الثورة بين قمع عصابة البشير وتخاذل الأحزاب

الثورة بين قمع عصابة البشير وتخاذل الأحزاب
حسن الكناني
[email][email protected][/email]
(ما حك جلدك مثل ظفرك، فتول أنت جميع أمرك)، تذكرت هذا المثل العربي التليد، وأنا أستمع للتصريحات التخذيلية التي أطلقها (الحبيب تكعيب) الإمام الصادق المهدي، وإبنته الحبيبة (تربيع) الدكتورة مريم.. والحبيب (ساي) الشيخ عبد الحمود أبو، الأمين العام لهيئة شؤون الأنصار، أي أن المخذلين هذه المرة خرجوا من فرث ودم حزب الأمة الذي عرف تاريخياً بقيادة الثورات ضد الحكومات الدكتاتورية، فالإمام لم يكتف بالقعود فقط بل امسك بزمام مبادرة التخذيل وإضعاف الثورة وإخمادها.. فآل الصادق، ومنذ العام 2001، في خشومهم جراد، وأهل دارفور يقولون (دابي كان في خشمو جراداي ولا بعضي)، والشيخ عبد المحمود صار من علماء السلطان الذين أفتوا بتحليل الربا تحت بند فقه الضرورة.. والدكتور الترابي يرقب في إعجاب شديد ما يفعله أبناؤه وتلاميذه، ذلك لأن 99% ممن ينتمون للإسلام السياسي منافقون وكاذبون ومشكوك في دينهم.. ولقد اطمأن قلبي تماماً لهذا الرأي بعد متابعة الثورة المصرية، ووصول الإسلاميين لسدة الحكم.. إني والله لأعتبر المقولة الخالدة التي أطلقها المرحوم الرئيس جعفر نميري في وصف الأخوان المسلمين (الأخوان الشياطين)، هذه المقولة ترقى إلى درجة الحكمة، فهم مردة وعفاريت وليس شياطين وحسب..
إن حزب الأمة والإتحادي الديمقراطي مشاركان في الحكومة، والمؤتمر الشعبي يمارس هوايته السرية في الكشف عن عيوب النظام ليصححها.. والشيوعي والبعث، أضرحة بلا أولياء.. وعصابة البشير تقمع بلا رحمة أي مجموعة تسير متوازية ولو كانت (تسك حافلة مواصلات).. لقد أرعبت المتظاهرين، ونحن لسنا سوريين أو مصريين أو يمنيين.. نحن شعب جبان، ماتت (الرجالة فيه مع أجدادنا في شيكان وكرري والنخيلة).. والجوع والعوز هد حيل من في قلبه شجاعة.. إذاً ما العمل؟
أولاً: السودانيون على اختلاف مشاربهم وجهاتهم ولغاتهم، متفقون على ذهاب هذه العصابة المجرمة، اليوم قبل الغد، إلا أنصار ما يسمى بالمؤتمر الوثني، ومنبر السلام غير العادل، وصحيفته الغفلة.
ثانياً: لكن عصابة النظام، وديوثو المعارضة يقفون في وجه الحراك الشعبي بالذخيرة الحية والطيران الحربي.
ثالثاً: والحال هذه، فإن الخلاص لن يأتي إلا من (أسود دارفور وتماسيح النيل الأزرق، ونمور جنوب كردفان، المؤتلفون في جبهة كاودا.
رابعاً: ولأن غزو الخرطوم في وضح النهار، مثلما فعلت حركة العدل والمساواة في مايو 2008، يعد ضرب من الإنتحار والتهلكة، فإن العقل والحكمة يقتضيان إتباع وسائل أخرى أكثر نجاعة.. خاصة وأن الجبهة الثورية لها عشرات الآلاف من الثوريين في خلايا نائمة داخل المدن الثلاث، وهم في شوق عرم لتلقي الأوامر بتصفية رؤوس العصابة الواحد تلو الآخر.. بدءاً بالأهبل الرقاص، والعوير أبو ريالة، وأبو الدفان المسود الوجه، والأحمق النشوان، والخال الرئاسي، وبعض علماء السوء المنافقين.. إن تصفية هؤلاء جسدياً، كافية تماماً لهروب بقية الأكلة والفاسدين، وخلو السودان تماماً من هذه العصابة التافهة.
خامساً: إن (تلقيط) أفراد العصابة فرادى، يجنب الوطن أية ردود فعل ذات بال، فالمجموعة كما هو معلوم بالضرورة لحم راس، وليس لهم بواك.. والتصفية تجيء لأهداف وطنية وليست عرقية أو جهوية.
سادساً: على الجبهة الثورية أن تبدأ منذ الآن في تحريك خلاياها النائمة (دايرين نعيد بواحد زي ما عيدو بشهداء 28/ رمضان).
الاحزاب يا أستاذ كناني …. كانت زمان … لو عدنا الى التاريخ القريب … بعد انقلاب الاسلاميون بقيادة البشير والترابي وأعوانهم … تم التحالف بين جميع قوى السياسة السودانية تحت سقف واحد … فأصبح الجيش الشعبي جزء من هذه المعارضة وأنضم اليها بعض قادة القوات المسلحة … وبعض قيادات الشرطة … والجهة الوحيدة التي استفادت من هذا التجمع الوطني لأحزاب المعارضة هي الحركة الشعبية أذ من خلال هذا التجمع استطاعت الجنوب بأن تحصل على الانفصال … وهذا التجمع قد استعمله الجيش الشعبي من أجل فصل الجنوب فقط …أما الاحزاب والقوى السياسية الأخرى بعد اتفاق نيفاشا أصبحت معارضة ضعيفه وتفككت وفقدت ثقة الشعب فيها .. فلجأ فادتها الى الوقوع في أحضان النظام ببعض المزايا الدستورية الوهمية فتقلدوا المناصب الشرفية ونالوا الوضع الاجتماعي السابق دون تدخل في الشؤون السياسية والقرارات المصيرية فوهنت هذه الاحزاب ولم تعد ذات مرجى لصالح البلاد والعباد …. إن الشعب المطحون يجب أن يهب ويثور من أجل حريته … ولكن يبقى السؤال … من من الشخصيات السودانية المحبة للسودان وأهله بغض النظر عن عرقهم أو قبيلتهم أو انتمائهم الحزبي أو الطائفي أو العقائدي …؟؟؟؟؟؟؟؟