طريد الغابة في الخرطوم..!

يوسف الجلال

إني اشتم رائحة “مشار” في الخرطوم، لو لا أن تفندون.. هكذا قدّر سلفا كير، أو أنه تيقّن ? فعلاً ? من وجود طريد الغابة في محاضن الحكومة السودانية، لذا أوفد نائبه “تعبان دينق” المعيّن حديثا إلى الخرطوم، لاستجلاء الموقف.
ويبدو أن سلفا كير قرر أن يغازل الخرطوم ويشتري ودها، قبل أن تبيع عاطفتها إلى غريمه رياك مشار، وربما لذلك اختار أن ينتدب تعبان دينق للمهمة. ذلك أنه وثيق الصلة بالخرطوم، لكونه كان سندا ونصيرا لرياك مشار القريب تاريخياً من الحكومة السودانية. أضف إلى ذلك أن “تعبان دينق” لا يملك سجلاً عدائياً مع حكومة الشمال، مقارنة مع الطاقم الوزاري للرئيس سلفا كير. وتلك كانت أولى مؤشرات نجاح الرجل في المهمة العسيرة.
لم يضيِّع تبعان دينق الوقت في ما لا طائل منه، وقام بتقديم عرض مغرٍ للحكومة حينما تحدث بلغة جازمة بأنه لن يكون هناك مستقبل للحركة الشعبية ? شمال، أو لحركات دارفور في أراضي دولة جنوب السودان، كما جزم أن الدولة الوليدة لن تكون منصة لانطلاق أي أعمال عدائية ضد الخرطوم. ولعل ذلك ما حفّز الطرفين على الاتفاق حول ضرورة حسم الملفات الأمنية بين الدولتين في غضون (21) يوماً.
ولأن الرجل جاء أصلاً ليتفحّص مستقبل مشار في السودان، فقد طالب “تعبان دينق” الخرطوم بعدم السماح لرياك باستخدام أراضيها في نزاعه مع سلفاكير.
ويبدو أن أسارير الخرطوم تهللت للعرض المغري، فسارعت بإخراج طريد جوبا من مخبئه، في صورة اقرب إلى أسطورة جراب الحاوي، وأعلنت أن “مشار” وصل إلى أراضيها مستشفياً..!
صحيح أن صحيفة (استاندرد) الكينية كشفت مبكرا دور الحكومة السودانية في إجلاء مشار، بعد أن تقطعت به السبل في منطقة (دونغو) بجمهورية الكونغو الديمقراطية، غداة هروبه من جوبا، لكن ذلك لم يكن كافيا لتأكيد وصول مشار إلى الخرطوم. فطريق الرجل الأفلج لم يكن معبدا، بحيث يسهل وصوله إلى محاضن حليفه الإستراتيجي. ولكن يبدو أن إصرار الطرفين ? مشار والخرطوم ? أزاح متاريس الطريق، فوصل الرجل المغضوب عليه من سلفا، إلى السودان.
الثابت، أن كثيرين عابوا على الخرطوم أنها تناور في أكثر من مضمار، ومنهم من وصف خطوة احتضان مشار بالتزامن مع زيارة تعبان دينق، بأنها اقرب إلى المشي على حبال السيرك بأحذية مطاطية. لجهة أن ذلك أمر يحتاج إلى براعة فائقة..!
وعن نفسي، لا ارى أن الحكومة مارست دورا بهلوانياً، ببساطة لأن وصول مشار إلى الخرطوم ليس فعلا محرماً في شريعة المجتمع الإقليمي والدولي حالياً، فالرجل يجد دعما كبيرا من مجموعة “الإيقاد”، ويحوز الرضا الأمريكي، على اعتبار أنه أجدر ? وفقا لاتفاق أديس بين فرقاء الجنوب – بمنصب النائب الأول، من تعبان دينق، الذي يصح أن يُمنح لقب “النائب الضرار”، بعدما جاء به سلفا إلى المنصب نكاية في مشار. ثم إن مشار كان قبل ذلك في ضيافة بعثة الأمم المتحدة في الكنغو، وهذه وحدها كافية لتبرئة ساحة الخرطوم.
خلاصة القول، إن سلفا كير حينما علم بوجود مشار في الخرطوم، لم يفعل سوى أن وضع “الشطة على الجمر”، فكان ذلك كافيا لخروج الأفعى السامة أو الكوبرا من المخبأ.. أتُرى سيكون مشار ? بعد هذا ? صيدا سهلاً للرجل ذو القبعة السوداء، أم أن تحصينات المجتمع الإقليمي والدولي ستجعله في مأمن من شرور سلفا، ليعود أدراجه نائبا أولا في حكومة الدولة الوليدة..!

صحيفة (الصيحة)

تعليق واحد

  1. هى السياسة و الحرب لا تختلف عن العهر و كل ماهو غير اخلاقى يمكن ان تمارسه لتكسب الحرب او الرهان السياسي

  2. منذ ان قررت حكومة الكيزان الفاشلة ان تفصل جنوب السودان في عام 2011 ارادت ان تثبت للجميع ان الانفصال لن يؤثر في السودان الشمالي ولكي تضمن ايضا ان الجنوب ان ينهض ابتعثت مطرف صديق سفيرا في السودان الجنوبي لخلق المشاكل والغلاغل وتدبير المؤامرات في السودان الجنوبي بين الجنوبيين وهذا ما حدث .. والحكومة السودانية تقف صفا واحدا مع مشار وتدعمه بكل قوة حتى يطيح بسيلفا كير ودعمته بالعتاد والاسلحة والمأوى فنكرانهم لهذا الشيء لن يفيدهم .. كل المشاكل الان في جنوب السودان سببها الكيزان اقولها بالفم المليان ..

  3. هناك مثل شامي على ما اعتقد – فيما معناه

    انه قيل: للديك صيح ! فقال لهم : كل شئ بوقته منيح ..

    وهكذا فعل هؤلاء الابالسة بان باحوا بسر وجود مشار فى الخرطوم بعد ان اتي اليهم
    تعبان دينق مهرولا – وهو يتحسس اثر غريمة – فما كان منهم الا ان اخرجوا مافى جعبته
    من كنوز من الضمانات ، حتى باحوا له بسر وجوده لديهم –

    لكن هكذا هم – علمتنا تجاربهم انهم اصحاب حظوظ وسرهم باتع كما يقول المصريين – دائما ماتاتيهم فرص الخراب على اطباق من ذهب – فيستغلونها شر استغلال – لان الخراب بيئتهم
    ولايستطيعون العيش فى بيئة غير ذلك لكل اسف ..

  4. اقعدوا العبوا بالنار وافتنو الناس ببعضها البعض لمان الفاس يقع في راسكم جميعا والكبه في النهايه تقع في الشعب المغلوب علي أمره ياريت ركمشار يهرب من الجماعة ديل حسع يكونو باعوك زيما باعو كارلوس واسامة بن لأدنى وغير ديل ماعندهم لا زمة ولا اخلاق اخير تمشي تقعد مع سلفا او حارب غادي غادي بعيد من ديل لان ديل ينطبق عليهم حديث حامل المسك ونافخ الكير وديل نافخي الكير ولا يبالوا لأي وازع ديني او اخلاقي قط والعاقل يتعظ بغلطت غير ديل صفو اصدقائهم وزملا انقلابهم انت حر في تفكيرك

  5. ..كبش الفداء هذه المرة سيكونوا ثوار دارفور والجبهة الثورية …تعبان دينق لن يتردد في ابعادهم من الجنوب وهو قادر علي ذالك فهو اعلم ببواطن أمور الجبهة الثورية فهو منسق ومهندس هذه الجبهة في السابق…الخرطوم الان تملك كل خيوط اللعبة… هنيئا لكم بالكبش السمين يا مافية الخرطوم.

  6. الحكومه يتدعم مشار وسلفاكير بدعم قوات عقار وعبدالواحد وغيرم وكل واحد كايس مصلحتو حريقة تحرقكم كلكم الجبهة والمؤتمر الوطني الاتنين سبب الفشل والدمار كلها مصالح اشخاص فقط سواء قيادة الجبهة او قيادة المؤتمر الوطني

  7. تعبان دينق ليس جدير بهز السياسة هز تخبوط وضح يوريد ان يسبت موقفهو من جانب الحكومه السودانية بوقف دعم الجبهة الثورية وليس هنلاك دعم اصلن والدليل وضح في موقع التوصل الاجتماعى واسبات الولا الي السيد الرئيس والقاد العام للجيش الشعبي للتحرير السودان الرفيق سيلفا كير ميار ديت الايسا هز دعم وضح اين هز الانسانية في النيل الازق ؤ جبال النوبة و دارفور

  8. هى السياسة و الحرب لا تختلف عن العهر و كل ماهو غير اخلاقى يمكن ان تمارسه لتكسب الحرب او الرهان السياسي

  9. منذ ان قررت حكومة الكيزان الفاشلة ان تفصل جنوب السودان في عام 2011 ارادت ان تثبت للجميع ان الانفصال لن يؤثر في السودان الشمالي ولكي تضمن ايضا ان الجنوب ان ينهض ابتعثت مطرف صديق سفيرا في السودان الجنوبي لخلق المشاكل والغلاغل وتدبير المؤامرات في السودان الجنوبي بين الجنوبيين وهذا ما حدث .. والحكومة السودانية تقف صفا واحدا مع مشار وتدعمه بكل قوة حتى يطيح بسيلفا كير ودعمته بالعتاد والاسلحة والمأوى فنكرانهم لهذا الشيء لن يفيدهم .. كل المشاكل الان في جنوب السودان سببها الكيزان اقولها بالفم المليان ..

  10. هناك مثل شامي على ما اعتقد – فيما معناه

    انه قيل: للديك صيح ! فقال لهم : كل شئ بوقته منيح ..

    وهكذا فعل هؤلاء الابالسة بان باحوا بسر وجود مشار فى الخرطوم بعد ان اتي اليهم
    تعبان دينق مهرولا – وهو يتحسس اثر غريمة – فما كان منهم الا ان اخرجوا مافى جعبته
    من كنوز من الضمانات ، حتى باحوا له بسر وجوده لديهم –

    لكن هكذا هم – علمتنا تجاربهم انهم اصحاب حظوظ وسرهم باتع كما يقول المصريين – دائما ماتاتيهم فرص الخراب على اطباق من ذهب – فيستغلونها شر استغلال – لان الخراب بيئتهم
    ولايستطيعون العيش فى بيئة غير ذلك لكل اسف ..

  11. اقعدوا العبوا بالنار وافتنو الناس ببعضها البعض لمان الفاس يقع في راسكم جميعا والكبه في النهايه تقع في الشعب المغلوب علي أمره ياريت ركمشار يهرب من الجماعة ديل حسع يكونو باعوك زيما باعو كارلوس واسامة بن لأدنى وغير ديل ماعندهم لا زمة ولا اخلاق اخير تمشي تقعد مع سلفا او حارب غادي غادي بعيد من ديل لان ديل ينطبق عليهم حديث حامل المسك ونافخ الكير وديل نافخي الكير ولا يبالوا لأي وازع ديني او اخلاقي قط والعاقل يتعظ بغلطت غير ديل صفو اصدقائهم وزملا انقلابهم انت حر في تفكيرك

  12. ..كبش الفداء هذه المرة سيكونوا ثوار دارفور والجبهة الثورية …تعبان دينق لن يتردد في ابعادهم من الجنوب وهو قادر علي ذالك فهو اعلم ببواطن أمور الجبهة الثورية فهو منسق ومهندس هذه الجبهة في السابق…الخرطوم الان تملك كل خيوط اللعبة… هنيئا لكم بالكبش السمين يا مافية الخرطوم.

  13. الحكومه يتدعم مشار وسلفاكير بدعم قوات عقار وعبدالواحد وغيرم وكل واحد كايس مصلحتو حريقة تحرقكم كلكم الجبهة والمؤتمر الوطني الاتنين سبب الفشل والدمار كلها مصالح اشخاص فقط سواء قيادة الجبهة او قيادة المؤتمر الوطني

  14. تعبان دينق ليس جدير بهز السياسة هز تخبوط وضح يوريد ان يسبت موقفهو من جانب الحكومه السودانية بوقف دعم الجبهة الثورية وليس هنلاك دعم اصلن والدليل وضح في موقع التوصل الاجتماعى واسبات الولا الي السيد الرئيس والقاد العام للجيش الشعبي للتحرير السودان الرفيق سيلفا كير ميار ديت الايسا هز دعم وضح اين هز الانسانية في النيل الازق ؤ جبال النوبة و دارفور

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..