فصل الشفيع.. للحكاية أكثر من رواية

الخطاب الداخلي لـ(الشيوعي) حول فصل الشفيع حوى خمس اتهامات أبرزها لعب دور في اتهام عناصر باللجنة المركزية بالاختراق الأمني والسعي لإعادة العلاقات مع شيوعيي الصين والمساعدة في تنسيق ورشة للأحزاب حول التسوية السياسية.

“نحن الآن للتو بدأنا” قد يكون هذا هو العنوان الأكثر انطباقاً على وقائع فصل عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوداني د. الشفيع خضر سعيد، منتصف الشهر الجاري خاصة بعد خروج خضر من صمته الذي لازمه منذ صدور قرار فصله، وما زاد الروايات تضارباً هي الإفادات الواردة في سياق الحوار الصحفي الذي نشر مع السكرتير التنظيمي للشيوعي د. علي الكنين في عدد من المواقع السودانية على شبكة الإنترنت وعلى رأسهما موقعا (الراكوبة) و(حريات).

تكتسب الرواية المنسوبة للكنين ليس فقط لصفته الحزبية داخل الشيوعي لكون السكرتير التنظيمي يعد بمثابة الشخصية الثانية بعد السكرتير السياسي ? الذي درجت الأوساط الإعلامية تسميته بالسكرتير العام- وعلى المستوى الداخلي فإن السكرتيرالتنظيمي هو الدينمو المحرك لأنشطة الحزب بوصفه الممسك بكل الملفات الداخلية، إلا أن ما أورده الكنين في تلك الإفادات يكتسب بعداً أهم لكونه متهماً بأنه المحرك الحقيقي للصراع ضد الشفيع في ما يمثل السكرتير السياسي محمد مختار الخطيب واجهة ذلك الصراع.

تضارب الروايات

ركز الكنين في مقابلته تلك في تأسيس انتقاداته الموجهة للشفيع التي قادت لفصله بالقول إن الشفيع رفض المثول أمام لجان التحقيق رغم علمه بانعقادها وإعلامه عبر الإيميل “ولكنه لم يحضر.. واختار الخروج من الحزب طائعاً” بجانب غيابه ككادر متفرغ من الحزب عن اجتماعات المكتب السياسي واللجنة المركزية الأمر الذي أدى لتعطيل عمل تلك المؤسسات مبيناً أن ذلك الغياب لوحده دون بقية الاتهامات يكفي لإصدار قرار بالفصل، وتلاحظ خلال حوار الكنين إشارته لأكثر من مرة لمقولة منسوبة للشفيع “بأن لديه خيارات أخرى”.

من جهته خرج الشفيع للناس بتصريح صحفي بعد صمت طويل يعلق على حيثيات فصله أشار فيه لتلقيه اتصالاً خلال تواجده خارج البلاد من عضو اللجنة المركزية والمكتب السياسي للحزب محيي الدين الجلاد مساء 8 يوليو ? أي قبل يومين من صدور قرار الفصل- أبلغه فيه الجلاد بأنه يتحدث معه كعضو في لجنة تحقيق جديدة شكلت للنظر في اتهامات مقدمة ضده فأبلغهم بموافقته “إلا أنه خارج البلاد” فرد عليه الجلاد “هذا جيد وسأنقل للجماعة أنك موافق على التحقيق معك على أن يتم ذلك فور رجوعك”.

وتطرق التصريح الصحفي لمبادرات تمت من قبل شخصيات عامة من إعلاميين وأساتذة جامعات وإعلاميين وقادة للمجتمع في أعقاب صدور قرار بتجميد نشاطه بإطلاقهم لمبادرة لإصلاح الحال مبيناً أنه وافق بلا تردد وأضاف:”قلت لهم ما ستشيرون به إلي سأوافق عليه دون نقاش. التقوا قيادة الحزب وعادوا إلي متأسفين بأن مهمتهم فشلت”.

رغم إقراره باصطدام أفكاره بأفكار بعض قيادات الحزب لكونه أمراً طبيعياً ومحركاً أساسياً للتطور”لكن لم يحدث أن شهدت اللجنة المركزية سجالاً فكرياً، أو حتى سياسياً يفترض أن يكون من صميم مهامها بل تحول الأمر إلى استخدام سلاح الإجراءات الإدارية في ابتذال واضح وفاضح لمعنى الصراع الفكري ومعنى القيادة”.

الاتهامات الخمسة

وكشف التصريح الصحفي للشفيع عن فحوى الخطاب الداخلي الذي أصدرته قيادة الحزب لمنسوبيه ? الذين يطلقون على بعضهم البعض صفة (الزميل) و(الزميلة)- في ما يتصل بالوقائع الخاصة بإصدار قرار فصله والمتمثل في خمس قضايا أساسية وهي (الغياب عن الاجتماعات بدون أسباب مقبولة وبدون إذن في أغلب الأحيان، الكتابة في الصحف والحديث في القنوات عن قضايا فكرية وداخلية والانخراط في نشاط انقسامي، لعب دور محوري في اتهام أعضاء في اللجنة المركزية بأنهم يتعاملون مع الأمن وتصوير الحزب وكأنه مخترق من أجهزة الأمن، الاتصال بالجزب الشيوعي الصيني لإعادة العلاقة بين الحزبين رغم موقف الحزب الذي يعتبر الصين معادية للشعب السوداني وتعاونه مع مبعوثة من منظمة تابعة للخارجية الألمانية ومساعدتها في الاتصال بالقوى السياسية وتنظيم ورشة حول التسوية السياسية حضرتها المبعوثة”.

وتطرق الشفيع لإعاقة تنفيذ مقترح تقدم به لاجتماعات اللجنة المركزية تمت إجازته بالإجماع بعقد اجتماع موسع لكادر وعضوية الحزب بمناقشة كل أوجه الخلاف الفكري والسياسي والتنظيمي والشخصي لتنقية الأجواء قبل الدخول للمؤتمر السادس، وحينما لم ينفذ تقدم بالاقتراح للمرة الثانية وأجيز بدوره بالإجماع “إلا أن إرادة التنفيذ عند الآخرين ظلت غائبة ولم لا؟ ففي المقدمة إرادة تصفية الحزب”.

الخيارات محسومة

من الواضح أن خيارات الزملاء السابقين بالحزب ورؤيتهم للمستقبل باتت محسومة، فالكنين يحسم أم القضايا بإعلانه “التمسك باسم وبرنامج الحزب الشيوعي” أما الشفيع فيبدو وكأنه يدون مرافعته قبل الأخيرة – في انتظار رسالته التي سيوجهها للمؤتمر العام السادس التي يبدو أنها ستكون آخر المرافعات التي سيكتبها الرجل- بقوله “لن أنصرف إلى معارك طواحين الهواء والبلاد تحترق وتتآكل، ولن أنحني إلا لأحضن موطني، وسأواصل العمل من أي موقع مع الآخرين من شرفاء الوطن في أي موقع من أجل وقف الحرب الأهلية ودحر نظام الفساد والاستبداد وتحقيق التحول الديمقراطي والتنمية المتوازنة والعدالة الاجتماعية ورفع التهميش وصون حقوق الإنسان وبناء دولة القانون والمؤسسات” وهي عبارات تكفي للوصول لنتيجة مفادها أن كل ما تبقى ما بين الشفيع وزملائه السابقين بـ(الحزب) هي الذكريات..!!

الصيحة

تعليق واحد

  1. كل ما يقوم به قادة الاحزاب التقليدية ما هو الا زوبعة فى فنجان قهوة خلايجة يعنى رشفة او شفطة واحده .

    لقد سئم و كفر محمد احمد الاغبش ببطولات و شطحات و كبوات قادة الاحزاب التقليدية الدونكيشوتية فى طروحاتهم لاسقاط النظام حيث انكشف مبتكر و مروج شعار الشعب يريد اسقاط النظام ( ارميكا و CIA).

    لقد سئم و كفر محمد احمد الاغبش من اكلشية الراحل الازهرى ( لمن يهمة الامر سلام ) حين كان يصدر قرارا بفصل احد اعضاء الحزب المشاكسين ، لقد انتهجها حزب الامة الاصل و الفرع ثم الاتحادى الديمقراطى الاصل والفرع ثم الوطنى الاتحادى و اخيرا ايتام ماركس و انجلز فى السودان و لن اقول لينين او ماو لان ايتامهما ركبوا قطار العولمة السريع حيث فهما المثل القائل ( ان فاتك الميرى تمرق فى ترابه ) .

    افيقوا يا مواهيم السودان و ليكون همكم محنتكم الان لا عبث الاحزاب و قادتها الذين لا فرق بنهم و بين ديك العدة الذى يطير و يعوعى فاردا جناحيه ساقطا فى عدة مكسرا جلها ، فصل الشفيع او اعيد الشفيع توحد الامة او الاتحادين فهذه ليست بقضية البلد المخطوف الذى نحره الاخوان باسم الاسلام هو الحل

  2. الشعبي والشيوعي في حالة اختطاف بواسطة المؤتمر الوطني
    والمؤلفة قلوبهم لدى المؤتمر الوطني في الحزبين اوصلوهم الى مراكز القيادة في ظروف دارماتيكية بسبب الموت المفأجي للقبادات التاريخية للحزبيين … ففي زمن الطباع كمال عمر لا تستبعد يوما نشؤ حزب باسم الشعبي جناح المؤتمر الوطني وآخر ل علي الكنيين ومختار الخطيب تماثلة تماما لحزب تابيتا بطرس ودنيال كودي الموسوم بالحركة الشعبية جناح السلام

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..