حسبو والعلمانية وأردوغان

بابكر فيصل بابكر

أكادُ أجزمُ أنه لا يوجد مفهومٌ تعرَّض للتشويش في أذهان الشعوب الإسلامية مثل مفهوم “العلمانية” الذي أضحى بفضل الدعاية الكثيفة والمُضلِلة والتمويه المُتعمَّد من قبل جماعات الإسلام السياسي يعني الإلحاد ومحاربة الدين.

نقلت صحيفة “اليوم التالي” تصريحات لنائب الرئيس حسبو عبد الرحمن حذَّر فيها ( من مغبة التفكير في التخلي عن الدين والمُطالبة بالعلمانية ) وقال إنَّ ( الإنقاذ ما جاءت إلا لتمكين الدِّين في الأرض) وإنَّ ذلك ( كان شعارها خلال سبعة وعشرين عاماً) وأكَّد أن ( الشريعة سقف وأن فصل الدين عن الدولة دونه خرط القتاد ). إنتهى

أمَّا حديث حسبو عن “الشريعة” و “تمكين الدِّين في الأرض” فهو حديثُ خرافة وكلام “ونسة” لا يحتاجُ لنقاشٍ وتحليل فقد بات الشعب السوداني يعلمُ أنَّ “التمكين” كان لأتباع “الجماعة” ومنسوبيها وليس للدين وتشهدُ على ذلك الثروات المتراكمة والإمتيازات والعربات الفارهة والمباني الفاخرة و دكاكين “اليسع”.

يهمُني في هذا المقام توضيح أنَّ قول حسبو بأنَّ العلمانية تعني التخلي عن الدين ليس سوى ضربٌ من التلاعب بالمصطلحات من أجل دغدغة عواطف المسلمين البسطاء و تحقيق الأغراض السياسية الدنيوية.

إنَّ الزعم بأنَّ العلمانيَّة تعني “الفصل بين الدين والحياة” هو قولٌ ضالٌ ومُضلِّل وغير عملي حيث يستحيل إقصاء الدين عن الحياة لأنَّ الناس يتصرفون تجاه مختلف القضايا الإجتماعية من نظرة أخلاقية هى لدى غالبيتهم نابعة من الدين ولهذا فإنَّ الدين يتخللُ جميع جوانب الحياة العامة للمجتمع.

العلمانية ? كما ذكرنا كثيراً – حركة عقلانية تدعو لإعمال العقل والعلم والأخذ بهما لتطوير العالم ومن الخطأ النظر إليها كنسقٍ واحدٍ نهائي فهى تنشأ متأثرة بمعطيات كل مُجتمع وتختلف بإختلاف السياقات الإجتماعية والتجربة التاريخية وبالتالي فإنَّ خصائصها تختلف من بلدٍ لآخر.

وإذا كانت العلمانية الفرنسية نشأت في تضادٍ مع الكنيسة بسبب سُلطة الأخيرة الكبيرة وبسبب وقوفها ضد الثورة ففي العلمانية البريطانية لم تدخل الدولة المدنية في صراع مع الكنيسة بل إنَّ الملك في بريطانيا يظلُّ رمزياً رأساً للكنيسة, أمَّا في الولايات المتحدة الأمريكية فإنَّ الدولة المدنيَّة حرصت على حماية الدين من أي عُدوان عليه.

وعلى الرغم من علمانية الدولة الأمريكية فإنَّ المجتمع الأمريكي? على سبيل المثال ?يُعتبرُ مجتمعاً متديناً, وربما كان أكثر تديناً من العديد من المجتمعات الإسلامية حيث يعتبر 82 % من الأمريكيين أنفسهم متدينين, والذين يؤدون الصلوات الإسبوعية في الكنائس يمثلون 45 % من المتدينين.

إنَّ أفضل شخص يمكنهُ الرد على زعم حسبو بأنَّ العلمانية تعني التخلي عن الدين هو الرئيس التركي رجب أردوغان الذي تؤكد جماعات الإسلام السياسي المختلفة إنتماء حزبه “العدالة والتنمية” لشجرة النسب الإسلامية وتزعم أنه يمثل رأس الحربة في الدفاع عن فكرها وتوجهاتها وشعاراتها.

في حواره الشهير مع الإعلاميِّة المصريِّة منى الشاذلي في سبتمبر 2011 قال إردوغان : ( إنَّ الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، و أنَّ العلمانية الحديثة لا تتعارض مع الدين بل يجب عليها أن تتعايش معه ). إنتهى

وفي إجابته عن سؤالٍ للأستاذة منى حول مفهوم العلمانيِّة قال : ( مفهوم العلمانية ليس مفهوم رياضيات كأن نقول حاصل 2 ضرب 2 يساوي 4، فتعريفات المفاهيم الإجتماعية تختلف فيما بينها، فالعلمانية في المجتمع الأنجلوسكسوني لها مفهومها المختلف عنه في أوروبا، كما أن المفهوم التركي لها مختلف، وقد دفعنا ثمناً باهظاً من أجل ذلك المفهوم في تركيا ). إنتهى

وأضاف أنَّ دستور 1982 في تركيا عرَّف معنى العلمانية بأنَّها ( وقوف الدولة على مسافةٍ متساويةٍ من جميع الأديان، أما الأشخاص فلا يكونون علمانيين، يستطيعون أن يكونوا متدينين أو ضد الدين أو من أديان أخرى، فهذا شيء طبيعي ). إنتهى

ونصح إردوغان الذين يُعدِّون الدستور المصري الجديد بالحرص على ضمان وقوف الدولة على مسافةٍ متساويةٍ من جميع الأديان والفئات وعدم حرمان الناس من أن يعيشوا دينهم واعطاءهم ضماناً لذلك ( فإذا بدأت الدولة بهذا الشكل فإنَّ المجتمع كلهُ سيجد الأمان، المسلمون والمسيحيون وغيرهما من أديان أخرى واللا دينيون، فحتى الذي لا يؤمن بالدين يجب على الدولة أن تحترمهُ, إذا تم وضع تلك الضمانات فهذه هي الدولة العلمانية ). إنتهى

وأشار إلى الجدل السائد في مصر رداً على سؤال منى الشاذلي حول إعتقاد البعض بأنَّ الدولة العلمانية دولة كافرة، أجاب إردوغان : ( بعد تصريحي هذا أظن أنهم سوف يفهمون بشكل مختلف وسوف يناقشون ما أقوله. أقول للشعب المصري لا تقلق ويجب أن تأخذوا هذه الفكرة من هذه الزاوية، وأتمنى أن تستفيد الدولة العلمانية في مصر من الأخطاء التركية ونتناقش ونتبادل الأفكار والتجارب). إنتهى

هذا الدفاع المستميت عن العلمانية لم يصدر عن رئيس دولة غربية بل صدر عن أردوغان الذي خرجت جماهير مختلف تيارات الإسلام السياسي ومنظماتها الشبابية للشوارع الأسبوع الماضي للتنديد بالإنقلاب العسكري على حكومته “الديموقراطية” !

هو نفسه أردوغان الذي خرجت مواكب “الحركة الإسلامية” في شوارع الخرطوم للدفاع عنه وشجب الإنقلاب على حكومته بوصف أن مشروعه الفكري والسياسي هو “نور الله” وحمل المتظاهرون لافتات عليها شعارات تقول ( هيهات أن ينطفىء نور الله ) و (أردوغان باق ويتمدد, من ينصر الله ينصره) !

هُنا يتبدى التناقض الصارخ في شعارات وأقوال أهل تيار الإسلام السياسي, فهم من ناحية يقولون أنَّ العلمانية تعني “التخلي عن الدين” كما جاء في حديث حسبو, ومن ناحيةٍ أخرى فهم يصفون أردوغان الذي يدافع بإستماتة عن العلمانية بأنه “نور الله” وأنه سيبقى في الحكم ويتمدد لأنه “ينصر الله”.

أمَّا رئيس “هيئة علماء السودان” بزعمهم محمد عثمان صالح فقد عبَّر عن رفضهم للإنقلاب وأشار (للتقدم السياسي والإقتصادي والإجتماعي الذي أحرزته تركيا في ظل هذا النظام بفضل النموذج الفكري الإسلامي الذي قدمته تركيا مما ساهم في جعلها رقماً لا يمكن تجاوزه على المستويين الإقليمي والعالمي). إنتهى

الحديث أعلاهُ ينطوي على تدليس (غش) مفضوح وتضليل مكشوف, فإردوغان لم يُقدِّم شيئاً يُمكن وصفه “بالنموذج الفكري الإسلامي” كما تفهمهُ جميع تيارات الإسلام السياسي وعلى رأسها جماعة الأخوان المسلمين فقد ظل منذ وصوله للحكم يعمل في إطار النظام العلماني الذي رأيناه يُدافع عنه بإستماتة, وحتى السياسات التي تبناها وحقق بموجبها معدلات كبيرة من النمو الإقتصادي لا تخرج من إطار السياسات “الرأسمالية” المعروفة ولا علاقة لها “بالأسطورة” التي يُسميها البعض “الإقتصاد الإسلامي”.

فالمؤسسات المالية الخاصة والدولة في تركيا لا تزال تعملُ “بنسبة الفائدة” التي تُطلق عليها جماعات الإسلام السياسي مسمى”الربا”, والدستور الجديد المقترح الذي يُعدِّهُ حزب إردوغان لا يتضمن “الشريعة” ولا يُنادي بتطبيق “الحدود” بل يؤكدُ على مبدأ علمانية الدولة ووقوفها على مسافة واحدة من جميع الأديان.

وفي ظل حكم حزب العدالة والتنمية ما زالت تركيا تحتفظ بعضوية حلف الناتو وتسعى لنيل العضوية الكاملة في الإتحاد الأوروبي وتعترفُ بإسرائيل وترِّخص للولايات المتحدة الأميركية بقاعدة “إنجرلك” العسكرية, فما هو الجديد الذي يُمكن أن نطلق عليه “النموذج الفكري الإسلامي” كما يدَّعي رئيس هيئة العلماء بزعمهم ؟

يقع أهل الإسلام السياسي في تناقضٍ كبير عندما يعمدون لتشويش مفهوم العلمانية ومطابقته مع فكرة التخلي عن الدين من أجل خدمة اغراضهم السلطوية وفي ذات الوقت لا يجدون حرجاً و يدافعون ? بوعي أو دون وعي ? عن تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا التي يقول أصحابها أن العلمانية لا تمثل حرباً على الدين بل هى النظام الأمثل الذي يتعايش في ظله أتباع الأديان المختلفة وكذلك اللادينيين بمساواة وحرية وعدالة.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. اذا كانت العلمانية هى فصل الدين عن الحياة.فإن الحركة الاسلامية السودانية بزعامة الدكتور الترابى وتلاميذه فصلت الحياة عن الدين وفى الحلقات الاخيرة للشيخ السوربونى نعى الدين بصورة واضحة لا يرقى اليها اى شك فتحدث عن تاريخ اسود للدين وتحدث عن افكار بائسة للتاريخ ثم سخر من المجتمع بكل الوان طيفه الاسلامى بانه مجتمع متخلف بل سخر اخيرا من نفسه وقال انه عاد ليقراء بعد ان خانه تلاميذه وهو من شرق وغرب وتحدث بكل لغات الامم المتحدة والفيفا وعرف السنة والشيعة والمذاهب الاربعة والتصوف فالان الدين يرقد مع شيخ حسن فى مقابر برى والجماعة يتنافسون الدنيا ولها يعملون حتى اذا تحدث امام جامع من اقصى المدينة الابعد عن مركز السلطان جئى به مغلولا.

  2. اهنئك اخي بابكر لهذا المقال الرائع عن العلمنانية واستشهادك في ذلك بالزعيم التركي”اردوغان” فياريت اهلنا اسلامي السودان يعرفون هذا لكان حالنا تبدل كثيرا ولاصبحنا خلال فترة السبعة والعشرون عاما العجاف ان نكون في مصافي الدول المتقدمة…. لكن اقول لك ان الشعب السوداني وعى الدرس جيدا وعرف تلك الشعارات الجوفاء التي تسببت في ان تحولنا من دولة زراعية منتجة لدولة في الدرك الاسفل بين الدول من كل النواحي اقتصاديا وثقافيا ورياضيا وسياسيا.

  3. * مقال رصين، و تحليل موضوعى و مدعم بالحقائق و المعطيات الماثله..كعهدك دوما أخى بابكر فيصل..
    * و المفارقه العجيبه و المدهشه يا أخى، أن أردوغان هذا، هو عضو “قيادى” فى التنظيم الدولى للأخوان المسلمين!..هذه حقيقه قد لا يعرفها البعض منا، لكنها موثقه فى الشبكه العنكبوتيه!
    *و شخصيا، لا أستغرب أبدا تصريحات أردوغان “القيادى بالتنظيم”، و قد تفضلت مشكورا بسردها فى المقال..و التى تبدو لأول وهله، أنها فى تناقض بين مع فكر و نهج “التنظيم- فرع السودان”!..و فى ذات الوقت، لا أشيد بهذه بتصريحات اردوغان هذه،و لا اثني عليها البته، و سأقول!
    * و بنفس القدر، لا أستهجن و لا أغضب من تصريحات الجنجويد حسبو!..و لا أقوال رئيس هيئة علماء السودان!..و كلاهما فى الظاهر، بالنقيض لتوجهات أردوغان!
    * و سبب موقفى هذا هو:
    1. إن قيادة “التنظيم – فرع السودان” تدرك و تعلم علم اليقين، أن العلمانيه لا تعنى “اللادين”!..أو أنها ضد تدين الاشخاص، بأى شكل من الأشكال! لكن هذه “المفاهيم” المغلوطه تعمدا عن العلمانيه، و كذلك عن الشيوعيه و الليبراليه، ما هى إلآ “شعارات و أدوات”، أريد بها باطل، لتضليل و إستقطاب العاطفة الدينيه العفويه، لدى البسطاء و محدودى المعرفه من السودانيين..و هو الشعار ذاته الذى إستغلته أمريكا لإستقطاب و إقحام الإسلامويين حول العالم، فى حرب أفغانستان و روسيا!..
    2. لكن الإسلامويين ما دون “القياده” فى السودان، ظلوا على هذه التعميه المتعمده، إلى يوم هذا..فهم الذين يمارسون العنف، و يستخدمون “السيخ” و السلاح فى ذلك، و يرسلون لجهاد المحارق، و يفرخون الإرهابيين..إلخ..وهى وسيلة “القيادة” الوحيده فى الوصول لأهدافهم السلطويه فى السودان، و قد حدث!..
    3.والحقيقه التى لا جدال حولها، ان الإسلامويين على جميع مستوياتهم، لم يقاطعوا “العلم و العلمانيه” أبدا!..بل درسوا العلوم، و تخصصوا فيها، و إستفادوا من إنجازات و ماديات “العلم و العلمانيه”، و إستهلكوها حد التخمه حلالا و حراما، من عجب!
    4. يبقى الهدف الأساسى للإسلام السياسى هو السلطه، و أسميه “الإسلام السياسى السلطوى”!..و الوصول إليها بأى شكل و تحت أى مسمى: كان ذلك ب”الإنقلاب” كما حدث من “طالبان” أفغانستان و السودان و الصومال!..أو عن طريق “الإنتخابات!” كما حدث فى مصر!..أو عن طريق الديمقراطيه كما حدث لتركيا أردوغان..أو عن طريق “حد السيف و الإرهاب” كما يجرى الآن فى سوريا و ليبيا و العراق!..المهم فى الأمر الوصول “للسلطه” بأى شكل!..ثم المحافظه و العض عليها بالنواجز، بأى ثمن(By what it takes)!
    5. إذن، فلا أردوغان “القيادى بالتنظيم الدولى” يؤمن بالديمقراطيه، كمفهوم و مبادئ و قيم(و أرجو أن نلاحظ هنا حجم الخروقات لمبادئ الديمقراطيه، و التعسف و التشريد و “التمكين” الذى مارسه مباشرة بعد فشل الإنقلاب), و لا “التنظيم – فرع السودان”، هو ضد العلمانيه و العلم!..
    * و الاصح يا اخى، القول بأن “تنظيمات الأخوان المسلمين” عامة، تنضوى تحت لواء و سيطرة “التنظيم الدولى للأخوان المسلمين”!..و هو تنظيم ماسونى من الطراز الأول، أنشأته و هيئت له الماسونيه العالميه، لمحاربة الأديان كافه، و بالأخص الدين الإسلامى!، و هى تعلم تماما إستهداف “هؤلاء” للسلطه، لا سواها!..و هى تدرك حتمية فشل هذه “التنظيمات” لطبيعة تكوينها!..و هى تعلم مدى “فساد” وتدنى قيم و اخلاق “عضويتها”!..و هى تنبأت بدمار مقدرات و موارد “المجتمعات الاسلاميه” – و هو المقصود – نتيجة طبيعيه لتوجهات و أفكار و فساد و محدودية قدرات هذه “التنظيمات المتأسلمه”!..لتكون النتيجه النهائيه، هى التناحر و الحروب و الإرهاب بإسم الدين، داخل هذه المجتمعات و فيما بينها!..ثم تقسيم المواطنين، و كذا “الأوطان” و زوالها بالنهايه!
    * و نحن نعرف أن أهم مبادئ “الإسلاميين”، هى عدم الإعتراف ب”وطن” و لا “مواطنه”!..و هو ما تهدف إليه الماسونيه العالميه، و ينفذه بالضبط و حرفيا الإسلاميون، و بأبشع الصور غير الإنسانيه، فى السودان و فى الصومال و ليبيا و سوريا و غيرها!!
    * الإسلاميون عملاء و خونه يا أخى!..فى السودان و فى تركيا و فى مصر، و أينما حلوا..هذه هى الحقيقه مجرده!.
    و لك تقديرى،،

  4. يااخ بابكر فيصل بابكر حسبو وناس الانقاذ والحركة الاسلاموية بيوجهوا كلامهم للغوغاء والاغبياء والجهلة والدلاهات والفاقد التربوى!!!
    يا امتن انهم عارفين معنى العلمانية و يقعدوا يكذبوا على الناس للحفاظ على مكاسبهم من السلطة والثروة والهاب مشاعر الجهلة باسم الدين اوانهم جهلة وفى كلا الحالتين مصيبة كبيرة!!!
    الانقاذ او الاسلامويين غير مؤهلين لحكم السودان وبناء دولة موحدة مستقرة قوية امام الخارج وتحكم بالداخل بالخلاف السلمى تحت سيادة الدستور و القانون واختيار الشعب ورقابته على الحكومة بمؤسساته المختلفة والدليل اكثر من 27 سنة والحال ماثل امام الجميع لا وحدة ولا استقرار لا سلام ولا رخاء ولا حفاظ على اراضى الوظن ولا علاقات داخلية وخارجية ممتازة ويبدوا انهم عملوا انقلابهم لصالح انفسهم وليس لوحدة واستقرار السودان!!!!

  5. مقال ممتاز ومختصر من غير ما إخلال عن مفهوم العلمانية

    ولكن ما استعجبه تماما ان الاستاذ بابكر فيصل الرجل الموسوعى وباطلاعئه ومنذ نحن طلاب بالجامعة وأركان نقاش يخطب فيها بتميز فريد

    كنت أقول أنه ذو فكر متقدم جدا ولا يمكن ان يكون عضوا بالحزب الاتحادي الذى جل أفراده لا يفهمون ما يقول

    وعجبي

  6. اﻻخوان المسلمين تنظيم ماسونى ﻻعلاقة له بالدين .. حتى حينما اتاحت لهم الظروف ان يحكموا طاحوا فى جمع الغنائم وانشغلوا بكل شئ يدر عليهم اﻻموال والثروات ولو على حساب الغلابى واليتامى ولو ادى ذلك الى تشريد الناس من مصدر ارزاقهم او قتلهم او حتى التضحيه بالوطن كقيمه كما حصل ويحصل هنا فى السودان منذ انقلاب الترابى وكما حصل فى مصر ابان حكم مرسى وما سوف يحصل اﻵن بعد ( انقلاب ) اردوغان …!! ففى كل هذه التجارب اﻻخوانيه أذاقوا شعوبهم اﻻمرين باسم الدين والذى لم يعيروه – اى الدين – ولم يطبقوا دين الرحمه ولم نرى اى مظهر من مظاهر الدين من حيث العدل ومكارم اﻻخلاق وان يسود السلام بين الناس .. بل كان الفساد المالى واﻻخلاقى ..!!
    تطبيق الدين والشريعه كان مجرد جلباب يلبسونه لتضليل الناس للوصول الى اهدافهم الحكم حتى يحققوا اهدافهم الدنيئه تلك … والتخويف من العلمانيه – هنا استغلوا جهل الناس او ربما جهلهم هم – لتكون العلمانيه قميص آخر يلبسونه للتضليل .
    ساعدهم فى ذلك دوائر معاديه للدين اﻻسلامى ليحملوا عنهم عبء وقف المد اﻻسلامى .. وقد نجح ( اﻻخوان المسلمين ) فى ذلك وخللخلوا امكانات الدوله اﻻقتصاديه والعسكريه هنا فى السودان وسوف ينجحون فى تركيا ان لم ينتبه الجيش التركى للمؤامره كما انتبه الجيش المصرى القوى ..

  7. “…يهمُني في هذا المقام توضيح أنَّ قول حسبو بأنَّ العلمانية تعني التخلي عن الدين ليس سوى ضربٌ من التلاعب بالمصطلحات من أجل دغدغة عواطف المسلمين البسطاء و تحقيق الأغراض السياسية الدنيوية….”

    هذا الحسبو يردد انتماءه للدين بمناسبة و بدون مناسبة، و هذا لا ينطلي علينا لأنه يريد في عقله الباطن أن ينفي عن نفسه و عن أصحابه المتأسلمين أنه ليسوا سوى مجرد لصوص و حرامية و أولاد كلب، و انا شخصياً أعتبره شخصاً لا دين له لو ظل يردد عباراته الدينية ليل نهار و حتى يرث الله الأرض و من عليها، فهو ليس أكثر من نصاب لا أخلاق له مثله مثل رئيسه و نافع و علي عثمان و عوض الجاز و المتعافن و…و…

  8. اخ فيصل كما انت رائع الله يوفقك.. كلام عقلاني ومقال رصين ولكن المؤسف ان المدعو حسبو لا يفهم الدين ولا يفهم العلمانية ولا هم عايزين الناس تفهم الدين صح وتعبد ربها على بصيرة لأن من واجبهم تجهيل الناس وان العلم عدوهم الاول والاخير فهم عايزين شعب ميت خامل .. بل ان السودان فقد من الدين اكثر مما اكتسب في عهد هؤلاء القوم المجرمين المفسدين.

    اتراهم لا يعلمون ان تركيا علمانية بحتة؟ وان الجيش مؤسسة تحمي الدستور العلماني ؟ بل هم يعلمون ذلك تماماً ولكنهم لا يقولونه للناس ويريدون فقط من تركيا كلمة اسلامية ويريدون من ماليزيا كلمة اسلامية ولا يهمهم ما يجري بالداخل .. وهو النموذج الذي يبطقونه في السودان .. المهم ان كلمة اسلام

  9. تقول: (العلمانية ? كما ذكرنا كثيراً – حركة عقلانية تدعو لإعمال العقل والعلم والأخذ بهما لتطوير العالم).
    ويقولون: (العلمانية تعني “التخلي عن الدين، الفصل بين الدين والحياة).

    قال إردوغان : ( إنَّ الدولة العلمانية لا تعنى دولة اللادين، و أنَّ العلمانية الحديثة لا تتعارض مع الدين بل يجب عليها أن تتعايش معه ). إنتهى
    أقول: مسميات الدولة الدينية والعلمانية هي مسميات اخترعها إخوان اليوم لاستقطاب الناس لحزبهم اللاديني الصال فكراً وعملاً، تماماً كما كانت تفعل الكنيسة في الماضي. لاستعباد الناس باسم الرب.
    للخروج من هذا القفص الضيق الذي وضعنا فيه الاخوان،الرؤية للدولة السودانية يجب أن تكون بإعمال العقل والعلم والقيم السامية، ولدينا من القيم السامية ما لا يوجد في أي مجتمع في العالم، فنحن نقول الحق وننصر الضعيف، ونطعم الجائع ونكسي العاري ونغيث الملهوف، ونكرم الجار، ونحقظ الحقوق ونوفي بالعهود، نتراحم ونتواصل ونتكامل ونتكافل عند الحاجة، وشجعاء لا نهاب الموت عند الحارة.
    نريد دولتنا الحديثة أن ترسخ هذه القيم السامية وأن تكون على مسافة متساوية من جميع الناس باختلافهم في العرق والدين واللون والقبيلة والمال والجاه والسلطان.
    أنا شخصياً ضد العلمانية وضد الدولة الدينية، فالأولي تستغني بالعقل والعلم مع قصورهما والثانية تدعي إقامة الدين بالزام الناس باجتهاداتهم المبتسرة.
    نريد دولة سودانية لا علمانية ولا دينية وإنما تأخذ من هذا ومن هذا وتبني على قيم الإنسان السودان وما أجملها من قيم.

  10. حسبو دا الكيزان لقوه وين رجل لا ماضى ولا حاضر ولا مستقبل سياسي له
    دا جابوه بدل ابوساطور
    والله العظيم مصيبة أهل دارفور فى أمثال هؤلاء من أبنائهم
    الواحد يدخل نظام الأنقاذ ويعمل نفسه كوز متمكن ويجوط ويجوط ويلهف ليهو كذا مليار ثم ينزوى لقصع الجره
    ساطور دخل فاتحا للخرطوم ولمان فشل الأنقلاب سمعنا النظام يقول اقبضوا على المجرم الحاج يوسف ادم وكلنا كنا متوقعين يقبض عليه ويعدم وفجاءة وجدناه فى القصر نائبا للرئيس
    يعنى انا كان عاوز ابقى نائب رئيس لازم اعمل محاولة انقلابية فاشلة
    الحاج ساطور وعرفناه
    حسبو دا دخل القصر من اى بوابه
    حكمتك يارب
    والله عمل لينا وجع وش تفتح اى قناة سودانية حسبو حسبو حسبو حسبو قرقرقرقرقر
    لحد مابطلنا نشاهد القنوات السودانية

  11. مقال فى قمة الروعة مشكور اخ بابكر فيصل….حسبو وامثاله لايستطيعون ان يفهموا هذا الكلام….لذالك مؤسسات المجمتمع من مدارس وجامعات وتلفزيون وراديو ونت ….كلها لتبادل الافكار والحوار ونشر التاخى بين الناس اما موسسسات المجتمع الاخرى من سجون ومستشفيات مجانين فهى لامثال حسبو لانهم لايفهمون ايه مجتمع انساني
    …فيجب ان لا نجتهد فى تبادل الافكار معهم …فالنجتهد فى تبادل الاخاء والمحبة والافكار بيننا .وادخال امثال حسبو فى الموسسات التى يستحقونها

  12. نظام البشير الشيطاني آخر من يتكلم عن الإسلام ومن المفترض أن نتحدث عن راعي الفساد بكل أنواعه
    الآن أصبح كل أفراد الشعب حرامية ومرتشين أضف كل الكذب والخيانة أسوأ أرض في العالم هي السودان بسبب من يعيش عليها جهنم الأرض من يعيش عليها مغضوب عليه من الله
    وأصبح السوداني بلا قيمة ولا هدف سبهلل

  13. لك التحية أستاذ فيصل.. مقال مرتب ورصين..
    هذه هي الحقيقة الغائبة عن المغيبين فكرياً بقصد إحكام السيطرة على الحكم.. فالكيزان يستخدمون العلمانية كفزاعة لتخويف الناس من المعارضة.. قديماً كان الترويج بأن جون قرنق يستهدف الإسلام! بل والعروبة!! وجعلوا ذلك ذريعة لرفضهم إتفاقية الميرغني-قرنق وإنقلابهم على نظام الدولة وإشعال محارق الجنوب التي سموها بالجهاد ضد أعداء الدين!!.. ولم يجد قرنق ولا زملاؤه المسلمين أمثال يوسف كوة ومالك عقار الفرصة لشرح رؤيتهم السياسية للداخل!!..

    كنت دائماً ما أتساءل عن نموذج الحكم الذي ظل الكيزان يتشنجون ويرغون ويزبدون من أجله منذ تأسيس جماعة الإخوان قبل مائة عام تقريباً.. الواقع يثبت خطل الفكرة سواء في السودان أو أفغانستان أو في بقية المناطق التي يسيطر عليها جماعات الإسلام السياسي.. الحنين للماضي البعيد وإحيائه بكل علاته يعني الهروب من الحاضر والمستقبل.. الزمن لا يعود للوراء والتغيير سنة الحياة.. والأحزاب الإسلامية في ماليزيا وإندونيسيا وتركيا ما كانت لتنجح لولا المناخ العلماني الذي هيأ لها الفرصة ديموقراطياً..

  14. جزاك الله خير يا استاذ….

    أضف إلى ذلك: في كل الإنتخابات الديموقراطية النزيهة لم يعط الشعب السوداني الواعي الجبهة الإسلامية أي وزن أو إعتبار. ولما وعى المعتوه الترابي ذلك، فكر وخطط للإنقلابه المشؤوم. وعندما دانت له البلاد لم يختار أحسن الرجال ليكونوا وزراء وحكام. ولم يفكر في عدم التفريق بين بني الوطن الواحد. ولم يفكر في وضع أحسن دستور لبلاده مثل ما فعل جورج واشنطن، بل وضع أوسخ وألعن دستور مستعملا كل خبثه ودهائه الذي إرتد عليه وبالاً في قبره وصار يلعنه الله ويلعنه اللاعنون.

    الشعب السوداني مسلم ومؤمن بفطرته فلا ينقصه إلا الإستقرار في الحكم الديموقراطي. فمشكلته تكمن في حكامه: عبدالله خليل عسكري لا يعرف شئ عن الديموقراطية. تضايق منها وسلم البلد لعبود لكي يسلمها له مرة أخرى. وعبود الطيب عسكري أيضا ولا يعلم شئ عن الديموقراطية، فتخلى عن حكم البلاد طواعية ولم يفكر في إرساء الديمقراطية لأنه لا يدري شيئاً عنها.

    ثم أخذت الجبهة الإسلامية تنخر بسوسها في الديمقراطية الوليدة حتى إنهارت بظهور نميري. وكان نميري عسكري طيب أرعن. ذكر في خطابه الأول: “نحنا ما جينا نحكم!! الشعب يحكم ونحن نراقب لأننا بطبيعتنا نجيد المراقبة”. ثم في أقل من ثلاثة أشهر نسي كل ذلك وأخذ يحكم البلد رجالة مستعملا عضلاته. ثم شاركت الجبهة الإسلامية في دولة نميري حتى غذتها بأمراضها، فمرضت وماتت.

    ثم جاءت الديموقراطية الثالثة التي كانت أصلا مريضة لأن الترابي كان مشاركا فيها، فأجهز عليها الملعون بإنقلابه المشؤوم.

    هلا علمتم لماذا لم يعر الشعب السوداني الحليم أي وزن أو إعتبار للجبهة الإسلامية في كل الإنتخابات النزيهة التي جرت؟

    وهل يصدق أحد أن إنتخابات البشير كانت حرة ونزيهة؟ وهل هناك عسكري متفقه في الدين الإسلامي حتى يعد الناس بالحكم الإسلامي؟ وأن الترابي (عليه اللعنة، ولعنة الله على من لا يلعنه) الذي كان ملما بالشريعة الإسلامية ومتفقها فيها وهو من بيت دين، ألم يبرهن بتفكيك الخدمة المدنية والسجون والمعتقلات ونهب أموال الدولة مع الفساد والمحسوبية أنه لا علاقة له بالدين الإسلامي ومن ثم حتى إبنه الحميم علي عثمان وكل من له صلة به، إنفض من حوله.

    فرفقا ببلادكم يا ناس حسبو إن كانت لكم ألباب. ولكم في تصويت بريطانية وخروج كاميرون من سدة الحكم (52 مقابل 48%) عبرة. وهذه هي الديمقراطية التي ننشدها لبلادنا.

  15. كون حديث حسبو عن “الشريعة” و “تمكين الدِّين في الأرض” عبارة “ونسة” و متاجرة بالدين لا يعني أن العلمانية مقبولة في الاسلام , فحسبوا و حزبه كما يدعون انهم يطبقون الشريعة هم أيضا قاموا بانتخابات يزعمون انها نزيهة و ديموقراطية , فهل يقبل كاتب المقال القول بأن الكيزان يحكمون بطريقة ديموقراطية و برضى أغلبية الشعب طواعية؟ اذا كان الامر كذلك فعلى جماعات المعارضة و الحركات المسلحة أن تستحي!!!

    لنكن موضوعيين و نتحدث بمرجعية و نظام و ليس بعشوائية و ترقيع لمشاهد الحدث نبدأ أولا بتعريف العلمانية .
    1. تقول دائرة المعارف البريطانية إن العلمانية هي حركةاجتماعيةتهدف الى صرف الناس وتوجيههم من الاهتمام بالآخرة الاهتمام بهذه الدنيا وحدها
    2.عَلمانية هي فصل الدين عن الدولة والحكم، وتعني اصطلاحاً فصل المؤسسات الدينية عن السلطة السياسية، وقد تعني أيضاً عدم قيام الحكومة أو الدولة بإجبار أي أحد على اعتناق وتبني معتقد أو دين أو تقليد معين لأسباب ذاتية غير موضوعية،
    ثانيا : أردوغان رجل سياسي و تحدث في المقابلة بوصفه رجلا سياسيا و لم يتحدث بوصفه مفكرا او عالما اسلاميا. مشكلتنا في السودان أننا نخلط بين الامور فنقع في أخطاء جسيمة , لو سألت الان مدير مبيعات شركة سيارات في بلد ما عن السيارة التي يفضل في لقاء رسمي لقال لك احدى السيارات التي تنتجها الشركة التي يدير تسويقها و لكن لو سألته في بيته و انت احد اصدقائه لاجابك اجابة مختلفة.
    لقد جعل اتاتورك العلمانية في تركيا أمرا مثل العلم و تراب الوطن و كل من ينتقد العلمانية في تركيا في الماضي الى يومنا هذا سيكون مثل ناطح صخرة , فلم يكن من الحكمة أن ينطح اردوغان صخرة العلمانية و لكنه كسياسي شدد على نقطة (وقوف الدولة على مسافةٍ متساويةٍ من جميع الأديان والفئات وعدم حرمان الناس من أن يعيشوا دينهم واعطاءهم ضماناً لذلك) .
    من المعلوم ان المجتمع الاسلامي لو أعطي الفرصة في الاختيار فلن يختار الا الشرع الاسلامي و هذا ما يعنيه أردوغان لو تمعنت.
    ثالثا: التدين عند النصارى يختلف عن التدين عند المسلمين فنحن نذهب للمسجد خمس مرات في اليوم و هم يذهبون للكنيسة مرة واحدة فقط في يوم واحذ فقط !!!!

  16. حسبو، حسبي الله عليه ونعم الوكيل، جمع الشرين فهو كوز وجنجويد، وليس هناك أسوأ من ذلك فلا تقولوا أنه دارفوري. وهو، ومن قبله الحاج ساطور، يرمي بالكلام كأنما يتخبطه الشيطان من المس. حتى ليتعجب الموء من الدرجة العلمية والمنصب الذي يحوز عليه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..