الحلقة المفقودة في مسار الثورة الوطنية الديمقراطية و تنظيم قواها الإجتماعية (1)

الهادي هباني
الحلقة المفقودة في مسار الثورة الوطنية الديمقراطية و تنظيم قواها الإجتماعية (1)
مساهمة لإثراء الصراع الفكري داخل الحزب الشيوعي السوداني في إطار التحضير للمؤتمر السادس
مدخل:
لا بد قبل كل شئ من تقريظ الجهد النظري و الفكري و التنظيمي المقدر الذي بذل حتي الآن و لا يزال مستمر من قيادة الحزب الشيوعي السوداني للتحضير للمؤتمر السادس في ظل الظروف بالغة التعقيد التي تعيشها بلادنا و يعيشها الحزب في خضم واقع الصراع الطبقي و الإجتماعي و السياسي المعقد في بلادنا و في محيطها الإقليمي و العالمي و تأثير ذلك علي الصراع الفكري داخل الحزب بكل تجلياته و أشكاله و مظاهره الإيجابية السلبية في ظل مقدرات الحزب المتاحة (بتكوينه الإجتماعي و الطبقي أيضا) و حرص الرفاق علي توظيف هذه المقدرات في سبيل الخروج بقراءة و تحليل و تطبيق خلاق للفكر الماركسي علي واقع بلادنا المعقد في هذه المرحلة المعقدة في مسار الثورة الوطنية الديمقراطية.
مشروعي التقرير السياسي و البرنامج المقدمان للمؤتمر السادس تطرقا باختصار غير مخل لتلك الظروف المعقدة (و هي ليست محل نقاش في هذه المساهمة) و لكنها تنطلق منهما و تضيف إليهما. فالمساهمة تتعلق بشكل أساسي بالصراع الفكري داخل الحزب حول مسار الثورة الوطنية الديمقراطية و تنظيم قواها الإجتماعية بالتركيز علي تلك الصراعات الفكرية التي أدت إلي إنقسامات داخل الحزب و تحديدا إنقسام فبراير 1952م، أغسطس 1964م، سبتمبر 1970م، و مايو 1994م، و الصراع الفكري الذي يدور حاليا داخل الحزب و لا يستطيع التعبير عن نفسه بشكل منظم داخل قنوات الحزب المجربة و تستغله سلطة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة و أقلامها المأجورة من البرجوازية الصغيرة المرتبطة بالطبقة الرأسمالية الطفيلية الحاكمة و تلعب دور الوكيل لها من خلال منابر أجهزة الأمن و الاستخبارات الإعلامية الساعية لشق وحدة الحزب تمهيدا لإضعافه و تصفيته.
فقد ظل تحديد مسار الثورة السودانية قبل و بعد الاستقلال و حتي تاريخ اليوم و تحديد و تنظيم قواها الإجتماعية، و الصراع الفكري داخل الحزب (بعمقه الطبقي و الإجتماعي) قضيتان مرتبطتان ببعضهما البعض إرتباطا جدليا مستحيل التعضي عن بعضه البعض مثل الحركة في كونها خاصية مستحيلة التعضي عن المادة كمسألة أساسية في الفلسفة عموما. و علي الرغم من أن تجربة الحزب في كل تلك الصراعات الفكرية المذكورة قد تبدو مختلفة و لكنها في حقيقة أمرها متشابهة لحد كبير في كونها:
أولا: كانت دائما و لا تزال تتعلق بقضية تحديد مسار الثورة الوطنية الديمقراطية بأفقها الإشتراكي و:
ثانيا: بتحديد قواها الإجتماعية صاحبة المصلحة في إنجازها و تحديد طبيعة التحالف الإستراتيجي و لمن تكون القيادة و:
ثالثا: بكيفية تنظيم قوي الثورة الوطنية الديمقراطية و تعبئتها لتصبح قادرة علي إنجاز البرنامج الوطني الديمقراطي و:
رابعا: بوجود الحزب مستقلا بخطه الماركسي كقوة ثورية تعبِّر عن الطبقة العاملة و حلفائها من المزارعين و الكادحين من جماهير شعبنا ترتبط ارتباط يومي دؤوب و صبور بقضاياها و همومها و:
خامسا: في كون هذه التجارب في الصراع الفكري تجلت فيها جميعا قوانين الجدل الماركسي. فعلي مستوي:
1- قانون وحدة صراع الأضاد: فقد كانت ثقافة الرأسمالية الوطنية و البرجوازية الصغيرة مجتمعتان داخل الحزب كما في إنقسام فبراير 1952م (أو ما عرف تاريخيا بإنقسام عوض عبد الرازق)، أو ثقافة البرجوازية الصغيرة منفردة (يسارية كانت أم يمينية) في إنقسامات أغسطس 1964م و سبتمبر 1970م و مايو 1994م مدعومتان بقوي اليمين الرجعي و أجهزة الأنظمة الديكتاتورية القمعية و الإعلامية و الاستخباراتية المعادية للحزب و الساعية لتصفيته، علي النقيض دائما من فكر الطبقة العاملة و صغار المزارعين و كافة جماهير الكادحين من جماهير شعبنا و الخط الماركسي (داخل الحزب) الداعي لوجود الحزب ككيان مستقل مرتبط إرتباط يومي بقضايا الجماهير علي كافة مستويات تنظيماتها الديمقراطية و النقابية الهادف إلي التطبيق الخلاق للفكر الماركسي علي واقع بلادنا باستراتيجية النفس الطويل المجرب و الصبر علي النضال الدؤوب وسط الجماهير (خطوة بخطوة) و اتخاذ مواقف بعيدة عن طبيعة الرأسمالية الوطنية و البرجوازية الصغيرة المتعجلة الساعية دائما (كسمة من سماتها الأساسية مهما كانت شعاراتها) لتحقيق مصالحها الذلتية قصيرة الأجل. أما علي مستوي:
2- قانون التحول الكمي إلي نوعي: فقد أدي تراكم تلك التحولات في مسار الصراع الفكري داخل الحزب إلي تحولات نوعية تتمثل في إنتقال الحزب دائما لمستوي أرقي من سابقه ينتهي دائما بهزيمة تلك الأفكار الطبقية و الإجتماعية المعادية لفكر الحزب الثوري و خروجه موحدا متماسكا بخطه الماركسي و نضاله طويل الأجل وسط الجماهير برغم مراحل المد و الجزر و الصعود و الهبوط. أما علي مستوي:
3- قانون نفي النفي: فقد نتجت عن كل تلك الإنقسامات المذكورة أفكار جديدة و تعديلات جوهرية علي برنامج الحزب نفت بعض الأفكار و المسلمات القديمة و استفادت من تلك الصراعات الفكرية التي أدت لتلك الإنقسامات في توحيد الحزب و تطوير قدراته علي تطبيق الماركسية علي واقع بلادنا و علي تطوير عمله التنظيمي و التمسك بوحدته و استقلاليته و الصمود في مواجهة القوي المعادية للحزب. فبرنامج مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية بأفقه الإشتراكي الذي يطرحه الحزب قد تطور من وثيقة سبيل السودان نحو تعزيز الاستقلال و الديمقراطية علي ضوء ما خرج به الصراع الفكري عقب إنقسام فبراير 1952م و كتاب “آفاق جديدة” للشهيد عبد الخالق محجوب، إلي وثيقة “الماركسية و قضايا الثورة السودانية” كتجديد و تطوير لبرنامج الحزب الذي خرج به المؤتمر الرابع في 1967م، مرورا بوثيقتي “قضايا ما بعض المؤتمر” و “حول البرنامج” للشهيد عبد الخالق محجوب، و وثيقة “الديمقراطية مفتاح الحل جبهة للديمقراطية و إنقاذ الوطن” التي خرجت بها دورة اللجنة المركزية في أغسطس 1977م، و وثيقة “كيف حاصر الجمود أطروحات ماركس و أنجلز عن الإشتراكية” للراحل محمد إبراهيم نقد، إلي و وثيقة برنامج الحزب الذي خرج به المؤتمر الخامس للحزب بعنوان “ديمقراطية راسخة وتنمية متوازنة وسلم وطيد”، إلي مسودة برنامج الحزب المقدم للمؤتمر السادس. و في كل برنامج يقوم الحزب بتطوير برنامجه و خطه السياسي وفقا للتحولات الطبقية و الإجتماعية في بلادنا و محيطها الإقليمي و العالمي. و هذا هو ما يعرف بتجديد الحزب و تجديد أفكاره و استراتيجياته.
و سادسا: في أن كل تلك الصراعات الفكرية تتشابه في كون القضايا محور الصراع لم تتطرق أو تولي إهتماما فكريا و عمليا بقضية بناء تنظيم الجبهة الوطنية الديمقراطية كتنظيم مستقل موحد لكافة قوي الثورة الوطنية الديمقراطية في مختلف مستويات و تكوينات شعبنا الجماهيرية باعتباره البديل الذي تقع علي عاتقه عملية إنجاز مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية. و ظل الصراع محصورا في تحديد قوي الثورة الوطنية الديمقراطية و بناء تنظيماتها وسط العمال و المزارعين و المهنيين و الأطباء و الطلاب و غيرها من مستويات تنظيم حركة الجماهير كل علي حدا. كيف يتم بناء هذا التنظيم الموحد ظلت حلقة مفقودة حتي الآن بمعني هل يتم تكوينه بعد إنتصار الثورة الوطنية الديمقراطية و يصبح بالتالي مثله مثل الإتحاد الإشتراكي أو التنظيمات المستأنسة للسلطة التي يتم تكوينها بقرارات فوقية. أم يتم بنائه في خضم الصراع الطبقي و الإجتماعي و عملية النضال الثوري اليومي للحزب وسط الجماهير؟
صحيح أن الهجمات المتعددة التي شنتها الديكتاتوريات العسكرية و المدنية التي حكمت بلادنا علي الحزب و علي حركة الطبقة العاملة و المزارعين و كافة قوي الجبهة الوطنية الديمقراطية قد أسهمت إسهاما كبيرا في ضرب تنظيمات الجبهة الوطنية الديمقراطية و شردت قياداتها المتمرسة و أعاقت نشاطها وعملها وسط النقابات و التنطيمات الديمقراطية و الشبابية و النسوية إلا أن قضية بناء تنظيم عريض موحد و مستقل يضم تنظيمات الثورة الوطنية الديمقراطية تلك قد ظلت بهذا الوضوح هي الحلقة المفقودة حتي تاريخ اليوم في مسار الثورة الوطنية الديمقراطية و لم تكن قضية محورية و جوهرية في كل الصراعات الفكرية المشار إليها. و حتي تجربة مركزية الجباه الديمقراطية وسط الطلاب برغم أنها كانت تجربة متقدمة في نضال الحزب وسط الحركة الطلابية إلا أن الحزب لم يتمكن من دفعها و تطويرها و تعميمها علي كافة تنظيمات الجبهة الوطنية الديمقراطية.
سابعا: في أن قوي اليمين الرجعي و الأجهزية الأمنية و القمعية بكافة أجهزتها الإعلامية و الاستخباراتية كانت تدعم التيارات المنقسمة التي تتبني أفكار الرأسمالية الوطنية و البرجوازية الصغيرة من خلال منابرها المختلفة تمهيدا لشق وحدة الحزب و تصفيته من خلال الدعاية المضادة و تشجيع الثرثرة و التكتلات و الاتفاقات خارج القنوات الداخلية للحزب و إطلاق الإشاعات و حملات الترويج الكاذبة الهادفة إلي تسعير نيران الصراعات التناحرية داخل الحزب و تصوير قيادة الحزب كسلطة ستالينية تهيمن علي الحزب و تصادر الديمقراطية داخله و تهدف لتصفية و عزل التيارات المعارضة، بل و قد وصلت حدة التآمر من قبل بعض العناصر المنقسمة في بعض الأحيان درجة التعاون و التنسيق المباشر مع الأنظمة القمعية علي تصفية قيادات الحزب كما حدث في انقسام سبتمبر 1970 الذي مهد لتصفية أبرز قيادات الحزب بعد 19 يوليو 1971م. حدث نفس الدور لتلك القوي الرجعية و الأجهزة القمعية في إنقسام فبراير 1952م و أغسطس 1964م و في سبتمبر 1970م و حدث أيضا في إنقسام مايو 1994م. و ما يحدث اليوم من نشاط محموم لجهاز الأمن و المخابرات لتسعير نيران الصراع التناحري داخل الحزب من خلال صحفه و أجهزته الإعلامية التي تسرِّب ما يدور داخل أجهزة الحزب و هيئاته القيادية و ما يدور داخل هيئات الحزب و أجهزته الداخلية، هو أيضا جزء من النشاط الممنهج الهادف إلي تصفيته.
استنادا لما تقدم تتناول هذه المساهمة أولا: قضية فلسفة الصراع الفكري و أهميته و كيفية إدارته داخل الحزب بقليل من الإسهاب و التنظير الفلسفي لإعطاء جماهير شعبنا و أصدقاء الحزب و عضويته الجديدة الشابة فكرة عن كيف ينظر الحزب للصراع الفكري داخله و كيف ينظمه و يتعامل معه كقضية فكرية و فلسفية و ثورية بالدرجة الأولي. و ثانيا: تتطرق أيضا لمسار الثورة الوطنية الديمقراطية و كيف أن الإنقطاعات التاريخية التي تعرضت لها لا تعتبر هزيمة لها و تفهم في سياق تطورها للأرقي من حيث تطور حركة المقاومة الشعبية و تعدد أشكالها و علي ضوء التحولات الطبقية و الإجتماعية في بلادنا. و كيف أن تلك التحولات هي في الحقيقة تعتبر جزءا من خط الاستمرارية و التقدم في مسار الثورة الوطنية الديمقراطية و لا تعد تراجعا فيه برغم الواقع المرير الذي يعيشه شعبنا و حالة التشظي التي تهدد بلادنا و الحصار و القمع و التشريد المنظم الذي تتعرض له قوي الثورة الوطنية الديمقراطية نفسها. و في الختام تثير الورقة قضية بناء تنظيم الجبهة الوظنية الديمقراطية بقيادة الطبقة العاملة و حزبها الماركسي كمنبر مستقل يهدف إلي إنجاز برنامج مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية من خلال ديمقراطية تعددية راسخة يمثل فيها تنظيم الجبهة الوطنية الديمقراطية بديلا لكل من تجربة سلطة الرأسمالية الطفيلية المتأسلمة و تحالف اليمين الرجعي التقليدي و ضمانة لاستمرارية الديمقراطية يستوعب كافة جماهير الثورة الوطنية الديمقراطية خاصة في القطاع التقليدي التي ضاقت بدوامة مثلث الشر (ثورة، ديمقراطية، إنقلاب عسكري) و هي تبحث عن بديل يعبِّر عن آمالها و تطلعاتها.
[email][email protected][/email]
اللهم دمر كل من شارك فى دمار الوطن الجميل والشعب الجميل
اللهم عليك بالكيزان فانهم لا يعجزونك
اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين ,, اللهم أجعلهم يشتهون الماء ولا يستطيعون شرابها ويتمنون الموت من شدة الالم فلا ينالونه ,, اللهم عذبهم بكل أم بكت أنصاف الليالى على فلذة كبدها أو زوجها أو أبيها ,, اللهم عذبهم وزبانيتهم بحق كل فم جاااع ,, وبطن قرقرت ومريض مات من عدم أستطاعته توفير الدواااء اللهم عذبهم بحق كل زفرات شوق وبعاد يعانيها ابناء المهاجرين والمتغربين الفارين من الوطن بسبب سياساتهم وأفسادهم ,, اللهم أجعلهم يشتهون الطعام فلا يتذوقونه بحق كل شبر من أراضى السودان التى باعوها والتى حبسوا عنها الماء فصارت بووورا تشكوهم لربها ,,, اللهم أنا غير شامتين ولكن أمرتنا بالدعاء على من ظلمنا لذا دعوناك ,, فأن كنتم أيها السودانيين تظنون أن البشير والكيزان ظلموكم فعليكم بالدعاء فأنه أمضى سلااااح ,,أدعوا عليهم بالويل والثبوور وعظائم الامور من سرطان وأمراض
الترابى .. البشير .. على عثمان .. نافع .. الجاز .. الزبيرين .. ربيع .. امين حسن .. غندور
قطبى .. مصطفى اسماعيل .. بكرى .. الخضر .. احمدهارون .. عثمان كبر .. وقوش .. والمتعافى ودوسة .. وسبدرات .. ومامون حميدة .. وحاج ماجد سوار .. وكل باقى التنابلة
وكل من اشترك فى دمار وتشريد محمد احمد دافع الضريبة
قراءة تحليلية موفقة لك التحية علي هذا الجهد
والحزب الشيوعي السوداني ضمن أحزاب أخرى محدودة العدد والتأثير يمارس العمل السياسي ممارسة تستند على مبادئ ديمقراطية بتوجه فكري ، هذه المبادي لكي تسود لابد من تحقيق وعي الجماهير بها والوعي لا يتحقق الا بإزالة الجهل وأسباب التخلف والمرض ، وهنا تقع مسؤولية الحزب الشيوعي من اجل إزالة هذه الآفات وليس له من أمل في النجاح لتحقيق هذه المهام الا بالانفتاح وكسر القوقعة حتى يتم الحصول على الؤلؤة………
جهد يمتاز بالعمق والوضوح والسهولة. شكرا هبانى !.
انقسامات الحزب الشيوعي (عدا انقسام 1971 م)صورة مكررة لظاهرة واحدة. ظاهرة الصراع على قيادة الحزب متسترة بالشعارات. لم تكن الحدود الفكرية ابدا واضحة بين التيارات المتصارعة. كانت تتقام ذات الاراء والتوجهات الفكرية ولكنه تتستر بالشعارات الطرفية للتمسك بالقيادة او الوصول اليها.
لا اعتقد ان عوض عبد الرازق مثلا كان بدرجة السوء التي صورته عليها كتابات الحزب الرسمية. هو بالتاكيد لم يكن انتهازيا ولا تصفويا. الخط الذي دعى اليه كانت تتبناه الكثير من الاحزتب الشيوعية والماركسية. الشيوعيون في جنوب افريقيا ظلوا لعقود يعملون من خلال خزب المؤتمر الافريقي بدون ان يفقدوا استقلاليتهم الفكرية وحتى التنظيمية. وعوض عبد الرازق لم تتح له ابدا فرصة عرض رؤيته بصورة مباشرة. حتى الان نعرفه من خلال كتابات خصومه. يوسف عبد المجيد والشامي ايضا لم يكونا بالسوء الذي صورا به. خط السوفيت الذي انتقداه اتضح انه فعلا خط خاطيء وذهب لمذبلة التاريخ. الخط الصيني لم يكن بالسوء الذي صور به. ورغم ان مالاته التاريخية ليست جيدة الا ان صين ماو تسي تونغ قدمت الكثير للنضال التحرري العالمي ووللتحالف المناهض للامبريالية الامريكية
طرفي انقسام 1971 م تقاسما على حد سواء مسئولية الموقف الخاطيء بتاييد انقلاب 25 مايو 1969 م. تيار الشهيد عبد الخالق ذاته ايد انقلاب النميري. الخلاف كان في درجة التاييد وهل يكون من موقع الحزب المستقل ام من موقع الالتحاق بالسلطة. حتى الان لم يجروء الحزب على ادانة الخطأ الاساسي بتاييد الوصول للسلطة عن طريق الانقلاب العسكري. ولا اظن ان الحزب بقياادته الحالية سيجحروء على ذلك. فمثل ذلك الموقف يستوجب نقدا ذاتيا عميقا لمجمل مواقف الحزب من انقلاب 25 مايو 1969 م وانقلاب 19 يوليو والحركة الشعبيةلتحرير السودان والتجمع الوطني الديمقراطي وتجربة قوات مجد وتجربة طرخ فكرة الحزب الاشتراكي الانسحاب منها ورفض قيادة الحزب لمطلب جبهة اليسار. باختصار يتطلب ذلك نقدا لمجمل السلوك التنظيمي والطرح الفكري والمواقف السياسية للحزب منذ 26 مايو 1969 م. وهو نقد لا تريده قيادة الحزب ولا تملك الدرأة السياسية ولا الوعي ولا الوضوح الفكري اللازم للقيام به.
غلى ان ذلك النقد تحديدا هو الشرط الاساسي لخروج الحزب الشيوعي من ازماته وانقساماته وضلالات قيادته. بغير مثل ذلك النقد الجذري الحاسم لن ينصلح حال الحزب وبالتالي لن ينصلح حال اليسار ولا الوطن
تحليل رجل مفكر وملتزم . مر حزبكم بتجارب مريره يا استاذ هبانى خاصة خلال فترة الدكتاتوريه الثانيه ، اى حكم جعفر نميرى واهتزت قواعده وتعرضت للكثير من التشتت .
وبرغم عراقة الحزب الشيوعى السودانى وطول باعه فى تنوير المجتمع وتوعية الطبقه العامله خاصة ، فان المواطنين العاديين غير المنتمين للحزب لن ينسوا ان اعضاء ألحزب الذين حملوا الرايات الحمراء عند استلام هاشم العطا للسلطه قد صدموا صدمة لاتنسى جراء ذلك السلوك الذى استهجنه كثير من المتعاطفين مع الحزب الشيوعى ~وكنت احدهم ~ . كان ذلك الوجه يمثل لنا نزعة اقصائية اشبه بممارسات الاخوان المسلمين ، وان الشيوعيين اذا ما استولوا على زمام الامر فلن يكون هنالك فرقا حقيقيا بينهم وبين الاسلاميين من تطهير وتمكين … الخ
هذه النظره وما يمكن ان تمثله من مسافة بين الحزب وجماهير الشعب السودانى هى واحدة من اهم الركائز التى لابد لمؤتمركم القادم ان يفحصها فحصا دقيق وان يضع حدا فاصلا لها .
اضيف ايضا ان الايدولوجيات تتغير لكى تنضج تجربتها ، فالجماهير اﻵن قد ارتفعت درجة وعيها بصورة كبيره بحيث لم تعد تقبل المسلمات ولن ننسى ان ما مرت به التجربه الشيوعيه العالميه منذ التسعينات يعتبر تسونامى فظيع هز اركان الحركه الشيوعيه كنظام حكم .
الموضوع كبير استاذنا هبانى ومجال ألتعليق ضيق مهما كان الا اننى فى الختام آمل صادقا ان يغير الحزب اسمه الحالى ﻷسم سودانى يفهمه السيودانيون . ولك كل الود والتحيه لشخصكم الكريم .
والله هسا انت لو كنت كتبت للاجيال الجديدة الما قدرتو توصلوا ليها رسالتكم ماهي الثورة الوطنية الديمقراطية في فهمكم كان يكون احسن
خطاب الشيوعيين دائما بيدعي انو خطاب واقعي رغم انو الحزب ماعاد ليو اى اثر في حياة الناس ، فقط يظهر الحزب وسط تحالفات المعارضة المختلفة عنو في طرحها وطبيعتها الفكرية والطبقية
الشيوعيون يجب ان يعلموا ان حزبهم لم يعد يهم احدا باستثناء جهاز الامن
نتمنى ان يغير الحزب اسمو ويكثف الحديث عن برامجو لاصلاح الاقتصاد والزراعة والصحة والتعليم ، وان لايخجل من الحديث عن الاشتراكية كبديل وحيد عن سياسة ا التحرير البليدة للنظام وان يجعل احد اهدافه كحزب ان يصل لحكم السودان بعيدا عن التحالف مع احزاب الرأسمالية وشبه الاقطاع
كل هذه الاختلافات نتجة عن الترجمه الخاطئه للكلمه الالمانية Arbeiter التى تعنى كل من يشتغل باجر بغض النظر عن المهنة او نوع العمل. وهذا هو المفهوم الذى بنيت على اساسه نظرية فائض القيمه وما ينتج عنه من تكدس رأس المال.
اللهم دمر كل من شارك فى دمار الوطن الجميل والشعب الجميل
اللهم عليك بالكيزان فانهم لا يعجزونك
اللهم آآآآآآآآآآآآآآآآآآمين ,, اللهم أجعلهم يشتهون الماء ولا يستطيعون شرابها ويتمنون الموت من شدة الالم فلا ينالونه ,, اللهم عذبهم بكل أم بكت أنصاف الليالى على فلذة كبدها أو زوجها أو أبيها ,, اللهم عذبهم وزبانيتهم بحق كل فم جاااع ,, وبطن قرقرت ومريض مات من عدم أستطاعته توفير الدواااء اللهم عذبهم بحق كل زفرات شوق وبعاد يعانيها ابناء المهاجرين والمتغربين الفارين من الوطن بسبب سياساتهم وأفسادهم ,, اللهم أجعلهم يشتهون الطعام فلا يتذوقونه بحق كل شبر من أراضى السودان التى باعوها والتى حبسوا عنها الماء فصارت بووورا تشكوهم لربها ,,, اللهم أنا غير شامتين ولكن أمرتنا بالدعاء على من ظلمنا لذا دعوناك ,, فأن كنتم أيها السودانيين تظنون أن البشير والكيزان ظلموكم فعليكم بالدعاء فأنه أمضى سلااااح ,,أدعوا عليهم بالويل والثبوور وعظائم الامور من سرطان وأمراض
الترابى .. البشير .. على عثمان .. نافع .. الجاز .. الزبيرين .. ربيع .. امين حسن .. غندور
قطبى .. مصطفى اسماعيل .. بكرى .. الخضر .. احمدهارون .. عثمان كبر .. وقوش .. والمتعافى ودوسة .. وسبدرات .. ومامون حميدة .. وحاج ماجد سوار .. وكل باقى التنابلة
وكل من اشترك فى دمار وتشريد محمد احمد دافع الضريبة
قراءة تحليلية موفقة لك التحية علي هذا الجهد
والحزب الشيوعي السوداني ضمن أحزاب أخرى محدودة العدد والتأثير يمارس العمل السياسي ممارسة تستند على مبادئ ديمقراطية بتوجه فكري ، هذه المبادي لكي تسود لابد من تحقيق وعي الجماهير بها والوعي لا يتحقق الا بإزالة الجهل وأسباب التخلف والمرض ، وهنا تقع مسؤولية الحزب الشيوعي من اجل إزالة هذه الآفات وليس له من أمل في النجاح لتحقيق هذه المهام الا بالانفتاح وكسر القوقعة حتى يتم الحصول على الؤلؤة………
جهد يمتاز بالعمق والوضوح والسهولة. شكرا هبانى !.
انقسامات الحزب الشيوعي (عدا انقسام 1971 م)صورة مكررة لظاهرة واحدة. ظاهرة الصراع على قيادة الحزب متسترة بالشعارات. لم تكن الحدود الفكرية ابدا واضحة بين التيارات المتصارعة. كانت تتقام ذات الاراء والتوجهات الفكرية ولكنه تتستر بالشعارات الطرفية للتمسك بالقيادة او الوصول اليها.
لا اعتقد ان عوض عبد الرازق مثلا كان بدرجة السوء التي صورته عليها كتابات الحزب الرسمية. هو بالتاكيد لم يكن انتهازيا ولا تصفويا. الخط الذي دعى اليه كانت تتبناه الكثير من الاحزتب الشيوعية والماركسية. الشيوعيون في جنوب افريقيا ظلوا لعقود يعملون من خلال خزب المؤتمر الافريقي بدون ان يفقدوا استقلاليتهم الفكرية وحتى التنظيمية. وعوض عبد الرازق لم تتح له ابدا فرصة عرض رؤيته بصورة مباشرة. حتى الان نعرفه من خلال كتابات خصومه. يوسف عبد المجيد والشامي ايضا لم يكونا بالسوء الذي صورا به. خط السوفيت الذي انتقداه اتضح انه فعلا خط خاطيء وذهب لمذبلة التاريخ. الخط الصيني لم يكن بالسوء الذي صور به. ورغم ان مالاته التاريخية ليست جيدة الا ان صين ماو تسي تونغ قدمت الكثير للنضال التحرري العالمي ووللتحالف المناهض للامبريالية الامريكية
طرفي انقسام 1971 م تقاسما على حد سواء مسئولية الموقف الخاطيء بتاييد انقلاب 25 مايو 1969 م. تيار الشهيد عبد الخالق ذاته ايد انقلاب النميري. الخلاف كان في درجة التاييد وهل يكون من موقع الحزب المستقل ام من موقع الالتحاق بالسلطة. حتى الان لم يجروء الحزب على ادانة الخطأ الاساسي بتاييد الوصول للسلطة عن طريق الانقلاب العسكري. ولا اظن ان الحزب بقياادته الحالية سيجحروء على ذلك. فمثل ذلك الموقف يستوجب نقدا ذاتيا عميقا لمجمل مواقف الحزب من انقلاب 25 مايو 1969 م وانقلاب 19 يوليو والحركة الشعبيةلتحرير السودان والتجمع الوطني الديمقراطي وتجربة قوات مجد وتجربة طرخ فكرة الحزب الاشتراكي الانسحاب منها ورفض قيادة الحزب لمطلب جبهة اليسار. باختصار يتطلب ذلك نقدا لمجمل السلوك التنظيمي والطرح الفكري والمواقف السياسية للحزب منذ 26 مايو 1969 م. وهو نقد لا تريده قيادة الحزب ولا تملك الدرأة السياسية ولا الوعي ولا الوضوح الفكري اللازم للقيام به.
غلى ان ذلك النقد تحديدا هو الشرط الاساسي لخروج الحزب الشيوعي من ازماته وانقساماته وضلالات قيادته. بغير مثل ذلك النقد الجذري الحاسم لن ينصلح حال الحزب وبالتالي لن ينصلح حال اليسار ولا الوطن
تحليل رجل مفكر وملتزم . مر حزبكم بتجارب مريره يا استاذ هبانى خاصة خلال فترة الدكتاتوريه الثانيه ، اى حكم جعفر نميرى واهتزت قواعده وتعرضت للكثير من التشتت .
وبرغم عراقة الحزب الشيوعى السودانى وطول باعه فى تنوير المجتمع وتوعية الطبقه العامله خاصة ، فان المواطنين العاديين غير المنتمين للحزب لن ينسوا ان اعضاء ألحزب الذين حملوا الرايات الحمراء عند استلام هاشم العطا للسلطه قد صدموا صدمة لاتنسى جراء ذلك السلوك الذى استهجنه كثير من المتعاطفين مع الحزب الشيوعى ~وكنت احدهم ~ . كان ذلك الوجه يمثل لنا نزعة اقصائية اشبه بممارسات الاخوان المسلمين ، وان الشيوعيين اذا ما استولوا على زمام الامر فلن يكون هنالك فرقا حقيقيا بينهم وبين الاسلاميين من تطهير وتمكين … الخ
هذه النظره وما يمكن ان تمثله من مسافة بين الحزب وجماهير الشعب السودانى هى واحدة من اهم الركائز التى لابد لمؤتمركم القادم ان يفحصها فحصا دقيق وان يضع حدا فاصلا لها .
اضيف ايضا ان الايدولوجيات تتغير لكى تنضج تجربتها ، فالجماهير اﻵن قد ارتفعت درجة وعيها بصورة كبيره بحيث لم تعد تقبل المسلمات ولن ننسى ان ما مرت به التجربه الشيوعيه العالميه منذ التسعينات يعتبر تسونامى فظيع هز اركان الحركه الشيوعيه كنظام حكم .
الموضوع كبير استاذنا هبانى ومجال ألتعليق ضيق مهما كان الا اننى فى الختام آمل صادقا ان يغير الحزب اسمه الحالى ﻷسم سودانى يفهمه السيودانيون . ولك كل الود والتحيه لشخصكم الكريم .
والله هسا انت لو كنت كتبت للاجيال الجديدة الما قدرتو توصلوا ليها رسالتكم ماهي الثورة الوطنية الديمقراطية في فهمكم كان يكون احسن
خطاب الشيوعيين دائما بيدعي انو خطاب واقعي رغم انو الحزب ماعاد ليو اى اثر في حياة الناس ، فقط يظهر الحزب وسط تحالفات المعارضة المختلفة عنو في طرحها وطبيعتها الفكرية والطبقية
الشيوعيون يجب ان يعلموا ان حزبهم لم يعد يهم احدا باستثناء جهاز الامن
نتمنى ان يغير الحزب اسمو ويكثف الحديث عن برامجو لاصلاح الاقتصاد والزراعة والصحة والتعليم ، وان لايخجل من الحديث عن الاشتراكية كبديل وحيد عن سياسة ا التحرير البليدة للنظام وان يجعل احد اهدافه كحزب ان يصل لحكم السودان بعيدا عن التحالف مع احزاب الرأسمالية وشبه الاقطاع
كل هذه الاختلافات نتجة عن الترجمه الخاطئه للكلمه الالمانية Arbeiter التى تعنى كل من يشتغل باجر بغض النظر عن المهنة او نوع العمل. وهذا هو المفهوم الذى بنيت على اساسه نظرية فائض القيمه وما ينتج عنه من تكدس رأس المال.
وكما إجتاز كل تلك العقبات وكما لا زالت تلك الضرورات الموضوعية لوجود الحزب الشيوعى بتأريخه القوى..فإنه أيضاً سيجناز تلك الصخور التى يضعها اعداؤه على مجرى نهره العميق..وما دام هنالك هدفٌ واضح فى سبيل تحقيق مطامح شعبنا فى الوحدة والديمقراطية الكاملة وتحقيق الحياة الكريمة ومحاكمة القتلة فإننا لا بد واصلون لهذه الاهداف..
اللهم آمين اللهم استجب ببركة هذا الدعاء ومنك الاجابة
وكما إجتاز كل تلك العقبات وكما لا زالت تلك الضرورات الموضوعية لوجود الحزب الشيوعى بتأريخه القوى..فإنه أيضاً سيجناز تلك الصخور التى يضعها اعداؤه على مجرى نهره العميق..وما دام هنالك هدفٌ واضح فى سبيل تحقيق مطامح شعبنا فى الوحدة والديمقراطية الكاملة وتحقيق الحياة الكريمة ومحاكمة القتلة فإننا لا بد واصلون لهذه الاهداف..
اللهم آمين اللهم استجب ببركة هذا الدعاء ومنك الاجابة