حشرة «الفتاة» مصدر إلهام لتصميم الطائرات المروحية

■ أرضروم ـ الأناضول: «حشرة الفتاة»، «حشرة الطائرة»، «حشرة الهليكوبتر»، «عذارى المياه».. أسماء متعددة تطلق على حشرة «اليعسوب» ذات السرعة الفائقة في الطيران، والقدرات العالية على المناورة، بفضل ما تملكه من أجنحة ذات تصميم استثنائي ونظام رؤية خارقة، جعل منها مصدر إلهام لإحدى أكبر الشركات المصنعة لطائرات الهليكوبتر من طراز «سيكورسكي» الأمريكية، وامتد تأثيرها أيضا إلى مجال الإنشاءات ليتخذ منها نموذج محاكاة لتصميم ملعب «ميونخ» الأولمبي الشهير في ألمانيا.
«أوميت إينجه قره» أستاذ في قسم علم الحيوانات في كلية العلوم في جامعة «أتاتورك» ولاية أرضروم التركية شمال شرقي البلاد، يعدد صفات الحشرة قائلاً إنها «أكبر الحشرات من حيث كبر عينيها مقارنة مع حجم رأسها، حيث تشكل الاثنتان نصف حجم رأسها، وكل واحدة منهما تحتوي على 30 ألف خلية صغيرة، وفي مقدمة كل واحدة منها توجد عدسات».
وأضاف موضحاً ما تتميز به هذه الحشرة من نظام رؤية فائق أن «الصورة الكبيرة التي تتشكل لدى اليعسوب تتكون من جميع الصور الواردة من تلك العدسات الصغيرة، يساعده على ذلك عيناه الكبيرتان اللتان تمتدان حتى خلف رأسه، تمكنانه من مراقبة كل ما حوله».
ميّزة أخرى تتميز بها «اليعسوب» تساعدها على الصيد، وهي السرعة التي تصل إلى 95 كم في الساعة، تستطيع خلالها القيام بحركات بهلوانية في الجو لا يستطيع أي كائن حي آخر فعلها، حيث تقوم بمناورات أفقية وعامودية حادة، تساعدها على صيد الحشرات الطائرة وتتغذى عليها لذلك ألصقت بها صفة «بريداتور» أو الحيوانات المفترسة التي تتغذى على تناول الحشرات الأخرى، بحسب «إينجه قره» .
ولفت إلى أن إحدى ميّزات حشرة «اليعسوب»، هي أن أجنحتها تعتبر مصدر إلهام للعديد من العلماء، استنادا إلى نظرية «محاكاة الطبيعة» حيث يتم تطوير المنتجات الاصطناعية عبر تقليد الطبيعة.
وقال «إينجه قره» إن «هذه الحشرات يتم استخدامها في محاكاة الطبيعة بشكل كبير، وأجنحتها رقيقة جدًا بحيث تبلغ سماكتها 1/3000 ميللي متر، ولا تتمزق رغم رفرفتها آلاف المرات في الثانية، كما أن مقدمة أجنحتها تحتوي على خلايا كثيفة مما يزيد من ثقلها، وهذا بدوره يحول دون تضرر تلك الأجنحة من الاهتزازات».
ويكمن سر سرعة هذه الحشرة في هذه الأجنحة القوية التي تتكون من آلاف القطع الصغيرة، وعند النظر إليها من قريب تظهر وكأنها عبارة عن خريطة مليئة بالخطوط والقطع، وطريقة ارتباط هذه القطع ببعضها تكسب لها قوتها، وهي الفكرة التي استلهمها مصممو ملعب «ميونخ الأولمبي» في ألمانيا الذي يغطيه مظلة عملاقة شفافة تشبه في شكلها أجنحة «اليعسوب».

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..