتى غير موحد لأن نتيجة هذا التقسيم سيكون الخلاف و نشوب النزاعات و الحروب في الصغيرة قبل الكبيرة وبعد ذلك ( تعال فتش للسودان كان تلقاهو ).