المانيا استقبلت رقما قياسيا من مهاجري دول الاتحاد الأوروبي

برلين ? وكالات الأنباء: أفادت صحيفة (دي فيلت) أمس الأول نقلا عن احصاءات رسمية ان الهجرة إلى المانيا من دول في الاتحاد الأوروبي بلغت مستوى قياسيا عام 2015، فاق 685 ألف شخص أكثرهم رومانيون وبولنديون وبلغاريون.
في المقابل غادر ألمانيا في نفس العام 303 ألف شخص، ما يخلف عددا اجماليا صافيا يبلغ 382 الفا بحسب الصحيفة التي أكدت حصولها على هذه البيانات من المكتب الفدرالي للهجرة واللاجئين.
وأضاف المصدر ان البلد الأول على مستوى عدد مواطنيه الوافدين للاقامة في المانيا كان رومانيا مع وصول 175 الفا من رعاياها، تليها بولندا (148 ألفا) وبلغاريا (72 ألف) وكرواتيا (51 ألفا) التي انضمت إلى الاتحاد مؤخرا.
وألمانيا هي اكبر اقتصاد في أوروبا وتجذب أوروبيين يسعون إلى ظروف حياة افضل من بلدانهم. ففي أوج الأزمة الاقتصادية والمالية في بلاد جنوب أوروبا وفدت مجموعات من اليونانيين والإسبان الشبان إلى ألمانيا بحثا عن مستقبل أفضل.
وكان لملف ضبط هجرة العمال الأوروبيين دور مركزي في الحملة التي سبقت استفتاء بريطانيا في 23 حزيران/يونيو، والذي صوتت فيه أكثرية لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي.
اما في ألمانيا فيتركز الجدل على مسألة العمال الوافدين. وكما في فرنسا وبلجيكا، نددت أصوات كثيرة بمصير عمال يتحدرون من دول الشرق الأوروبي ويأتون للعمل في مزارع أو مسالخ مقابل رواتب ضئيلة.
وفي نيسان/ابريل طرحت برلين مشروع قانون للحد جذريا من حصول المهاجرين من دول في الاتحاد على مساعدات اجتماعية.
واشار التقرير الذي نشرته (دي فيلت) إلى ان 4.1 ملايين مواطن من الاتحاد الأوروبي يقيمون في ألمانيا.
على صعيد آخر قال وزير الاقتصاد الألماني، زيغمار غابرييل، أمس الأول ان على ألمانيا أن تعرض الجنسية على الشباب البريطانيين الذين يعيشون فيها، بالنظر إلى أن الناخبين الأكبر سنا في إنكلترا وويلز هم الذين صوتوا لتأييد خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
وصوتت بريطانيا لتأييد الانسحاب بنسبة 52 في المئة مقابل رفض 48 في المئة له، مما تسبب في عدة انقسامات في البلاد، مثل كبار السن مقابل الشباب، وانكلترا وويلز مقابل اسكتلندا وإيرلندا الشمالية.
وقال غابرييل في مؤتمر الحزب الديمقراطي الاشتراكي الذي ينتمي له في برلين «لهذا السبب يجب علينا ألا نقطع خطوط الرجعة عليهم.»
وأضاف أن على ألمانيا التفكير فيما يمكنها أن تقدمه للمغتربين البريطانيين الشباب لديها. وأشار إلى أن الحزب الديمقراطي الاشتراكي كان دائما مؤيدا للسماح بحمل جنسية مزدوجة.
وقال «دعونا نعرض ذلك على شباب البريطانيين الذين يعيشون في ألمانيا وإيطاليا وفرنسا حتى يتسنى لهم البقاء مواطنين في الاتحاد الأوروبي.»
ودعا حزب الخضر المعارض أيضا إلى تسهيل حصول البريطانيين الذين يعيشون في ألمانيا على جوازات سفر ألمانية.
وفي تصريحات منفصلة دعا غابرييل إلى خفض عدد المفوضين في الاتحاد الأوروبي، كما دعا بروكسل إلى إعادة النظر في الطريقة التي تخصص بها بنود ميزانيتها، وذلك بعد ما يزيد عن أسبوع من تصويت البريطانيين للخروج من التكتل.
وقال في مقابلة مع صحيفة (نويه أوزنابروكر تسايتونج) نشرت أمس الأول «أوروبا التي بها 27 مفوضا يريدون أن يثبتوا أنفسهم أمر ليس منطقيا? سيكون من الجيد أن نخفض هذا العدد.»
وتسبب قرار الناخبين في بريطانيا في 23 يونيو/حزيران بتأييد انسحاب بلادهم من الاتحاد الأوروبي في هزة في الأسواق المالية، وأزمة سياسية في بريطانيا وأثار مخاوف بشأن مستقبل الاتحاد.
وقال غابرييل ? الذي يشغل أيضا منصب نائب المستشارة الألمانية- ان خروج بريطانيا لا يهدد الاتحاد الأوروبي بل ويطرح احتمالا بعودة بريطانيا للانضمام للاتحاد خلال عقود قليلة، خاصة بعد أن صوت الناخبون الأصغر سنا بأغلبية كبيرة لصالح البقاء في التكتل.
وأضاف «نحتاج للبقاء على اتصال بهم? إذا أردنا أن يظل لأبنائنا وأحفادنا صوت في العالم فسنحتاج لصوت أوروبي موحد. حتى بريطانيا العظمى أو ألمانيا لن تتمكنا من توصيل صوتهما للعالم منفردتين من الآن فصاعدا.»
وقال غابرييل إن على الاتحاد معاملة بريطانيا بعدالة، لكنه أضاف «لن يكون من المقبول من الحكومة البريطانية أن تتفاوض الآن على الانسحاب والعلاقات المستقبلية مع الاتحاد الأوروبي في نفس الوقت ليتسنى لها اختيار الأفضل لها فقط من مساري التفاوض.»
واتهم بروكسل بالتدخل «الثانوي» في شؤون يمكن أن تدار بشكل أفضل من المحليات أو الدول منفردة.
وبشأن ميزانية الاتحاد قال ان من الضروري مراجعة ما إذا كان يجب الاستمرار في إنفاق نحو 40 في المئة من التمويل في قطاع الزراعة، بينما يتم إنفاق أموال أقل بكثير على الأبحاث والابتكار والتعليم. كما قال أيضا إن على الاتحاد الأوروبي تشكيل جيش أوروبي مشترك.
وقال غابرييل ان الاتحاد الأوروبي سيقبل بالتأكيد بعضوية إسكُتلندا بشكل منفرد إذا ما تمكنت من الاستقلال عن المملكة المتحدة ورغبت في الانضمام للتكتل.