أخبار السودان

تشيلكوت و الترابي .. شاهدان على العصر

د.هاشم حسين بابكر

* من غير المتوقع أن يكون هنالك ردّة فعل سياسية كبيرة على المستوى الرسمي الأمريكي أو البريطاني بسبب تقرير تشيلكوت الذي خرج بعد ثلاثة عشر عاماً ، و لكن على المستوى الشعبي فإن أسر ضحايا الحرب من بريطانيين و أمريكان ، سيتقدمون بطلب تعويضات عن ضحاياهم ، كما أن أسر ضحايا العراق و هم بالملايين سوف يتقدمون كذلك لدى المحاكم البريطانية و الأمريكية..

* و تأخير التقرير لهذه المدة الطويلة أفقده الأهميّة السياسية ، فتوني بلير الآن ليس رئيساً لوزراء بريطانيا، و بوش ليس رئيساً للولايات المتحدة ، بل هما الآن مواطنان عاديّان في بلديهما ، و محاكمتهما لا تعني شيئاً و ستبدو ? حتى إن تمّت ? محاكمة عاديّة لأشخاص عاديين ، و لكن المحاكمة الأهم ، و التي لن تنعقد ، هي محاكمة أجهزة المخابرات في البلدين ، و التي أمدّت الإدارتين السياسيتين في لندن و واشنطن بمعلومات كاذبة ، و هذه المحاكمة لم و لن تتم بأية حال من الأحوال ..

* كلٌّ من بوش و بلير قد قضيا فترة حكمهما و لن يظهرا على الساحة السياسية مجدداً ، بحكم أن كلاًّ منهما قضى دورتين في الحكم و لا يسمح الدستور في الدولتين بتولّي الرئاسة لأكثر من دورتين.

* و المحاكمة الحقيقية الواجبة ، بجانب أجهزة المخابرات ، هي محاكمة البرلمانات في كلا البلدين ، حيث أن البرلمان في كل منهما هو الذي صادق على قرار الحرب و تدمير دولة مستقلّة و تقتيل و تشريد شعبها ، متذرعين بما بما يدعونه بالديمقراطية ، أي ديمقراطية هذه التي تبيد الشعوب بناءً على أكاذيب المخابرات؟؟..

* أخطاء جسيمة و متعمدة ارتكبها صُنّاع القرار في البلدين ، و قد تسببت في إشعال حرائق واسعة بالمنطقة المستهدفة حتى خرجت تماماً عن السيطرة بحيث بات تقدير مآلاتها أمراً أشبه بالمستحيل..!!

* إن تم اختزال التقرير في أن مسوِّغات الحرب كانت مضلِّلة فإنهم إذن يمسكون بالعصا من منتصفها ، فهنالك أسئلة أهم من ذلك بكثير ، أسئلة تخترق الديمقراطية ليس في بريطانيا و أمريكا فحسب ، بل في كل العالم الديمقراطي ، فأي ديمقراطية تلك التي تسمح بتدمير الدول و تشريد أهلها ؟؟

* تأخر التقرير ثلاثة عشر عاماً بدعوى الحفاظ على الأمن القومي ، و حتى لا تتضرر العلاقات مع أمريكا ، الأمر الذي يضع الديمقراطية المدَّعاة جانباً ، بل يتجاوزها تماماً ، بحيث وضع بلير بريطانيا تحت التصرف الأمريكي مهما كانت النتائج ، و أنه ماض بشأن الحرب مهما واجه من اعتراضات ، جرى كل هذا في ديمقراطية تزهو بنفسها بأنها الديمقراطية البكر في العالم!..
* يقول الباحث الاستشاري حسام شاكر ، و هو متخصص في الشؤون الأوربية : (إن الديمقراطية الغربية لا تلتزم في النطاق الخارجي للدولة بالثقافات الديمقراطية السائدة في نطاقها الداخلي ، بمعنى أن التصرف في فضاءات السياسة الدولية “البعيدة” يجري بشكل أقل شفافية ، و يخضع لمنطق آخر مغاير لنظيره في السياسات الداخلية التي يواكبها الشعب جيداً) ، و أوضح الباحث أن ما يجسد هذه الحقيقة هو مجلس الأمن من خلال الامتيازات غير الديمقراطية التي تتمتع بها الدول دائمة العضوية ، رغم أن الأعضاء في غالبيتهم دول ديمقراطية ، إلا أنها تحظى بحقوق استثنائية تتعالى بها على غيرها من الأمم ..

* و هنا يكمن التناقض القاتل ، فالسياسة الخارجية ما هي إلا انعكاس للسياسة الداخلية ، إذ إنه من المستحيل أن يكون لأي دولة وجهان أحدهما داخلي و الآخر خارجي ، و هذا لا يمكن وصفه سوى بالنفاق . و تطبيق سياسة خارجية متناقضة مع السياسة الخارجية ، بدعم جهاز إعلام قوي و مؤثر ، يجعل المواطن أشبه بالروبوت ، لا يقبل إلا ما هو مبرمج عليه ، و هذا في حد ذاته منافٍ للديمقراطية التي يدّعون..

* و التاريخ الأمريكي حافل بالقتل و الإبادة ، فأمريكا قامت ? كدولة ? على إبادة السكان الأصليين ، و هذا خلق لدى الشعب الأمريكي عقدة الخوف التي لاحقت المواطن الأمريكي منذ ثلاثة قرون و لا زالت ، فالمواطن الأمريكي مهيَّأ للخوف ، و يكفي أن تبث وسائل الإعلام أن دولة صغيرة ، كغرينادا مثلاً ، تمثل خطراً على الأمن القومي الأمريكي ، حتى يهب الشعب الأمريكي مباركاً احتلالها !! .. عقدة الخوف هي ما يستغله صناع القرار في أمريكا و بريطانيا و الغرب عموماً لتنفيذ سياساتهم الخارجية غير الديمقراطية.

* طبعاً سيدرك ? أو ربما أدرك ? الشعبان الأمريكي و البريطاني يوماً ما أن سياسة كليهما الخارجية المتناقضة مع الداخلية ستجرّ عليهما أضراراً مباشرة ، فتصحو هذه الشعوب و تتحرر من أسر أجهزة إعلامها و تهتم بسياسة دولها الخارجية ، ففي بريطانيا سيضغط الرأي العام ، و خصوصاً أسر ضحايا الحرب العراقية التي شنها بلير دون الرجوع للآليات الديمقراطية الشفافة ، و كذلك الأمر في أمريكا حيث إن عدد الضحايا يفوق نظرائهم البريطانيين مئات الأضعاف ..!!

* فالسياسيون قد ينسون أخطاءهم و خطاياهم ، أو يتناسونها ، و لكن أسر الضحايا لن تنسى أبناءها الذين قتلوا دون مبرر..!!
تجهيل و تضليل الشعوب و قيادتها بأجهزة إعلام تسيطر على العقول ، خصوصاً في السياسة الخارجية المتناقضة مع الداخلية ، هو ما جعل المواطن البريطاني يطالب بالتصويت للخروج من الاتحاد الأوروبي ، و قد فطن الرئيس الفرنسي لذلك فنصح كاميرون بعدم إجراء استفتاء ، فقد كان يخشى النتيجة .

* و خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيضعف كليهما ، و يقضي على الوحدة السياسية لأوربا ، و الوحدة السياسية و الجغرافية لبريطانيا ، و مع الوضع الاقتصادي العالمي اليوم ، فإن احتمال اشتعال حرب ثالثة قائم ، فأوربا كانت مسرحاً لحربين عالميتين ، و السلام الذي عم أوربا بعد الحربين و لمدة سبعة عقود مهدد بانفراط عقده.

* هنالك تشابه جوهري بين تقرير تشيلكوت و شهادة المرحوم حسن الترابي على العصر ، و هو تشابه ليس في ثنايا الإفادتين ، بل في محصلتهما النهائية ، برغم أن تفاصيل الإفادتين ? التقرير و الشهادة ? مختلفة ، و لكن النتيجة النهائية هي ضرورة مثول الجناة في كليهما للمحاكمة .

* و الاختلاف في حالة بلير أنه لا يطمع في تولي السلطة مجدداً ، و لكن من شملتهم شهادة المرحوم الترابي يسعون بكل الوسائل للعودة إلى قمة السلطة .

* و الشهادة أبرزت تناقضاً أبشع من ذلك الذي أورده تشيلكوت في تقريره ، فالتناقض الذي أورده التقرير هو تناقض السياسة الداخلية مع الخارجية ، و هذا أمرٌ ربما فرضته المعطيات العلمانية التي تعتمد فصل الدين (و ما يتصل به من قيم و أخلاق ) عن الدولة ، و لكن ما قام به هؤلاء كان أبشع و أعظم خطراً ، فقد فصلوا الدين عن الأخلاق ، و ما ترتب على محاولة الاغتيال أضر ضرراً بالغاً بكل أفراد الشعب السوداني ، فإذا كانت بريطانيا قد خسرت حوالي المائة و الثلاثين قتيلاً في حرب العراق ، فإن السودان خسر من الأبناء و الأرض ما فاق ذلك بكثير ، و ما زال يعاني من الانقسامات التي تهدد بقاءه كدولة . و رغم أن الشهادة قد أحرقت اثنين من أكبر القيادات و أخطرها ? أحرقتهم سياسياً ? إلا أنها فتحت الطريق أمام نظام غير مرغوب فيه للاستمرار فترة من الزمن ، لضعف المعارضة السياسية و هزالها .

* و من ناحية أخرى أحرجت الشهادة من يسمون أنفسهم بالإسلاميين ، و يشكلون ما يُعرف بالحركة الإسلامية ، التي كان المدعو علي عثمان أميناً عامّاً لها ، فالجريمة محسوبة عليها ، كما هي ? في مال تقرير تشيلكوت – محسوبة على البرلمان البريطاني و الكونجرس الأمريكي و مجلس الأمن ، كيف كانت ، أو ستكون ، ردة فعل الحركة الإسلامية تجاه اثنين من أكبر قياداتها ؟؟ .. هل سيبقيان ضمن عضويتها المؤثرة ؟ و هل ستبقى حركة (إسلامية) رغم ذلك؟؟..

* رئيس الجمهورية ? بعد أن خلصته الشهادة (حسب الفهم الساذج للشهادة) من أكبر منافسيه و أحرقتهم سياسياً ، هل سيحمد الله على ذلك و يقول (بركة الجات منك يا بيت الله) ؟ هل سيأمر بتشكيل محكمة لهم ؟ أم إنه سيكتفي باحترقهم سياسياً ؟؟ ( مع أن وهم الكثيرين بأن شهادة الترابي قد برَّأت البشير فيه الكثير من السذاجة ، فالترابي ، رغم أنه قرر براءته و براءة البشير من “التخطيط” لمحاولة الاغتيال أو العلم بها ، إلا أنه أكد في سياق شهادته دعم البشير القوي لمقترح علي عثمان بتصفية العناصر التي فشلت في المحاولة ، ثم إن صمت البشير ? و معه الترابي ذاته ? بعد ذلك و عدم تقديمهم المتورطين إلى المحاكمة ، تحت أية ذريعة ، لا يعفيهما أبداً من المسؤولية الجنائية )..

* أسر الضحايا الذين قضوا في أديس ، أو تمت تصفيتهم في الخرطوم ، هل سيسكتون على ضياع أبنائهم و قد قتلوا مع سبق الإصرار و الترصد ..؟؟!!..

* التقرير ، و الشهادة ، رغم أهميتهما ، جاءا متأخرين جداً ، فالتقرير تأخر ثلاثة عشر عاماً ، أما الشهادة فتأخرت عشرين عاماً ، رغم أن شعوباً عانت و لا زالت تعاني من تبعاتهما . لست في حاجة إلى سرد معاناة الشعب العراقي و كل المنطقة ، فهذه معلومة متاحة للجميع ، أما بالنسبة للسودان حيث طبقت أمريكا عقوبات على السودان منذ أكتوبر 1997 و حتى اليوم ، في العام 1993 تم وضع السودان دولة داعمة للإرهاب ، و تم تطبيق العقوبات الاقتصادية و التجارية الشاملة على السودان في العام 1997 ، و هي عقوبات سارية حتى اليوم ، فضلاً عن تدمير مصنع الشفاء ..

* و بسب محاولة اغتيال مبارك خسر السودان حلايب و شلاتين و الفشقة ، ثم خسر الجنوب ، و ما زال مسلسل الخسائر بلا نهاية !!..

* ماذا كان السودان سيجني من مقتل مبارك؟؟ و اليوم ، و قد أزيح مبارك عن السلطة دون اغتيال ، هل ربحت مصر شيئاً ؟ ناهيك عن السودان !!..

* مخطئٌ في هذا العالم من يظن أن الأمور في الدول تدار بشخص واحد كما هي الحال في السودان ، هنالك دائماً “الدولة العميقة” التي تبرز أهميتها عند الأزمات السياسية الكبيرة ، و لكن ما لدينا لا هو دولة عميقة و لا ضحلة ، دولة يقودها الغباء ، و انعدام الخبرة ، و ضعف الإيمان بالله الذي افتروا عليه بأن كل ما يقومون به هو له “هي لله “!!!..
* أن تعاني أمم بأكملها من فرد ، أو عدّة أفراد ، يجب أن يدفعوا ثمن ما اقترفوه ، و التقرير و الشهادة هما دليلا إدانة دامغة ، و كلاهما ينبغي أن يقودا إلى نهاية واحدة ، هي المحاكمة ..!

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. آعترافات الذين شاركوا في محاولة الاغتيال في آديس ابابا
    أخبار الحوادثنشر في أخبار الحوادث يوم 09 – 10 – 2012
    بعد ثمانية أيام من فشل محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس ابابا أثناء حضور افتتاحية قمة المنظمة الأفريقية أذاعت وكالات الأنباء خبر إعلان “الجماعة الإسلامية ” في مصر مسئوليتها عن الحادث.
    وقالت وكالة “رويتر ” أنها تلقت فاكس يحمل بياناً من الجماعة الإسلامية وقال البيان “أن الجماعة مسئولة عن محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا وان محاولاتها مستمرة لإسقاط نظام الحكم وإقامة دولة متشددة.
    وقال بيان ” الجماعة الاسلامية ” أن منفذي العملية مجموعة كتائب طلعت ياسين همام مهندس العمليات الإرهابية الذي لقي مصرعه منذ شهور داخل شقة بحدائق القبة علي أيدي الشرطة المصرية.
    واشارت الجماعة في بيانها إلي قيامها بتنفيذ عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادث المنصة عام 1981 وأن الجماعة لن تتوقف عن الجهاد حتي يتم الإفراج عن السجناء السياسيين والإسلاميين وإعادة الحريات ورفع الحصار عن المساجد و إلغاء الأحكام الصادرة عن المحاكم العسكرية بكل صورها.
    كانت سلطات الأمن الأثيوبية قد تحركت فور وقوع الحادث وبدأت التحقيقات علي الفور ومن خلال التعرف علي شخصيات الاثنين من منفذي الحادث والذين سقطوا قتلي علي أيدي حراس حسني مبارك.
    وكان آخرون قد تمكنوا من الفرار من المكان عقب فشل محاولة الاغتيال وتمكنت أجهزة الأمن الأثيوبية من القبض علي ثلاثة من الهاربين بعد معركة بالرصاص.
    ورغم أن تحريات أجهزة الأمن المصرية قد طار عدد من رجالها إلي أديس أبابا والتعرف علي شخصيات القتلي وشخصيات الهاربين المقبوض عليهم وملفات المعلومات المتوافرة عنهم في سجلات الأمن المصري.
    إلا أن هذه التحريات اكدت أن المخطط الرئيسي لهذه المحاولة هو مصطفي حمزه أحد أبرز قيادات الجماعة الإسلامية في مصر وهو خريج كلية الزراعة واتهم في قضية الجهاد الكبري عام 1981 وصدر الحكم بإدنته بإلاشغال الشاقة 7 سنوات.
    وبعد خروج مصطفي حمزه من السجن هرب إلي أفغانستان وأعد مع بعض رفاقه مجموعة من العمليات المسلحة وصدر ضده حكما غيابيا بالإعدام عام 1992 في قضايا السياحة والبنوك والعائدين من أفغانستان وتولي حمزة مسئولية الجماعة الإسلامية بعد حادث الأقصر ورفض مبادرة وقف العنف.
    وقالت نفس التحريات ان مصطفي حمزه تمكن من السفر إلي السودان وأقام هناك وهو الذي وضع خطة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا وأرسل بعض مساعديه إلي العاصمة الأثيوبية قبل القمة الأفريقية للتعرف علي شوارعها وقيل أنه سافر بنفسه لإكمال هذه الدراسة علي الطبيعة.
    لكن قصة التفاصيل المثيرة للتخطيط لمحاولة الاغتيال وماذا حدث خلالها ومن هم الذين شاركوا فيها؟ كل ذلك وغيره .
    لم يعرف إلا بعد القصة الاكثر إثارة لشريط فيديو يتضمن اعترافات الأشخاص الثلاثة الذين تم القبض عليهم في أديس أبابا وهو شريط الفيديو الذي يحمل عنوان ” اغتيال رئيس”وكان بحوزة أحد ضباط الأمن الأثيوبين والذي حقق مع المتهمين الثلاثة وتمكنت جريدة ” الشرق الأوسط ” السعودية من الحصول علي هذا الشريط بعد مفاوضات مضنية وقيل أن هذا الشريط تم تصويره أصلاً لحساب المخابرات الامريكية !
    في شريط الفيديو..
    كشف المتهمون الثلاثة عن أدق الاسرار.
    وأكد الثلاثة أن أفغان بن لادن المصريين هم الذين صنعوا محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا و أن التخطيط و التدبير تم في العاصمة السودانية الخرطوم وأنهم استفادوا من التسهيلات التي أتاحتها وجود “الجبهة الإسلامية ” في السودان التي يتزعمها الترابي
    وقال الثلاثة أنه تم تجنيدهم في الجماعة الإسلامية في مصر ومروا باختبارات للثقة قبل أن يتم ضمهم وكالعادة تم سفرهم لأداء العمرة ثم الانضمام إلي قوافل المقاتلين في معسكرات بن لادن لتلقي التدريب العسكري ثم عادوا عبر بثيلور ومنها إلي السودان للاختفاء عن الأنظار في مزرعة بن لادن هناك حتي قبل أيام من تنفيذ أي عملية أو العودة إلي مصر عبر الدروب الصحراوية.
    وتنبين أن عملية أديس أبابا شارك فيها أحد عشر قيادياً من قيادات الجماعة الاسلامية قتل خمسة منهم هم عبد القدوس القاضي وكنيته ” محمد ” ومصطفي عبد العزيز محمد ” تركي “.و شريف عبد ارحمن ” عمر” وعبد الهادي مكاوي “حمزه ” ومحمد عبد الراضي “ياسين ” وهرب ثلاثة من مسرح الحادث بعد فشل المحاولة مصطفي حمزه “إبراهيم ” مسئول مجلس شوري “الجماعة الاسلامية ” ونائبه عزت ياسين وكنيته “فتحي ” والأخير كانت مسئوليته الاستطلاع وجمع المعلومات عن وصول موكب حسني مبارك واستخراج جوازات سفر سودانية ويمنية استخدمها أفراد المجموعة.
    أما الهارب الثالث فكان حسين أحمد شميط وكنيته “سراج ” واستخدم جواز سفر سوداني كما قال الأمن الأثيوبي في الهرب من أديس أبابا إلي السودان بعد فشل العملية وكان شميط هو المسئول عن تسليم الأسلحة والتي نقلت من الخرطوم إلي أديس أبابا في حقائب دبلوماسية مليئة بمدافع الكلاشنكوف والذخيرة وقاذفات “آر.بي.جي ” وقنابل يدوية!
    من كان المتهمون الثلاثة الذين جاءت اعترافاتهم في شريط الفيديو؟
    الأول .. صفوت حسني عبد الغني.
    وكان يحمل أكثر من اسم حركي مثل ربيع لكنه كان أيضاً يحمل جواز سفر سوداني باسم فيصل محمد وأنه من مواليد أسوان حيث درس بها ثم التحق بمعهد المعلمين وعمل مدرساً بالتعليم الابتدائي.
    وكان صفوت أو فيصل قد تزوج قبل عام ونصف من فتاة أثيوبية تدعي “إيبايا سراج ” وقد روت “إيبايا” بنفسها علي نفس الشريط كيف تزوجت من فيصل .
    وقالت أن جارها الشيخ سيد استدعاها ذات يوم وسألها عما إذا كانت ترغب في الزواج من شخص سوداني يريد التقدم لخطبتها وأنها اشترطت أن يكون المتقدم لها معروفاً بالخير والطيبة وفي حال موافقة والديها.
    وأضافت ” إيبايا ” انها شاهدت فيصل وعندما استشاروا أهلها سأل والدها عن مهنة العريس فقال له الجار الشيخ سيد أن فيصل كان يعمل لقطع غيار السيارات ويناسب “إيبابا ” كزوج ووافق والدها وأنه بعد أن تم الزواج بشهور . إصطحبها زوجها فيصل إلي السودان قبل أن يعود مرة ثانية إلي أثيوبيا للاشتراك في محاولة الاغتيال.
    أما الثاني فكان.. عبد الكريم النادي عبد الراضي.
    وكان يحمل جواز سفر يمني باسم حمزة عبد الكريم محمد من مواليد محافظة قنا وكانت كنيته ” ياسين ” وكان يحمل شهادة دبلوم الثانوية الفنية بأرمنت .
    والثالث .. كان العربي صدقي حافظ محمد . وكنيته “خليفة ” .
    وهي الكنية التي اشتهر بها خلال وجوده في أفغانستان وقد ولد في مدينة مغاغة بالمنيا. حيث لاتزال أسرته تعيش هناك.
    وبدأ الثلاثة في شريط الفيديو يكشفون عن أدق تفاصيل محاولتهم الفاشلة لاغتيال حسني مبارك.
    وفي هذه الاعترافات روي صفوت عبد الغني أو “فيصل” رؤية أخري لقصة زواجه من الفتاة الأثيوبية “إيبابا ” . وقال انه بعد أن سافر لأداء العمرة ذهب إلي أفغانستان . وهناك تلقي التجريبات العسكرية ثم سافر إلي السودان حيث قضي بعض الوقت مع عدد من أعضاء تنظيم الجماعة الأسلامية في مزرعة تبعد حوالي 20 كيلومتراً من الخرطوم.في منطقة “سوبا “.
    وقال فيصل: سافرت إلي أثيوبيا بناء علي توجيه من قبل القيادة علي طائرة سودانية برفقة شخص يدعي فيصل لطفي “سراج ” وكان لديه تعليمات من الجماعة لينفذها وكنت مكلفاً بإدارة محل لبيع قطع الغيار في أديس أبابا.
    حتي أتمكن من التعرف عي البلد وأستطيع توفير كل المستلزمات التي يمكن أن تحتاج إليها عناصر الجماعة في أثيوبيا قبل استخراج جوازات السفر الأثيوبية وتأجير البيوت وتأمين الأسلحة !
    وقال فيصل أنه علم بموضوع زواجه من الأثيوبية ” إيبابا ” فقط أثناء قيام المأذون بعقد القران وكان هذا تخطيطاً من قيادة الجماعة خاصة مصطفي حمزه ليكون هذا الزواج غطاء في أديس أبابا وكان مصطفي حمزه قد تعرف علي أخت ” إيبابا ” في السودان.
    وقال فيصل : كنت قد تركت مصر عام 1990 إلي السعودية لأداء العمرة ومنها انتقلت إلي باكستان وفي المطار وجدنا سيارات تنتظرنا مع بعض الإخوة قادتنا إلي ” بيت الأنصار ” معسكر الجماعة في باكستان ومكثنا داخله ثلاثة أيام بعدها خرجنا بالسيارات إلي أفغانستان ثم تدربنا لمدة شهرين في معسكر ” الفاروق ” ثم عدت إلي بيت الأنصار مرة ثانية.
    وأضاف فيصل : وبعد انتهاء الجهاد في أفغانستان بدأت عمليات القبض علي العرب . الذين لا يحملون تصاريح إقامة وكنت واحداً منهم وقبل القبض علي بأيام قابلت مصطفي حمزه وسألته إذا كان صحيحاً أن القادمين من مصر والمسجلة بجوازات سفرهم تأشيرة باكستان ممنوعون من دخول مصر فأجابني بنعم ولكن بعض ضبطي تدخلت رابطة العالم الإسلامي وتكفلت بحجز تذاكر سفر للعرب . الذين يريدون السفر لأي دولة وتوجهت إلي السودان وحجزت تذكرة الطائرة من باكستان إلي كينيا ومنها إلي الخرطوم حيث قابلت مصطفي حمزه وأصبحت عضواً مهماً في تنظيم جماعته.
    لكن أخطر ما جاء في اعترافات فيصل كان قوله:عندما قررت الجماعة الإسلامية في مصر اغتيال الرئيس حسني مبارك.
    عرضت اللجنة المختصة بالجماعة الفكرة علي الجبهة الإسلامية بالسودان وعلي الحكومة السودانية وجهاز الأمن فرحبوا بالفكرة ووجدنا منهم دعماً تمثل في توفير الأسلحة وإعطاء غطاء أمن والتمويل لإيجار البيوت ومن أجل هذا كله نحن شاكرون لهم وأكرر مرة أخري أن مساعدة الجبهة لنا كانت في توفير الأسلحة. ولكن العملية تمت بافراد الجماعة الإسلامية فقط !
    وعن توزيع أفراد المجموعة المشاركة في محاولة الاغتيال .
    قال فيصل: حين دخلت أثيوبيا كان معي الأخ فتحي و اسمه الحقيقي حسين شميط وكان قد أحضر السلاح في حقيبة دخلت عن طريق المطار ودون أن يحدث لها أي تفتيش لانها جاءت بالطريق الدبلوماسي من السودان وحدثني الأخ فتحي عن كل هذا الكلام ومساعدة الجبهة لنا بالسلاح أما أنا فقد كان دوري استخراج الأسلحة والاحتفاظ بها وعدم تعريضها للضياع كما كلفت أيضاً بشراء سلاحين آليين كلاشينكوف.
    وأضاف : وكانت مهمتي الأخري تأجير منزل للإخوة وأن تكون الأسلحة جاهزة وكاملةعندما يأتي المسئول ليتسلمها.
    وكان هذا المسئول هو الأخ “عمر ” واسمه شريف عبد الرحمن.
    الذي طلب مني قبل الحادث أن أحضر جواز سفر أثيوبي للأخ خليفة الذي كان معهم لكن فشلت.
    وفي نفس اليوم تحدثت مع عمر في الهاتف من الشقة التي سبق أن استأجرتها لهم بعد أن سمعت في التليفزيون أخبار فشل محاولة الاغتيال وعلمت بإصابة اثنين من الإخوة وهما إيهاب وحمزه وقد قتلا مع عمر في معركة مساء اليوم التالي للعملية.
    أما ” ياسين” فقد اعترف قائلاً : تلقيت التدريب العسكري في أفغانستان لمدة شهرين والتقيت بمصطفي حمزة هناك وبعد أن أقنعني بالانضمام إلي جماعته أمرني بالتوجه إلي السودان في نفس المزرعة التي ذهب إليها فيصل وكان معي شخصا آخر هو إيهاب قادم أيضاً بتعليمات من مصطفي حمزه.
    واستقبلنا في مطار الخرطوم شخص مصري اسمه عثمان نقلنا إلي بيته في الخرطوم بالقرب من شارع الحرية وبعد ذلك نقلنا إلي مزرعة في أطراف الخرطوم في منطقة ” سوبا ” نعمل مع عضوين في تنظيم الجماعة الإسلامية كانا يعملان في المزرعة.
    وأضاف ياسين : وهذه المزرعة مساحتها حوالي 42 فداناً وكان يأتينا بشكل دائم شخص سوداني اسمه مدثر وآخر اسمه هيثم كان مدثر هو المشرف علي المزرعة ويقوم بحل مشاكلها وكان له صلات قوية وعلمت من شخص اسمه إبراهيم بأننا سوف نتوجه إلي أثيوبيا لأن المصري قد يزورها حيث مقر منظمة الوحدة الأفريقية.
    ثم سافرت إلي أثيوبيا مع إيهاب علي متن طائرة الخطوط الجوية الأثيوبية وقضينا في أديس أبابا 15 يوماً واطلعنا علي الوضع ثم طلب من العودة إلي السودان بالسيارة التي وفرها لنا فتحي حسين أحمد شميط الذي قيل أنه غادر أديس أبابا إلي الخرطوم بعد ساعات قليلة من فشل محاولة الاغتيال علي الخطوط الجوية السودانية.
    وكان الغرض من سفرنا بالسيارة إلي ” غندر” ثم إلي السودان استكمالاً للدراسة التي قمنا بها للمنطقة ولأنه طلب منا معرفة الزمن الذي تستغرقه السيارة حتي تدخل الحدود السودانية . وكيفية الخروج من أثيوبيا خفية وبالفعل تمكنا من اجتياز الحدود عبر منطقة ” المتمة ” ثم إلي القضارف فالخرطوم.
    وعندما وصلنا الخرطوم قمنا بتسليم تقرير عن الرحلة إلي هيثم وبعد فترة أبلغنا عزت نائب مصطفي حمزة بأننا سوف نعود إلي أثيوبيا مرة أخري وأعطانا جوازين للسفر وتذكرتين وقال لنا أن عمر سوف ينتظرنا في أديس أبابا.
    وأكد ياسين في اعترافه :
    الخطة كانت من وضع عدد من كبار أعضاء الجماعة الإسلامية لكن مصطفي حمزه هو الذي كان يقوم بالتنسيق وبعمليات توفير الأمن والسلاح وكل الاحتياجات الأخري.
    ومضي ياسين يكشف أسرار ما حدث قائلاً : بناء علي المسح الذي أجري لشارع المطار . استقر تفكير ” عم” شريف عبد الرحمن قائد عملية أديس أبابا علي تنفيذ العملية بالقرب من مطار أديس ابابا ولم يكشف عن هذه الخطة إلا في الليلة التي سبقت التنفيذ !
    ويوم 25 يونيو 1995 اصطحبني عمر مع إيهاب إلي منزل ” أتومريسا ” وكان هناك فتحي وخليفه وحمزه ومحمد وتحدث عمر في هذا الاجتماع عن الخطة وكيفية تنفيذها ودور كل فرد في المجموعة
    وبدأ عمر بنفسه وقال أنه سوف يحمل الحقيبة ويشرف علي تنفيذ العملية من مكان قريب من الطريق الأسفلتي الذي سوف يمر به موكب مبارك وفي حالة إصابته سوف أبتعد عنه أما مهمتي فكانت الاستعداد بالسيارة التي تحمل السلاح ” آر .بي.جي ” ورشاشات أخري وهذه السيارة كان مفروضاً انها تستخدم في الهروب !
    وقال ياسين كانت مهمة سراج وخليفة المراقبة بالمنظار في موقع متقدم لاعطاء إشارة عن مرور الموكب وكان حدد إيهاب ومحمد المبادرة بإغلاق الطريق الرئيسي وكان دور تركي وحمزه استخدام رشاشات الكلاشينكوف أثناء اعتراض سيارة أيهاب ومحمد لسيارة مبارك لشغل رجال الأمن .

  2. سبحان الله،، عندما حدثت هذه الجريمة كنت خارج السودان ولما علمت بتفاصيل الحادثة إستبعدت تورط السودان وأنها لا تعدو أكثر من فبركة من جهاز الأمن المصرى لتوريط نظام الكيزان وذلك لعدة أسباب منها أن الرئيس المصرى كان قد إصطحب معه سيارته المصفحة فى زيارته تلك إلى أديس أبابا فى أول حالة من نوعها فى سفرياته الخارجية مما يوحى بأن ذلك كان جزءا من المخطط كما أنه قد قيل بأنه لم ينفعل أثناء الهجوم عليه وهو فى داخل عربته المصفحة فى أديس الشيئ الذى يدل بأنه كان على علم بما سيحدث ثم إتهم السودان بمجرد هبوطه مطار القاهرة وسط دموع أبنائه وأسرته فكيف إستبق التحليلات الأمنية وإتهم السودان مباشرة؟؟ لكن المعلومات التى إنداحت بعد ذلك قد كذبت ظنونى وجاءت إعترافات الترابى لتاكيد المؤكد لذلك لا بد لوزير العدل السودانى فتح هذه القضية فدفن الرؤوس فى الرمال لن يجدى وسيعيش هذا الوزير ونظامه فى أزمة أخلاقية أعمق من الأزمات التى يعيشونها الآن وأن يكون الهدف من هذه المحاكمة إبراء ذمة الشعب السودانى من هذه الحريمة القذرة التى لا تشبه أخلاق السودانيين.

  3. “…بحكم أن كلاًّ منهما قضى دورتين في الحكم و لا يسمح الدستور في الدولتين بتولّي الرئاسة لأكثر من دورتين…”

    أعتقد أن مدة الدورتين تنطبق على أمريكا فقط، و ليس على بريطانيا.

  4. آعترافات الذين شاركوا في محاولة الاغتيال في آديس ابابا
    أخبار الحوادثنشر في أخبار الحوادث يوم 09 – 10 – 2012
    بعد ثمانية أيام من فشل محاولة اغتيال الرئيس حسني مبارك في أديس ابابا أثناء حضور افتتاحية قمة المنظمة الأفريقية أذاعت وكالات الأنباء خبر إعلان “الجماعة الإسلامية ” في مصر مسئوليتها عن الحادث.
    وقالت وكالة “رويتر ” أنها تلقت فاكس يحمل بياناً من الجماعة الإسلامية وقال البيان “أن الجماعة مسئولة عن محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا وان محاولاتها مستمرة لإسقاط نظام الحكم وإقامة دولة متشددة.
    وقال بيان ” الجماعة الاسلامية ” أن منفذي العملية مجموعة كتائب طلعت ياسين همام مهندس العمليات الإرهابية الذي لقي مصرعه منذ شهور داخل شقة بحدائق القبة علي أيدي الشرطة المصرية.
    واشارت الجماعة في بيانها إلي قيامها بتنفيذ عملية اغتيال الرئيس الراحل أنور السادات في حادث المنصة عام 1981 وأن الجماعة لن تتوقف عن الجهاد حتي يتم الإفراج عن السجناء السياسيين والإسلاميين وإعادة الحريات ورفع الحصار عن المساجد و إلغاء الأحكام الصادرة عن المحاكم العسكرية بكل صورها.
    كانت سلطات الأمن الأثيوبية قد تحركت فور وقوع الحادث وبدأت التحقيقات علي الفور ومن خلال التعرف علي شخصيات الاثنين من منفذي الحادث والذين سقطوا قتلي علي أيدي حراس حسني مبارك.
    وكان آخرون قد تمكنوا من الفرار من المكان عقب فشل محاولة الاغتيال وتمكنت أجهزة الأمن الأثيوبية من القبض علي ثلاثة من الهاربين بعد معركة بالرصاص.
    ورغم أن تحريات أجهزة الأمن المصرية قد طار عدد من رجالها إلي أديس أبابا والتعرف علي شخصيات القتلي وشخصيات الهاربين المقبوض عليهم وملفات المعلومات المتوافرة عنهم في سجلات الأمن المصري.
    إلا أن هذه التحريات اكدت أن المخطط الرئيسي لهذه المحاولة هو مصطفي حمزه أحد أبرز قيادات الجماعة الإسلامية في مصر وهو خريج كلية الزراعة واتهم في قضية الجهاد الكبري عام 1981 وصدر الحكم بإدنته بإلاشغال الشاقة 7 سنوات.
    وبعد خروج مصطفي حمزه من السجن هرب إلي أفغانستان وأعد مع بعض رفاقه مجموعة من العمليات المسلحة وصدر ضده حكما غيابيا بالإعدام عام 1992 في قضايا السياحة والبنوك والعائدين من أفغانستان وتولي حمزة مسئولية الجماعة الإسلامية بعد حادث الأقصر ورفض مبادرة وقف العنف.
    وقالت نفس التحريات ان مصطفي حمزه تمكن من السفر إلي السودان وأقام هناك وهو الذي وضع خطة اغتيال حسني مبارك في أديس أبابا وأرسل بعض مساعديه إلي العاصمة الأثيوبية قبل القمة الأفريقية للتعرف علي شوارعها وقيل أنه سافر بنفسه لإكمال هذه الدراسة علي الطبيعة.
    لكن قصة التفاصيل المثيرة للتخطيط لمحاولة الاغتيال وماذا حدث خلالها ومن هم الذين شاركوا فيها؟ كل ذلك وغيره .
    لم يعرف إلا بعد القصة الاكثر إثارة لشريط فيديو يتضمن اعترافات الأشخاص الثلاثة الذين تم القبض عليهم في أديس أبابا وهو شريط الفيديو الذي يحمل عنوان ” اغتيال رئيس”وكان بحوزة أحد ضباط الأمن الأثيوبين والذي حقق مع المتهمين الثلاثة وتمكنت جريدة ” الشرق الأوسط ” السعودية من الحصول علي هذا الشريط بعد مفاوضات مضنية وقيل أن هذا الشريط تم تصويره أصلاً لحساب المخابرات الامريكية !
    في شريط الفيديو..
    كشف المتهمون الثلاثة عن أدق الاسرار.
    وأكد الثلاثة أن أفغان بن لادن المصريين هم الذين صنعوا محاولة اغتيال مبارك في أديس أبابا و أن التخطيط و التدبير تم في العاصمة السودانية الخرطوم وأنهم استفادوا من التسهيلات التي أتاحتها وجود “الجبهة الإسلامية ” في السودان التي يتزعمها الترابي
    وقال الثلاثة أنه تم تجنيدهم في الجماعة الإسلامية في مصر ومروا باختبارات للثقة قبل أن يتم ضمهم وكالعادة تم سفرهم لأداء العمرة ثم الانضمام إلي قوافل المقاتلين في معسكرات بن لادن لتلقي التدريب العسكري ثم عادوا عبر بثيلور ومنها إلي السودان للاختفاء عن الأنظار في مزرعة بن لادن هناك حتي قبل أيام من تنفيذ أي عملية أو العودة إلي مصر عبر الدروب الصحراوية.
    وتنبين أن عملية أديس أبابا شارك فيها أحد عشر قيادياً من قيادات الجماعة الاسلامية قتل خمسة منهم هم عبد القدوس القاضي وكنيته ” محمد ” ومصطفي عبد العزيز محمد ” تركي “.و شريف عبد ارحمن ” عمر” وعبد الهادي مكاوي “حمزه ” ومحمد عبد الراضي “ياسين ” وهرب ثلاثة من مسرح الحادث بعد فشل المحاولة مصطفي حمزه “إبراهيم ” مسئول مجلس شوري “الجماعة الاسلامية ” ونائبه عزت ياسين وكنيته “فتحي ” والأخير كانت مسئوليته الاستطلاع وجمع المعلومات عن وصول موكب حسني مبارك واستخراج جوازات سفر سودانية ويمنية استخدمها أفراد المجموعة.
    أما الهارب الثالث فكان حسين أحمد شميط وكنيته “سراج ” واستخدم جواز سفر سوداني كما قال الأمن الأثيوبي في الهرب من أديس أبابا إلي السودان بعد فشل العملية وكان شميط هو المسئول عن تسليم الأسلحة والتي نقلت من الخرطوم إلي أديس أبابا في حقائب دبلوماسية مليئة بمدافع الكلاشنكوف والذخيرة وقاذفات “آر.بي.جي ” وقنابل يدوية!
    من كان المتهمون الثلاثة الذين جاءت اعترافاتهم في شريط الفيديو؟
    الأول .. صفوت حسني عبد الغني.
    وكان يحمل أكثر من اسم حركي مثل ربيع لكنه كان أيضاً يحمل جواز سفر سوداني باسم فيصل محمد وأنه من مواليد أسوان حيث درس بها ثم التحق بمعهد المعلمين وعمل مدرساً بالتعليم الابتدائي.
    وكان صفوت أو فيصل قد تزوج قبل عام ونصف من فتاة أثيوبية تدعي “إيبايا سراج ” وقد روت “إيبايا” بنفسها علي نفس الشريط كيف تزوجت من فيصل .
    وقالت أن جارها الشيخ سيد استدعاها ذات يوم وسألها عما إذا كانت ترغب في الزواج من شخص سوداني يريد التقدم لخطبتها وأنها اشترطت أن يكون المتقدم لها معروفاً بالخير والطيبة وفي حال موافقة والديها.
    وأضافت ” إيبايا ” انها شاهدت فيصل وعندما استشاروا أهلها سأل والدها عن مهنة العريس فقال له الجار الشيخ سيد أن فيصل كان يعمل لقطع غيار السيارات ويناسب “إيبابا ” كزوج ووافق والدها وأنه بعد أن تم الزواج بشهور . إصطحبها زوجها فيصل إلي السودان قبل أن يعود مرة ثانية إلي أثيوبيا للاشتراك في محاولة الاغتيال.
    أما الثاني فكان.. عبد الكريم النادي عبد الراضي.
    وكان يحمل جواز سفر يمني باسم حمزة عبد الكريم محمد من مواليد محافظة قنا وكانت كنيته ” ياسين ” وكان يحمل شهادة دبلوم الثانوية الفنية بأرمنت .
    والثالث .. كان العربي صدقي حافظ محمد . وكنيته “خليفة ” .
    وهي الكنية التي اشتهر بها خلال وجوده في أفغانستان وقد ولد في مدينة مغاغة بالمنيا. حيث لاتزال أسرته تعيش هناك.
    وبدأ الثلاثة في شريط الفيديو يكشفون عن أدق تفاصيل محاولتهم الفاشلة لاغتيال حسني مبارك.
    وفي هذه الاعترافات روي صفوت عبد الغني أو “فيصل” رؤية أخري لقصة زواجه من الفتاة الأثيوبية “إيبابا ” . وقال انه بعد أن سافر لأداء العمرة ذهب إلي أفغانستان . وهناك تلقي التجريبات العسكرية ثم سافر إلي السودان حيث قضي بعض الوقت مع عدد من أعضاء تنظيم الجماعة الأسلامية في مزرعة تبعد حوالي 20 كيلومتراً من الخرطوم.في منطقة “سوبا “.
    وقال فيصل: سافرت إلي أثيوبيا بناء علي توجيه من قبل القيادة علي طائرة سودانية برفقة شخص يدعي فيصل لطفي “سراج ” وكان لديه تعليمات من الجماعة لينفذها وكنت مكلفاً بإدارة محل لبيع قطع الغيار في أديس أبابا.
    حتي أتمكن من التعرف عي البلد وأستطيع توفير كل المستلزمات التي يمكن أن تحتاج إليها عناصر الجماعة في أثيوبيا قبل استخراج جوازات السفر الأثيوبية وتأجير البيوت وتأمين الأسلحة !
    وقال فيصل أنه علم بموضوع زواجه من الأثيوبية ” إيبابا ” فقط أثناء قيام المأذون بعقد القران وكان هذا تخطيطاً من قيادة الجماعة خاصة مصطفي حمزه ليكون هذا الزواج غطاء في أديس أبابا وكان مصطفي حمزه قد تعرف علي أخت ” إيبابا ” في السودان.
    وقال فيصل : كنت قد تركت مصر عام 1990 إلي السعودية لأداء العمرة ومنها انتقلت إلي باكستان وفي المطار وجدنا سيارات تنتظرنا مع بعض الإخوة قادتنا إلي ” بيت الأنصار ” معسكر الجماعة في باكستان ومكثنا داخله ثلاثة أيام بعدها خرجنا بالسيارات إلي أفغانستان ثم تدربنا لمدة شهرين في معسكر ” الفاروق ” ثم عدت إلي بيت الأنصار مرة ثانية.
    وأضاف فيصل : وبعد انتهاء الجهاد في أفغانستان بدأت عمليات القبض علي العرب . الذين لا يحملون تصاريح إقامة وكنت واحداً منهم وقبل القبض علي بأيام قابلت مصطفي حمزه وسألته إذا كان صحيحاً أن القادمين من مصر والمسجلة بجوازات سفرهم تأشيرة باكستان ممنوعون من دخول مصر فأجابني بنعم ولكن بعض ضبطي تدخلت رابطة العالم الإسلامي وتكفلت بحجز تذاكر سفر للعرب . الذين يريدون السفر لأي دولة وتوجهت إلي السودان وحجزت تذكرة الطائرة من باكستان إلي كينيا ومنها إلي الخرطوم حيث قابلت مصطفي حمزه وأصبحت عضواً مهماً في تنظيم جماعته.
    لكن أخطر ما جاء في اعترافات فيصل كان قوله:عندما قررت الجماعة الإسلامية في مصر اغتيال الرئيس حسني مبارك.
    عرضت اللجنة المختصة بالجماعة الفكرة علي الجبهة الإسلامية بالسودان وعلي الحكومة السودانية وجهاز الأمن فرحبوا بالفكرة ووجدنا منهم دعماً تمثل في توفير الأسلحة وإعطاء غطاء أمن والتمويل لإيجار البيوت ومن أجل هذا كله نحن شاكرون لهم وأكرر مرة أخري أن مساعدة الجبهة لنا كانت في توفير الأسلحة. ولكن العملية تمت بافراد الجماعة الإسلامية فقط !
    وعن توزيع أفراد المجموعة المشاركة في محاولة الاغتيال .
    قال فيصل: حين دخلت أثيوبيا كان معي الأخ فتحي و اسمه الحقيقي حسين شميط وكان قد أحضر السلاح في حقيبة دخلت عن طريق المطار ودون أن يحدث لها أي تفتيش لانها جاءت بالطريق الدبلوماسي من السودان وحدثني الأخ فتحي عن كل هذا الكلام ومساعدة الجبهة لنا بالسلاح أما أنا فقد كان دوري استخراج الأسلحة والاحتفاظ بها وعدم تعريضها للضياع كما كلفت أيضاً بشراء سلاحين آليين كلاشينكوف.
    وأضاف : وكانت مهمتي الأخري تأجير منزل للإخوة وأن تكون الأسلحة جاهزة وكاملةعندما يأتي المسئول ليتسلمها.
    وكان هذا المسئول هو الأخ “عمر ” واسمه شريف عبد الرحمن.
    الذي طلب مني قبل الحادث أن أحضر جواز سفر أثيوبي للأخ خليفة الذي كان معهم لكن فشلت.
    وفي نفس اليوم تحدثت مع عمر في الهاتف من الشقة التي سبق أن استأجرتها لهم بعد أن سمعت في التليفزيون أخبار فشل محاولة الاغتيال وعلمت بإصابة اثنين من الإخوة وهما إيهاب وحمزه وقد قتلا مع عمر في معركة مساء اليوم التالي للعملية.
    أما ” ياسين” فقد اعترف قائلاً : تلقيت التدريب العسكري في أفغانستان لمدة شهرين والتقيت بمصطفي حمزة هناك وبعد أن أقنعني بالانضمام إلي جماعته أمرني بالتوجه إلي السودان في نفس المزرعة التي ذهب إليها فيصل وكان معي شخصا آخر هو إيهاب قادم أيضاً بتعليمات من مصطفي حمزه.
    واستقبلنا في مطار الخرطوم شخص مصري اسمه عثمان نقلنا إلي بيته في الخرطوم بالقرب من شارع الحرية وبعد ذلك نقلنا إلي مزرعة في أطراف الخرطوم في منطقة ” سوبا ” نعمل مع عضوين في تنظيم الجماعة الإسلامية كانا يعملان في المزرعة.
    وأضاف ياسين : وهذه المزرعة مساحتها حوالي 42 فداناً وكان يأتينا بشكل دائم شخص سوداني اسمه مدثر وآخر اسمه هيثم كان مدثر هو المشرف علي المزرعة ويقوم بحل مشاكلها وكان له صلات قوية وعلمت من شخص اسمه إبراهيم بأننا سوف نتوجه إلي أثيوبيا لأن المصري قد يزورها حيث مقر منظمة الوحدة الأفريقية.
    ثم سافرت إلي أثيوبيا مع إيهاب علي متن طائرة الخطوط الجوية الأثيوبية وقضينا في أديس أبابا 15 يوماً واطلعنا علي الوضع ثم طلب من العودة إلي السودان بالسيارة التي وفرها لنا فتحي حسين أحمد شميط الذي قيل أنه غادر أديس أبابا إلي الخرطوم بعد ساعات قليلة من فشل محاولة الاغتيال علي الخطوط الجوية السودانية.
    وكان الغرض من سفرنا بالسيارة إلي ” غندر” ثم إلي السودان استكمالاً للدراسة التي قمنا بها للمنطقة ولأنه طلب منا معرفة الزمن الذي تستغرقه السيارة حتي تدخل الحدود السودانية . وكيفية الخروج من أثيوبيا خفية وبالفعل تمكنا من اجتياز الحدود عبر منطقة ” المتمة ” ثم إلي القضارف فالخرطوم.
    وعندما وصلنا الخرطوم قمنا بتسليم تقرير عن الرحلة إلي هيثم وبعد فترة أبلغنا عزت نائب مصطفي حمزة بأننا سوف نعود إلي أثيوبيا مرة أخري وأعطانا جوازين للسفر وتذكرتين وقال لنا أن عمر سوف ينتظرنا في أديس أبابا.
    وأكد ياسين في اعترافه :
    الخطة كانت من وضع عدد من كبار أعضاء الجماعة الإسلامية لكن مصطفي حمزه هو الذي كان يقوم بالتنسيق وبعمليات توفير الأمن والسلاح وكل الاحتياجات الأخري.
    ومضي ياسين يكشف أسرار ما حدث قائلاً : بناء علي المسح الذي أجري لشارع المطار . استقر تفكير ” عم” شريف عبد الرحمن قائد عملية أديس أبابا علي تنفيذ العملية بالقرب من مطار أديس ابابا ولم يكشف عن هذه الخطة إلا في الليلة التي سبقت التنفيذ !
    ويوم 25 يونيو 1995 اصطحبني عمر مع إيهاب إلي منزل ” أتومريسا ” وكان هناك فتحي وخليفه وحمزه ومحمد وتحدث عمر في هذا الاجتماع عن الخطة وكيفية تنفيذها ودور كل فرد في المجموعة
    وبدأ عمر بنفسه وقال أنه سوف يحمل الحقيبة ويشرف علي تنفيذ العملية من مكان قريب من الطريق الأسفلتي الذي سوف يمر به موكب مبارك وفي حالة إصابته سوف أبتعد عنه أما مهمتي فكانت الاستعداد بالسيارة التي تحمل السلاح ” آر .بي.جي ” ورشاشات أخري وهذه السيارة كان مفروضاً انها تستخدم في الهروب !
    وقال ياسين كانت مهمة سراج وخليفة المراقبة بالمنظار في موقع متقدم لاعطاء إشارة عن مرور الموكب وكان حدد إيهاب ومحمد المبادرة بإغلاق الطريق الرئيسي وكان دور تركي وحمزه استخدام رشاشات الكلاشينكوف أثناء اعتراض سيارة أيهاب ومحمد لسيارة مبارك لشغل رجال الأمن .

  5. سبحان الله،، عندما حدثت هذه الجريمة كنت خارج السودان ولما علمت بتفاصيل الحادثة إستبعدت تورط السودان وأنها لا تعدو أكثر من فبركة من جهاز الأمن المصرى لتوريط نظام الكيزان وذلك لعدة أسباب منها أن الرئيس المصرى كان قد إصطحب معه سيارته المصفحة فى زيارته تلك إلى أديس أبابا فى أول حالة من نوعها فى سفرياته الخارجية مما يوحى بأن ذلك كان جزءا من المخطط كما أنه قد قيل بأنه لم ينفعل أثناء الهجوم عليه وهو فى داخل عربته المصفحة فى أديس الشيئ الذى يدل بأنه كان على علم بما سيحدث ثم إتهم السودان بمجرد هبوطه مطار القاهرة وسط دموع أبنائه وأسرته فكيف إستبق التحليلات الأمنية وإتهم السودان مباشرة؟؟ لكن المعلومات التى إنداحت بعد ذلك قد كذبت ظنونى وجاءت إعترافات الترابى لتاكيد المؤكد لذلك لا بد لوزير العدل السودانى فتح هذه القضية فدفن الرؤوس فى الرمال لن يجدى وسيعيش هذا الوزير ونظامه فى أزمة أخلاقية أعمق من الأزمات التى يعيشونها الآن وأن يكون الهدف من هذه المحاكمة إبراء ذمة الشعب السودانى من هذه الحريمة القذرة التى لا تشبه أخلاق السودانيين.

  6. “…بحكم أن كلاًّ منهما قضى دورتين في الحكم و لا يسمح الدستور في الدولتين بتولّي الرئاسة لأكثر من دورتين…”

    أعتقد أن مدة الدورتين تنطبق على أمريكا فقط، و ليس على بريطانيا.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..