الإنهيار النفسي يسبب الجغلبة

الإنهيار النفسي يسبب الجغلبة

عباس خضر
[email][email protected][/email]

كل صور وعلامات الإنهيار المادي لأجهزة الحكم الإنقاذي وتمزقها إرباً إربا وتفككها حتة حتة وضحت من زمان وبانت للعيان.

وهي من علامات تفكك وإنحلال البنية التحتية للمكونات الفعلية الأساسية التي يعتمد عليها أي نوع من الحكم حتى يعتبر أن شبكة منظومته متماسكة وقادرة وراغبة على قيام و قيادة دولة حقيقية وإستمرارها في هذا العصر الحديث.

منظومة الخدمة المدنية:

هذه من أول الأجهزة الضخمة التي إعتمدت الإنقاذ عليها ومن ثم أحكمت خناقها و قبضتها ففصلت كل الكفاءات المتنوعة من الفئات المختلفة والتي خشيت أن تكون ليس مع توجهها الإسلامي ومشروعها الحضاري الموهوم.

ففوجئت بعد أن تم لها ما أرادت من إحتلال وتمكين خسيس مزري بكل سهولة ويسربما أطاح بلبها وعقلها الطائش أصلاً فوجدت إنها لاتستطيع أن تقود مجرد حمارة خدمة عمل يومية ، بعد أن فصلت أهم هذه المقدرات والمهندسين والأطباء والكباتن والزراعيين والمحاسبين والبياطرة والصيادلة في:ـ

? الخطوط البحرية السودانية فلم تجد مفر أن تبيع كافة السفن البحرية الستة عشر باخرة .
? الخطوط الجوية فشلت وتساقطت طائراتها فبيعت لعارف وأرجعتها بعد فترة فشل ذريع مرة أخرى للحكومة ومازالت تتخبط وتبيع خطوطها الأوربية المهمة.
? خطوط السكة حديد وقاطراتها التي كانت تنعش الكثير من المدن تجارياً فصارت خردة ونامت مدينة عطبرة وورشها وبورسودان وهيا وكريمة وأبوحمد وكسلا والقضارف وسنار ومدني والخرطوم وكوستي وربك والأبيض ونيالا وبابنوسة ….وغيرها
? مصنع الإطارات طار
? مصانع النسيج ناحت
? مصانع الزيوت نخت
? مصنع الكناف نام
? مصانع التعليب ماتت
? المحالج حلجت
? مصانع الصابون صٌوبنت

كل الوزارات إنتهت بصورة أو أٌخرى التعليم الزراعة الصحة الدفاع الداخلية العمل الشباب والرياضة والثقافة والإعلام والخارجية
لإنتهاء فعالية السلك الوظيفي فيها وتشتيته شزر مزر وذلك بفصل قرابة أل 300ألف موظف حسب اللجنة التنفيذية للمفصولين وإنهاء دوروكيل الوزارة وهو الدينمو والمحرك الفعلي لدولاب العمل وهمشت وزارة العمل وموت ديوان شئون الخدمة وإدارة شئون العاملين والكاردكس نمبرزو مكتب العمل المحايد وجاطت اللوائح وقوانين الخدمة المدنية عدم تفعيلها وسبل وأسس وضوابط الترقي إخترقت وبٌدِلت بأساليب التابعية والإنكفاء السلبي والقبلية والقرابة اللصيقة وخشم البيوت والمنفعجية والواسطة وهيمنت الجوغة والمطبلاتية على إتخاذ القرار من قياداتها العليا وخطوط إلتقاءاتها داخل الحزب وتريكيز المال وتجنيبه في يدها وصارت المالية مجرد إدارة بين الصقور وهامت الوظائف الأخرى الموازية بالترضيات والوظائف السفلية والوسيطة أضحت شبحية ملونة ومخترقة ومليئة بالأمن و بالغواصات التي ترفع من تشاء وتذل من تشاء بالتلفونات والتقارير الكيدية وبالرشاوي وبيع وتفصيل الوظائف ومنح الدرجات العلمية حسب الطواقي والطواقم والشللية كالماجستيرات والدكترة وحتى البرفسة قد تدخل المنافسة التجارية لذوي الياقات والطواقي العائلية الممسكة ببعض مفاصل حركة المال والدولار والبيع والخصخصة.
فكيف تدار خدمة مدنية وهي مفكفكة مهتزة مهترئة سائبة بهذه الطريقة ولاتوجد أدنى نظم المساءلة والمحاسبة.
وتهشهشت كل نظم العدل والتقاضي الإداري وغيره وذلك منذ فصل 150قاضياً بداية الإنقلاب الإنقاذي و كما قرأنا بكل وضوح فضائح القضاء فحتى الهيئة القضائية ضربها الفساد في مقتل وجاث في أطنابها وتلوثت كما سرت سوسته في الهيئة الرئاسية.

منظومة الخدمة العسكرية:

وهذه أمرها عجب بل أعجب من المنظومة المدنية بكثير للفصل الشنيع الذي حاق بآلاف الرتب العليا وقيادات المؤسسات العسكرية من جيش وأمن وشرطة وعسكرة الجمارك كما جاط الحابل بالنابل بتكوينات الدفاع الشعبي والشرطة الشعبية وأمن المجتمع وتنافسها مع الجيش والقوات النظامية وتكوين مليشيات وتوزيع الأسلحة لها وإدخال نظام الجنجويد وشبيحة القبيلة والرباطة في الخط ومحاولة توحيد كل أجهزة الشرطة في كيان واحد ليسهل التحكم فيها وسمحوا لها بإتخاذ منافذ لجمع المال وتكوين شركات تصدير وإستيراد وتجنيب جمع الرسوم والجبايات، وليس من كوم وزارة الدفاع أووزارة الداخلية أو إدارة الأجهزة الأمنية فقط فلهم شركاتهم في الخارج والداخل مثل ما للوالاة والقيادات العليا للحزب والدولة راجعوا شركات دول الخليج في دبي.!

منظومة القطاع الخاص:

تم دمار القطاع الخاص التقليدي القديم المتميز وإحلال أموا ل الدولة ومؤسساتها وشركاتها والإستيلاء عليها وخصخصتها لمنفعتهم لزيادة تمكين الحزب لتضرب الفوضى المراجعات العامة واللخمة بالإقتصاد فلابد من تحريره وشبك الدولة بالحزب ليزداد ثراء الكيزان كما رأينا في مؤتمر حزبهم لخوض الإنتخابات وجمعوا المليارات في ثوان من أغنياء الغفلة واللغفة والخمشات الدولارية وهي في الحقيقة نفس أموال الدولة وبيع مؤسساتها وشركاتها للحزب وأجهزته فأموال دولة السودان صارت هي أموال حزب الدولة.

وبضرب البنية التحتية الأساسية لكل أجهزة الخدمة والعمل تعطلت لغة العمل الروتيني التسلسلي الطبيعي في كل أجهزة الدولة ومصالحها ومؤسساتها فتدهورت كل تلك المجالات الخدمية الصحية والزراعية والتعليمية والثقافية الإبداعية الفنية والكتابية وحتى التسليح الأمني و العسكري المتطور إنتكب وتعطلت راداراته على الرغم من ضخ أموال طائلة تضيع في لاشيء وكأن جب أو ثقب أسود إبتلعها. وكان الأمر سلس في باديء الأمر وغيرملاحظ بصورة جلية ومراقب من أجهزة حسابية محايدة فتوزعت كل أموال البترول والذهب كيمان كيمان للصقور وبنيت الخرطوم في ماليزيا والفلل في موناكو والصين وفرنسا والقصور الرئاسية والعمارات في الخرطوم. لكن فجأة أفلست الخزينة وإختل ميزان المدفوعات بضياع معظم عائدات البترول وذهابها للجنوب فظهر الفساد والخراب والتلوث بصورة ساطعة وجاهرة ومخيفة وشنيعة صار فضيحة ، فضيحة حزب وفضيحة دولة فاشلة في كل شيء فأصيبوا بالإنهيار النفسي فصارت الإختلافات بينهم تتصاعد وتملأ الآفاق وعلت الجلبة والأصوات والكل يتهم الكل بالفساد والرشوة والخديعة وكثرت الغيبة والنميمة من قبلهم وعلت الهترشة والضجة الكبرى وصاروا مكشوفين للشارع العام وكتبت المذكرات الألفية من العضوية لتغطية وستر الضمير العريان فصارت القرارات عنتريات ومجرد ردود أفعال وهمهمت وصاتت كما في بيت البكاء جاطت فالإنهيار النفسي يزيد الولولة والجلبة و الجغلبة.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..