الصادق المهدي : المؤتمر الوطني أصلاً مفكك، خرج من داخله عشرة تنظيمات (هو التفكك شنو؟ دا ما تفكك)

لا سبيل لتطبيق الإسلام أو أي آيدولوجية بالقوة
استمرار الاستقطاب والمواجهات سيقود إلى تمزق السودان
الترابي كان “مسمار نص” للمؤتمر الشعبي
الأمريكان لعبوا دوراً في التقريب بيننا وبين الحكومة
لم تكن هناك مشكلة حقيقية في التوقيع على خارطة الطريق
الأسرة الدولية صارت تدرك أهمية السودان وأهمية استقراره
الخطوة القادمة تتوقف على خلق المناخ الصحي للحوار
واشنطون تخشى من النتائج العكسية وتكرار سيناريو أفغانستان والعراق وليبيا
مشاكل الجبهة الثورية لا تمنع من اتخاذ قرار موحد
المؤتمر الوطني (مفكك) وكوادره السياسية مجمدة تماماً
في حوارنا هذا مع الإمام الصادق المهدي، أقر فيه أن عهد الحسم العسكري قد انتهى، مشيراً إلى أن الاستقطابات والمواجهات في هذه المرحلة سوق تمزق السودان إذا استمرت كما هو الحال. وقال الإمام إن النظام السوداني الآن مكتوب في اللائحة السوداء لدى الأسرة الدولية، معترفاً بأنه سبب لهم الكثير من المضايقات.
الإمام أكد على أنه حزين لوفاة الترابي، وقال إنه كان يريد من الشيخ أن يؤلف كتاباً يعترف فيه بأخطائه حتى يستفيد منه الناس عامة والحركات الإسلامية بوجه الخصوص، فإلى مضابط الحوار:
أجراه بأديس أبابا: عطاف عبد الوهاب
*هل كنت متفائلاً بنجاح المفاوضات في أديس أبابا؟
– نعم كنت متفائلاً.. لأن هناك ساعة أبرك من غيرها لأسباب كثيرة، أطراف النزاع كلها في السودان صارت مقتنعة بأن السودان ينبغي أن يكون أو لا يكون، ولكي يكون لابد من اتفاق لتحقيق ما يوقف الحرب وما يحقق اتفاقاً حول الحكومة، وما يحدد الاتفاق حول الدستور القادم للبلاد. أنا في تقديري أن هذه العوامل موجودة.
*هل كنتم تعولون أيضاً على الأسرة الدولية؟
– نعم، لأنها صارت تدرك أهمية السودان وأهمية الاستقرار فيه وأهمية السلام فيه، وبدون دعم الاستقرار الديمقراطي في السودان وبدون دعم السلام بصورة في تقديري واضحة جداً، كذلك فإن الجديد في الأمر كما أقول أن الأمر صار واضحاً، لا يوجد سبيل لحسم القضايا بالوسائل العسكرية، إذن لابد أن تحسم الأمر بالوسائل السياسية، ولا يمكن للوسائل السياسية أن ينفرد أحد بالحكم، لابد أن يكون الحكم مدعوماً بقاعدة تجاوب وقاعدة تأييد شعبية عريضة، هذه المعاني كلها في رأيي الآن صارت تحوم حول أذهان الجميع، وما دام هذا الأمر كذلك، وهذه العوامل كلها تقود إلى نظام جديد ذي ملامح قومية، لا يسيطر عليه أحد ولا يعزل فيه أحد، حتى في الحوار الداخلي بالصورة التي تم بها، فإن توصيات الحوار كذلك تعكس كثيراً من هذه التطلعات، أنا أحسب أن تطلعات الجميع وأفكارهم تؤيد هذه المعاني وكما هو معلوم (ألسنة الخلق أقلام الحق).
*هناك من يقول إن أمريكا دخلت بعنف في مسألة الحوار هذه .. إلى أي مدى يمكن القول إن هذا الحديث صحيح؟
– أمريكا اتضحت لها معانٍ معينة، أولاً إن أي محاولة كما حدث في المنطقة لحل الأمور بالتدخل العسكري تأتي بنتائج عكسية حصل لهم هذا في أفغانستان والعراق وليبيا واعترفوا بذلك، ثانياً رأوا أن المنطقة محتقنة بمواجهات تؤدي إلى عدم استقرار وحروب أهلية ونزوح غير قانوني وإرهاب لن يقف عند حدود البلاد المعنية، بل سيعبر الحدود إليهم ولذلك لابد من احتواء هذه العوامل التي تؤدي إلى ما ذكرناه، ثالثاً: الولايات المتحدة أدركت أن العوامل التي تقود إلى هذه المواجهات عوامل محتاجة إلى حلول توفيقية ولذلك هم الآن حريصون أن تنجح الحلول التوفيقية حتى تلجم الإرهاب والاضطرابات، وأعتقد أن باراك أوباما يريد أن يسجل له في التاريخ أنه رئيس السلام بالقدر الذي كان سلفه بوش بأنه رئيس للحرب، أعتقد أن هذا يدفعه إلى حماسة أكثر لإيجاد حلول حقيقية وليست حلولاً سطحية، ونحن عندما سمعنا منهم أنهم جادون في التواصل بالمنطقة مع المسؤولين والحكام أخبرناهم بأن واشنطون تقرر ما تشاء بشأن سياساتها، ولكن ينبغي أن يدرك كل الذين يتعاملون معهم أن التعامل معكم لا يكون على حساب مصالح الشعوب، لابد أن يكون التعامل في اتجاه ما يحقق السلام العادل الشامل والتحول الديمقراطي، وهم يدركون هذا المعنى.
* يعني واشنطون كانت وما زالت جادة هذه المرة؟
– نعم.. الاضطرابات في منطقتنا سوف تصدر إليهم بصورة واضحة عن طريق هجرة غير قانونية أو حركات إرهابية ما لم يمكن إزالة هذه الأسباب.
*عرمان سابقاً قال إن النظام نجح في وضعكم كنداء السودان في مواجهة مع النظام الدولي عندما وقع المؤتمر الوطني على خارطة الطريق.. كيف تقرأ هذا الحديث؟
– النظام أصلاً وحقيقة مكتوب في القائمة السوداء لدى الأسرة الدولية لأنه صدر ضده 43 قراراً من مجلس الأمن أغلبها بموجب الفصل السابع، وهذه العلة التي تجعل النظام مصنفاً في خانة عدائية للأسرة الدولية موجودة، لكن الذي حدث أن النظام عندما وقع خارطة الطريق ونحن لم نوقع وجد تقديراً للأسرة الدولية، ولكن أنا في تقديري أن هذا التقدير محدود لأن القرارات الدولية كانت وستظل مانعة في علاقة طبيعية مع النظام، ولكن عندما تمنعنا نحن عن التوقيع بدا كأنما نحن نعرقل عملية السلام، لذلك فإنه في الفترة من مارس وحتى الآن كانت هناك فرصة للنظام أن يصنف نداء السودان جماعة تعرقل السلام، واعترف أن هذا سبب لنا مضايقة لأننا كنا نعتبر لدى الأسرة الدولية عناصر جادة في موضوع التحول الديمقراطي والسلام، وهذه كانت مرحلة قصيرة لأنه خلال هذه المرحلة فإن الأسرة الدولية لم تعزل نفسها منا، ولكن اجتهدوا أن يلتقوا بنا في كل المواقع، أديس أبابا وبرلين وباريس، ليس لأنهم اتخذوا منا مواقف عدائية ولكنهم قرأوا الأسباب التي حالت دون التوقيع على خارطة الطريق ودورهم هذا ساعد في أن تؤخذ مطالبنا بالحسبان، ويجوز للنظام أن يصور لنا أننا فقدنا خلال هذه الفترة تأييد الأسرة الدولية ولكنني أعتقد أن هذا غير صحيح، كل هذه الفترة كان المجتمع الدولي يبحث معنا ويقدر تحفظاتنا ويحاولون المساعدة في استيعاب هذه التحفظات باعتبار أنها قائمة على أسس موضوعية.
*أمريكا لم تضغط عليكم سابقاً للتوقيع على الخارطة؟
– أبداً.. لقد أتوا إلينا ليقولوا كذلك فقلنا لهم إننا لن نوقع إلا إذا حدث كذا وكذا وفهموا ذلك والدليل أنهم طلبوا من الحكومة تقديم توضيحات وفعلت الحكومة ذلك، وظلوا يتحدثون معنا ولكن بمنطق نقدر تحفظاتكم ولذلك عندما ذهبت إلى جوهانسبيرغ وجدت أمبيكي سمع منهم أنه ينبغي أن يفتح الباب للحوار معنا لا أن يقفل، لأن أمبيكي قال هذه هي الخريطة خذها أو دعها والأمريكان لعبوا دوراً في تحقيق هذا الانفتاح..
*في مقالك الموسوم برسالة من زهرة الربيع وصفت التوقيع على خارطة الطريق بأنه العرس الكبير، لماذا؟
-لأننا نريد حلاً.. هناك أناس ليس لديهم وعي بما يحدث، وليس لديهم مانع في أن تتم استقطابات ومواجهات، الاستقطاب والمواجهات إذا استمرت في الحالة الحالية سوف يتمزق السودان، ولم نكن نستطيع أن نخطو أي خطوة ما لم نوقع على الخارطة، العرس هو إنه صارت هنالك ظروف تسمح بالتوقيع، وأنا في رأيي أنه عرس وطني لأنه كان يفتح الباب أمام العمل على إيجاد حل خصوصاً أن الحوار الداخلي مع كل ما فيه من نقائص لم يبتعد عن أهداف الأجندة الوطنية.
* من الذي حمل إليك التوصيات من الخرطوم؟
– الذي حدث أن السيد هاشم محمد علي وهو المسؤول أرسل لي عبر اللواء فضل الله برمة نسخة من التوصيات، وقال إنه يشعر بأن هذه التوصيات تستحق الاعتبار، وأرسلها برمة إلي.
*هل أمنت تماماً على هذه التوصيات؟
– لقد أصدرت بياناً قلت فيه إن هناك عشر نقاط في هذه التوصيات مستجيبة للأجندة الوطنية، ولكن هناك اعتبارات أخرى، نحن قلنا إنها مهمة ولكن ليست كافية المهم، ولا يحق لأحد موضوعي أن يلغيها ويقول لا قيمة لها، ونحن أدخلنا في خطابنا للسيد ثامبو أمبيكي أننا نريد في الحوار أن يدخل بند تقييم هذه التوصيات باعتبار أن تقييمها بصفة موضوعية ضروري جداً للحوار الوطني.
* لاحظت أن أعضاء الحركة الشعبية وحركة العدل والمساواة (لا يصافحون) حتى بعضهم البعض.. ما زالوا مختلفين بينهم.. فكيف يتفقون على وطن؟
– يصافحون بعضهم.. ولن يؤثر خلافهم على مفاوضاتهم مع الحكومة.. الخلاف تنظيمي، عندما كونوا الجبهة الثورية وضعوا أساساً للتداول على الرئاسة بصورة ما، واختاروا مالك عقار رئيساً لفترة، وعندما اكتملت، قام أهل العدل والمساواة لتحرير السودان بعدم الاتفاق بعد السيد مالك عقار، ولأنهم اختلفوا مددوا لمالك عقار رئاسة لمدة سنة وأثناء هذه المدة اتفقوا على تقديم جبريل، جماعة الحركة الشعبية قالت أنتم اتفقتم أن يستمر هذا لمدة عام فلماذا قمتم بهذا الإجراء قبل أن يكتمل العام.. هذا فقط هو الخلاف، حللنا المشكلة في إطار نداء السودان.
*يعني الآن ما في مشكلة؟
– لا.. في مشكلة.. نعم في إطار العمل التنظيمي، ولكن لا توجد أي مشكلة في أن يتخذوا رأياً موحداً بمعنى أنه لا توجد مشكلة في أن نعمل عملاً مشتركاً في الداخل والخارج، لم تكن هناك مشكلة حقيقية في التوقيع على خارطة الطريق، الآن كل الأشياء المطلوب اتخاذ قرارات مشتركة فيها اتخذت تلك القرارات، لكن أيضاً صحيح موجودة هذه الحزازات، أنا كإنسان في وسط هذا العمل، هذه الحزازات لم تمنعنا من أن نتخذ قضايا موحدة في كل القضايا التى عرضت لنا.
*الحكومة تضغط تريد أن تنتهي من التفاوض مع حزب الأمة والحركات متزامنة مع مؤتمر الجمعية العمومية في أكتوبر القادم، هل تعتقد أن هذه الفترة كافية؟
– لا أستطيع أن أقول رجماً بالغيب، ولكن الذي أستطيع قوله لك هو أن الخطوة القادمة تتوقف بسرعة على خلق المناخ الصحي للحوار، وقد كان يقتضي اتقاقاً حول وقف العدائيات وحرية الإغاثات الإنسانية، ولكنه لم يخلص بعد فشل المفاوضات.. هذا الذي كان يمكن أن يؤدي إلى مناخ صحي للحوار، الفجوة بين الطرفين الآن أضيق مما كان في أي فترة للماضي، أنا أعتقد أن الحكومة نفسها لا تستطيع أن تتحدث معنا دون الحديث عن الحريات كشرط، هو مطلب جماعتهم أنفسهم، ولا أعتقد أن الحكومة يمكن أن تتخذ موقفاً لا تخاطب الأسباب التي أدت إلى الحرب وهذا في رأيي أيضاً رؤية مشاركة إضافة أنه لا يمكن للحكومة أن تتحدث معنا دون الكلام عن حكومة قومية أو انتقالية، وهذا موضوع جامع لا يمكن لأحد أن يتحدث بلغة غيرها ولا يمكن لأحد أن يتحدث عن الابقاء على الدستور الحالي، لابد من التفكير في دستور جديد، ودستور جديد يكون فيه مؤتمر دستوري لمناقشته وإجازته بطريقة ديمقراطية، ولذلك أنا أقول إنه لا الحكومة ولا الأحزاب الموالية لها يمكن أن يتحدث بلغة مختلفة عن هذه المبادئ، إن هم ? لاحقاً- تحدثوا معنا بذلك سيجدون أن الفجوة ضيقة، ولذلك أنا أعتقد أنهم إذا جاءوا ? لاحقاً- للحوار بأن هذه النقاط مقبولة فأنا لا أعتقد أن هذا الموضوع لن يأخذ فترة طويلة خاصة وأن الكثير من نقاط الاختلاف أمكن تذويبها.
*هل تعتقد أن المؤتمر الوطني بهذه السذاجة حتى يفكر في تفكيك نفسه؟
– أنت عندما تقول إنه يفكك نفسه، تبدو وكأنك تريد أن تنتحر، المؤتمر الوطني أصلاً مفكك، ما هو التفكك؟ هل هناك من يتحدث الآن بأن المشروع الحضاري نجح، المشرع الحضاري فشل، وهذه نتيجة، إضافة إلى أن المؤتمر الوطني خرج من داخله عشرة تنظيمات المؤتمر الشعبي ومنبر السلام العادل وحركة الإصلاح الآن وسائحون، (هو التفكك شنو؟ دا ما تفكك) زد على ذلك أن المؤتمر الوطني بوضوح تام أن كوادره السياسية بعيدة عن السلطة، المؤتمر الوطني تعلم كوادره السياسية أنها معزولة ومجمدة، اليوم الذي يحكم ليس المؤتمر الوطني، بل يحكم بأجهزة نعرفها.
*الكوادر المعزولة هل تعتقد أنه هي التى كانت تعرقل عملية السلام؟
– أنا لا أدخل في دور هي ماذا فعلت، لينين لديه عبارة مشهورة (في ظل ظروف نظام غير ديمقراطي فإن السلطة بطبعها تصعد إلى الأعلى مثلما الماء يهبط إلى أدنى بمعنى أنه في إطار عدم شورى وديمقراطية للمؤتمر الوطني في نظامه فإن السلطة تركزت تركيزاً في أطراف معينين وأطراف العمل نفسها في وسائل معروفة، وهذا حدث في كل النظم البعثية والناصرية المشكلة أصبحت أن الحوار الديمقراطي بالداخل وسط المؤتمر الوطني غاب، وهذا هو الذي أدى إلى هذه الظاهرة بأن تغيب وتجمد الكوادر السياسية، نحن نعتقد أن الحديث عن أن هناك من يريد أن يأتي ليفكك، وكأن هناك من أتى بـ(مفك) حتى يفكك عجلة، الحقيقة سياسياً أن هناك تفككاً داخل المؤتمر الوطني حدث اتفاق لم يحدث اتفاق.
*هل اعتمدت على حديث الترابي في شاهد على العصر؟
– الترابي عندما أدلى بشهادته على العصر دليل على ما حدث من تفكك حول الأهداف التي كان النظام قد أعلنها أنا في رأيي أن الناس بدل أن يقولوا إنكم آتون حتى تفككوا، موضوعيًا الآن النظام المنفرد بالسلطة لا يمكن أن يستمر وحتى دون حوار معنا النظام بنفسه مقتنع بهذا، وعندما أتى إلي البشير بأبريل 2014 سأل ماذا تريدون؟ لم أقل له أننا نريد أن نفككم أو تفككونا.. أخبرته أننا نريد ثلاثة أشياء، الدستور والحكم والسلام قضايا قومية لا يهيمن عليها لا أحد ولا تعزل أحداً، فقال أنا موافق على هذا الحديث، كانت هناك أجهزة إعلام بالخارج قال لي اخرج إليهم وقل هذا الحديث وسوف أخرج لأؤيده.. نحن لا نريد أكثر من ذلك، وهذا ما حدث نحن لا نريد أكثر من ذلك ، تسميه تفكك النظام أو سمه ما تشاء، إذا أصبح هناك اقتناع بهذه الأشياء الثلاثة هذا هو هدفنا، إذا كان هناك أناس في المؤتمر الوطني أو المعارضة أو غيرهم يرفضون هذا الكلام سيكون هذا موقفاً معزولاً لأن هذا تيار المستقبل وأي جهة تريد أن تبقي على الأوضاع ممسوكة في يد حزبية أو فوقية، فلن ينجح.
*هل تعتقد أن وفاة الترابي أضعفت من المؤتمر الشعبي؟
– يتوقف على ما سيحدث مؤكداً أن الدكتور حسن الترابي كان مسمار نص، وكان يمسك بالمؤتمر الشعبي، وغير أنه ممسك به تنظيمياً كان يمسك به فكرياً وإلهامياً ككارزيما كبيرة لا شك في ذلك، الأن ماذا سيحدث؟، إذا استطاعت كوادر المؤتمر الشعبي أن يقولوا مات الترابي ولكن مبادئنا لن تموت وإذا استطاعوا أن يتفقوا على عملية إصلاحية بداخل المؤتمر الشعبي تدرك المتغيرات، أولاً أن الانقلاب كان خطأ وأن الحكم الشمولي كان خطأ وأننا مستعدون الآن أن نعترف بهذه الأخطاء وأن نتجه إلى اتجاه قومي ووجدوا آلية قيادية تتبنى هذه المعاني ففي رأيي يمكن أن يجعلهم أقوياء وعنصراً مهماً داخل التركيبة السياسية في السودان.
*هل لديكم معهم الآن اتصالات؟
– اتصالات فردية
*عندما توفي الشيخ حسن هل بكى الإمام الصادق المهدي؟
– أنا حزنت..
*وما كان مصدر حزنك؟
– لأنني كنت أريد حديثي هذا الذي أقوله أن يصدر من فمه هو، لأن هذا يجعله كمن كفر عن ما حدث ولكن فاتت هذه الفرصة بوفاته، أنا كنت حريصاً يوماً ما أن يطل على الشعب السوداني ويقول حديث هذا، أنا كنت أريد أن يساهم تاريخه في هندسة المستقبل في السودان، فلو استطاع أن يطل على الشعب السوداني ويقول: كان الانقلاب خطأ نأسف عليه.. تجربة بيوت الأشباح نأسف عليها، والشمولية خطأ.. تطبيق الشريعة بالوسائل القهرية خطأ، تطبيق الشريعة دون تفاهم بين القوى الإسلامية خطأ، ونحن ابن آدم خطاءون.
*هو اعترف أنه أخطأ وأنه تاب.. ألا يمكن أن نقول إن هذا جب ما قبله؟
– أنا قلت لكم إنني أريد أن يحدث هذا.. كلام واضح لنا جميعاً الانقلاب والشمولية خطأي، المؤسف انهم طبقوا الشعار الأسلامي بوسائل فاشستية عزلت الآخرين وقهرتهم كما حدث من البعث في سوريا والبعث العراقي، البعثيون أنفسهم اعترفوا بخطأهم ، الرزاز كتب كتاباً سماه التجربة المرة أدان كل هذه الأشياء كنت أريد من الترابي قبل وفاته أن يخرجها في كتاب أو مؤتمر صحفي ويدعوننا جميعاً ليقول هذا الحديث، لأنني مهتم جداً بمستقبل العلاقة بين القوى السياسية ولو فعل لتقدم خطوة كبيرة قد تكون مفيدة لكل الحركات الإسلامية أيضاً لأن كل الحركات الإسلامية أمامها مشكلة، لا سبيل أبداً لتطبيق الإسلام أو أي آيدولوجية بالقوة، كان على الترابي أن يقول من الآن فصاعداً من يريد تطبيق الإسلام يجب أن يتخلى عن الفكر الانقلابي نهائياً.. لو عاش الترابي حتى قال هذا الكلام بهذه اللغة هذا كان سيجعل تراثه عظيماً جداً، وهذا ما جعلني حزنت لأنه لم يستمر في العمل السياسي حتى يقول هذا الحديث، ونقول نحن له أحسنت ويفتح مجالاً ليتحدثوا عن تجربة إسلامية في السودان فشلت، وليس كذلك بل أعطت درساً لهذا الفشل.
* سؤال أخير خارج السياسة هناك من شكك في رسالتك التي بعثت اليها في خطاب حزب الأمة للمؤتمر الشيوعي السادس أن ماركس قال سنعيد النظر في الإسلام أيام الثورة المهدية؟
– وهل كان ماركس (فكي في حلة)، ماركس مفكر تاريخي كبير جداً وموجودة هذه في الخطابات بين ماركس وإنجلز وهي موجودة في دار الوثائق البريطانية ومن يشكك في هذا الأمر فهؤلاء قوم التفكير لديهم محلي وهم لا يعرفون ماركس.
الصيحة
في كل هذا اللقاء اعجبني سؤالك الاستنكاري “ماركس فكي في حِلة؟”
كلام كتير كماعهدناة بلافائدة .الدكتور اعترف للجزيرة وكم مرة وقف عاجز عن الرد ونعى التجربة بالفاشلة وقال نتمنى من الله الغفران وترك البقية لخلق الله
اما انت موجود واعمل حلقات مباشرة مع الاجيال الحاليه وتحدث عن فشل ديمقرطيتك الكل ما مسكوك لها طب العسكر وشالوها وانتم حول ولائم الحفلات ومباركت اولاد الطهور (عايزين اعتراف واضح وصريح عن اسألة الجمهور وهل تانى عايز تكون رئيس وزراء .ومارئيك فى التوريس الحزبى – وهل المرؤه تكون رئيس جمهوريه
حكى بس
كلام في الصميم ان شاء لله البشير يستوعب هذا الحديث المفيد ..مفيد جدا والله …الفرصه حتى اكتوبر بعدها امريكا يامزيكا
هارد لك سيد الصادق كانت الأمور تسير كما خططتم لها، وكنت غاب قوسين أو أدنى من كسب رهان البشير وتحقيق الحلم والظفر بمنصب رئيس الوزراء … غير أنكم لم تكنوا تحتسبون لفوارق الأجيال وطريقة تعاطي كل جيل بما يليه من مطبات … فبينما كنتم أنت والبشير تفكرون بطريقة الفهلوة القديمة تشترون الديك وتبيعون ريشه للمنتج بضعف ثمنه، كان يفكر ياسر عرمان ورفاقه بنظرية أي دابة تحملك إلى الهدف لا تتواني في أمطاءها…
الترابى مات واصبح فى ذمة التاريخ وهو الذى سوف يحكم له أو عليه . الدور عليك انت الذى ما زال حيا . اصدر كتابا اسودا واعترف فيه بكل الأخطاء التى ارتكبتها منذ ان صرت نائبا برلمانيا دون وجه حق عندما بلغت العمر القانونى الذى يسمح للشخص بالترشح وسرقت عن طريق الجاه والسلطة العائلية منصب نائب اجبرتوه بأن يستقيل لتأتى انت لتستولى على مقعده فى البرلمان وهذه بداية عهدك بالسياسة وكانت بداية خطأ تمثلت فيها الأنانية وحب السلطة والجاه والظلم . اعترف فى هذا الكتاب الأسود بأنك اخطأت لدرجة الأجرام فى حق حزب الأمة يوم تطاولت على المرحوم محمد احمد محجوب وتزعمت حركة اقصائه لتستولى على منصبه فى الحزب ولم تكن تملك اى مؤهلات تجيز لك ذلك بالمقارنة مع المحجوب سوى انك سليل ابن المهدى . اعترف بأنك دمرت طائفة الأنصار عندما خرجت على التقاليد بالأستئلاء على امامة الأنصار من عمك احمد الذى هو اكبر منك واحق منك والتقاليد والعرف يقولان باحقيته بالأمامة ولكن طيش الشباب وحب الذات والأنانية جعلتك تتصرف خلاف ذلك . اعترف فى الكتاب الأسود بـأنك ضيعت كل الوقت فى السفسفطة والحديث الممجوج لتثبت للناس انك مفكر وصاحب نظرية وووووو وفى هذه لا تختلف عن نسيبك الترابى فأنتما واجهتين لعملة احدة . اعترف فى الكتاب بسلوكك الغريب المضحك الذى يمثل قمة النصب والأحتيال والكذب وقمة الفشل فى تربية أولادك عندما قمت بارسالهم الى البشير ليعملوا معه وانت تمثل الجهاد ضد النظام فى صف المعارضة لا اود ان استمر فى تذكيرك ببنود الكتاب فهى تطول وليس هذا مجالها ولكن نصيحتى اليك ان تعترف وتطلب من الشعب ان يسامحك وتعتزل الحياة العامة وتمارس لك اى نشاط تشغل به وقتك الى ان تلقى ربك .
طوال هذه المقابله لم يأتى السيد الصادق على ذكر الانتفاضه المبوصله على حد تعبيره. اليس هو من ذكر فى تبشيره لخارطة الطريق اللجوء الى الجماهير وقيادة الانتفاضه المبوصله اذا فشلت المفاوضات. السيد الصادق ربط كل الحل بالخارج والمجتمع الدولى ونسى دور جمهور الشعب السودانى صاحب التارخ الناصع ومعلم الشعوب مثل ما تفتقت عبقرية هذا الشعب عن سلاح الاضراب السياسى العام اكتوبر 1964 سوف يفاجىء الجميع بسلاح امضى سوف يدك حصنون النظام هذا ليس كلاما نظريا طوباويا ولكن حقائق اثبتها التاريخ ثورة اكتوبر الان تدرس لطلاب العلوم السياسيه فى ارقى الجامعات . الشعب سوف يصنع العجزات
أي تفكير لبديل لدستور نيفاشا لابد ينطوي على نية سيئة,
وليت د. منصور خالد يكرس وقته للدفاع عنه . ربما ان حماية هذا الدستور تشكل واجبا يحتاج تكتلا, او هو عنوان مقدم في برنامج التحالف المعارض المرتقب.
في البدء حرروه من قوانين الإنقاذ التي عاقته وبعدها يكون واضحا ان كان به تقصير.
السيد الصادق انت احتملت هذه القوانين البشعة, لن تجر فيها الشوك, ولا تحتمل دستور الحرية الحر.
هاهو السيد عبد الرحمن المهدي المستشار غاية في الانسجام مع القوانين البشعة.بل والسيد شقيقة الذى يعمل في جهاز اكبر جريرة القوانين البشعة حمايتة كجهاز امن فظيع.
ربط السيد الصادق كل الحل لمشكلنا بالامريكان والامريكان فعلوا والامريكان تركوا طيب وين دور جماهير الشعب بل وين الانتفاضه المبوصله(والله اول مره فى حياتى بعذا التعبير)
تمنيت اعتراف الترابي بأخطائه في كتاب للأجيال القادمة ههههههههههههه لو اعترف وقال كل ما لديه يكون فضحك فضيحة السواد
وأنت متى تقول الحقيقة للحاضر وأترك عنك الاجيال القادمة فمستقبلهم افضل بدون: الترابي والميرغني والمهدي
تمنيت اعتراف الترابي بأخطائه في كتاب للأجيال القادمة
طيب ان ماتكتب فشلك لاكثر من مرة وقد الت لك مقاليد السلطة اكثر من مرة ولو الت لك تاني لفشلت متي ح تتعلم من فشلاتك, ياخي الحيوان المفترس بتعلم من فشله ويتفاداه في محاولاته التالية ياخي حصل الترابي ولاتكتب كما لم يفعل
يا أصدق المُفكّرين المؤهّلين
المُثقّفين المُطّلعين الناقشين المفتّحين
بشير كيان العسكريّين قد أبعد كيان المُتأخونين الفهلوانيّين
لكنّ كيان الشموليّين البهلوانيّين الحِربائيّين قد ملأ فراغ السياسيّين
بكامل طاقمه الذي خدّر البشير في مُستشفيات كحتان الحناجر وتبديل الركابين
وغيّروا خطاب وثبة العسكريّين إلى بيان قرأه البشير قِراءة المُخدّرين
و لقد كان بيان الشموليّين إنقلاباً على كيانات الديمقراطيّين
إلى حين أن يشعر به صادقهم وهو سجين
ومريومتهم ثمّ نقيبهم أمين
لقد كُنتم أكثر من مثاليّين ولم تكونوا واقعيّين
ولا رياضيّين ولم تقولوا سلاماً للشموليّين عندما منعتم بشير العسكريّين
من إدارة وثبةالعسكريّين لمحاورة الديمقراطيّين
ولقد كان عطاء الشموليّين لبشير العسكريّين
أن توّجوا البشير رئيساً لمجلس إنقلابهم على الديمقراطيّين
ومن حقّ البشير أن يقبل عطاء الشموليّين ثمّ يُجزل عطاءه لكيان الشموليّين
إلى أن يتلحلح ويستدرك ويتواضع الديمقراطيّون للعسكريّين
وتتعاون حركات الديمقراطيّين مع العسكريّين
مهما إنتقدنا السيد الصادق ، فإننا نظل نفخر به كقائد و زعيم ، و في رأي الشخصي إنه ما من رئيس في جميع أنحاء العالم في وقتنا الحالي لديه قدراته الثقافية و الفكرية.
لكنه يعلم أكثر من غيره أن شؤون الحكم طبيعتها النقد ، و إنقلاب الإنقاذ زاد من حدة النقد ، و حديثي عن النقد البناء و يعلم الصادق ، أن القائد يزداد رفعةً في نظر مرؤسيه/أتباعه/شعبه ، كلما تقبل النقد و إستمع للرأي المخالف ، و لا ينتقص ذلك من قدره ، بل العكس من ذلك.
الترابي قياساً بأفكاره التي يعتنقها ، لم يُقَصِّر ، و ما ذكره من إعترافات و تصريحات متباعدة أخرها ما نشرته الجزيرة ، يُعتبر ليس بالأمر الهين له بكل المقاييس ، فهو يتحدث عن مشروع حكم و تخطيط بدأ الإعداد له منذ عهد عبود ، و نجح مشروع إنقلابه! و رغم دفاعه عن مشروعه الذي لم يوافقه عليه أحد سوى من يدورون في فكر الأخوان المسلمين ، و مع ذلك لم يُقَصِّر و أعترف بعجزه عن كبح جماح حيرانه للسلطة و الفساد و القتل.
و لعلك تكون قد قرأت مقال الأخواني أحمد منصور ينصح به جماعات الأخوان المسلمين تأسياً بإقرار الترابي بفشل مشروعه و الإتعاظ بتجربته.
السيد الصادق قولك عن المؤتمر الشعبي:
[…ففي رأيي يمكن أن يجعلهم أقوياء وعنصراً مهماً داخل التركيبة السياسية في السودان.] ، هذا مخالف ظاهراً و باطناً لرأي غالبية الشعب السوداني ، فالشعب السوداني أجمع ، يرفض جماعة التنظيم الحاكم و ما تفرخ منها و من يدور في فلكهم و حتى الجماعات التي تتفق معها فكرياً و فقهياً و لعهد قريب ، كانت مناهج كثير من الجماعات و الأنظمة تمجد كتب سيد قطب و أفكاره ، و باقي الموال معروف ، و تغيير ذلك لإختلاف المصالح.
لو أقريت بنسبة ٥٠٪ ، مما أقر به الترابي ، حتى لو كان بينك و بين نفسك ، لتغيير خطابك و لأكتسبت زعامة حقيقية و لإنقادت لك جموع الأنصار و حزب الأمة و الشعب السوداني ، فما يرضي جماهير الأنصار يرضي الشعب (القواعد).
جمال عبد الناصر ، رغم إختلاف الآراء عليه ، لكننا إذا قييمنا الأمور في سياقها و ظروفها التاريخية في ذلك الزمن ، نجد أن خطاباته الإذاعية ، كانت ترهب أمريكا و الغرب ، و يستمع إليها كافة العرب و بالذات في السودان ، و كانت لديه خاصية حشد الجماهير و تعبئتها ، و لنا في ذلك عبرة و دروس.
الزمن و الظروف تغييرت ، لكن ذلك لا ذال ممكناً ، فقط يتطلب الصدق مع النفس ، و هذا نظن إنك لا تفتقده! و فتح قلبك للشعب و تبني آراؤه.
و لنا تطبيق عملي ، يمكن الإقتداء به ، ألا و هو ما يجري في ساحة الراكوبة!
فستجد أن جميع الكتاب الذين يحظون بشعبية و نسبة مشاركات أكثر ، يتبنون رأي الغالبية و يوجهون خطابهم لعامة الشعب ، و عبر عن ذلك الأستاذ برقاوي ، و قال إنه يستمد موضوعاته من تعليقات قراء الراكوبة (تمثل كافة شرائح المجتمع) ، أي يمعنى أخر ، إنه يعبر عن غالب تطلعات الرأي العام ، و توجهاته (القواعد).
فضل الله برمه و من قبله مهدي بابو و من سار على نهجهم ، لن تجد منهم الصدق و الشفافية التي يمتاز بها الأمير نقد الله (شفاه الله) ، أو د. مادبو ، و لن تعدم قواعدكم من أمثالهما.
دعك من مصطلحات و تعقيدات السياسة و لا أطالبك بإقرار كما فعل الترابي ، إنما مجرد تلميح فقط يشفي الصدور ، و تبنى رأي الشارع لأنه أقوى حليف و داعم ، و إتخذ قراراتك.
عندها ستجد أن الأمور قد إختلفت ، لأنك ستكون قد طبقت مقولة:
(ألسنة الخلق أقلام الحق).
ابو رباح رقم صعب – ابو شنب الكرك .الشنب الشابي السك الدابي — ابشر بالخير
لا للصادق .. لا للميرغنى ..لا للأسلاميين .. لا لكل من تسبب فى معاناة هذا الشعب
العظيم .. الإسلام لن يكون سلماً لإهدار كرامتنا .. وسنقاوم كل من يظن بأنه سوف
يحكم هذا الشعب بإسم الإسلام .. خذوا كل مشاريعكم . وأولها المشروع الحضارى ..
وأرحلوا عنا ..
حاج نظرية لا يعنينا كلامك هذا لا من قريب ولا من بعيد ولا حتى كلفت نفسي لقراءته لأنك طوالي متعود (تسرج) الكفر وتجليها واقفة يا (سراج) اعتكف في المسجد وادعو الله أن يعفو عنك وعن صنيعك في حق امتك