إلي مـَن نُحيــِّي هذا الصــباح ؟؟

إلي مـَن نُحيــِّي هذا الصــباح ؟؟

كتب صلاح الباشا
[email][email protected][/email]

نعم ، هي جملة صغيرة ، كانت تختتم بها برنامجها الصباحي يومياً من إذاعة ( هنا أم درمان ) .. برنامجها الرشيق ، فقد كان الزمان هو النصف الثاني من ستينات القرن الماضي ? العشرين ? وهو برنامج إشراقة الصباح .. إذن هي الراحلة المقيمة صاحبة أندي الأصوات وأجملها في تاريخ الإعلام الإذاعي والمرئي السوداني ، وربما في تاريخ الإعلام العربي كله ، ولما لا ، فهي الراحلة ليلي المغربي .
كنت في ذلك الزمان من عقد الستينيات قبل أن أخرج من منزلنا في بركات صوب الشارع الرئيسي ( بركات ? مدني ) للحاق ببص المدرسة ( ودمدني الثانوية ) لا بد لي من الإستماع من مذياع صغير ترانزستور كانت تمتلكه والداتي الراحلة الحاجة ستنا بنت أبو زيد ، حتي تكمل ليلي المغربي ( إلي من نحيي هذا الصباح ) ثم أخرج متأبطا كتبي في يدي إلي حيث موقف البص ، وهو بص ترحيل مجاني من مشروع الجزيرة من ضمن خدماته العديدة التي يقدمها للعاملين بالمشروع في ذلك الزمان الأخضر قبل أن تضرب الكآبة المشروع العملاق ، بل تضرب الوطن كله في مقتل ، ومن يقل بغير ذلك فهو محض منافق بجدارة .
وحكاية ( إلي من نحيي هذا الصباح ) أكتبها الآن والعيد في بلادنا يستقبل في كل فترة ، سواء كانت متقاربة أو متباعدة ، أحزانا عميقة ، وبغض النظر عن توجهات السياسة ، فإن تحطم طائرة تحمل إنسانا ولو كان واحدا تجعل من فرحة العيد متكئاً لتراكم أحزان تتجدد في كل مرة ، فمسلسل الأحزان لايزال مستمراً ، فالموت في بلادي لا يأتي إلا بالجملة ، سواء كان الموت نتيجة لأنقلاب يفشل ، أو لطائرة تتحطم ، أو لحروب ضارية بين أبناء الوطن لا طائل لها .
وشريط الذكريات يكتنز علي أسماء يجب علينا أن نحييها في صباحات العيد السعيد لنترحم علي الأرواح التي زهقت في تلودي وما قبلها في سجل التاريخ السوداني ، فلاتزال الذاكرة تستصحب معها قوائم يجب أن نحييها في هذا الصباح كما كانت ليلي المغربي تحيي من تحيي في صباحاتها الندية عبر مايكرفون الإذاعة.
إن أول من نحيي في هذا الصباح هي صاحبة الجملة نفسها ( ليلي المغربي ) لتمتد التحية لركاب طائرة تلودي ، وللقتلي في طائرتي الزبير محمد صالح ورفاقه وإبراهيم شمس الدين ورفاقه ، وحتي قتلي الإنقلابات القديمة ، نحيي أرواحهم ، فقد كانت لهم صولات وجولات بيننا ، 28 رمضان / أبريل 1990م وهم 28 ضابطا متميزا ، 19 يوليو 1971م ضباطا ومدنيين كانوا بيننا تيجان علي رؤوس المشهد السياسي والعسكري معا ، فاروق حمد الله ورفاقه هاشم العطا وبابكر النور وأبو شسيبة وعبدالمنعم الهامور وود الزين وودالريح وفوزي عبدالحي ، لتمتد القائمة لنحيي هذا الصباح أرواح عبدالخالق محجوب والشفيع احمد الشيخ وجوزيف قرنق ، لكن القائمة تمتد قليلا إلي الوراء لتتوقف عند الإمام الهادي المهدي طيب الله ثراه ، وهنا أذكر من غرائب الأشياء التي يتناساها التوثيق الصحفي ربما عمدا أو جهلا أن اليسار السوداني وبقيادة عبدالخالق محجوب قام برفض ضرب الجزيرة أبا وودنوباوي وأصدر بيانا في ذلك ، فما كان من قيادة إنقلاب مايو إلا أن تقوم بنفي عبدالخالق والصادق المهدي في طائرة واحدة إلي مصر …. فتأمل !!!!
وكما كانت تحيي ليلي المغربي قطاعات واسعة من تجمعات الشعب السوداني في كل صباح ، فإننا لابد من أن نتوقف لنحيي أول شهداء الإنقلابات من السياسيين ، إنه الزعيم الفخيم والرئيس الجليل إسماعيل الأزهري ، طيب الله ثراه .
إذن …. الدعاء للميت صدقة ، وطلب الرحمة والمغفرة له واجبة ، فلماذا لا تمتد حسرتنا ودعواتنا لأرواح كل الناس في دارفور وفي الجنوب والشمال معاً ، وكم هي ملايين الأنفس والثمرات التي ضاعت هباء منثورا بين أبناء شعبنا بلا هدف محدد ، وبلا نصر لأحد علي الآخر ، حتي تراكمت الجراح فوق الجراح .
فهل ياتري ستشهد بلادنا بروز عناصر جادة تسعي كما سعت جنوب أفريقيا في زمان فوز مانديلا لتأصيل وتمكين مبدأ وشعار ( الحقيقة والمصالحة ؟؟) حتي نبعد شبح الإنتقام والإنتقام المضاد ، لأن نتائجه تصبح وخيمة جدا لا يتوقع أحد مآلاتها ونتائجها ، لكن الأمر يستوجب وجود قناعات كاملة بهذا المبدأ ( الحقيقة والمصالحة) .. وبلا خوف من طرف مهما كانت نتائج الحقيقة والمصالحة.
إن الأمر سهل جدا ، فقط يحتاج إلي إدراك كبير ووعي أكثر عمقاً لحال بلادنا ، حتي نجعل من الزمان القادم ( أحلي ) حقيقة ومجازا لو يعلم القوم من أهل السودان.
نعم …. إلي من نحيي هذا الصباح ؟؟؟ وإلي اللقاء ،،،،،،
[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. التحية لكل الذين يعانون شظف العيش من مواطنى بلادى وكل القابضين على جمر القضية من سياسيى بلادى وكل الذين شردوامن اعمالهم واكرهوا على الهجرة من بلادهم وكل مبدعى بلادى ولك اخى صلاح كل التحايا والامنيات وكلماتك هذه تدلل على اصلك الطيب واخلاقك النبيلةفنسأل الله ان يجازيك بالاحسان احسانا.

  2. الاستاذ صلاح الباشيا … اتضرع الي الله ان يرحم كل الذين انتقلوا الي جوار ربهم من مدنيين او عسكريين والعفو عند المقدرة شئ مطلوب لكن لمن ؟؟؟؟؟ ايعقل ان اترك القاتل بدون وجه حق ان يفلت من القصاع لا لسبب سوي رفعنا للعفو عند المقدرة ؟؟؟ كلا سيدي ( ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب ) ثم الذين نهبوا اموال البترول (70 مليار دولار ) هذا الواضح ناهيك عن تجنيب دولار عن كل برميل مباع اضف لها المبالغ المهولة التي تم تجنيبها هل اتركها ليتنعم بها الماهبين باسم الدين . نعم لينعموا بها هم وابنائهم واحفادهم واتركهم هكذا تحت شعار عفا الله عما سلف واترك ابائنا واحفادنا ليسددوا الديون الربوية التي اتخمونا بها ؟؟؟؟؟؟ كلا يا سيدي…. الا رحم الله محمد نور الدين ونصر الدين السيد فرغم تبؤهم اعلا المناصب ومنهم الوزارية الا انهم توفاهم الله ولم تمتد يدهم لمليم واحد من مال الشعب ونقل حثامينهم من منازل ايجار…. انظر لتاريخ هؤلاء الاطهار … وانظر الان لي رئيس قسم في اي شركة من شركات النظام وانظر لعماراته وارصدته .. اليس في هذا ما يقوي عزيمتنا للقصاص ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

  3. من حق الشعب أن (يشمت بجلاديه) على الأقل!! الإنقاذ ربع قرن من التنكيل بالشعب والشماتة على ضحاياهم….. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك وبأسك!!!

    ولماذا يجب علينا أن نترحم على من قادوا ورسموا وخططوا وشاركوا في تنفيذ كل ما من شانه تقديم برامج ورؤى وأفكار ودعاية ودعم وخطط صبت بتعمد ونفصد لأجل ديمومة وإستمرارية نظام يقوم على عقلية إنقلابية تأسسست على الأحادية والإنغلاقية ومناهج الإستعلاء الدينى والعرقي وإستسخاف الآخر إن لم يكن إستئصاله مما يقود (وقد قاد بالفعل والنظر!!) إلى تمزيق البلاد ونشر الحروب وتضخيم الفواجع الإقنصادية والإجتماعية بحق هذا الشعب الطيب السمح الأبي!!

    لسنا ممن السذاجة لكى نتقبل كل دعوة ساذجة من قبيل…أذكروا محاسن موتاكم…هم في رحمة الله….لقد ماتوا في أيام (نورانية )…لقد كانوا من الأطهار….هذا هو التمسح والنفاق ومحاولة إستدرار عاطفة جمهور يتم التنكيل به عياناً بياناً ،جهاراً نهاراً…..
    هؤلاء مثل جماعتهم (قتلة إنقاذيون بإمتياز)…خبرنا كتاباتهم في الصحف …أحاديثهم …ورأينا ممارساتهم….كيف أدعو لقاتلى بالرحمة….كيف أعفو عن سارق هناءتي ولحظة راحتى!!!ربع قرن من الأذى والترويع والنهب والتنكيل…كيف أعفو وأسامح!!ما نزل بهم هو مقدمات (لطيفة)من الرب الذي لا يهمل ،وإشارات ل(مكنونات موجبات ) عدالة إلهية مطلقة …نعرفها ونتلمسها نحن (الشعب والرعية) الضحية….إنه غضب الله المشهود في عالم الشهود!!

    اللهم أسألك أن لا تتغشاهم شآبيب رحمتك !!أرنا فيهم عجائب قدرتك!!
    نذكر ماذا فعلوا بضحاياهم…دز على فضل …شوهوه تعذيباً …أليس هذا السلوك شماتة؟!
    شهداء رمضان …كل يوم صوم بشهيد…أن تفتك بهم في سويعات..أليس شماتة؟!…أن تنهب مقتنياتهم الشخصية من ساعات ..وخواتيم و(دبل زواج وخطوبة)…ماذا نسمى هذا الفعل ياترابي ويابشير وياقوات مسلحة أليس هذا شماتة…وعندما تصادرحقوقهم وتتهمهم بالخيانة العظمى والعمالة للأجنبي أليس هذا شماتة….وعندما تحرم أبنائهم وبناتهم وذويهم من حقوقهم المعاشية والتى هى حصاد أياديهم…إذن ما الشماتة؟!
    الم يشمت فيهم المدعو محمد الأمين خليفة وهو على الشاشة البلورية متبجحاً (قبضنا عليهم وهم سكارى تفوح منهم رائحة الويسكى في رمضان)!!!
    ألم تشمت أعمدة الكتاب حينها ..حسين خوجلى …محمد طه محمد أحمد..تيتاوى..عروة..النجيب قمرالدين …قطبى…راشد…النحاس…وغيرهم في صحافة الإنقاذ حينها (الإنقاذ،السودان الحديث ،ألوان،االقوات المسلحة) وزينوا صحفهم وقتها ..نعم فلتكن حمراء من الدماء..والآن فقط وقفت الإنقاذ على قدميها….ألم تكن خطب البشير ،صلاح كرار، الترابي، ضحوى ،سبدرات،عثمان حسن أحمد،وعلى عثمان طه حينها منتهى الشماتة ….في صباحات العيد والتى إستحالت مآتم!!
    لقد حرمت الإنقاذ ذوى الضحايا من الشروع في إقامة مآتم ل(هؤلاء السكارى والصعاليك) وزجوا بعسكرهم وصعاليكهم ليحولوا دون العزاء لكن الجماهير رغم (حالة الطوارىء وحظر التجوال) لقنتهم درساً في الأخلاق والمثل والتعاضد والتعاطف !!
    أن تختطف جثامين الضحايا…,ان تحرم كل أم ،وأب،وزوجة،وطفلة، وطفل، من وداع (عزيز له وغال).أن تهيل عليهم التراب بلا غسيل ولا صلاة …أيها المرعوب…هو قمة الشماتة…لكنها شماتة مرعوب خائف وجل….ولا يزال!!
    وآخر ضحاياكم…عوضية عجبنا…فتيان نيالا …أشبال كتم …وأهوال كساب…صحفكم ومتحدثيكم في الإعلام لا يسمعوننا غير السخرية والشماتة!!
    ألحسوا كوعكم..الدايرنا يلاقينا برا…shoot to kill..ماتخليهوا..قشوا ..ما تجيبوا حي…حشرات ماتنفع معاهم إلا العصا…كفار…مناجيس…عملاء …ودونكم ما كتبه قلم الصحفي الشجاع أنور عوض) وماسجله وماخجل واستحى أن يذكره من لغة متأسلمى (أيفاع الترابي وطراطيره)
    لم يكن هذا ديدن (السودانيين ) حيال الموت…(وبخاصة موت خصومهم السياسيين…وتشهد بذلك وقائع التاريخ وأحداثه القريبة)…سلوكنا حيال الموت إنه خاتمة المطاف…وأنهم ملاقوا وجه ربهم…وهو الأجدر بحسابهم….لكن الإنقاذ قسمت موت (الناس) وفجعتنا بأدبها وسلوكها الموثق والمرصود
    في أكل لحم ضحاياها …أحياء وأموات!!
    نعم هللوا حين تحول إبراهيم شمس الدين ورفاقه وطائرتهم إلى مجرد أشلاء…زغرد الشعب وفرح!!
    وحين قتل في عيد الأضحى (الزبير )..وهو الذى كان يتوعد الشعب بالمقتلة (تلت للطير..تلت للإسبير وتلت للزبير)….ذبح الناس..وهللوا للحساب العاجل!!
    لقد جعلت الموت والقتل (مضحكة وجدارً للسخرية)…عبر الإعلام وما يسمى ساحات الفداء…شهداء ..حور عين ..روائح مسك…طيور خضراء….ليأتى مشايخ الزور ومتأسلمى آخر الزمان أنفسهم قضاة النكاح…ليحيلوهم إلى مجرد (مسوخ…وفطايس)…والفطيسة (شيء معفن )أليس كذلك!!
    الإنقاذ من إبتدر (أدب الشماتة) على الموتى…والسخرية على الضحايا ومن ذهب!!
    الهم إنا نسألك أن
    تنزل سوط سخطك وعذابك بكل من (أتعسنا وعذبنا وقهرنا وشردنا…وبكل من ساهم في هذا النظام..نظام الإنقاذ بالجملة والتفصيل) وأن ترينا فيهم عجائب قدرتك ونحن أحياء شهود نسمع ونرى ونرفع أكفنا الغاضبة بالدعاء الراجم عليهم وعلى نسلهم….اللهم آمين.

  4. انترحم من اعدم هؤلاء بدم بارد ولماذا اي ذنب جنوا غير انهم جاءوا بفعل سبقه اليهم من تترحم عليهم يا استاذ الباشا الله يرحمك مقالك اوجع قلوبنا في جزء منه اللهم ارحم ليلى وعوضها عن شبابها الجنة وارحم من ذهب معها ……………….الشهداء…………..

    الفريق الركن طيار خالد الزين علي نمر
    اللواء الركن عثمان ادريس صالح بلول
    اللواء حسين عبدا لقادر الكدرو
    العميد الركن طيار محمد عثمان حامد كرار
    العقيد محمد أحمد قاسم
    العقيد الركن عصمت ميرغني طه
    العقيد الركن صلاح السيد
    العقيد الركن بشير مصطفى البشير
    المقدم الركن عبد المنعم حسن علي كرار
    المقدم بشير الطيب محمد صالح
    المقدم بشير عامر ابو ديك
    المقدم محمد عبد العزيز
    رائد طيار أكرم الفاتح يوسف
    نقيب طيار مصطفى عوض خوجلي
    الرائد سيد عبد الرحيم
    الرائد معاوية ياسين
    الرائد بابكر نقد الله
    الرائد اسامة الزين
    الرائد سيد احمد النعمان حسن
    الرائد الفاتح الياس
    النقيب مدثر محجوب
    الرائد عصام أبو القاسم
    الرائد نهاد اسماعيل
    الرائد تاج الدين فتح الرحمن
    الرائد شيخ الباقر
    الرائد الفاتح خالد

    اكتب من سقط من الذاكرة وادعو لهم بالمغفرة والقبول

  5. التحية للغبش البسطاء الكادحين الي الشعب السوداني العظيم الذي خرج منه ابو الديمقراطية السيد اسماعيل الازهري
    والتحية للمهمشين ليس في الاطراف بل في وسط السودان وفي قلب الجزيزة الي ناس ابوقوته الذين قتلتهم البلهارسيا والفشل الكبدي اكثر مما قتلت الحروب في دارفور
    ابوقوتة التي تقع علي بعد 35 كيلومتر من جبل اولياء بقرائه المائة واربعة عشر قرية المهشمة المنسية
    والله لوكانت ارض وعرة لشهدت تمردا علي السلطات التي جلها من الشمالية
    ابوقوتة المدينة الخضراء التي لم تلقي من الحكومة الا التهميش وضياع الحقوق
    الشهيد طارق مبارك ليس من بري بل هو من الملقة ريفي ابوقوته وكذلك الشهيد الصادق عبد الماجد المكاوي من عبد الماجد ريفي ابوقوته هولاء هم جنود الفداء ماذا عملت الانقاذ لذويهم اللهم الا التهميش والنسيان

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..