حوارات وافكار: د.عبدالقادر الرفاعي ? ايهما كان اجدى ؟ اتفاق الميرغني ? قرنق ام نيفاشا؟

حوارات وافكار: د.عبدالقادر الرفاعي ? ايهما كان اجدى ؟ اتفاق الميرغني ? قرنق ام نيفاشا؟

د.عبد القادر الرفاعي

الرجوع الي التاريخ البعيد والقريب من اجل الاستفادة وتنوير الاخرين ممن ليس لهم خبرة بتفاصيله او بعضها ، هي محاولة مهمة لالتقاط جزئية تظهر من خلالها خفايا السياسة والمجتمع في ذلك الوقت .

نقول هذا لاننا نعيش هذه الايام في مناقشات وجدل ومحاولات مستميتة لخلط الاوراق ، وابراز النتيجة دون ادني مسئولية عن السبب فيها ، خاصة تلك التي تتصل باحتمال انفصال الجنوب وتداعياته ، ونظن انه مخطئ من يقرأ الاحداث بصورتها الراهنة ، برؤية (آنية) وبوقائعها الحالية.

لهذا يصبح من المنطقي والطبيعي ان نناقش الامر بصورة كلية وبابعاده الكاملة التي تتمثل في ان امريكا وهي التي رعت اتفاقية نيفاشا لها استراتيجية واضحة واهداف محددة . لقد اصبحت الولايات المتحدة في ظل نظام القطب الواحد تمارس ماتريده وتراه والذي من تداعياته استدارة بلادنا الي الانفصال الذي تتحمل حكومة الانقاذ مسئولية مشتركة معها ومعها قوي الانفصال في الشمال والجنوب.

ربما يكون ضروريا استعادة الموقف الامريكي من افريقيا . فمع انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة التابعة له ، برز اتجاه في الخطاب السياسي الامريكي يدعو الي اعتناق منظور حضاري يضع افريقيا في طليعة التحديات التي تواجهها الحضارة الامريكية ، خصوصا في القرن الواحد والعشرين ، يومها تبنت الادارة الامريكية مؤتمرا جعلت من : (شراكة القرن الواحد والعشرين ? الافريقية الامريكية ? شعارا له) ، وانعقد المؤتمر بالفعل في واشنطن يوم الثلاثاء 16\مارس\1999م ، بدأ المشهد وكانه مهرجان افريقي في امريكا ، حيث زحف 200 وزيرا افريقيا وعشرات من مساعديهم، اتوا من 46 دولة افريقية ، ربما كانوا يأملون في حلول لبعض مشاكل بلدانهم ، ازاء تمنيات واشنطن بالغاء ديون القارة مقرونة بنداءات الرئيس بيل كلنتون التي وجهها الي البنك الدولي وصندوق النقد الدولي والي الدولة المانحة باسقاط تلك الديون (70 بليون دولار)، هي ديون الدول الفقيرة ومعظمها في افريقيا ، فضلا عن توجه امريكا للنظر في المشكلات الافريقية في قضايا عدة ابرزها : حل النزاعات الحدودية وايقاف الحروب الاهلية ، والديمقراطية ، والزراعة ومرض الايدز والملاريا الي جانب العلاقات الاقتصادية . لكن ما ان غادر الرؤساء الافارقة عائدين الي بلدانهم من واشنطن حتي كرت سبحة الحروب من جديد في دول البحيرات وبين اسمرا واثيوبيا وفي جنوب انقولا وما زالت مستمرة في العديد من بلدان افريقيا .ومن هنا يصبح واضحا ان الدور الامريكي مهما لازمه من فشل الادعاء بشراكة افريقية او غيرها ، غير ذي اهمية ما دامت ذاكرة الشعوب الافريقية قصيرة لا تدرك ان لامريكا مصالح واطماع في ثروات بلادهم، ومادام الافارقة لا يأبهون لحل مشكلات بلادهم من خلال الديمقراطية ونبذ الانقلابات التي جسد انقلاب الجبهة الاسلامية في السودان فشلها الذريع ?.. نقول هذا لان الامريكان كانوا وراء نيفاشا بعد فشلهم في ابرام الشراكة الافريقية الامريكية ، فماذا عساهم يقولون الان وبلادنا تحتضر فيها وحدة التراب السوداني اذ تستدير صوب الانفصال . الا يتذكر الامريكان ومعهم طرفا نيفاشا اتفاقية المرغني ? قرنق ؟ التي لم تنبثق من مؤتمر شراكة امريكية افريقية ولا يحزنون ?. يتبع

الميدان

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..