أخبار المنوعات

“مين فكرك ياحبيب” محمد ميرغني.. “تباريح الهوى” تعيد إليّ الذكرى الأليمة

حوار – حسيبة سليمان

الفنان محمد ميرغني من الأسماء الكبيرة في مجال الغناء السوداني، حيث يُعد من أبرز الفنانين الكبار الذين أثروا الساحة الفنية بالعديد من الأعمال الجميلة، ظل وعلى مدى عقود من الزمان يمنح السودانيين أعذب الألحان، ورفع خلال مسيرته المديدة سقف الأغنيات.. (اليوم التالي) أجرت حواراً شاملاً مع محمد ميرغني تحدث فيه عن عدد من المواضيع، كما تطالعون في المساحة التالية:

* في البدء حدثنا عنك؟
– اسمي ميرغني محمد ابن عوف من ولاية نهر النيل منطقة المحمية، ولكن تربيتي كانت في أمدرمان في حي مكي بالتحديد وبعدها بحري الختمية، متزوج وأب لثلاثة أبناء، درست بالأحفاد والخرطوم الأهلية، تخرجت معلماً وكنت رياضياً مطبوعاً وبعدها التحقت بمسرح الموسيقى وتخرجت في العام(1974).

* احكِ لنا ذكريات حي السيد مكي ومعهد الموسيقي؟
– حي السيد من أجمل الذكريات في حياتي عشنا فيه ولم ننفصل عنه حتى الآن، فكان حي متصوفة للسادة الإسماعيلية ويوجد به الكثير من المبدعين والفنانين والسياسيين، أما معهد الموسيقى فعرفني بأشخاص لم يصادفني مثلهم من قبل (الطيب عبدالله – والشاعر محمد أحمد سوركتي).

* محمد ميرغني الأستاذ المربي؟
– التعليم مهنة رفيعة وغير سهلة وبكوني أستاذاً كنت أستمتع بها كثيراً “فكاد المعلم أن يكون رسولا” لأنه صاحب رسالة ويحمل تعاليم السماء بالإنسانية والأخلاق، فأحمد الله على النعمة التي أنعمها علي، لكي أتعرف بأشخاص كُثر، وأن أكون مصدر فخر للأبناء الذين صار لهم شأن في المجتمع.

* تأثير مهنة التدريس في مسيرتك الغنائية؟
– لم تؤثر إطلاقاً، فالغناء هو الشعر والمعلم ينتقي الشعر واللحن، فلابد من أن يرتقي بالغناء النقي والموزون.

* ماذا أخذ منك التدريس؟
– لم يأخذ مني شيئاً، ولكنه بالمقابل لم يمنحني المال.

* حدثنا عن محمد ميرغني الطفل في صغره؟
– (ضاحكاً) كنت الطفل الأخير في الأسرة بعد خمس بنات، لذلك أجد كل ما أريده، لقد كنت هادئاً جداً في صغري، فمعظم الوقت كنت أقضيه في سماع الموسيقى، لذلك تشبعت بغناء الحقيبة من منابعة الأصلية.

* ما هي أول أغنية قدمتها واقتنعت بعدها أنك فنان؟
– (أنا والأشواق)، كانت صعبة جداً كونك تقدم وتسير إلى الأمام هذه وحدها مشكلة، فكان مطلوباً بذل عطاء خرافي حول كيف تنتقي الكلمات، فبعد أن تخطيت هذه العقبة أيقنت بعدها أنني فنان ولديّ موهبة في الغناء.

* هل واجهت اعتراض من الاسره؟
– لم أُواجه باعتراض من الأسرة.. فكيف أُواجه باعتراض وأنا الابن الوحيد والوسيم لديهم.

* ذكريات معهد الموسيقى؟
– التحقت بالمعهد منتدباً من وزارة التربية كأول دفعة عام (1969) وتخرجت في (1974)، واستفدنا نحن المعلمين، وتعلمنا المسؤولية والتربية الموسيقيه نفسها، ولكن كانت حركتها مشلولة في التربية والتعليم.

* حدثنا عن فن الاستماع؟
– الاستماع يحتاج لتهيئة النفس وأن يعيش المستمع الأغنية التي يستمع إليها بعمقها وإحساسها، وأن يسمع ويقيم ويحس ويخزن ما بها من جماليات.

*هل صحيح أنك لاعب كرة قدم ماهر ولعبت لنادي الأمير؟
– نعم، كنت لاعب ماهر في النادي، والآن الأمير في الدوري الممتاز.

* ماذا تقول لشخص لا يستمع إطلاقاً للفن والموسيقى؟
(بدهشة كبيرة)، أيوجد شخص لا يستمع إلى الموسيقى؟ ومن لا يستمع لها فهو ليس من البشر وخالٍ من المشاعر والإحاسيس “هو من فصيلة حيوانية” لأن الحيوان لا يسمع ولا يحس.

* من هو الفنان الذي يتغلغل داخل أعماق محمد ميرغني؟
– الأب الروحي أحمد المصطفى والكنز الفني عبدالعزيز داود.
* كيف تبدو علاقتك بالفنانين العرب؟
– متوترة جداً، ولا بكذب عليهم لأن إحساسهم في الغناء حسب تكوينهم، فنحن نختلف عنهم تمامًا، فأنا أستمع إلى الإثيوبيين والإرتريين.
* متى تعرف أن هذا المبتدئ سيكون فناناً كبيراً ومهماً؟
– من طريقة أدائه وثقافته ومعرفته بالغناء وموهبته الفنية.

* كم تحفظ من الأغاني قديمها وجديدها؟
بشيء من السخرية، جديد منو الله يديك العافية، فإذا تحدثتي عن القديم فكله حافظو في (دقنوسي) رأسي دا.

* رأيك في الساحة الفنية الآن؟
– شتان بينهما، غناء هذا اليوم هو غناء (كُر).

* معلوم أنك تجهر بالحقيقة وتواجهك بعدها انتقادات ؟
– دعيهم ينتقدوا وأنا بقول الحقيقة، وخليهم يموتوا بغيظهم، وأنا عمري كله قضيتوا في قول الصواب والخطأ وعلمته لكثير من الأجيال، فكيف أقول غيرها، هل يريدون أن أسايرهم لكي يصفقوا لي؟ هذا ما لا يجدونه عندي.
* رأيك في هؤلاء: طه سليمان، حسين الصادق، عاصم البنا؟
– طه سليمان مؤخراً صار لا بأس به.. وعاصم البنا من المجتهدين.. أما حسين الصادق ماشي كويس وصوته جميل، بس يعمل حسابه وأن لا ينزلق ويتحسس أقدامه، وهو يمشي، وأن يتسلح بالاطلاع والقراءة.

* تقييمك للأصوات النسائية في السودان؟
– في رأيي توجد أصوات رنانة ومتميزة، كالمبدعات: حنان النيل – آمال النور – سمية حسن – سميره دنيا – مكارم بشير – أسرار بابكر – إنصاف فتحي – إلى جانب البلابل الرائعات، وهذه هي الأصوات النسائية الموجودة لدينا.

* رأيك في اتجاه بعض المطربين الشباب للتغني بأعمال الفنانين الكبار والرواد؟
أليس لديهم جديد؟ وغير هذا ذي مابقولوا “سمح الغناء في خشم سيدو”، وبقول ليهم نحن منتظرين منكم الجديد، فالقديم وصل زمان وين حقكم انتو؟

* إلى من تصغي أذنك من الفنانين الشباب؟
حسين الصادق – عمر جعفر وتوجد أصوات جميلة ومتميزة، ولها لونية جديدة بس كسلانة: معتز صباحي – نبوية الملاك – صفوت الجيلي – عامر الجوهري – معاوية تمبول – أعظم صوت في الشرق البدري.

* حدثنا عن قصة أغنيات (مين فكرك ياحبيب – تباريح الهوى – حلو العيون)؟
اعفيني من الإجابة، فليس لدي ما أقوله.

* أيها أقرب الي نفسك؟
– (كادت عيناه تدمعان، وهو يتحدث بكل حزن تباريح الهوى) “قدر ما فكرت أنسى الماضي وآلامه القى نفسي ذي الغريب تايه في ريدو”.

* هل تفتقد الأغنية السودانية الكلمة الرصينة حالياً؟
– بكل تأكيد وصراحة الكلمة السودانية تراجعت بصورة كبيرة وعدد من الشعراء الذين ظهروا من الشباب لم يقدموا أي إضافة تذكر بعكس الشعراء في وقتٍ سابق الذين قدموا الكلمة الرصينة، وكانت المحصلة مجموعة من الأعمال الخالدة بفضل رصانة تلك الكلمات.

*المرأة في حياة محمد الميرغني؟
– لا فكاك منها، لأنو الحياة لا تمشي إلا بها.

* ما هو رأيك في برنامج أغاني وأغاني؟
أصبح متكرراً ولا يوجد به جديد، ودائماً ما يتغنون بغناء الآخرين، فمن الأفضل أن يتغنوا بغنائهم الخاص لكي يضيفوا شيئاً جديداً، وبهذا يكون فرصة لهم بتقديم أغانيهم الخاصة.

* هل وجدُت حقك من التكريم بعد العطاء الذي قدمته؟
(يتحدث بثقة كاملة) الحمدلله أنا غير محتاج إلى تكريم، يكفي أني مرتاح وأحمل اسم محمد الميرغني.

* علاقتك بالفنان الكبير أحمد المصطفى، رحمه الله؟
علاقة كبيرة لا يمكن أن توصف بالكلام، فهو أستاذي وساعدني في ولوجي إلى الوسط الفني.

* ميل بعض الفنانين الشباب إلى الغناء الهابط أثر ذلك في تشكيل الذوق العام؟
– يؤثر فيهم قبل الذوق العام ويحط من قدرهم، وبهذا يكونون قد هدموا الفن الأصيل، فلابد أن يتجنبوا ما يسمونه بالغناء الهابط.

* في السابق يوجد لجان للإجازة النصوص، أما الآن أي شخص يريد أن يكون فناناً ويغني. أين إجازة الأصوات والنصوص؟

– غير موجودة، والسبب في ذلك الفوضى الفنية الموجودة حالياً في البلاد.

* شيء في خاطرك؟
في مجال الغناء، فقد أراد الله أن أمرض والمرض سلطان، وهذا ما أبعدني عن الساحة الفنية، لكنني ما قدمته في مجال الغناء كان مثالياً، وأتمنى الصحة والعافية حتى أكمل الرسالة التي بدأتها، هناك أشياء كثيرة أتمنى أن تسعفني الصحة والعافية حتى أكمل ما قدمته خلال مسيرتي الفنية، فلدي أغان كثيرة وأتمنى أن تتيح لي الفرصة بتسجيلها بالرغم من معرفتي أنه لا توجد جهه تقوم بالتسجيل لي غير الإذاعة والتلفزيون وأن أدفع مقابلها مبلغاً مالياً لكي أقدمه للشعب السوداني الأصيل والحمدلله.

اليوم التالي

تعليق واحد

  1. {{ أيوجد شخص لا يستمع إلى الموسيقى؟ ومن لا يستمع لها فهو ليس من البشر وخالٍ من المشاعر والإحاسيس “هو من فصيلة حيوانية” لأن الحيوان لا يسمع ولا يحس.}} معقول هذا كلام انسان يفترض ان يكون مربيا!!؟ ومن قال له أن الحيوان لا يسمع ولا يحس!!!!!!!!!!!!؟؟

  2. {{ أيوجد شخص لا يستمع إلى الموسيقى؟ ومن لا يستمع لها فهو ليس من البشر وخالٍ من المشاعر والإحاسيس “هو من فصيلة حيوانية” لأن الحيوان لا يسمع ولا يحس.}} معقول هذا كلام انسان يفترض ان يكون مربيا!!؟ ومن قال له أن الحيوان لا يسمع ولا يحس!!!!!!!!!!!!؟؟

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..