طارق علي: الدراما السودانية تفتقر للإمكانيات والمعينات.. رؤية ممثل

الخرطوم ? امتنان الرضي
عرفناه من خلال الشاشة التلفزيونية.. عشق التمثيل منذ الصغر وشارك في برامج الأطفال والدورات المدرسية، تدرج بموهبته حتى صقلها في كلية الموسيقى والدراما وبرع فيها، فأصبح ممثلاً مبدعاً، شارك في عدد من المسلسلات التي أحبها الشعب السوداني، حيث لعب دور الأفندي في مسلسل الدهباية، كما قام بأدوار في (مسلسل اللواء الأبيض، وسكة الخطر) وغيرها من الأفلام والأعمال الإذاعية.
إنه الممثل الشاب والأستاذ بكلية الدراما جامعة النيلين طارق علي، صاحب الوجه الصبوح والضحكة التي لا تفارقه، في مساحة للبوح استسمحته (اليوم التالي) في (اتكاءة للمؤانسة) لتقلب معه جوانب مختلفة من حياته لا يعرفها الكثيرون:
* متى بدأ طارق التمثيل؟
– أنا مثلت منذ صغري على مستوى البيت والأسرة، وشاركت في برامج الأطفال والدورات المدرسية إلى أن تدرجت ووصلت إلى المسرح والإذاعة، وحتى أنني قمت بالمشاركة في بعض المسلسلات قبل دراستي والتحاقي بالجامعة.. ووالدي لديه ملكة التمثيل وكان يحكي القصة وكل تعابيره في المحاكاة للأشخاص كأي ممثل ناضج ومتمرس، لكنه لم يمارس المهنة بشكل منهجي.. ووالدتي رحمة الله عليها كانت تمتاز بصوت جميل وتقول الشعر وتلحنه في ذات اللحظة، كما درست التمريض، وكانت قد شاركت بالمنتديات الثقافية، وأخي ياسر الذي يكبرني سناً أيضاً لديه ملكة التمثيل.
* هل لأبنائك موهبة في المجال؟
– رغم صعوبة تحديد مواهبهم في هذه الفترة، إلا أن هناك بعض المواقف منهم، أرى فيها الحس الفني وابنتي (حلا) يظهر فيها أكثر، والفن لا يورث، وأنا إذا ما مد الله في عمري لا أتدخل في توجيه أبنائي في دراستهم، والتعليم ليس للتوظيف إنما للتعلم (والمتعلم إذا ما قاد ركشة أو أصبح دكتوراً عندي واحد).
* كيف ترى المشهد الدرامي الآن؟
– ضحك ضحكة مجلجلة لثوانٍ وعلق على صيغة السؤال (المشهد الدرامي) فضحكت، وقال: من ناحية توفر الكوادر الموهوبة والقادرة على العطاء الإبداعي ليس لدينا مشكلة على الإطلاق، بل العكس فإن الممثلين السودانيين يمتازون بكفاءة وموهبة وثقة ومعرفة فنية تضاهي إمكانيات الوصفاء في العالم العربي، هذا إذا لم يتجاوزوا العالم، إلا أن المحبط في الأمر هو ضعف أو انعدام المعينات التي تجعل من الممثل مبدعاً حقيقياً، وهذا على كل المستويات سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما.. ويردف: لك أن تتخيلي كثيراً من الممثلين السودانيين رغم أنهم درسوا التمثيل ولهم قاعدة جماهيرية، إلا أن من المؤسف إلى أن توفاهم الله لم يقفوا على كاميرا السينما (ومافي إحباط أكتر من كدا).. أيضاً الغياب غير المفهوم وغير المبرر لعرض المسلسلات وقد يكون لخمس أو ست سنوات مما يظهر ربكة واضحة في فن التمثيل، على الرغم من وجود فترات مواسم ذهبية للإنتاج أحياناً إلا أنه لا يوجد استراتيجية واضحة من الدولة للدراما كما لا يوجد أي صورة ثقافية في الخارج تمثلنا كسودانيين والدراما هي الوسيلة الوحيدة لعكس الثقافة السودانية مؤملاً على أن الجهات المختصة تعي دورها تجاه الدراما وتضع خطة استراتيجية لها.
* على الرغم من كثرة القنوات السودانية إلا أن عرضها للمسلسلات السودانية شحيح.. ما السبب؟
– الكثير من الأعمال موجودة في تلفزيون السودان، وإلى الآن لم تبث، وهذا تُسأل منه إدارات فضائية السودان، إلا أنني أعتز بقناة (الشروق) طوال الخمس سنوات الماضية، إذ تحملت عبء إنتاج الدراما السودانية، وبرز ذلك في عرضها لـ (سلسلة حكايات سودانية) وكان لديها خطة محددة لنشر الدراما السودانية، وأتمنى أن لا يتقلص اهتمامها بالدراما.
* ماهو آخر عمل قدمته ؟
– آخر عمل تلفزيوني كان العام الماضي وهو مسلسل (حوش النور) من تأليف قصي السماني وإخراج أبو بكر الشيخ، فهو مسلسل يتعامل مع موضوعات آنية لها علاقة بالمتغير الاجتماعي، وعلى مستوى الإذاعة مسلسل (وادي العطش) تأليف شاذلي عبد القادر وإخراج كمال عبادي.
* تشعر بالراحة في التمثيل على كاميرا التلفزيون أم الإذاعة؟
– أنا أحب لحظة التمثيل مهما كانت الوسيلة التي يبث من خلالها العمل، وفي النهاية أحب العمل الجيد الذي يترك للممثل حرية التحرك في مساحات واسعة من الإبداع، رغم اختلاف طرائق البث، وكثير ما أنظر إلى أعمالي بعين الناقد.
* أصدقاء مقربين لطارق علي في الحياة؟
– لدي مجموعة من الأصدقاء في كل الأوساط التي عملت فيها لكن على مستوى الوسط الفني كثرين ومنهم الدكتور سيد أحمد رئيس قسم الدراما في كلية الموسيقى والدراما والأستاذ عادل فضل مخرج في المسرح القومي.. أما على المستوى الشخصي جاري وصديقي حاتم حسن وأقرب أصدقائي إخوتي وأخواني.
* في رأيك مَن مِن المخرجين يمتلك عيناً لا تضاهى ولمسة مميزة؟
– أنا أرى أن المخرج الراحل فاروق سليمان مؤثر جداً وصاحب لمسات فنية واضحة ومميزة، وأن كل أعمالي الفنية التي قدمتني للمشاهد بوضوح وبصراحة كان من ورائها، وأنا أترحم عليه وأحمد ربي أنه كان يثق بي، وكثيراً ما منحني ورشحني لأعمال بطولية حتى إذا ما كان لدي ظروف أكاديمية يظل ينتظر لأمثل (الدور)، ومسلسل الدهباية انتظرني شهرين وإن كثيراً من الأعمال الراسخة والتي كان لها تأثير على الشارع السوداني كانت من إخراجه.. ومن المخرجين الشباب أرى أن أبو بكر الشيخ متطور جداً على المستوى الفني وصاحب لمسة مميزة وتعاملت معه في السنوات الأخيرة وأعمل معه بثقة كبيرة.
مسرحي يجذب طارق علي بموهبته؟
– الكثير من المسرحيين السودانيين أحبهم جداً ومنهم شباب، أما من الجيل الذي سبقنا فكنت أحب أداء محمد خيري أحمد وعوض صديق.. وأحمد ربي كثيراً أني عملت مع قامات أمثالهم.
* ماذا عن اهتمامات القراءة وأي الكتب تقرأ؟
– القراءة من هواياتي منذ طفولتي علمنا الوالد عليها وخاصة قراءة الروايات، وما إن بدأت رواية إلا وأكملتها في اليوم حتى إذا ماشغلني يشي آخر عنها أتضجر جدا وأعيش أحداثها وأجواءها، وأقرأ أي نوع من الكتب، وأحب كتب التفسير، وأعشق السيرة النبوية جداً، وأستمع للشعر، كما أنني أهتم بالموضوعات السياسية الراهنة والاجتماعية للمواكبة.
* لمن تقرأ من الشعراء؟
– أقرأ لكثر من الشعراء.. لكني أحب جداً محمد طه القدال ومحمد الحسن سال محميد ومحجوب شريف والطيب عمر الدوش لأن ما يقدموه لا أستطيع مقاومته ولا يخلو من الصور الدرامية، كما أسمع للشعراء الشباب ويجذبني عاطف خيري والصادق الرضي، وعلى مستوى الوطن العربي محمود درويش شاعر لا يعلى عليه.
* الحب والزواج؟
– تزوجت والحمد لله عن حب ولولا الحب لما تزوجت، فهو شرط أساسي في الزواج والحياة لا تكون مثالية مهما كانت العلاقة، فلابد من الشد والجذب، إلا أن الغالب الحب هو من يجعل العلاقة تصمد.
* كيف تتعامل مع أهل بيتك؟
– أتعامل مع أبنائي بلطف والداخل على بيتي لا يفرز بيني وبينهم (ولا يعرف الصغير من الكبير) وبأريحية ولدي من الأبناء حسام وهو في الصف السابع وحلا في الصف الثالث وسارة.
* ماردك على من يقول إن الحب ينتهي بعد الزواج؟
– الحب ليس كائناً أو مسألة كماً وكيفاً وشكلاً ثابتاً لندعي أنها تنتهى أو تتضاءل أو لنقول قل وزاد، إنما هو شعور يتملك الشخص تجاه الآخر وكلمات عشق تتجدد ويوازي حب الأسرة ولا ينضب إذا ما كان صادقا.
كيف ترفد حبك لزوجتك وتحافظ عليه؟
– والله أولاً الوضوح والصراحة الشديدة في التصرفات وهذا لا يترك مساحة أو ظلالا للشكوك وأحياناً كثير ما تكون زوجتي معي أثناء البروفات، فأعتقد أن إشراك الآخر مهم ليتعرف على عوالمك الأخرى، وحتى معرفة الزميلات والزملاء من حولي.
* ختاماً طارق ماذا تود أن تقول؟
– أقول: التحايا لكل السودانيين ولأصدقائي وزملائي وأسرتي الصغيرة والكبير

اليوم التالي

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..