وليبقى للانصار مسجدهم يتلون فيه راتب المهدي

وليبقى للانصار مسجدهم يتلون فيه راتب المهدي

سهل آدم
[email][email protected][/email]

ان يغضب أمين عام هيئة شؤن الانصار ، عبدالمحمود ابو ، بسبب الدعوة التى اطلقها نشطاء الثورة لاداء صلاة الغائب على ارواح شهداء مجذرة نيالا فى مسجد ودنوباوى دون التنسيق مع الهيئة فذلك مبرر ومقبول ، وان كان غضبه قد اتسم بقدر عالى من التعصب البروتكولى والتشدد الشكلى متجاوزا (عشم كبير) من الثوار الذين اعتقدوا ان دقة الموقف وفداحة الكارثة مما لايحتاج معه الى استئذان ، فدار الانصار (كانت) هى دار لكل السودانيين ، كما ان اللحظة الوطنية الراهنة تقتضى بالضرورة التقاضى عن الواجبات الصغيرة لصالح الاستحقاقات الكبيرة ، فأحداث نيالا المؤسفة نقلت الثورة الى مربع جديد ووفرت لها دفعات معنوية كبيرة ، وقبل ذلك وحدت وجدان اهل السودان وخلقت احساسا مشتركا بالفجيعة وشعورا جماعيا بان ما يحدث فى اى من اصقاع السودان ليس منعزلا او خاصا بمنطقة معينة او جغرافيا بعينها ، فالجسد السودانى الواحد يتداعى لآلام بعضه ، هى روح جديدة من التماسك والتآز اسمى من التلاوم والتحجج بأن هيئة شئون الانصار لم تكن طرفا فى الدعوة لصلاة الغائب ، وفى نفس الوقت فأن هذا لايعفى الناشطون الذين دعوا للصلاة فى المسجد وهم (حركة قرفنا ، شرارة ، التغيير الآن) من مسؤلية التقصير فى الاتصال بالهيئة مسبقا قبل الدعوة والزعم بان اتفاقا قد تم ، مع اننا وبـ(مكيافلية) مطلقة نجد لهم العذر ، فنبل المقصد يبرر الوسائل (المقبولة).
ان ما ما قاله امين عام هيئة شؤن الانصار عبدالمحمود ابو من أن المساجد لاتحتمل غرضا خلاف التعبد وقيام الليل يقود بوضوح الى نتيجة واحدة هى ان مسجد ودنوباوى لن يكون بعد الآن مكانا لانطلاق الاحتجاجات السلمية ، وفى الامر ايحاء لكانما كانت هيئة شؤن الانصار تحتاج زريعة او تنتظر سببا للاقدام على هذه الخطوة فاتخذت من الدعوة لصلاة الغائب دون التشاور معها فرصة مناسبة لاعلان انها ضاقت زرعا من استضافة المحتجين ، وبغير مناسبة وفى اقحام غير لائق زعم أمين عام الهيئة انهم جسم دعوى اجتماعى غير معنى بالسياسة ولا يتعاطاها ، وهو قول جانبه الصدق والصواب وجافاه المنطق تماما ، فهيئة شئون الانصار هى حزب الامة وهذه حقيقة لامراء فيها ولا جدال حولها ، صحيح ان الهيئة معنية أكثر بجوانب الدعوة والارشاد والامر بالمعروف والنهى عن المنكر ، كما قال عبد المحمود ابو ، لكنها فى النهاية هى احدى واجهات حزب الامة ، وجل اعضائها ان لم نقل كلهم هم اعضاء ملتزمون فى حزب الأمة وبالطبع فان رئيس كيان الانصار ومرجعهم الاعلى هو نفسه الصادق المهدى رئيس حزب الامة ، وبمناسبة الامر بالمعروف والنهى عن المنكر الذى قال عبدالمحمود ابو انه من صميم عمل الهيئة الا يرى هو ان نظام الانقاذ اكبر (منكر) وان النهى عنه فرض عين .
لقد فقد الانصار منذ الآن شرف كونهم اكبر حاضن للثورة التى بدات من جامعة الخرطوم وتمركزت فى مسجدهم العتيق بودنوباوى ، وهو مسجد فارق فى التاريخ السودانى وكان على الدوام احد معالم رفض الظلم ، لكن المؤكد ايضا ان المحتجين السلميين وان فقدوا مكانا مركزيا للتجمع والانطلاق الا ان ارض السودان واسعة وكل شبر فيه هو ميدان للتغيير وساحة للعمل الخلاق من أجل الوطن ، كل الشوارع هى بدائل ، كل الازقة ميادين للحرية وفسحات للأمل وليبقى للانصار مسجدهم : دارا للتعبد والاعتكاف وتلاوة راتب الامام المهدى ، ولقد كان خطأ كبيرا مركزة الاحتجاجات فى مسجد ودنوباوى ، وهو أمر سهل كثيرا على السلطة الباطشة الانقضاض السريع وبأقل كلفة ، على النشطاء الاستفادة من هذه التجربة وتنويع الاساليب والتكتيكات وتطويرها بحيث تقود الى اتساع دائرة الاحتجاجات وتمددها جغرافيا ونوعيا بفعالية اكبر زخم أكثر.
المؤكد ايضا ان انتكاسات او ان شئت قل احباطات الثورة السودانية ليست دائما من صنع نظام الانقاذ الطاغية ، فبأيدينا ايضا ننتج نكباتنا ، ولايتخيلن احد حجم الاحساس بالاسى والاحباط الذى انتاب الجميع من خطبة الجمعة بودنوباوى والتى كانت بمثابة تخذيل وتثبيط للهمم ليس الا ، وبعين العقل لا الصدمة والانفعال نستطيع ان نقرأ ونحلل السياق الذى جاءت فيه تلك الخطبة المشئومة ، وبما اننى ، وغيرى كثر ممن يعتقدون ان كيان الانصار وحزب الامة وجهان لعملة واحدة فأن ما جاء فى الخطبة انما يتسق تماما ويتماشى مع الخط السياسى الرمادى لحزب الامة ورئيسه الصادق المهدى صاحب المواقف التى تتسم بالسيولة وتنخفض كثيرا عن اللحظة الوطنية المفصلية التى تعيشها البلد ، وان كان حزب الامة قد وقع على وثيقة البديل الوطنى ، كتحول نوعى لمواقفه ازاء مسألة اسقاط النظام وليس تغييره ، لكن الصادق المهدى الذى يفترض فيه التزاما اخلاقيا بالوثيقة التى اقرت اسقاط النظام باعتماد وسائل النضال السلمى الجماهيرى والعصيان المدنى المجرب ، نجده لايزال يطرح مبادرات انهزامية للتحاور مع النظام مثل الدعوة لمؤتمر دستورى قومى دون اعتبار او اتعاظ بتجارب الاتفاق مع النظام المريرة بداية من نداء الوطن فى جيبوتى نوفمبر 1999 الذى باع لاجله التجمع الوطنى الديمقراطى انجح محاولات العمل الوطنى المعارض المشترك مرورا باتفاق التراضى الوطنى فى مايو 2008 ثم حوار الطرشان حول الاجندة الوطنية الذى استغرق ثمانية اشهر فى العام 2011 وانتهى الى لاشئ ، والمهدى الذى يقول بنفسه (من جرب المجرب حاقت به الندامة) يبدو انه لايمل الندامة او انه تعودها ، فعطفا على اتفاقات حزبه الفاشلة مع النظام لم يتعظ حتى من تجارب الآخرين المجهضة (اتفاق القاهرة ، اسمرا ، ابوجا) واتفاق اديس مع قطاع الشمال الذى مهره نائب رئيس المؤتمر الوطنى نافع على نافع والغاه الرئيس البشير بعد يومين فقط وبقرار صدر خلال خطبة هوجاء فى (مسجد) ايضا، المحصلة هى ان التجربة العملية برهنت ان نظام الانقاذ لن يلتزم مخلصا باى اتفاق وسيتحلل من نصوصه وفى احسن الاحوال سيراوغ ويشترى الوقت ، هل يظنن احد انه ستاتى اتفاقية ملزمة لنظام البشير اكبر من اتفاق نيفاشا الذى فشل بدوره رغم الزخم الدولى والحوافز والمخاوف بشان ان يقود عدم تنفيذه الى انفصال ثلث المساحة وربع السكان ، وليت ان المهدى يحاور ويسكت ، فمع اندلاع ثورات الربيع العربى وتنامى الاحساس بانتقالها الى السودان طفق يحذر من اى ثورة محتملة فى السودان ستجر البلاد الى حمامات دماء او (الصوملة) ، كما يقول ، وهو بذلك انما يمارس التخذيل ، كما ان له موقفه السالب من مشروعية واخلاقية حمل السلاح فى وجه النظام وهو يعنى بذلك تماما الجبهة الثورية التى أحس انها ستورث امتيازاته التاريخية المطلقة سيما فى دارفور وكردفان ، وارتكازا على المخاوف بشان تآكل النفوذ والتنافس اتخذ المهدى موقفا مشينا من الجبهة الثورية متواريا وراء تفضيله الخيارات السلمية والطابع المدنى فى مواجهة نظام الانقاذ ، وهو موقف غير مبدئى البتة ، فالمهدى الذى يجرم حمل السلاح هو من اوائل المؤيدين له كخيار بداية من الجبهة الوطنية فى ليبيا سبعينات القرن الماضى الى ان كون حزبه المدنى جناحا عسكريا قاتل الحكومة نفسها هو جيش الامة المحلول.
يتحتم علينا الآن ان ندرك بوعى وليس بغضب او غبينة، ان نسج الآمال على حزب الامة ليكون (قاطرة) الثورة ليس من الحكمة بمكان وهو أمر ينطوى على قصر نظر وضعف تقدير ، فالتغيير سيصنعه الشارع فقط وستقرره الجماهير ، وبالمناسبة فأن الغالبية من اهل السودان هم من غير الملتزمين او المنتمين حزبيا ، كما ان معظم المنتمين وخاصة فى حزب الامة والاتحادى الديمقراطى هم مع مطالب الشعب المشتركة فى اسقاط النظام ولكنهم للأسف لايملكون قيادة فى مستوى تطلعاتهم او بقدر ارادتهم ، وهم على كل لن يكونوا بانتظار ان تتغير قيادتهم اولا ثم تقود التغيير لاحقا.

تعليق واحد

  1. أيها الثوار لاعاصم لكم إلا الله…فكونا من حزب الأمة والتانى داك وموال قناة الجزيرة والتجمع الوطنى…فلتنسق الحركات الشبابية مع النقابات المكونة حديثاً للعمل بعيداً عن هؤلاء.

  2. المصريين مظاهراتهم كانت بتخرج من الجامع الازهر…..خلاص متفقين بعد ما نسقط نظام الانقاذ خليكم في راتبكم لا نريد اي انصار او ختمية في العمل السياسي وما في تاني صادق مهدي رئيس لوزراء السودان الا علي جثثنا..احزاب متخلفة وكيانات متهالكه لاتمت للعصر النحنا فيهو

  3. و هل كان متوقع من اتباع الصادق المهدي دور غير هذا الدور المحبط و الداعم بشكل صارخ لنظام الانقاذ و لكن نقول هذا افضل الان حتي تتمايز المواقف و كفانا من هذا اللون الرمادي الذي لا يصب في مصلحة هذا الشعب الصابر و المبتلي بقيادات كرتونية لا تصنع احداثا و لا تترك الاخرين العاملين من اجل رفعة البلد

  4. يا استاذ ريح بالك من حزب الامة وبلاويهو .. هذا الحزب وريسة الممثل فى المام الصادق هو من شارك المؤتمر الوطنى فى كل البلاوى وساهم بفعالية فى تشتيت المعارضة وتقسيم حزبة فكانما الرجل هو الزراع الخفية (لجماعات الهوس الدينى المتمثلة فى الكيزان بكل مسمياتهم القديمة والجديدة حتى بما يسمى حزب التحرير .. وهو اى الصادق ومعونية اكثر ممن ساهم فى مد عمر هذة الغصابة الحاكمة .. وكما هو متداول فى ازقة المدينة بان الصادق نجح الكيزان فى اقناعة (بتولى ابنة الامنجى عبد الرحمن الصادق دفة الحكم فى حالة نجحو فى تجنيب المجرم عمر البشير محكمة الجنايات الدولية .. وهو مايقسرة المقترح الذى روجت لة ابنتة مريم بان يتم تطبيق (التجربة اليمنية ) فى السودان والشخص المرشح طبعا ابن الصادق وبس .. وهو الذى جعل سعادة الصادق المهدى ماسك العصا من النص قرابة 10 سنين .. ونصيحتى لشباب حزب الامة عليهم ان يبحثو لهم عن امام او قائد مقاتل شرس يشبة تاريخ الثورة المهديةفى مقارعة المحتلين امثال جبهة الترابى وغيرها من المجرمين الايدولوجيين .. عليهم ان يختارو قائد قوى ويفوتو الصادق وعائلتة ..

  5. الدور الواضح الذى يلعبه الصادق المهدى واسرته فى تمديد عمر النظام يؤكد ان الصادق عضو فى تنظيم الاخوان ويوظف امكانيات حزبه لمصلحة الاخوان ويمكن للمتشكك ان يتابع مسيرة الصادق من مصاهرة الترابى مرورا بخروجه فى يهتدون التى حققت هدفها غى اخماد جزوة التجمع و مشاركة ابنه فهى جزء من التحالف الاستراتيجى مع النظام.فى اعتقادى لن تفلح المعارصة ابدا ان لم تبعد الصادق وحزبه من كل انشطتتها ويبقى العشم فى الشباب الواعى التطلع للحرية والمساواة فسينال مبتغاه بعيدا عن الموتامرين والمخزليين

  6. ان الهيئة معنية أكثر بجوانب الدعوة والارشاد والامر بالمعروف والنهى عن المنكر … هذا العبد المحمود وهو الامين العام لهيئة شؤون الانصار تم اعتقاله عدة مرات في زمن الانقاذ وغير الانقاذ هل تم اعتقاله بسبب شرب العرقي والمريسة ولا الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ما بسبب السياسة لكن يا الانصار وحزب الامة وزعيمكم الفيكم اتعرفت

  7. يبدو انك الوحيد الذي وصل الي كبد الحقيقه مباشرة من تخوف المهدي من الجبهه الثوريه لان نجاح الجبهه في اسقاط الانقاذ سوف يلغي نهائيا آل البيت او بألاحري حزب الامه بكاملها .
    ورفض المهدي الثوره المسلحه التي بدأها وقادها بنفسه في سبعينات القرن الماضي التخوف من الجبهه الثوريه .‏‎ ‎

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..