مابين كاكي وسالي ينقسم الإنتماء

خالد عثمان
لست هنا بصدد مدح (مونيك) أو تقريظ شاعر (لا حبذا بك يا أم درمان) ، ولا لنبش تراث الغابة والصحراء فالراحل محمد عبد الحي ورفاقه قد تناثر رماد ما أشعلوه في عقدين نعاصرهما، ولا زلنا نردد مع أبو عركي البخيت بذات حماسه وصدقه ( أنا أمدرمان أنا السودان) برغم الخمول الذي حطّ بها وكذلك الضجر الذي استحكم. والمهاجرون والمغتربون يبتهلون مع أهلهم في الداخل، ويتضرعون في حرقه ان يصرف الله عنهم هذا البؤس والضرر.
وفي عاصمة الضباب، عروس المدائن كان للإنسان كما أراد الخالق، وبعض من الذين أستضعفوا في ديارهم و بعض من بدلوا إنتمائهم، فمحمد فرح مثلاً ما كان ليجري ويفوز لو كان ممثلاً للصومال، وكاكي كان لاشك فائزاً لو كان لدينا مدينة رياضية تأخر إنشائها 60 عاماً، بل بيعت أراضيها بالقطاعي للمفسدين المترفين.
وهنا في ملبورن، وغيرنا في كل المهاجر، أضحى لنا أكثر من وطن، وبنفس اللهفة على متابعة البطل السوداني أبوبكر كاكي كنا نتشوق لذهبية العداءة الاسترالية سالي بيرسون، وصدقتنا بيرسون بينما لم يفعل كاكي.
لاتثريب عليك كاكي، فالفشل أنما لأمة رضت أن يحكمها حفنة من العساكر المنفلتين وبعض قطاع الطرق.
يا اخى الم ترى الذين نبتوا كالسكنيت اهملوا و بخلوا على كاكى ة امثاله و انفقوا المليارات على كلاتشى و امثاله