فرص الثورة والانقسام المصلحي

د. النور حمد

لا تستطيع الأنظمة الاستبدادية العيش بمفردها أبدًا؛ أي، أنها لا تستطيع البقاء والاستمرار الطويل في الحكم، إلا استنادًا على دعمٍ كافٍ تتلقاه من شريحةٍ، أو من عدة شرائحَ مجتمعيةٍ معتبرة، تتماهي مصالحها مع مصالح النظام الاستبدادي القائم، فتصبح سندًا له يمده بأسباب البقاء والاستمرارية. فالمعادلة، في حقيقتها، أكثر تركيبًا مما يظن كثيرون. فهي ليست منحصرةً دومًا في: الشعب ضد السلطة الاستبدادية، وإنما هي معادلةٌ بالغة التركيب والتعقيد، تحتمل، في غالب صورها، أن تكون صيغتها: الشعب ضد السلطة الاستبدادية، وفي ذات الوقت، “الشعب ضد الشعب”؛ بمعني وقوف الشعب، صراحةً أو إضمارًا، ضد شريحةٍ، أو عدة شرائح منه، ظلت تقف، بحكم مصالحها، مع تلك السلطة الاستبدادية. ولا يمكن لنظامٍ مهما بلغ من قوة البطش أن يبقى يومًا واحدًا في الحكم، إن هو فقد السند من كل شرائح الشعب مجتمعةً.

لا يأتي النظام الاستبدادي من الفراغ، وإنما يخرج من البنياتِ المجتمعيةِ المتشكلةِ أصلا التي يصبح شقٌّ منها دعامةً له. فكل مغامرٍ من العسكريين، الذين لا ينفكون ينقضون على الأنظمة الديمقراطية، يُجري حساباتٍ أوليةٍ حول مدى الانقسام المجتمعي، الذي يضمن له شرائح داعمةً، تسند استيلاءه على السلطة وتثبت أركان نظامه. ولا يثب العسكريون، أو من يقفون وراءهم، كالحركة الإسلامية السودانية، التي دبرت انقلاب العميد، عمر حسن أحمد البشير، على الديمقراطية الثالثة، إلا بعد أن يكونوا قد أحسوا، خطأً أو صوابًا، أن الانقسام المجتمعي قد بلغ أشده. كما أن الانقسام المجتمعي يمكن أن يُصنع صناعةً. وهذا هو عين ما فعله الإسلاميون عن طريق مؤسساتهم المالية التي أتاح لها جعفر نميري، عقب المصالحة الوطنية التي جرت عام 1977، كل فرص التمدد إلى الجذور عبر فرية ما سمي “الاقتصاد الإسلامي”. أيضًا، صنع الإسلاميون الانقسام، وعمّقوه، عن طريق الآلة الإعلامية التي امتلكوها، وأعملوها في تمزيق جسد الديمقراطية الثالثة، عقب سقوط نظام نميري في أبريل 1985.

إن أخطر انقسامٍ مجتمعيٍّ أحدثه الإسلاميون في السودان، وضمن لهم البقاء في السلطة لما يقارب الثلاثة عقودٍ من الزمان، حتى الآن، هو استهدافهم المؤسسة العسكرية في فترة الديمقراطية الثالثة. بدأ الاسلاميون يتغلغلون في المؤسسة العسكرية السودانية، التي ظلت، حتى تلك اللحظة، مؤسسةً قوميةً غير مسيسة، على الرغم من الانقلابيْن اللذيْن نفذتهما علي يدي كل من الفريق إبراهيم عبود في نوفمبر 1958، والعقيد جعفر نميري في مايو 1969. وأكبر دليل عندي على بقاء المؤسسة العسكرية مؤسسة قومية غير مسيسة، رغم هذين الانقلابين، هو وقوفها، (ربما مضطرة)، إلى جانب الشعب في ثورتي أكتوبر 1964، وأبريل 1985.

استهدف الإسلاميون الجيش بالإغراءات المالية المتمثلة في القروض وغيرها من التسهيلات منذ حقبة الديمقراطية الثالثة 1985-1989. كما استهدفوا شريحةً معتبرةً من ضباطه، بالتجنيد الإيديولوجي بعقده لهم دوراتٍ تجنيدية متصلة، في المركز الإسلامي الإفريقي، (جامعة إفريقيا العالمية حاليا). وكما يقول المثل الشائع: “اطعم الفم، تستحِ العين”. أيضا استغل الإسلاميون ضعف حكومة السيد الصادق المهدي وحالة التدابر التاريخية، التي لا تني، بين حزبي الأمة والاتحادي، وما تسببت فيه من ضعفٍ شديدٍ للجيش في مواجهة الحركة الشعبية، فجعلوا من أنفسهم نصراء للجيش الذي أضحى مؤسسة مهيضة الجناح.

استغل الاسلاميون كل تلك الثغرات، بفعالية، فنصّبوا من أنفسهم مدافعين عن الجيش؛ يسيِّرون المسيرات الهادرة في دعمه ونصرته. وكان غرضهم، الأول والأخير، هو استمالة الجيش نحوهم، كي يمتطوا ظهره من أجل الوصول إلى كرسي الحكم. وقد تحقق بالفعل ما خططوا له. فعلى الرغم من أن انقلابهم نفذته شرذمة تعد بالمئات تضم مدنيين، مستخدمةً سيارات نصف نقل؛ أي “بكاسي”، إلا أن الانقلاب نجح، ولم تنطلق رصاصة واحدة في مواجهته. فقد بلغ الانقسام المجتمعي حدًا جعل الجميع مهيئين للانقلاب على الديمقراطية، التي بان للجميع أنها باتت مجرد ملهاةٍ مملة. وعلينا أن نتأمل الانقسام المجتمعي الذي أحدثه الإخوان المسلمون في مصر وكيف مكّن للفريق عبد الفتاح السيسي أن يتولى زمام الأمور في البلاد. وهكذا، انتهت تلك الثورة العظيمة إلى قبول نصف المواطنين المصريين، بما فيهم من مثقفين وكتاب وفنانين، بأن يكون نتاج تلك الثورة العظيمة، نادرة الشبيه، مجرد نظامٍ عسكريٍّ جديد!

بوصول الإسلاميين إلى السلطة في السودان، أصبحت كل أدوات تعميق الانقسام المجتمعي الفعالة في أيديهم. وهكذا جاء مد التمكين العارم، الذي فرّغ كل مؤسسات الدولة من العاملين من غير الإسلامين، وأحل الإسلاميين ومناصريهم محلهم. ثم مكن الإسلاميون لأنفسهم في الجيش وفي الشرطة وفي الأمن وربطوا كل هذه المؤسسات بحبائل المصالح الشخصية. ولو نظرنا إلى منظومة أهل المصالح المالية الذين ارتبطت بالإسلاميين وببنوكهم وشركاتهم المالية، ومؤسساتهم الإعلامية، ومنظماتهم الخيرية، وسائر تنظيماتهم التي تجل عن الحصر، وما انفتح من آفاقٍ جديدةٍ للمصالح لكل هذه الفئات، إضافةً إلى تحويل كل القوات النظامية من جيشٍ وشرطةٍ وأمن، إلى فئاتٍ اجتماعيةٍ مميّزةٍ جدًا، وإلى منتفعين عضويين من وجود النظام، يمكنك أن تدرك مدى الانقسام المجتمعي الذي حدث في السودان. فهذا انقسامٌ غير مسبوق، وقد أبطل، حتى الآن، مفعولَ كلِّ فعلٍ مضادّ استهدف تغيير الأوضاع، ولسوف يظل الأمر كذلك، حتى حين.

لكن، هل يقف الانقسام عند هذا الحد؟ لا أظن. فرغم الإغداق المسرف على الجيش، وعلى الأمن، وعلى الشرطة، لم تهدأ مخاوف مركز السلطة على بقاء سلطته. أبعد النظام، أول ما أبعد، عراب الانقسام المجتمعي، وعقله المدبر، الدكتور حسن الترابي، فذهب ضحيةً لما صنعته يداه، وذهب معه ضحيةً أيضا، قبيله من مشايعيه الذين وقفوا إلى جانبه. وهؤلاء الآن غرقى إلى ذقونهم، يأملون العودة للحياة السياسية عن طريق التشبث بزبد بحر “الحوار الوطني”، وهيهات. ثم جاء، بعد ذلك، الدور على الجيش والأمن. فقد وضح للدائرة الداخلية الأصغر للنظام، أن كلاً من الجيش والأمن ليس موثوقًا فيهما تمامًا، وقد وجاء انقلابا ود إبراهيم وصلاح قوش ليؤكدا ذلك. ومن هذا الشق الكبير تسرب إلى واجهة المشهد محمد حمدان حميدتي وقوات الدعم السريع، ليصل الانقسام المجتمعي والتردي المؤسسي، إلى مداه الأقصى.

لا أشك أبدًا، أن النظام يدرك خطر حميدتي ومليشياته. فمتحالف اليوم، الذي يعمل من أجل المال وحده، يمكن أن يكون الطامع في السلطة غدا. ولابد أن الدائرة الداخلية المصغرة لنظام الفريق عمر البشير، تعد العدة الآن، لإبقاء طموحات حميدتي ومليشياته عند السقف المحدد لها، أو التخلص من هذه المليشيات، بطريقة ما، حين يحين الوقت، وحين تبين ملامح المنعطف المناسب. ولربما يكون الزج بهذه القوة الجديدة في المستنقع الليبي، أحد هذه الخيارات. وعموما، ليس بالضرورة، في كل مرّةٍ تسلم جرة نظام الانقاذ.

من يحلمون منا بالثورة ويستبطئون مقدمها، ويعجبون لتأخرها، عليهم أن يتأملوا مشهد الانقسامات المجتمعية القائمة، التي ظلت تتناسل على مدىً طويل، وآخرها وأعتاها، ما جرى في ربع القرن الأخير الذي سيطرت فيه الانقاذ على المشهد السياسي السوداني. عليهم، أيضًا، أن يتذكروا أن كل البرلمانات في فترات الديمقراطية، وفي فترات الحكم العسكري، سواءً بسواء، قد ظلت تأتي بنفس الوجوه. فبرلمان أزهري، وبرلمان المحجوب، وبرلمانات الصادق المهدي، ومجلس عبود المركزي، ومجلس شعب نميري، ومجلس البشير الوطني، ظلت، كلها، تأتي، إلى حدٍّ كبير، بنفس الوجوه الممثِلة للقوى القبلية، أو الطائفية، أو الحزبية، أو بخليطٍ منها، بناءً على التشابك العضوي لهذا النسيج المتداخل.

هناك منظومةٌ للمصالح تربط قطاعًا مجتمعيًا كبيرًا بالنظام القائم، بغض النظر عن صفته. لقد ظل التعاون بين منظومة المصالح والحكومة القائمة، أيًا كانت، مستمرًا منذ سلطنة الفونج، مرورًا بالحكم التركي المصري الخديوي، وبالاستعمار البريطاني. أما حاليًا، فعلينا أن نتأمل بعناية، حال السيد الصادق المهدي المنخرط بهمة مع قوى المعارضة في الخارج، في حين يعمل ابنه مساعدًا لرئيس الجمهورية من داخل القصر الرئاسي. وعلينا أن نتأمل أيضًا، مولانا السيد محمد عثمان الميرغني في منفاه الاختياري في لندن، وابنه الذي يعمل مساعدًا لرئيس الجمهورية (من منازلهم). وكما نعلم جميعا، فإن لهذين البيتين جماهير عريضة. ولذلك فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من يثور على من، يا ترى؟

إلى جانب التجار، وأصحاب الشركات والتراخيص التجارية، ورجال المؤسسة الدينية الرسمية، وبعض أهل الطرق الصوفية، وسائر من يعرفون كيف يحفظون مصالحهم مع كل نظام، فهناك أهل الفن وأهل الأدب وأهل الرياضة. فكل فنانٍ إنما يمثل، وفق سعة قاعدة معجبيه، قبيلةً بحالها، وكذلك أهل الرياضة. ظلت سلطة الانقاذ عبر مختلف مراحلها تخطب وُدَّ الفنانين، والرياضيين، ويجهد إعلامها نفسه في تلميعهم ووضعهم في أعين الجمهور، على مدار الساعة. لقد استخدمت السلطة عنصر الدين بذكاء شديد، فجعلت منه مظلةً يستظل بظلها كل صاحب مصلحة. لقد ربطت الانقاذ بعض كبار الفنانين بموجة التدين المظهري السائدة، وبغير ذلك من الذرائع. كما قادت جهود السلطة إلى خلق حالةٍ مستحكمةٍ من خلط أوراق اللعب كان لها تأثيرها على قطاع عريض من الشباب. فالشباب هم وقود كل ثورة، ولكنهم يمكن إلهاؤهم واستتباعهم بطرق غير مباشرة. وقد أثبت بعض الانقاذيين كفاءةً كبيرةً في هذا النشاط التدجيني للفن وللفنانين، حتى وصلوا مراتب الوزارة، لكنهم سرعان ما أُبعدوا، مثل غيرهم من بطاقات الانقاذ، التي يعرف مركز الانقاذ القابض، متى يستخدمها، وكيف يحرقها.

خلاصة القول، إن مشكلة السودان لا تنحصر في الإطار السياسي كما ظللنا نتوهم منذ فجر الاستقلال، وإنما هي مشكلة ذات بعد فكري، ثقافي، وأخلاقي. فلن يكون هناك تغيير ما دامت المعارضة تشبه الحكومة، والحكومة تشبه المعارضة. هذا عراكٌ بلا رؤية، يتمركز حول حماية المصالح الشخصية والأسرية، والجهوية. وقد ظل محتدمًا منذ فجر الاستقلال إلى اليوم، ولم تكن للشعب فيه أي مصلحة. ولن يبلغ الشعب درجة أن يكون فاعلاً مؤثرًا في خدمة قضاياه الرئيسة، بغير ثورةٍ فكريةٍ وثورة ثقافية، تنتظمان النخب وتتنزلان لتصلا إلى القواعد. إن اخراج السودان من حفرته الحالية أمر لم يعد يصلح معه سلوك الطرق المطروقة.
هناك عللٌ بنيوية في التركيبة المجتمعية السودانية، لا يصلحها الحراك السياسي وحده. بل إن مثل هذا الحراك السياسي أُحادي البعد، يمكن أن يتسبب في فقدان البلاد كلها، عن طريق جرِّها، في نهاية المطاف، لتصبح مجرد كانتونات متشرذمة تسودها الفوضى. ولقد ذقنا الثمار المرة، لهذا المسار العقيم، الذي بدأ مع الاستقلال، متمثلا في انفصال الجنوب، بعد خمسة وخمسين عامًا من الاستقلال، أمضيناها في نزاع عقيم، وأهدرنا خلالها ما لا يقدر بثمن، من الدم والعرق والدموع والمال والوقت. وفي تقديري، أن مسلسل المفاوضات، المعقد والممل، الجاري اليوم، لا يملك أن يأتينا بغير الحصاد المر السابق، الذي تمثل في انفصال الجنوب، بل وبأسوأ منه. لقد سقطنا حكومةً ومعارضةً ونخبًا فكرية وسياسية في فخ القوى الإقليمية والدولية، وأحابيل مسلسل المفاوضات غير المنتجة التي استمرت لعقود، وتوشك البوصلة أن تضيع من أيدينا، إلى الأبد.

[email][email protected][/email]

تعليق واحد

  1. (نقاط محيرة…ألغاز تبحث عن حل!!!

    كتب النور حمد:

    (إن اخراج السودان من حفرته الحالية أمر لم يعد يصلح معه سلوك الطرق المطروقة.)

    (هناك عللٌ بنيوية في التركيبة المجتمعية السودانية، لا يصلحها الحراك السياسي وحده. )

    أستاذ النور حمد…ينبغي أن يصل المقال الى نهاياته المنطقية….
    أنت أوضحت العلل البنيوية في تركيبة المجتمع السوداني(نتفق أو نختلف حولها أو مع بعضها)
    قلت لا يصلحها الحراك السياسي وحده…اذن ما الذي يصلحها…(ولم يجرب)؟؟؟!!!

    أما النقطة الأولى (بصراحة)… هي نقطة (خطيرة جدا)..تصدر من مثقف…وتترك هكذا معلقة في الهواء….فها أنت تتحدث (متجاوزا الطرق المألوفة في الخروج لنجاة السودان من حفرته المألوفة)….!!!

    تكون فعلت خيرا…وساهمت المساهمة الجادة والمرجوة من شخص مهموم ببلده وشعبه…لو أبنت لنا وأفصحت عن ماهية هذه الطرق المطروقة وعيوبها في المقام الأول… (الطرق التي يمكن أن يطرحها شخصكم) للخروج بالبلاد والعباد من هذه الوهدة….بدلا من (ترك) القاريء أمام عبارات غامضة، و معميات…لا يمكن الوصول لاجاباتها… بالطبع عبر الدخول في عوالم جوجل وأشباهه؟؟؟؟!!!

  2. لفت نظري في الصورة طربوش الرئيس!! هل الطربوش كان مع عباية سوبرمان الأدوها ليهو في التكريم؟!

  3. ربما يكون هذا المقال من افضل المقالات التي قراتها في تحليل الحالة السودانية من جذورها وقد شخص الداء بكل وضوح ولعمري ان شخص يملك هذه الجرأة وهذا الكم الهائل من المعلومات وامكانية تحليها لهو جدير بوصف وتحديد -الروشته- لعلاج هذه العلل…وكأني اقرأ بعض ملامح هذه الروشتة من بين ثنايا سطور هذا المقال ..؟؟!! ليت الكاتب يكمل المقال بإقتراح الحلول لعقدة السودان العصية…

  4. المقال جيد وتطرق للمشاكل المتشابكة
    و لكنه كغيره لم يتطرق للحل
    1-لازم حل مشكلة القوات النظامية والزام افرادها بالحياد السياسى ومحاسبة كل من دعم العسكر فى جميع الانظمة و منع الاحزاب السياسية التدخل السياسى فيها
    2- محاسبة الحزبين الكبيرين عن التقصير فى حماية الدميقراطية.
    3- تكوين حزب ثالث يقوم على اساس الحرية والدميقراطية و المشاركة المجتمعية
    4- تكوين لجنة دستورية من قضاة تقوم بتفعيل العمل الدميقراطى داخل الاحزاب
    و حرمان اي حزب يتلاعب بالحرية والدميقراطية من المشاركة فى السلطة .
    5- تقسيم الثروة والسلطة على الاساس الفردى او ترك 50% من موارد الاقليم له
    متع السياسين من الاغتناء بالسياسة وذلك بمراقبة مواردهم و منع التطفل .

  5. مقال ممتاز وخطير واتفق معه في كثير جدا من جوانبه ، اذن المشكله بنيويه هيكيلة قد لا تحل في هذا القرن ونترك الامر للقرون القادمه وعلي كل مهاجر ان يتمسك بوطنه الجديد ، اما اهل الداخل فليسعوا الي التمترس حول قبائلهم ومصالحهم في انتظار الصوملة القادمة قريبا جدا …..ومؤشراتها لا تحصي ولا تعد الان ….

  6. والله هذا المقال هو أول مقال تشخيصي للحالة السودانية منذ الإستقلال وحتى الآن …..فقط بعد هذا المقال يمكننا البحث عن علاج هذا الداء المستفحل منذ بواكير الإستقلال وربما الدكتور منصور خالد قد وضع يده على موطن الداء من خلال كتاباته الكثيرة ومنها النخب السودانية وإدمان الفشل والسودان والنفق المظلم…..إذا العلاج موجود ولكنه مكلف وغالي الثمن وقد لا يتوفر إلا في صيدلية واحدة ألا وهي صيدلية الشعب السوداني الفضل وصاحب الوجعة .

  7. عثمان ميرغني

    على خلفية الموسيقى التصويرية لمسلسل الدكتور حسن الترابي في قناة الجزيرة.. بدأت حملة تبادل اتهامات شرسة بين قيادات وعضوية الحركة الإسلامية.. على سياق (وأقبل بعضهم على بعض يتلاومون).. محاولة لفتح (قفص اتهام) كبير لا يُعرف فيه السِجن مِن السَجَّان..
    في زخم هذه المعركة التي تُستخدم فيها كل الأسلحة.. إختلط حابل (المراجعات) الفكرية، بنابل (المجادعات) الشخصية..
    والحقيقة أن المتهم الأول الذي يجب أن يحاكم ?غيابياً- هو منهج تفكير الحركة الإسلامية.. المنصة التي تنطلق منها غريزة السلوك العفوي المؤسسي عند أهل الحركة.
    في أعماق الفكرة التي بُنيت عليها فلسفة الحركة الإسلامية.. أنها تحمي الله، لا العكس.. على نقيض مقالة عبد المطلب الشهيرة (أما الإبل فهي لي.. وللبيت رب يحميه)..
    الدين الإسلامي ليس مجرد (ديباجة) تمنح البركة وصك الغفران بموجب البطاقة.. بل هو مقاييس ومعايير لا تتحقق بغير الفهم الصحيح الذي يزن بدقة الحد الفاصل بين (مشيئة الله) و(سعي البشر)..
    الله هو المدبّر للأمر في السماء والأرض.. وفرق شاسع بين (الترتيب) و(التدبير).. يرتب البشر أمرهم كيف شاءوا ولكن الله (يدبر) النتائج من عنده..
    والناظر للسيرة التاريخية منذ تولت الحركة الإسلامية الحكم في يونيو 1989، أنها تحكم سعيها بميزان (النتيجة).. فتحسب أن (النجاح) هو في الإمساك بدفة الحكم أطول ما تيسر.. بأية وسيلة كانت.. كأنما نبل الغاية يطهر رجس الوسيلة.
    الله يأمرنا بالعدل.. (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا..) وحتّم أن مقياس العدل لا علاقة له بـ(النتيجة).. أن تكون عادلاً ولو ضد مصالحك ?الظاهرة-، حتى ولو أدى لخروج الحركة الإسلامية من الحكم.. لكن عندما تظن الحركة الإسلامية أن الحرص على ضمان (النتيجة) شرط مقدم قبل السلوك.. هنا يختل الميزان كأنما العبد يحمي المعبود.
    في التاريخ أمثلة كثيرة.. قاضي الدولة الإسلامية في الماضي التليد.. إستجاب للـ(الكفار) عندما رفعوا شكوى ضد جيش المسلمين الذي نقض العهد ودخل عنوة.. فأمر القاضي المسلم الجيش بالخروج من المدينة.. فكان (تدبير) الله أن جعل (النتيجة) إسلام أهل المدينة وطلبهم من الجيش أن لا يخرج..
    لم يشغل القاضي تفكيره بـ(ـنتيجة) قراره.. فقط التزم بالمعايير الواجبة عليه.. وترك (التدبير) لمدبر الأمر..
    إستلهمت الحركة الإسلامية من الحزب الشيوعي (فقه الشطارة).. الإفراط في (التكتيك) من وراء ظهر المبادئ.. بل أن تكون المبادئ نفسها مطاطة متحركة حسب المصالح.. وفي يقينها أنه طالما (هي لله..) تسقط كل شروط الإستقامة المؤسسية.. فالعبرة بـ(النتيجة).. لا بالوسيلة.
    هذا الفهم المعوج للإسلام أنجب فصل الشخصي من المؤسسي.. تكتظ المساجد في كل الأوقات.. ويصومون الإثنين والخميس من كل أسبوع.. وحلقات التلاوة المستمرة.. كل هذا في موضع (الشخصي) بينما يظل المسلك المؤسسي سابحاً في سماء منزوعة من مفاهيم الدين.
    الإسلام جعل العبادات من أجل تقويم سلوك العِباد.. مثل الوقود في السيارة يحقق القدرة على المسير.. لا فائدة من الوقود مهما كثر إن لم يحرك السيارة..
    لا فائدة من صلاة مهما كثرت أو صيام أو حج، لمن يستحل المال العام مثلاً..
    لا فائدة من عبادة شخصية لا تؤثر على المسلك المؤسسي للفرد.

    التيار

  8. بارك الله فيك د. النور حمد وجزاك الف خير على هذا المقال الرائع والتحليل العميق للأزمة السودانية المستعصية : حقأ من اجمل وأعمق ما قرأت مؤخرأ . والان يتضح من التحليل المنطقي أسباب استعصاء الأزمة السودانية : الانقسام المجتمعي الكبير بين النظام ومنظومة المصالح المرتبطة به وبين بقية قطاعات الشعب مهضومة الحقوق التي تمثل القاعدة الاقتصادية التي غنمها النظام ومناصروه يستحلبون منها ثراءهم وتراكم مصالحهم . فالحقيقة – وقد اشرت لذلك في احدى كتاباتي – ان النظام قصم السودانيين عموديا الى فريقين: فريق المنتفعين وفريق المهضومين الذين تهدر حقوقهم في وضح النهار للفريق الأول : فنصف الشعب في مواجهة النصف الأخر . فهي كما اشار الكاتب ازمة شاملة ذات ابعاد أخلاقية وتربوية وثقافية اذا لم تعالج فعلى السودان السلام .

  9. المشروع الحضاري
    تجربة – أرتبط فيها الإخفاق باسم المخفق(نيفاشا،…)، والفساد باسم المفسد( مشروع سندس ، المدينة الرياضية، موسسة الأقطان، خط هيثرو، الحج والعمرة، أراضى مكتب الوالى، …)، وحل فيها التدمير مكان التعمير (مشروع الجزيرة، السكة حديد، النقل النهرىى، الخطوط الجوية السودانية، البنية التحتية، الخدمة المدنية? القوات المسلحة، التعليم? الصحة العامة وصحة البيئة? …)، و فشلت فى إدارة التنوع وحرضت على الجهوية والقبلية فتفتت النسيج اللإجتماعى، وغا بت فيها المؤسسية، وخلت منها المشاريع الإقتصادية، و غابت فيها الية النقد والمحاسبة – هى قطعا تجربة فاشلة. فى ظل كل هذه الاخفاقات الحديث عن انجازات على قلة عددها وصغر حجمها فى غضون 27 سنة أشبه بوحود إبرة فى كوم من الزبالة.

    أصبح المشروع الحضارى بعد 27 سنة مجرد تفاخر بأكل البيتزا والهوت دوق واستعمال الايفون فى بلد يعانى مواطنوه يوميا من إنقطاع الكهرباء والماء، ويعانون اللأمرين من الغلاء. لم يقف أهل المشروع الحضارى عند هذا الحد فوصفوا مواطني بكل ما هو غير حضارى وأمتنوا عليه ب (قفة الملاح) و (عود الكبريت). لم يستوعبوا الدرس من تجربتهم ولم يتعلموا من تجارب غيرهم .

    ليتهم تعلموا من مهاتير محمد فى ماليزيا(1981-2003) الذى أستطاع فى خلال 22 سنة أن يجعل من ماليزيا البلد الفقير دولة صناعية وصفت بانها وأحدة من النمور ألاقتصادية فى شرق أسيا وتقف كتفا بكتف مع الصين واليابان وكوريا الجنوبية.أعتمد مهاتير على عقول الماليزيين وأستجلب التكنلوجيا من جيرانه ليحقق نهضة إقتصادية صناعية شهد عليها العالم فى الوقت الذى هجر فيه أهل المشروع الحضارى العقول السودانية للإستفادة من تحصيل حفنة دولارات من الضرائب والتحويلات.

    ليتهم تعلموا من لويس دا سيلفا (2003- 2011) الذى استطاع خلال 8 سنوات فقط أن يحقق نهضة تنموية فى البرازيل أنتشلت بلاده من تحت خط الفقر الى فايض فى الميزانية يفوق ال 200 مليار دولار. أكثر من ذلك صنفت البرازيل كثامن أقوى إقتصاد فى العالم وأكثر من ذلك المستقبل الذى يبشر بان اقتصاد البرازيل سيتفوق على إقتصاد المانيا واليابان مجتمعين بحلول عام 2040 م. هذه حسابات والارقام لا تكذب. أعتمد دا سيلفا على الديموقراطية وبسط الحرية فى الحكم وعلى الخبراء الإقتصاديين والشركات الوطنية لتحقيق العدالة الإجتماعية فى محاربة الفقر فكانت النتيجة أن تنهض البرازيل إقتصاديا بموقوماتها الزراعية والصناعية.

    فشل أهل المشروع الحضارى لأنهم إعتمدوا على الشعارات وغفلوا عن السيا سات . فكان إهتمامهم بجمع الحشود لترديد الشعارات أكثر من اهتمامهم بجمع الخبراء فى الأقتصاد والسياسة. الشعارات هى قول بدون عمل ولو سبقها تخطيط وأعقبها عمل لتحولت الى خطط فى التنمية الإقتصادية والسياسة. المواطن السودانى لم يأكل (مما يزرع) ولم يلبس (مما يصنع) وشعار (هى لله لا للسلطة ولا للجاه) لم يحمى المتأ سلمين من الفساد وشعار ( لا لدنيا قد عملنا) لم يحميهم من الأستمتاع بمطايب الدنيا حتى الثمالة.

  10. تحليل للحاله السودانيه في غاية الواقعيه والروعه .. وللأسف يقود ليس فقط للأحباط واليأس بل للتفكير جديا في أيجاد طريقه للتحلل من الأنتماء لهذا الشعب الفاشل جدا جدا.
    فلسنا وحدنا من يعيش في هذا الوطن الذي كان ولكن من يدعم هؤلاء القوادين الجاثمين علي صدورنا أيضا سودانيون كما ذكرت وهذه هي المعضله .. حل مشكلة التعليم النوعي وخلق فرص التنوير للجميع هو الحل . .. أما حاليا لا بديل غير اسقاط نظام القوادين.

  11. يا دكتور النور كلامك غاية الروعة و الإمتياز من كل النواحي ، و لكن يظل السؤال المحوري هو : ما هي الأداة الفعالة للخروج من هذا المأزق و لعلاج هذا الداء المتجذر ؟ هل هو أركان النقاش ؟ لم تجدي نفعاً منذ 1948 و حتى 1985 ؟ في رأي لابد يتم بيد من يملك القوة ، قوة و السلطة ليكون اميناً ن فيربي الشعب بأمانة و على القيم التي تخرجه من هذا المأزق ، و القوة ليس قوة السلاح و لا سلطة الحكم ، الإعلام ، الإعلام ثم الإعلام و لتفعيل هذه الآلة لابد من المال و المال عند السلطان و السلطان يريد أن يكون الشعب متخلفاً ليستمر في التسلط ،

  12. طيب يا دكتور هذا نقد موضوعي موفق جداً .. السؤال حسب تقديري هو: ما البديل ؟؟ ما توصيفه جمعياً على الأقل .. أي فئة ينبغي لها أن تتبناه وتقوده ..

    كيف يمكن لها كسب جماهير الشعب السوداني المختطف بداعي الجهالة والتجهيل تحت عباءة تلك القوى التي إنحدرت بنا إلى هذا الدرك .. كسبها إلى صف النضال الجديد المتحرر من تلك القوى التي وصفتها في مقالك؟؟

    نريد شيء من التوصيف الكلي على الأقل للفئة التي سوف تحمل لواء الثورة الجديدة (وليست القديمة) ..

  13. لك التحية د.حمد وكل ما ذهبت اليه عميق وصحيح مية في المية
    يشاهد الان على ارض الواقع والشعب السوداني عرف كل هذه الحقائق حتى انه علم ان الجيش لم يعد ذاك الجيش ولا الشرطة تلك الشرطة وحتى القضاء لم يعد ذلك القضاء وان فايروس الانقاذ قد ضربها جميعا كما يرصد الشعب اسماء بعينها من رجال الاعمال القدامى من الذين ضربهم الفايروس فضلا عن الاثرياء الطفيليين الذين تمخضوا عن الفساد ……………………………الخ
    ولكن اطمئن يادكتور فان جل الشعب السوداني يلتزم الصمت العميق وقد عبر عن اراردته صراحة في سبتمبر 2013م وتم قتل ابناؤه بدم بارد جدا وعاد للصمت حتى ظن الانقاذيون ان الثورة قد خبت وانطفأ نورها وان ارض السودان وما عاليها قد آلت اليهم وقد تمكنوا منها الى درجة انهم يراهنون بل ويجزمون بانه ليست هنالك اشارة او علامة من علامات الثورة ونجيبهم بان اسالوا كل من عاصر اكتوبر وابريل هل الشعب يعطي اشارة لثورته وماهي الا ساعة واحدة او اقل من ذات صباح وترى القوم سكارى وماهم بسكارى كمن مسه الجن فيهرب من يهرب ويختبئ من يختبئ ويقبض على من يقبض عليه ويطارد من يطارد وتتصدر وتتصيدالصحف والاذاعات اخبار محاكم العدالة الناجزة ومن تظنهم ابطالا سترى انهم غير ذلك انها ساعةلا كل الساعات
    قاصبر ولا تياس يادكتور من صمت الشعب السوداني سيفعلها ذات صباح مشرق وجميل .

  14. يا جماعة ما تقول لي الفي الصورة دا الرئيس ؟
    ليه ياخي تعمل في روحك كده ليه تسمح للناس الحوليك والمصورين معاك ديل يلعبوا بيك ويعملوا منك أرقوز دا شنو اللبسوك ليهو دا ياخي دا إنت رئيس دولة وشعب محترم والله العظيم لو أنا مكانك وكنت سكران والعياذ بالله وتاني يوم شفت الصورة دي قسم بالله أعدمهم كلهم يا خي لو نفسياتك تعبانة ولا خايف من المحكمة الدولية وعايز تجمل صورتك ما بالطريقة دي يا خي كفاك 27 سنة حكم وأقعد في البيت جنب قريبتك فاطمة هي الباقية عليك وما تمشي بهناك …لاحولة ولا قوة إلا بالله والله ما عارف أقول شنو ذاتو ..شيء يحزن وشيء يضحك ..غايتو بشتنة

  15. والله ما قادرين نسوى شنو, لو جاء واحد كده أو قول المؤتمر الواطى ذاتو وباع السودان وريحانا منه, و نشوف طريقة لجوء فى بلد تانى , أفضل لينا من الكابوس العايشين فيه ده, ما عارفين نفسنا أموات ولا أحياء, ولا فى حلم سيئ؟

  16. الفقر لا يولد ثورة…الفقر يؤدى الى فوضى كما فى جميع ثورات الفقراء التى حدثت فى العالم….الثورة يقوم بها الناس الشبعانيين وعايزين يدافعوا عن كرامتهم…الزول الداير كرامتو دا كان طلع ليك الشارع الله قال بى قولك…اما الفقير الكايس يملا بطنو اول ضربة بمبان تلقاه جارى….الجوعى لايقومون بثورة…من يريد العزة والكرامة هو اساس الثورة

  17. . النور حمد السلام عليك وعلى كل راغب بصدق فى سلام يفرد جناحيه على سوداننا الذى عانى و مازال يعانى ويلات الحرب . لقد اوفيت تشخيص الحالة المعقدة التي تزداد كل يوم تعقيدا فالقابضون على السلطة لن ترتخى قبضتهم ابدا و اصحاب المصالح يزدادون ولا ينقصون وربما ظهرت فى قادم الايام فئات ذات اهداف خغية ليزداد التعقيد تعقيدا . الآن نحن امام معضلة يصعب حلها وهى تتفاقم يوما بعد يوم و قد لاحظت ان غالبية الكتاب يضربون على وتر مساوئ السلطة وقد كشفوا ما استطاعوا كشفه من سوء ولكنهم لم يتكرموا بالاجابة على السؤال الهام … ما هو الحل ؟ حتى انت يا دكتور لم تقل لنا ما هو الحل بل زتنا يأسا بقولك فى صلب حديثك توشك البوصلة ان تضيع من ايدينا واقول بكل الاسف انها ضاعت فعلا .

  18. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تحية لك د. النور حمد علي هذا المقال الذي شخص الحالة السودانية والمأزق الذي لم يراوح مكانه منذ عقود ، كم تمنيت أن يثري مثل هؤلاء المكتبة السودانية بكتاباتهم مثل ما يفعل إخواننا في شمال الوادي؟
    عوداً لهذا التشخيص الذي اتفق حوله كثير من القراء (استفتاء يتيح للدكتور أن ينتقل به لمرحلة التشخيص التفصيلي ومن ثم البحث عن أدوات العلاج) وربما يتفق كثير منا أن العلاج أمره هين أذا ما عرف الداء ، ولهذا يتوجب علينا جميعا وليس صاحب المقال وحده في البحث عن العلل واسبابه واقتراح الحلول ….يبقي السؤال …إن افلحنا في ذلك ما الجهة التي يؤول اليها التطبيق (الجراح الماهر)؟؟؟؟ نحتاج لإعمال العصف الذهني …حتي نتين ضحي الغد وإن طال بنا السفر!
    التجربة الإخوانية إن كان لها ايجابية فهي عمقت الفهم لدي المواطن السوداني أنه ما من جهة بمفردها تستطيع أن تدير مقاليد هذا البلد مهما أوتي أفرادها من علم أو ذكاء أو معتقدات؟ جربنا الطائفة والقبيلة والدين ، جربنا المدنية والعسكر ، وها هو السودان يضيع من بين أيدينا ونحن عاجزون عن وقف الخسائر ناهيك عن مجرد التفكير في إحداث حالة ايجابية؟؟؟
    شكرا مرة اخري د. حمد لأنك رميت حجراً في فضاء لم يطرقه أحد قبلك….علي الأقل بالنسبة لي! سأتابع ما تكتبه وغيرك لأني متفائل بأن الغد الجميل يصنعه الرجال الخلصاء من ابناء هذا البلد الذي نفتخر به وبمكوناته….لكم جميعا تقديري

  19. اولا نشكرك على هذا المقال التحليلي للواقع السوداني المؤلم…وقد فهمت منه ان كل الاجيال التي تقرأ في كلامك هذا لن تحضر اليوم الذي يتم فيه ايجاد الحل الفكري الاخلاقي البنيوي لمشاكل للسودان لأنه ببساطه سوف ياتي من الفكر الجمهوري (مش انت د. النور حمد….أحد زعماء الفكر الجمهوري ولا أنا غلطان يا جماعه؟؟؟)….والذي لم يستطع إثبات وجوده في السودان حتى الآن…وربما يحتاج لعقود من الزمن ليتمكن في السودان….كان الله في عون السودان

  20. كل مشكلات الشعب السودانى انه يتعامل مع حكومة اسلوبها الوحيد العنف وارهاب المواطنين لإسكاتهم عن فسادها ولا تتفاوض الا مع من حمل السلاح , اما من يظن أن هذه المشكلات تحل عبر الحوار فهو واهم ووقع فى فخ مضيعة الوقت الذي إجادت الحكومة لعبه .

  21. هذا تحليل وتشريح عميق ودقيق وصادق لكل الامراض والتناقضات التي يعاني منها المجتمع السوداني سياسيا كان او اجتماعياً عبر كل الحقب السياسية التي مر بها السودان قبل وبعد الاستقلال وفي ظل كل الانظمة السابقة والتي وصلت الى ذروتها مع وجود النظام الحالي والذي اوصل البلاد الى الدرك الاسفل من التدهور والانهيار في كل مجالات الحياة الاقتصادية والسياسية وحتى الاخلاقية .. لك الله يا سودان.

  22. اجمل المقالات والتحليلات التي توصف المشكلة السودانية ولكن ليت العنوان كان غير هكذا حتي يكون جاذبا لكل القراء ليتطلع عليه كل قراء الراكوبة وتابعيهم .

  23. عن أنس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا ))؛ متفق عليه
    وبشروا ؛ تعني : اجعلوا طريقكم دائمًا البشارة، بشِّروا أنفسكم، وبشِّروا غيركم؛ يعني: إذا عمِلت عملًا،‌ فاستبشر وبشِّر نفسك، فإذا عملت عملاً صالحًا، فبشِّر نفسك بأنه سيُقبَل منك إذا اتَّقيت الله فيه؛ لأن الله يقول: ﴿ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ﴾ [المائدة: 27]، وإذا دعوت الله، فبشِّر نفسك أن الله يَستجيب لك؛ لأن الله – سبحانه وتعالى – يقول: ﴿ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]؛ ولهذا قال بعض السلف: مَن وُفِّق للدعاء، فليُبشر بالإجابة؛ لأن الله قال: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾ [غافر: 60]، فأنت بشِّر نفسك في كل عملٍ.
    وهذا يؤيده أن النبي – صلى الله عليه وسلم – كان يكره الطِّيرة، ويُعجبه الفألُ؛ لأن الإنسان إذا تفاءَل نشِط واستبشر، وحصل له خيرٌ، وإذا تشاءَم فإنه يتحسَّر وتَضيق نفسه، ولا‌ يُقدِم على العمل، ويعمل وكأنه مُكره، ففي عيادة المريض مثلا ، فإذا عُدتَ مريضًا، فقل له: أبشر بالخير، وأنت على خيرٍ، ودوام الحال من المحال، و الإنسان عليه أن يَصبر ويَحتسب، ويُؤجَر على ذلك، وما أشبه ذلك، وبشِّره قائلًا:‌ أنت اليوم وجهك طيِّب، لأنك بهذا تُدخل عليه السرور، وتُبشره.

    فالزَم البشارة تُدخل السرور على نفسك وتدخل السرور على غيرك .

    لقد اعجبنا تحليلكم للحالة السودانية لكننا احبطنا بعدم وصفكم للدواء .

    مما لاشك فيه ان الانسان هو أساس التنمية فاذا لم نهتم به سوف لن نتطور .
    ان الانسان السوداني في هذا العهد اصبح مليء بالمشاكل فضلا عن الامراض وعدم وجود العلاج .
    السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يبدع السوداني خارج السودان ؟ والاجابة بسيطة للغاية ففي الخارج مثلا لو عندك مريض توديه للمستشفى وهي عبارة عن فندق وتتولى المستشفى علاجه ولا يحتاج لأي مرافق الى ان يبلغ الصحة والعافية ويخرجوه من المستشفى . يعني المستشفى شالت منك هم كبير للغاية . فهل هذا السلوك موجود في السودان ؟
    على المفكرين السودانيين ان يبصروا الشعب السوداني بحقوقه ويستنهضوا هممه بدلا من احباطه .

  24. ازمة النخب السودانية عموما هى نرجسية الافكار واهزوجة الالفاظ ، دوما ينجحون فى توصيف الازمة بامتياز لكنهم يفشلون فى وضع الحلول لها ، فالدكتور تحدث واسهب فى توصيف الازمة ، ثورة فكرية ثقافية ، طرق الغير مطروق ، تركيبة بنيوية للمجتمع ، كلها اهزوجات لفظية لاتملك سيقان ولا اوعية تنظيمية لتحويلها لواقع يحدث تغير فى حال الامة ، والافراط فى النظير هى ازمة ملازمة للنخب السودانية ودوما فاشلون فى التنفيذ . الحكومة طرحت برنامج الحوار الوطنى ..،،. واليسار عموما طرح برنامج اسقاط النظام ،،،،،،
    والنخب السودانية تبحث عن طريق ثالث مبهم المعالم والنهايات ومرتبك الرؤى موغل فى التخاريج اللفظية يدخل فى نفق الازمة ويصبح هو الازمة ،

  25. اجد ان الدكتور كاتب المقال مكيافيلي عتيق incumbent on Machivelli و لا اقصد بهذا إطلاقا انه نفعي او انتهازي ، فمقالته إجمالا تناهض النفعية و الانتهازية و لكن اقصد انه انتهج في مقالته تحليل المبادئ و المفاهيم السياسية للحكومة كما قام بتحليلها الفيلسوف الايطالي مكيافيلي في كتابه ( الامير) The Prince – اعتبره علماء الأخلاق كتابا مناسبا فقط للطغاة و الاشرار- و فحوى تلك السياسات ان المصلحة السياسية تعلو على الأخلاق ، مع استخدام الغدر و الخداع للاحتفاظ بالسلطة و قد احتفل الكتاب المذكور بكثير من تلك الأساليب لإدارة سياسة الحكم مثل وجود طبقة منتفعة من بقاء الحكومة ( أرستقراطية / نبلاء)في مواجهة جموع الشعب و مثل استخدام جنود المرتزقة ( الجنجويد)، و هي سياسات تقودها حصريا اعتبارات المصلحة المجردة naked expediency و هو عين ما تنتهجه حكومة المخادعين التي تتبنى تحليلات و مباديء مكيافيلي اكثر من تبنيها لمبادئ الكتاب و السنة الذين تتشدق بهما.
    لا شك ان الدكتور ابدع في إسقاط تحليلات ميكيافيلي على ما تنتهجه حكومة اللصوص من سياسات …لكن الذي نعيبه على الدكتور عدم تحليه بالامانة العلمية رغم انه يحمل درجة علمية رفيعة ! فبدلا من ان يظهر بمظهر الذي أتى بما لم تأت به الأوائل ، كان عليه ان يتواضع بالقول ان تحليلاته مستقاة من تحليلات مكيافيلي و ان الحكومة تنتهجها وقع الحافر على الحافر ، كما فعل قبله كتاب كثر ، ام ياترى ان الدكتور يلهث وراء تقريظ غير مستحق ، ام انه يقتدي بشيخه الذي تبنى ايضا “منتج” من بنات أفكار غيره و أصبغه بصبغة اخرى ، كما يفعل السارق بالمال المسروق، بهدف تسويقه الى عملاء (زبائن ) يعتريهم السفه او الغفلة فيتهافتون على شراء ( المنتج المغشوش) دون وعي منهم بكنه المبيع او كونه مسروقا.

    Sent from my iPhone

  26. اجد ان الدكتور كاتب المقال مكيافيلي عتيق incumbent on Machivelli و لا اقصد بهذا إطلاقا انه نفعي او انتهازي ، فمقالته إجمالا تناهض النفعية و الانتهازية و لكن اقصد انه انتهج في مقالته تحليل المبادئ و المفاهيم السياسية للحكومة كما قام بتحليلها الفيلسوف الايطالي مكيافيلي في كتابه ( الامير) The Prince – اعتبره علماء الأخلاق كتابا مناسبا فقط للطغاة و الاشرار- و فحوى تلك السياسات ان المصلحة السياسية تعلو على الأخلاق ، مع استخدام الغدر و الخداع للاحتفاظ بالسلطة و قد احتفل الكتاب المذكور بكثير من تلك الأساليب لإدارة سياسة الحكم مثل وجود طبقة منتفعة من بقاء الحكومة ( أرستقراطية / نبلاء)في مواجهة جموع الشعب و مثل استخدام جنود المرتزقة ( الجنجويد)، و هي سياسات تقودها حصريا اعتبارات المصلحة المجردة naked expediency و هو عين ما تنتهجه حكومة المخادعين التي تتبنى تحليلات و مباديء مكيافيلي اكثر من تبنيها لمبادئ الكتاب و السنة الذين تتشدق بهما.
    لا شك ان الدكتور ابدع في إسقاط تحليلات ميكيافيلي على ما تنتهجه حكومة اللصوص من سياسات …لكن الذي نعيبه على الدكتور عدم تحليه بالامانة العلمية رغم انه يحمل درجة علمية رفيعة ! فبدلا من ان يظهر بمظهر الذي أتى بما لم تأت به الأوائل ، كان عليه ان يتواضع بالقول ان تحليلاته مستقاة من تحليلات مكيافيلي و ان الحكومة تنتهجها وقع الحافر على الحافر ، كما فعل قبله كتاب كثر ، ام ياترى ان الدكتور يلهث وراء تقريظ غير مستحق ، ام انه يقتدي بشيخه الذي تبنى ايضا “منتج” من بنات أفكار غيره و أصبغه بصبغة اخرى ، كما يفعل السارق بالمال المسروق، بهدف تسويقه الى عملاء (زبائن ) يعتريهم السفه او الغفلة فيتهافتون على شراء ( المنتج المغشوش) دون وعي منهم بكنه المبيع او كونه مسروقا.

  27. شكرا يادكتور ولكن كما ذهب المعلقون برضو المقال ما طرح حلول تحلصنا من النظام المشكلة البنيوية الاجتماعية لا يمكن علاجها في ظل وجود الانقاذ فهو لن يسمح بذلك لذا اذا اردنا وضع الحصان امام العربة على كل فرد في الشعب العمل بتجرد لدعم وتوحيد المعارضين بغير وجود جسم موحد قوى على الاقل سياسيا لن يسقط النظام او يفكك إذن الخطوة الاولى هي توحدنا وتجردنا من الرؤى المصلحية شعبا وتنظيمات سياسية

  28. المقال في رأيي الشخصي هلامي , ولم يعرفنا بدقة على أطراف هذا الانقسام الذي تحدث عنه وقواه , كما وأنه تحدث عن السيطرة على الأجهزة الحكومية كالجيش والشرطةوالأمن , ولم يتحدث عن آليات السيطرة على الشعب التي تمنعه من الانتفاض والثورة , ومن جهة أخرى أغفل تماما تأثيرات نظام السوق الحر والانفتاح الاقتصادي وتأثير الفيدرالية التي أظهرت الكثير من الواجهات القبلية والجهوية وتوزيع السلطة والثروة حتى ولو كان ظاهريا على الأقاليم , وأكثر شيء ضرب عنه صفحا في وأد الثورة الشعبية تحالف الحركة الإسلامية مع جهات دولية .

  29. الدكتور النور مجهود مقدر لا شك ولكن ارى انك لخبطت الكيمان .الفئات التى ذكرت من جيش وشرطه الخ ليست كوم واحد هناك الفئات العليا الذين تنؤ اكتافهم بالنجوم ويسكون ويملكون عالى الابراج ويركبون الفارهات ويتزوجون مثنى وثلاث ورباع وهناك الفئه المسحوقه الذين يلفهم غبار الحياة ويحرقهم هجيرها وهم الاغلبيه وهم من نعول عليهم فى التغيير لك التحيه

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..