الخلاص الوطنى والتحول

الإخلاصى الوطنى والتحول

الشريف جارالنبي
[email][email protected][/email]

كلمة تحول تعنى فى اللغة العربية الإنصراف عن الشئ الى سواه، وتحول جارنا الى بيت آخر تنقل اليه ولم يعد جارنا، وتحول فلان الى الإسلام من المسيحية، قد صار مسلماً ولم يعد مسيحياً، وتحول الشئ يعنى زواله. تناقلت الصحف الإلكترونية خبر تحول تجمع كردفان للتنمية الى حزب سياسى، هذا يعنى لم تعد كاد موجودة فى قاموس الحزب الوليد ولا الحزبيين الجدد، ولكن فن السياسة التكويشى وحب التملك والحنين الى القديم التمسك بالوضعين معاً ماضىٍ نفيته وجديد إبتدعته، ما نفيته من ماضىٍ يوفر قدراً من المعارضة يرضى الآنا الداخلية، ويحافظ على الواجهات السياسية، والمبتدع الجديد قد يوفر مستقبلاً كرسىٍ وثير ولو كان من كراسى الإحتياط.
فالماضى النضالى للفرد يزول بمجرد التفكير فى إرضاء التطلع الوصولى والبحث عن المناصب بغض النظر عن أهميتها، إنما إرضاءٍ لمجتمعٍ ما قد تكون العائلة أو القبيلة، وقد يعزى ذلك لفشلٍ ما فى منحى من مناحى الحياة.
“تنكحُ المرأةُ لأربعٍ لمالها ولِحسبَها ولِجَمَلها ولدينها : فاظفر بذات الدين تربت يداك”، الإنقاذ لا دين له ولا حسب له فعن جماله فحدث ولا حرج أما المال فقد ذهب مع أصحابه وما تبقى يرقد فى بطونٍ أمينة، فلما الغزل، غزلهم واضحاً قبل الإعتراف بهم ولسان حالهم يقول ها نحن قادمون منبطحون فأمروا بما تشائون، أخذوا من مصطلحاتهم ما أخذوا تقربا، فالتظهر صار عندهم منبوذا، وللإعتراف بهم يطالبون بجدية الحكومة فى محاربة الفساد وكأن الفساد اليهم مجرورا، ويا عجبى يساون بين الضحية والجلاد، يطالبون بالإعتراف المتبادل بين الضحية والجلاد، وأن تعترف الضحية بخطئها فى المطالبة بحقوقها وبعصيانها ويعترف الجلاد بقتله لهم والإكتفاء بإعتزارٍ صريح من الجلاد وتسير مركب الجلاد، وهم الحاشية الجدد.
دماء الضحايا تستصرخكم كفوا عن الإتجار بها، فإن أعياكم النضال فأبحثوا عن أعزارٍ أُخرى تبررون بها فعلتكم وتهافتكم على الدولار العائد.
كاد باقية بنضالها من أجل غدٍ مشرق، خصوصيتها الكردفانية تكمن فى معانات الإقليم من التهميش وهى عماد السودان الإقتصادى فبنموها ينتعش الوطن ويطيب من مرضه، فكاد لا تعنى الإنطوائية والإنكفاء على الذات بل هى رافد حيوى لسودان الغد.

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..