علاقاتنا والدُبلوماسية الغائبة..!!

كاذبٌ من يظُن أن زيد من الناس يُمكنه أن يُدير وزارة مثل وزارة الخارجية بكامل أركانها بعيداً عن المؤسسية ، لن يتمكن فى ظل هذه التعقيدات السياسية والاقتصادية الكبيرة التى تشهدها بلادنا الأن الموروث منها والمُكتسب ، لن يستطع ادارتها وحده مهما علا كعبه وارتفعت مكانته فى نظامه القائم ، الخارجية سادتى لا تُدار بواسطة حزب أو كاريزما يتمتع بها وزيرها أو درجة علمية يحملها هى مؤسسة سيادية محترمة وزير الخارجية هو الموظف الأول فيها يُديرها بدعم كامل من طاقمه الدُبلوماسى المؤهل ، أحد أهم أهدافها هى الارتقاء بعلاقات البلاد الخارجية والدفاع عنها وعن مواطنيها فى الخارج والداخل مع السعى فى ما يعود عليها بالنفع والقيام بدورها فى المنظومة العالمية..
إنها ليست مؤسسة تجارية خاصة يرتادها الناس ويُديرها صاحبها بطريقته الخاصة لأجل مصلحته يُقبل على هذا ويُدبر عن ذاك ، إنما هى مؤسسة تحكمها القوانين الدُبلوماسية والنظام الدولى المُتعارف عليه فى الدول الراشدة الحكيمة لا الدول التى تُدار بأهواء وأمزجة البعض فيها ، نظام لا مجال فيه لمن خرج عن الأُطُرِ المؤسسية وأدمن التصريحات الفردية والقرارات العنترية..
هل رأيتموها يوماً هُنا سادتى هذه المؤسسة التى أعنى..؟
علاقاتنا المتوترة مع كثير من دول العالم قريبها والبعيد تدل على فُقداننا لهذه المؤسسة ، علاقات للأسف يشُوبها الكثير من التوتر وعدم الثقة تجمعُنا مع الآخر لم تُفلح دُبلوماسيتنا فى اعادتنا إليه..
لن تسوء أبداً علاقاتنا مع غيرنا إن كُنا نمتلك حقاً مؤسسة دبلوماسية تؤمن بالاعراف الدُبلوماسية وتلتزم بالمواثيق الدولية ، رُبما نختلف فى بعض المسائل والتى يُمكن أن تُحل أو تُعلق إلى حين البت فيها بلا تأثير على العلاقة القائمة بيننا والآخر وبعيداً عن المساس بالعلاقة العميقة بين الشعوب..
للأسف الدُبلوماسية تعنى عندنا مجرد خطط (آنية) لمقابلة المستجدات.
بوادر أزمة بيننا والجارة مصر وملفات كثيرة مغلقة ظلت عالقة تُمثل نواة لصراع متجدد وورقة ضغط تُجيد الحكومات المصرية استخدامها متى ما أرادت ، يتجدد الصراع كُلما حاولت دولتنا فتح أحد تلك الملفات مع تقاعُس الدُبلوماسية السودانية وعدم قيامها بدورها المُرتجى فى حسمها ، الأن ما يأتى من أخبار من داخل مصر وما يحدث فيها من قمع للمواطن السودانى الأعزل ومصادرة ما عنده من أموال وما يتعرض له من عنفٍ وحبس أمر لا يليق ودبلوماسيتنا غائبة عن المشهد إلا من بعض رسائل المُناجاة الخجولة..
عجباً ورسائل أخرى للمواطن لحماية نفسه..
سيستمر ما يجرى حالياً هناك كل حين ما دُمنا لا نملك مؤسسة دُبلوماسية حاضرة واعية تحمل هم رعاياها فى كل مكان ولها القدرة على الوقوف (ند) حقيقى وهى تتحدث بلسان دولة حقيقية ذات سيادة..
كان الله فى عونك يا بلدى..
والله المستعان..

بلا أقنعة..
الجريدة…

[email][email protected][/email]

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..