دولة التاسع من يوليو 2011م: سودان جديد..أم مرحلة جديدة فى إستراتيجية الجبهة الإسلامية القومية؟!

إبراهيم الكرسني
سيكون يوم الجمعة القادم الموافق 8/7/2011م هو آخر يوم فى حياة السودان بحدوده السياسية، و ربقته الجغرافية، التى ورثناها عن آبائنا و أجدادنا، و التى قارب عمرها الآن القرنين من الزمان، أو بمعنى أدق بلغ عمرها الآن 190 عاما بالتمام و الكمال، حيث أنه قد تم رسمها فى العام 1821م. ينتابني شعور غريب كلما إقترب ذلك الموعد رويدا رويدا حيث كنت أمنى النفس بأن لا نصله مطلقا.
أعتقد بأن هذا الشعور ينتاب الكثيرين من أبناء جيلى الذين تشربوا قيم الوطنية و حب الوطن و الدفاع عنه، وإستلهموا بسالة آبائهم و أجدادهم، الذين بذلوا كل غال و نفيس زودا عن حياضه،، بل ضحوا بأرواحهم الغالية دفاعا عن شرفه ووحدة ترابه. كما أعتقد جازما بأن تلك الأجيال، التى تسمي نفسها بجيل البطولات و جيل التضحيات، ستذرف الدمع السخين مدرارا حزنا على فقدان وطن لن يروه مرة أخرى، كما عهدوه سابقا، على الأقل فى دورة حياتهم الطبيعية!
لكن السؤال الذى يطرح نفسه هو: هل قدم ذلك الجيل التضحيات التى يدعيها ليحافظ بها على تراب الوطن، الذى أوصانا عليه أجدادنا؟ مع إحترامي الشديد، و تقديرى الكامل، بل و إعتزازي، بكل التضحيات التى قدمها شهداء الوطنية السودانية بكل عمقها دفاعا عن ترابه و حرية شعبه، إلا أنني أسمح لنفسي أن أجيب بالنفي على ذلك السؤال، بل ألومها، على تقصيرها فى عجزها عن التصدي للجماعات المتربصة بوحدة تراب الوطن وحرية شعبه، و أعنى بها جماعة الإخوان المسلمين، بمختلف مسمياتها، و أشكالها التنظيمية، وبكل ما يتطلبه ذلك من صرامة وحزم.
إن ذلك العجز و التقصير لم يأتيا من فراغ، أو سوء فهم لطبيعة آيدلوجية، أو كنه فكر تلك الجماعة، و مدى الضرر الذى يمكن أن يلحقه بالسودان على جميع المستويات الإقتصادية، و الإجتماعية، و السياسية، و إنما كان مصدره سوء التقدير لمدى قوة و مكر وشراسة تلك الجماعة. لكن الأهم من ذلك كله هو حسن الظن بها، تلك الصفة التى جبل السودانيون عليها، و لم يشذ عنهم إلا "هؤلاء الناس" الذين أبدع شهيد الفكر حين وصفهم، "بأنهم يفوقون سوء الظن العريض"، أو فى رواية أخرى حينما وصف الفرد منهم بأنه، "كل ما تظن به من سوء، فستجده أسوأ من ذلك"! إن حسن الظن بتلك الجماعة هو الذى قاد الى تجزئة الوطن فى التاسع من يوليو 2011م، و إن إستمرار قيادات الشعب السوداني السياسية و الفكرية فى حسن الظن بهذه الجماعة مستقبلا، كما أتوقع ذلك، سيقود بالضرورة الى تفتيت ما تبقى من السودان الى عدة دويلات، إن لم نقل كانتونات، ليس آخرها ?مثلث حمدي?، الذى أصبح أكثر شهرة من إهرامات الجيزة!!
إن حسن الظن بهذه الجماعة، مصحوبا بسوء التقدير لمدى قدراتهم و مكرهم، من قبل جيمع القوى السياسية الوطنية، بما فى ذلك تلك التى تقف على طرفي نقيض منهم من الناحية الفكرية، و البرامج السياسية، كالحزب الشيوعى السوداني، على سبيل المثال، قد وفر المناخ المناسب لها لتعمل فى حرية تامة، و تستغل أجواء الديمقراطية و الحرية، لتهدد بها قادة تلك الأحزاب، بل لتزايد على صحيح إسلامهم و تبتزهم وترهبهم، إلا أن تمكنت من تمرير جميع خططها و برامحها فى سهولة ويسر. وهل هنالك دليل على ذلك أكثر من إشراكهم فى حكومة السيد الصادق قبل الأخيرة إبان عهد الديمقراطية الثالثة.
لقد إستغلت الجبهة الإسلامية القومية مناخ الحريات، الذى وفرته حكومة ما بعد الإنتفاضة و الديمقراطية الثالثة، أفضل إستغلال لتمهد لإنقلابها على تلك الديمقراطية نفسها. هل تذكرون حملتهم لجمع قنطار ذهب لدعم القوات المسلحة إبان الفترة الإنتقالية؟ تمعنوا جيدا فى حسن ظن قادة أحزابنا الذين لم يفطنوا الى البعد العسكرى والتآمرى الذى ميز تلك الحملة، و لم يسألوا أنفسهم، مجرد السؤال، هل كان الأجدر بذلك القنطار القوات المسلحة، التى تحارب جزءا من شعبها، أم نازحي دارفور الذين جاءوا الى معسكرات المويلح و الشيخ أبو زيد، على أطراف مدينة أم درمان، هربا من المجاعة التى ضربت بأطنابها أقاليم غرب السودان فى ذلك الوقت؟
ثم هل تذكرون ?ثورة المصاحف? التى أعلنوها من فوق منابر المساجد التى يسيطرون عليها، و بالأخص مسجد جامعة الخرطوم، ليرهبوا بها كل من يرفع عقيرته مناديا بإلغاء قوانين سبتمبر الغبراء، التى وصفوها زورا و بهتانا بالشريعة الإسلامية، و التى وصفها شهيد الفكر بأنها،"قد شوهت الإسلام وشوهت الشريعة"، إبان محاكمته وقبل إستشهاده على أيدى هذه الفئة الباغية، و التي وصفها السيد الصادق المهدي أيضا إبان حملته الإنتخابية للعام 1986، بجملته الشهيرة قائلا بأنها،"لا تسوى الحبر الذى كتبت به"، ووعد بإلغائها حال فوزه و ترؤسه للحكومة المنتخبة؟ هل كان من حسن الصدف أن يعلن قادة الجبهة الإسلامية ?ثورة المصاحف? لتأتي متزامنة مع الوقت الذى بدأ فيه البرلمان إستعداده لمناقشة قوانين سبتمبر الغبراء تمهيدا لإلغائها؟ أم أن ذلك قد تم بتخطيط دقيق لإرهاب أعضاء البرلمان، و بالأخص أعضائه من الحزبين الكبيرين، الأمة و الإتحادي، وثنيهم من المضي قدما فى هذا الطريق، الذى وصفوا كل من يسير عليه بالخروج عن الملة تارة، و بالكفر المبين تارة أخرى؟ وللأسف الشديد فقد إستجاب نواب البرلمان لإرهاب و إبتزاز قادة الجبهة الإسلامية، و عجزوا عن إلغاء تلك القوانين الجائرة التى ظلت تحكم السودان الى يوم الناس هذا!!
كما أعتقد أن معظمكم لن ينسى تلك الرحلات المكوكية التى قام بها الأستاذ على عثمان، زعيم المعارضة وقتها، و المهندس الفعلى لإنقلاب الإنقاذ، كما أعتقد، الى جنوب السودان تحت دعاوى تفقد حال أفراد القوات المسلحة و تقديم الدعم المعنوى لهم! لقد إتضح لاحقا بأن تلك الرحلات لم تكن كذلك تماما، بل إن أهدافها المعلنة لم تكن سوى تغطية فقط للغرض الحقيقي من ورائها، ، حيث كان الأستاذ على يلتقى العميد وقتها عمر حسن البشير، الذى كان يقود أحد وحدات الجيش فى ذلك الزمان، لإستكمال حياكة خيوط المؤامرة للإنقلاب على النظام الديمقراطي المنتخب. يحدث كل هذا و أعضاء الحكومة المنتخبة يغطون فى نوم عميق، وطمأنينة كاملة، بل وصل حسن ظنهم ب"هؤلاء الناس"، أن قام السيد الصادق شخصيا بإشراكهم فى الحكومة نفسها، ليمكنهم بذلك من الإطلاع على خفايا الحكم و أسراره. ليس هذا فحسب، بل أصبحوا مشاركين فعليا فى إتخاذ كل القرارات المصيرية التى تتعلق بالسودان وشعبه، و التى إستغلوها أفضل إستغلال ليكملوا تآمرهم على الحكومة المنتخبة، و النظام الديمقراطي بأكمله، وعلى السيد الصادق شخصيا، والذى دفع ثمنا غاليا جراء حسن ظنه بهم، بل ربما قلنا ثقته المطلقة بهم. ولم يكن ردهم لجميله ذلك سواء جزاء سنمار، كما أصبح معروفا على نطاق واسع.
و أخيرا توج قادة الجبهة سلسلة تآمرهم تلك بالإنفجار الكبير الذى تمثل فى إنقلاب الثلاثين من يونيو 1989م المشؤوم، و الذى شكل مرحلة جديدة، و مختلفة نوعيا، فى تاريخ السودان المعاصر. وعلى الرغم من أن ذلك الإنقلاب قد أذل، و أهان، و نكل بقادة أحزابنا الوطنية، إلا أنهم، وللأسف الشديد، لا زالوا يحسنون الظن بقادة الجبهة الإسلامية القومية، بمختلف مسمياتها و أجنحتها. تراهم يهرولون نحوهم، كلما إستدعوهم، سواء كان ذلك فى جيبوتي، أو القاهرة، أو جدة، أو الدوحة، أو مدينة كنانة، أو حتى بيت المهدي نفسه. لا تزال "قيادات الكنكشة" تحسن الظن ب"هؤلاء الناس"، بعد كل الخراب الذى أحدثوه، و كل الكوارث التى جروها على البلاد، وكل الإهانة و الإذلال الشخي الذى تلقوه على أيديهم…فتأمل!!
لقد شكل إنقلابهم المشؤوم مرحلة واحدة فقط ضمن إطار إستراتيجيتهم لحكم البلاد، و حلقة واحدة كذلك ضمن سلسلة تآمر الحركة العالمية للإخوان المسلمين لإحكام قبضتها على زمام الأمور فى جميع البلدان العربية، و ربما الإسلامية من بعد ذلك. تأملوا جيدا ما يحدث فى البلدان العربية هذه الأيام، أو ما يوصف غباءا من قبل أجهزة الإعلام الغربية ب"الربيع العربي"، و الذى تكرره كالببغاوات بعض أجهزة الإعلام العربية. إنني أخشى أن ينقلب هذا الربيع المزعوم فى مرحلة لاحقة صيفا أحر من نار جهنم على شعوب المنطقة العربية فى حالة، لا سمح الله، تمت سيطرة الإخوان على مقاليد الحكم فيها. ودونكم تجربة الدولة الرسالية فى السودان.
إن دولة التاسع من يوليو 2011م، و ما بعدها، ستشكل مرحلة جديدة لحكم الجبهة، وقد لخصها رئيس البلاد فى أحد خطبه الحماسية بأحد مدن شرق السودان بأنه لا يريد أي "دغمسة" حول هوية السودان بعد إنفصال الجنوب، حيث أن البلاد ستخضع لحكم الشريعة الإسلامية بعد أن أصبح جميع سكانه عربا خلصا يدينون بدين الإسلام، ناسيا أو متناسيا أقليات السودان العرقية و الدينية فى جميع أطرافه. يا للهول، وكأن التاريخ يعيد نفسه مرة أخرى. إن الإبتزاز و الإرهاب اللذين خضع لهما قادة الأحزاب الوطنية سوف يتكررا مرة أخرى بعد التاسع من يوليو، وكأن حال لسان البشير يقول لهم وبأسلوبه الفج المعروف، " أها الجنوب و إنفصل…تاني عندكم كلام حول تطبيق الشريعة..الراجل فيكم اليقول بقم ضد الشريعة..و الله إلا أقطع لسانو"!!
لقد تكللت المرحلة الأولى من إستراتيجية الدولة الرسالية بنجاح تام، حيث تمكنوا من تحقيق هدفهم المتمثل فى فصل الجنوب. أما المرحلة التالية لدولة البدريين فتتمثل فى إقامة دولة الفساد و الإستبداد التى ستدافع بشراسة عن مصالح الطبقات و الشرائح الطفيلية، و التى يأتي على رأسها قادة النظام الراهن على جميع المستويات. إن الشرائح الطفيلية لن تستكين مطلقا فى مواجهتها لكل من يقف معارضا لهم. لقد واجهوا المعارضين لهم خلال مرحلة حكمهم الأولى بالإرهاب و الإبتزاز ممثلا فى ?ثورة المصاحف?، على سبيل المثال لا الحصر. لكنهم سيتجهون فى مواجهتهم لمعارضيهم، خلال المرحلة القادمة، الى أساليب ربما تتصف بالنعومة فى ظاهرها، لكنها ستكون أكثر فتكا حال الإستهانة، أو حسن الظن، بها.
أهم تلك الأساليب، فى تقديرى، و التى يتوجب الإنتباه لها كثيرا، سوف يتم إعتمادها و تمريرها تحت شعارات براقة من قبيل، ?تجمع أهل القبلة? الذى سيحتكم إليه الجناح الظلامي فى الحركة الإسلامية ليرهبوا به قادة أحزابنا الوطنية، و بالأخص السادة المهدي و الميرغني، أو شعار، ?الجمهورية الثانية?، الذى سيزين كتابات قادة الرأي عندهم ليخدعوا به القوى المستنيرة من جماهير الشعب السوداني و مثقفيه و كتابه، فيصبحوا كمن يدس لهم السم فى الدسم، ليتمكنوا بذلك من تخدير و إغتيال قادة قوى الإستنارة داخل المجتمع السوداني. لذلك فإنني أود لفت الإنتباه، ومنذ الآن، الى شعاري ?أهل القبلة?، و ?الجمهورية الثانية?، بإعتبارهما أهم الشعارات و الأسلحة الآيدلوجية التى سيلجأ إليها قادة و كتاب الدولة الرسالية فى مرحلة مابعد التاسع من يوليو 2011م. أو شعار السودان الجديد، الذى ألمح إليه الرئيس البشير من قبل، و الذى سيكون أكثر مكرا من سابقيه، إلا إذا كان المقصود به هو المصطلح الجغرافي للكلمة!!
وأخشى ما أخشاه هو أن تخضع "قيادات الكنكشة" لهذا الإرهاب و الإبتزاز الذى سيمارسه عليهم قادة دولة البدريين مرة أخرى، من خلال هذين الشعارين الماكرين، و المخاتلين فى ذات الوقت، وهرولتهم جراء ذلك نحو البشير و حزبه، سواء كان ذلك إبتغاءا لرضائه و مرضاته، أو خوفا وهلعا من بطشه، و الذى أتوقع أن يكون أشد و أكثر قسوة من ذلك الذى كانت تمارسه دولة الفساد و الإستبداد أثناء مرحلتها الأولى. إن حدث ذلك فإنى أبشركم بمستقبل قاتم لما سيتبقى من السودان. مستقبل سيقود الى حروب أهلية ستكون حرب الجنوب، قياسا لها، مجرد نزهة. حروب لن تبقى ولا تذز. مستقبل سيقود الى تفتيت السودان و تجزئته مرة أخرى الى أكثر من دولة ودويلة، حتى وإن تبقى منه ?مثلث حمدي? فقط، و الذى ستتفرغ هذه الفئة الباغية لإدارته.
إذن سيصبح الخيار واضحا خلال المرحلة القادمة من حكم الدولة الرسالية، مرحلة ما بعد التاسع من يوليو 2011م، وهو إما توحيد جهود كل القوى السياسية، بمختلف توجهاتها الفكرية، وبرامجها السياسية، وبالأخص فى أوساط شبابها، للإطاحة بحكم دولة الفساد و الإستبداد، و مهما كلف ذلك من تضحيات جسام، أو التضحية بمستقبل ما سيتبقى من السودان، و بمستقبل شبابه وأجياله القادمة على حد سواء.
6/7/2001م
ابراهيم الكرسنى
[email protected]
الشريعة هي شريعة الله التي لا يأتيها الباطل من بين يديه ولا من خلفه . تأتي الأخطاء من البشر ( سلطات تشريعية – وقضائية – وتنفيذية ) من يصف الشريعة بأنها لا تساوي المداد الذي كتبت به أو بقوانين سبتمبر نسبة للشهر الذي صدرت فيه عليه أن يصحح أخطاء الآخرين ما دام أنه متيقن بأن شريعة الله لا غبار عليها وأن المشكلة في البشر الذي ارتكبوا الأخطاء الجسام في حق الدين والبشر بدلاً من المطالبة بإلغائها .
هذا الكلام لمجرد الاستهلاك والمصالح الانتخابية .كل الكلام الذي يدور حول الشريعة من معارضيها هي كلمة حق أريد بها باطل ( بمعني أن معظم الذين لا يريدون تطبيق شرع الله وان بطريقة صحيحه لا يستطيعون الجهر بذلك ) ويحومون حول الحمى دون الوقوع فيه . من لا يريد تطبيق الشريعة عليه أن يجهر بذلك لأن الله يعلم نواياه فلا داعي لخداع البشر . ثم في حالة الرفض عليه أن يعلل لما يقول ربما لديه حجج دامغة وأسباب لا تتعارض مع الشرع .( أنا شخصياً أجهلها ..قال تعالى ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الفاسقون ) وفي آية أخرى ( فمن لم يحكم بما أنزل الله فؤلئك هم الكافرون ) ثم أن الأخطاء قد تحدث في كل العهود والعصور ومن اجتهد وأخطأ فله أجر ومن اجتهد وأصاب فله أجران ( هذا والله أعلم ).
أيها السودانيون
و الله و و الله ان سكوتكم عن ما يفعل هؤلاء الكيزان بكم و بالسودان و خضوعكم لهم خوفا من الموت فانهم سيقتلونكم داخل دوركم اما قتلا او جوعا او غبينة.
أيها الناس
ان عظم عليكم الخروج في ثورة شعبية فان اسهل الطرق للتخلص من هؤلاء هو رصدهم (وانتم تعرفونهم في كل مدينة و في كل قرية) و مهاجمتهم في دورهم واحدا واحدا قبل ان يهاجموكم هم.
لا تعشموا في جيش يقود انقلاب اولا لانه ان نجح في الانقلاب، فان قادة الانقلاب سيسقونكم من نفس الكأس التي سقاكم منها هذا الثور الارعن البشير، و ثانيا لانه لم يبقى رجل في الجيش يتجرأ على ذلك.
يا محسنين..ثورة اسعاف قبل التهلكة
من 22 عاما, عام بعد عام تثبت لنا عصبة الإنقاذ (ومن وراءها), التى جاءت لتحكم بالغصب عنا وكأننا قُصر, فشلها السياسى والاقتصادى والاجتماعى وإنعدام الرؤية وبعد النظر فى إدارة البلاد وشؤون الشعب. فقد ساقت قطار الوطن إلى أحراش من التفرقة بالقبلية والجهوية والعنصرية والطائفية والذى يمكن أن يقود الى تقسيم آخر للبلاد، وأوصلتنا إلى صحراء قاحلة يقف فيها إقتصادنا حائرا بعد السير به فى محطات سياسات متخبطة، وغيرها من المأآسى الوطنية, فحيثما نلتفت حولنا و نولى وجهنا نجد التدهور فى معظم أوجه الدولة. ومازالوا يسيرون فى نفس الخط منفردين بالقيادة ويدفعوننا دفعا الان فى نفق مظلم يؤدى إلى شفا حفرة وهاوية سحيقة إذا سقطنا فيها سيكون لنا من الصعب الخروج و إخراج الوطن منها.
و لا ندرى بالضبط موقف المعارضة من ما يجري بحال البلد من جراء هذا السائق الأهوج … لكن "الجمرة بتحرق الواطئها". فنحن الشعب من نكتوى بفشل الطغمة الحاكمة وصهينة المعارضة.
أنقف مكتوفى الأيدى؟ ماذا يمكن أن نفعل لما بقى من وطننا؟ أندع الألم يعتصر قلوبنا ونحن نشاهد هذا المنظر ونموت كمد. أم نحاول مانستطيع جاهدين لنخرج جميعا ونخرج البلاد من التهلكة…أى يجب أن لا نستكين ويجب أن نناضل ونكافح حتى نكون وسنكون بإذن الله برفع صوت الحق على الظالم وان كان متسربلا بثوب الدين لإثناء الناس عن الحق… كل يدلو بجهده…
يقول الامام على كرم الله وجهه: (لا يكن أفضل مانلت فى نفسك من دنياك بلوغ لذة أو شفاء غيظ ولكن اطفاء باطل أو احياء حق)
22 عاما من الخداع باسم الدين أدت الى الفشل والفساد والقمع والاستبداد والقهر والظلم..ومازالت الخديعة مستمرة بأن الخروج على ولى الأمر لا يجوز ويؤدى الى التهلكة. فبالعكس:
فأولا هم جاءوا للحكم غصبا علينا فإذا هم ليسوا ولاة أمرنا.
وثانيا لا تلقوا بأيديكم الى التهلكة معناها الإندفاع للخروج من التهلكة وليس العكس (عدم الخروج). يقول سبحانه وتعالى: ((وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة وأحسنوا ان الله يحب المحسنين)). أى أن عدم الاقدام و مسك اليد وعدم بسطها وجعلها للجسم هو القاء بالأيدى الى التهلكة. أى لكى لا تلقى بيدك الى التهلكة يجب ان تخرجها وتنفق. وهذا فى حالة الإنفاق والذى هو جزء من الإحسان فقيسوا على ذلك كل عمل خير أو معروف هو حق يجب أن يفعل بالإقدام و بأخلاص من دون واعز أو رقيب لا سيما إنه عمل إحسان لكل الأمة ولنصرة الحق على الباطل.
ولكن التغيير ممكن ولكنه يحتاج إلى المحسنين، فكونوا كذلك ف ((إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ)) صدق الله العظيم. ويقول الفيلسوف العبقرى الزاهد النحيل من الجوع الذى ناضل بقوة الحق وسيف السلم من أجل الحرية ونالتها بلاده "غاندى": كن التغيير الذى تريد أن تراه فى العالم.
يجب ان نبدأ بأنفسنا, كل يحرر فكره و يثور على الاحباط والياس الذى ادخلوه بنا ونستشعر حقنا فى الأرض والوطن وأن نستشعر حقوقنا وان لا نسكت عن الحق و رجم الباطل, الكل يتصور ويتخيل ويحلم بما هو أفضل لأجمل تفاصيل للوطن يمكن أن تكون دواخله. فالتغيير أولا هو تغيير ما بداخلنا فردا فردا, ومن ثم تغيير النظام وهنا لانعنى ازالة من يحكموننا وحسب وتكون انتهت المهمة, ولكن التغيير هو ذهابهم وتغيير ما عايشنا وأرخنا ل 56 عاما، أى أن ننشئ ونأسس دولة (صلدة) لها نظام حكم ديمقراطى تعددى يكفل الحرية والكرامة والعدالة والمساواة لتحقق القاسم المشترك لأحلام الشعب بمختلف اختلافاتهم.
من أهم أسرار النجاح والتوفيق فى التغيير هو التعاضد والتكاتف والتفكير والسعى فى مصلحة الآخر والاستعداد للتضحية من أجل الجماعة. فاليكن رمزنا أن نجعل قلوبنا مع بعضنا البعض لإسعاف الوطن ولننظر إلى بعيد…للأجيال القادمة ونعبد لهم طريقا للسير فيه لكى يلتقوا بحب و وئام لبناء الوطن…فالنتمسك بالتغيير والثورة فى وجه اليأس والاحباط ومن ثم الظلم والقهر والاستبداد والباطل قبل أن يسقطنا النظام فى التهلكة ونسقط معه وبعدها لا تنفع حتى ثورة الإنعاش…
يرحمنا ويرحمكم… الله… أثابنا وأثابكم…
سيف الحق حسن
[email protected]
تأملوا هذه الأحاديث الشريفة ففيها عظة وعبرة لمن يعتبر :
قال صلى الله عليه وسلم :
1) لم تظهر الفاحشة في قوم قط حتى يعلنوا بها إلا فشى فيهم الأوجاع التي لم تكن في أسلافهم .
2) ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أخذوا بالسنين ونقص المؤنة وجور السلطان.
3) لم يمنعوا زكاة أموالهم إلا منعوا قطرة من السماء ولولا البهائم لم يمطروا.
4) ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلط عليه عدو من غيرهم فيأخذ بعض ما في أيدهم .
5) ما لم يحكم ائمتهم بكتاب الله الا جعل باسهم بينهم .
قال صلى الله عليه وسلم :
يأتي على الناس زمان يقف الحي على قبر الميت ويقول يا ليتني مكانك.
قال صلى الله عليه وسلم :
ان الله يعذب الذين يعذبون الناس في الدنيا .
يقول صلى الله عليه وسلم :
البر لا يبلى والذنب لا يجزي والديان لا يموت افعل كما شئت كما تدين تدان.
يجب على علماء السودان الأجلاء وضع كتاب مختصر يوضح أحكام الشريعة ,فمثلا اكثر من ? بالمائة من المواطنيين يجهلون حكم الضرائب في الشريعة الإسلامية.و ذلك حتى يعرف النلس الفرق بين حكم الله و اجتهاد البشر.
أيضا عامة الناس لايعرفون الفرق بين الحدود و التعزير وكثير من المعاملات المالية التي تسمى إسلامية هي على احسن الفروض من الشبهات.
هذا العمل مهم لتبرئة الشريعة من كثير مما الحق بها زورا و بهتانا حتى يحيى من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة
والله انا من اتولدت في السودان وطلعت منه وعمري الان
دعاء على حكومة عمر البشير الظالمة
اعفص هنا
http://www.youtube.com/watch?v=nywUFtAGY6o
لعنة الله على الكيزان تجار الدين المنافقين
إلى السيد محمد جديد الذي يكتب من السعودية
دفاعك عن الأسلام حق مشروع ولكن أرجو أن يكون بفهم وفقه ، أهدى أليك سبب نزول الأيه التى أوردتها لعلها تفيدك .
ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون ، سورة الم0ائدة
سبب نزول هذه الآية: عن البراء بن عازب. قال: مر على النبي صلى الله عليه وسلم بيهودي محمما مجلودا. فدعاهم صلى الله عليه وسلم فقال ( هكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ ) قالوا: نعم. فدعا رجلا من علمائهم. فقال ( أنشدك بالله الذي أنزل التوراة على موسى أهكذا تجدون حد الزاني في كتابكم؟ ) قال: لا. ولولا أنك نشدتني بهذا لم أخبرك. نجده الرجم. ولكنه كثر في أشرافنا. فكنا، إذا أخذنا الشريف تركناه. وإذا أخذنا الضعيف أقمنا عليه الحد. قلنا: تعالوا فلنجتمع على شيء نقيمه على الشريف والوضيع. فجعلنا التحميم والجلد مكان الرجم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( اللهم! إني أول من أحيا أمرك إذا أماتوه ). فأمر به فرجم.
أخى الكريم : هنالك نوعان من الحكم ، حكم قضائي وحكم إداري ، وكلمة حكم التى وردت في القرآن تعني الحكم القضائي أما الحكم الإداري ( السياسي ) فهذه متروكة للحكام يتحروا فيها شرط العدل وشرط المساواه ما تيسر السبيل إلى ذلك ( فهمت )
وأنت في المملكة وهي تطبق الشريعة بأصولها ، الإدارة السياسية في يد الأسرة المالكة وهي تسن من القوانين والأنظمة فيما ينظم حياة الناس دون أي حرج ديني اما القضاء وشئون الدين فهيئة كبار العلماء تتولى ذلك ( راجع إتفاق الدرعية ) ، اما الهوس الدينى الذي تدافع عنه فهذه تجارة دين أعاذنا الله وإياك منها .
— قلبي يتقطع على الوطن الجميل.. الذي لن نراه مرة اخرى في حياتنا.. قلبي ينزف دما على الأغاني الجميلة .. الخليل ووردي وأبو الامين ومصطفى والجيلاني وغيرهم التي كانت تحلم بوطن جميل موحد حدادي مدادي خير وديمقراطي..
— الاستعمار لم يجرو على تفكيك البلد وفصل الجنوب .. لكن بني جلدتنا فعلو ما لم يستطع فعله الاستعمار الذي لم يتوقفوا من شتمه دقيقة واحدة !!
— اختلف مع الكاتب في تحليله للثورات العربية.. هذه الثورات فاجأت حتى الاسلاميون أنفسهم .. كما اعترف بذلك أخوان مصر .. وما كانت ستنجح لو كانت ثورات كيزان .. هم فقط مستفيدون منها لأنهم منظمون .. ولأنهم كانوا مضطهدين .. لكنهم في السودان العكس تماما فالثورة ستقوم ضدهم !!
ما يحاول الأستاذ إبراهيم الكرسني أن يوصله ليس مجرد خيال واسع يستعين به على توضيح كرهه للنظام.
وإنما هو تحليل واقعي يعبر بدقة عن برنامج المؤتمر الوطني الحاكم للبلاد.
من الواضح أنه يعي المشكلة جيدا ويفهم نفسيات ودوافع أعضاء الإنقاذ المؤثرين وطفيليهم بالإضافة إلى فقهه بأصولهم الفكرية الضالة والبعيدة جدا عن الأهداف والمقاصد الحقيقية لديننا الحنيف.
وقد تبين لي ذلك من خلال قراءتي لكثير من مقالاته ومنها سلسلة مقالات عبقريات الإنقاذ فالرجل يعي وبدقة ما يفعله أهل الإنقاذ وما يرمون إليه وكلنا نعرف حالهم.
إعرف الحق تعرف أهله
وأختم داعيا
اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه.
انا اتمنى ان يحكم السودان بقوانين الشريعة الاسلامية واغلبية الشعب السودانى مسلمين وهم يريدون حكم الشريعة الاسلامية فى الشمال وبعدين ناس البشير ما مقصرين فى تطبيق الشريعة نتمنى لهم التوفيق فى الجمهورية الثانية .
الأخ أبو علوة أشكرك على ايراد سبب نزول الآية التي لا تتعارض البته مع مداخلتي لأنني ذكرت بأن الخطأ ليس في الشريعة وانما في اخطاء السلطات التشريعية والقضائية والتنفيذية وما أوردته أنت خطأ تنفيذي ماذا يغير ايراد سبب نزول الآية في مداخلتي ؟ لا شئ . !!!!!!. أريد منك شيئاً يفيدني ويصحح أخطائي .
((شمالي )) اتحفتنا بتعليقاتك السخيفة وجنس كلامك دا هوا اللي فصل الجنوب وحيفصل الباقي كلام سمعنا كتير من اراجوزات المؤتمر الوطني
متاجره رخيصه بقضيه الانفصال التى يعلم كل السودان بحقيقته وظلم للجنوبين وتحقيرهم وانتقاص لحقهم فى تقرير مصيرهم والجبهه الاسلاميه ليست اول من اتى ببدعه الانقلابات فقد سبقهم السيدين والحزب الشيوعى وليست اول من اعطى حق تقرير المصير ايضا قد سبقتهم المعارضه عليه والفساد الادارى والسياسى والاخلاقى لم يكن جديد على الشعب السودانى وان كانت هذه جزء من اخطاء الانقاذ كان من العدل والصدق والامانه ان تزكر انجازات الانقاذ ولا كنها نظرتك المتطرفه ضد الشريعه والانقاذ وكانك ابن سلول حينما تفشى فى الاسلام فى حادثه الافك وانت تتحرش فى الاسلام بقطاء مهاجمه الانقاذ وان اخطاء نميرى والانقاذ فى تطبيقهم للشريعه فهذا لا يمنعنا من المطالبه بها وجعلها من اقوى الخيارات