طائرات الرئاسة والوفود الرسمية ليست نعوشاً طائرة

طائرات الرئاسة والوفود الرسمية ليست نعوشاً طائرة

د.صلاح محمد أبراهيم:

لا حديث للناس خلال عطلة العيد خلاف حادث طائرة تلودى الذى سيطر على كل المجالس ، وأفسد فرحة العيد على عدد كبير من الأسر والمواطنين ، ورحم الله الشهداء أجمعين .
فقد السودان منذ عام 1998 ثلاثة من أعضاء طاقم الرئاسة بسبب حوادث الطيران والسفر غير المخطط بدقة للمسئولين السودانيين ، وهم نائب الرئيس الزبير محمد صالح عام 1998 ، والعقيد إبراهيم شمس الدين عام 2002 ، والعقيد جون قرنق عام 2005، بالإضافة لمسئولين آخرين.
قديماً قال الشيخ فرح ود تكتوك الذى ينتهى نسبه فى قبيلة البطاحين ( محمد الأبطح ) فى نبوءاته عن آخر الزمان ” السفر بالبيوت و الكلام بالخيوط ” وهى تعتبر من نبوءات الشيخ وحكمه التى تحققت من خلال ثورة الإتصالات والنقل الحديثة ، وبالتأكيد أن الشيخ فرح لم يكن يقصد بكلمة البيوت بيوت الطين التى كانت سائدة فى عصره والتى يمكن أن تذيبها مياه الأمطار وتجرفها السيول ، وهى بيوت لا يمكن أن تسير أو تسافر أو تتحرك من مكانها ، بيوت الشيخ فرح ود تكتوك التى تسافر بالناس فى صورتها العصرية هى بيوت من نتاج الثورة الصناعية التى بدأت بالعجلة والبخار والإستفادة من قوته ونقل الكلام عبر الأسلاك ، وإذا ما حاولنا أن نعثر على مقاربة عصرية بين الجزء الأول من حكمة الشيخ فرح ومخترعات عصرنا الحالى ، فإن المركبات بمختلف أنواعها مثل السيارات والقطارات والطائرات يمكن أن تنطبق عليها حكمة الشيخ، ولكنها كلها أيضاً معرضة للمخاطر والحوادث ، والأسفار قديماً وحديثاً لا تخلو من المخاطر ، والحادث الذى تعرضت له طائرة تلودى هو من ضمن المخاطر التى تتعرض لها الطائرات ، وكان من الممكن أن يكون حادث طائرة تلودى حادثاً عادياً مثله مثل حوادث الطائرات التى تحدث بين وقت وآخر ، ولكن سقوط الطائرات فى السودان لم يعد شأناً عادياً ، فقد تكررت حوادثه بصورة أصبحت تؤثر على سمعة السودان ، وخلال الفترة منذ عام 2002 وحتى الآن يمكن أن نرصد أكثر من عشرة حوادث طيران حدثت داخل السودان بدأت بطائرة العقيد ابراهيم شمس الدين وحتى الحادث الأليم الأخير الذى حدث فى تلودى .
وكل هذه الطائرات كان على متنها عدد من المسئولين السياديين والرسميين ، والعديد من حوادث الطائرات فى السودان تطرح أحياناً العديد من الأسئلة حول كيفية إعداد الطائرات الرئاسية أو الطائرات التى تنقل بعض المسئولين وإختيار الذين يسافرون فى مثل هذه المهام الرسمية من حيث أهمية سفرهم وما إن كان ضرورياً ، أم هو لمجرد الرفقة والصحبة لبعض المسؤولين ، وفى حالة طائرة تلودى الأخيرة يبرز سؤال هل كان من الضرورى سفر كل هؤلاء المسؤولين إلى تلودى لمجرد المشاركة فى التهنئة بالعيد ومشاركة الجنود والمواطنين هناك ؟ الم يكن من الأفضل أن يسافر وفد رمزى من مسئول أو إثنين ؟ هل هناك من سافر لمجرد إنتهاز الفرصة لقضاء فترة العيد هناك ؟
فى العالم كله معروف الآن أن صناعة الطائرات االمدنية الآمنة لا توجد إلا فى أوروبا الغربية ( شركة (أير بص ) التى هى عبارة عن تجمع أوروبى ، وبعض الشركات الأمريكية مثل شركة ( بوينج ) التى توجد فى مدينة سياتل بولاية واشنطن الأمريكية ( واشنطن الولاية ليست هى واشنطن العاصمة) ، وقد سبق لمدينة سياتل أن شهدت فى بداية السبعينيات صناعة أول طائرتين نفاثتين من طراز بوينج 707 تنضمان للخطوط الجوية السودانية ، وكانت هذه هى المرة الأولى وأظنها الأخيرة التى يتم فيها تصنيع طائرات خصيصاً للخطوط الجوية السودانية وكان من أشهر الإعلاميين الذين رافقا هذه الطائرات عند إستلامها الصحفيان أبوبكر وزيرى والراحل محمود أبو العزائم اللذان كتبا عن هذه الرحلة سلسلة من المقالات ، وكان الرئيس نميرى يستخدم هذه الطائرات فى بعض سفرياته البعيدة ، وفى إعتقادى أن التدهور الذى حدث فى الخطوط الجوية السودانية يعود بدرجة كبيرة إلى المقاطعة الغربية خاصة الأمريكية التى حرمت السودان من تلقى القروض وشراء طائرات النقل الحديثة أو قطع الغيار من هذه الدول ( طائرات البوينج كانت بتمويل من الحكومة الأمريكية ) ، وهى مقاطعة قد حرمت السودان من الكثير ولابد من بذل مزيد من الجهود لإصلاح هذه العلاقات السودانية الأمريكية .
فى الولايات المتحدة الأمريكية يتم تصنيع طائرة الرئيس الأمريكى التى تعرف باسم طائرة السلاح الجوى رقم (1) بمواصفات خاصة لانها تعتبر رمز الرئاسة الأمريكية وهى ليست طائرة واحدة ولكنها عبارة عن أسطول من الطائرات تحمل هذا الاسم ، ويراعى فيها أقصى درجات السلامة الجوية ، وهى مجهزة بمعدات معقدة للملاحة والطيران ونظم الإتصالات ويمكن للرئيس الأمريكى من داخلها وهو فى الأجواء أن يدير الحرب فى داخل الولايات المتحدة وخارجها ، وهو ما حدث فى أحداث 11 سبتمر عندما إعتقدت الإدارة الأمريكية أن هناك حرباً تشن عليها ، والكثير من الدول التى تتوفر لديها إمكانيات مالية وعلاقات جيدة مع الدول الغربية المصنعة للطائرات تجلب أفضل الطائرات لنقل المسؤولين فيها حفاظاً على إستقرار الدولة وأمنها ، وفى الدول المتقدمة إختيار الطائرات ليست لها علاقة بالأشخاص والأفراد ولكن لها علاقة بعظم المسئولية الملقاة على الشخص المكلف بتصريف الشئون العامة .
نحن لسنا دولة مصنعة للطائرات وتتعرض لمقاطعة من قبل الدول المصنعة للطائرات الآمنة التى تتوفر فيها متطلبات السلامة الجوية ونضطر كرهاً لإستخدام أو إستئجار طائرات أقل أمناً وتكلفة ( طائرات رخيصة ) من مخلفات دول المعسكر الشرقى السابق ، وكان ينبغى أن يتم حصر إستخدام هذه الطائرات فى أقل نطاق ممكن وللأغراض العسكرية فقط وليس لنقل المدنيين أو إستخدامها فى مهام ليست عسكرية مثل نقل الوفود والمدنيين ، والحقيقة أن سمعة روسيا فى صناعة الطائرات العسكرية المقاتلة أفضل بكثير من سمعتها فى صناعة طائرات النقل العسكرية والمدنية.
إن أكثر ما أثار دهشتى فى حادث طائرة تلودى هو القول إن سبب الحادث هو عوامل جوية وضباب وخلافه ، وأنا من الذين فى هذه المرحلة يستبعدون حكاية سقوط الطائرة بفعل فاعل كما كتب البعض ، ولكن القول بأن عامل الطقس هو السبب يعزز الرأى السائد بأن هذه الطائرات الروسية المستخدمة فى السودان هى فعلاً طائرات متخلفة وأن هناك مشكلة فى المعلومات التى تتلقاها الطائرات داخل الأجواء السودانية ، إذ أن من المعروف الآن أن الطائرات تتلقى وهى فى الأجواء على مدار الثانية تقارير عن حالة الطقس والأجواء فى المناطق التى تعبرها أو تتجه إليها ، والطائرات الحديثة التى تتجه من الخرطوم إلى لندن مثلاً يمكنها قبل مغادرة الخرطوم أن تعرف حالة الطقس فى مطار لندن عند لحظة الهبوط قبل مغادرة الخرطوم ، فكيف غاب عن طاقم طائرة تلودى معرفة حالة الطقس فى تلودى على الأقل قبل نصف ساعة من لحظة وصوله إلى سماء المطار ، ألم تكن الطائرة مزودة بجهاز للملاحة الجوية وملاح جوى يساعد الطيارين على إختيار المسار وتجنب الوقوع فى قلب العواصف الجوية ؟ هل هناك مشكلة فى الكوادر التى تحدد صلاحية الطائرات والمطارات ؟ خاصة وأن معلومات رشحت فى الصحف خلال الأيام الماضية ( صحيفة آخر لحظة) تقول إن بعض شركات الطيران الخاصة تقدم شهادات زائفة وغير حقيقية حتى تحصل على الترخيص.
معروف أن المنطقة فى هذا الوقت من العام معرضة لمثل هذا النوع من المتغيرات الجوية وحالة من عدم الإستقرار فى الطقس ، فلماذا غادرت الطائرة أصلاً مطار الخرطوم فى ذلك الصباح المبكر ؟ ألم يكن من الأفضل إختيار توقيت يكون فيه عنصر المخاطر الجوية أقل من فترة الصباح التى يكثر فيها الضباب عادة؟ من الذى وضع خطة الرحلة ومسارها ؟ ومن الذى حدد توقيتها وساعة مغادرة الطائرة ؟ هل كان ضمن الفريق الذى خطط للرحلة مسئول طيران ليساعد فى تنوير متخذى القرار عن حالة الطقس فى تلودى وينصحهم حول تحديد الموعد المناسب لإقلاع الطائرة من الخرطوم ؟ أم كان القرار سياسياً بحتاً ؟
إن مسألة فتح الباب على مصراعيه أمام شركات الطيران الخاصة التى دخل فيها بعض الأفراد دون سابق خبرة ، وإستئجار طائرات ذات سمعة سيئة فى عالم الطيران كحل لمشكلة المقاطعة الغربية والأمريكية ، يبدو أنها قد كلفت البلاد ثمناً باهظاً فى الأرواح والأموال ، بالإضافة إلى أنها قد أضرت بسمعة السودان فى مجال الطيران التى أصبحت موضع تندر وسخرية ، وهذه السياسة يجب مراجعتها فوراً وبصورة صارمة حفاظاً على أرواح الناس وسمعة البلد .
كما أن عملية إتخاذ القرارات التى تتعلق بسفر المسئولين عملية تحظى عادة بدرجة عالية من الأهمية ، ويراعى فيها سلامة الطائرة المستخدمة وصلاحيتها للهبوط فى المطار المعين ، ومدى ملاءمة المطار لإستقبال الطائرة ، وحالة الطيارين وقدرتهم على التعامل مع ظروف المنطقة التى تتجه إليها الطائرة ، وفى تاريخ رحلات الخطوط الجوية السودانية مع الرئيس نميرى أن أحد الطيارين السودانيين رفض فى إحدى السفريات أن يغادر مطار الدولة التى ذهب إليها الرئيس ( أعتقد هى الجزائر أو المغرب ) لان ساعات الطيران المخصصة له قد إنتهت ، وأن قوانين الطيران تمنعه من السفر قبل أن ينال فترة النوم والراحة التى تمكنه من الطيران وهو فى حالة جيدة ، فهل كان الطيارون الذين قادوا طائرة تلودى فى تلك الحالة الجيدة التى تمكنهم من إتخاذ القرار الصعب فى تلك الظروف الجوية التى وجدوها فى تلودى ؟
ونعود لحكمة الشيخ فرح ود تكتوك عن السفر بالبيوت ، ويبدو أن علينا أن نترجم حكمة الشيخ فى حدود أنه كان يقصد السفر بالقطار ، فقد ثبت الآن أن القطار هو أكثر وسائل النقل أماناً فى السودان ، وهو أكثر أماناً من السيارات وحوادثها المتكررة فى شوارعنا الخلوية ، ومن الطائرات فى أجوائنا الكارثية ، وإلى أن ترضى عنا أمريكا وأوروبا وتبيعنا طائراتها عليكم بالقطار والعجلة من الشيطان وإذا ما ذهب الناس لمشاركة أهل تلودى أو غيرها فرحة العيد ، فإن الفرحة الحقيقية هى فى إيقاف نزيف الدم والصراعات التى تشتعل فى الأطراف وهذا ينبغى أن يكون الهم والشاغل الأكبر.
وبغض النظر عن الأشخاص الذين تولوا إدارة الطيران المدنى خلال السنوات الماضية ، فلا شك أن هناك مشكلة كبيرة فى إدارة الطيران المدنى ، ويصعب القول إنها غير مسئولة عن كثرة هذه الحوادث ، لانها هى المسئولة عن صلاحية الطائرات والمطارات التى تهبط وتحلق منها هذه الطائرات ، إلا إذا كانت كل هذه الحوادث نتيجة لسوء تقدير من الطيارين أنفسهم ، ولابد من مراجعة الإجراءات التى تتبع فى كل جوانب عمل الطيران المدنى بصورة عملية وعلمية وليس سياسية ، فالطيران ليس قضية سياسية ولكنه عملية فنية معقدة تتطلب خبرات متخصصة فى جوانب عديدة .

الصحافة

تعليق واحد

  1. نستخدم طارات انتهت صلاحيتها منذ 20 سنة ونلوم الشركات المصنعة – أعتقد أن العيب فينا والبوينج السودانية نفسها سقطت عام 2003 لأنها قديمة ومتهالكة وظلت في تخدم زي بص الثورة منذ عام 1978 وبعد 25 سنة خدمة مستوى متدن من الصيانة قالت كفى لم أعد أحتمل ولم يشفع لها أنها بوينج.

  2. فالطيران ليس قضية سياسية ولكنه عملية فنية معقدة تتطلب خبرات متخصصة فى جوانب عديدة .

    مين البسمع الكلاااااااااااااااام ده – رئسنا الراقص – الله يفقع حنجرتو يا رب ….

  3. من حق الشعب أن (يشمت بجلاديه) على الأقل!! الإنقاذ ربع قرن من التنكيل بالشعب والشماتة على ضحاياهم….. اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك وبأسك!!!

    ولماذا يجب علينا أن نترحم على من قادوا ورسموا وخططوا وشاركوا في تنفيذ كل ما من شانه تقديم برامج ورؤى وأفكار ودعاية ودعم وخطط صبت بتعمد ونفصد لأجل ديمومة وإستمرارية نظام يقوم على عقلية إنقلابية تأسسست على الأحادية والإنغلاقية ومناهج الإستعلاء الدينى والعرقي وإستسخاف الآخر إن لم يكن إستئصاله مما يقود (وقد قاد بالفعل والنظر!!) إلى تمزيق البلاد ونشر الحروب وتضخيم الفواجع الإقنصادية والإجتماعية بحق هذا الشعب الطيب السمح الأبي!!

    لسنا من السذاجة لكى نتقبل كل دعوة ساذجة من قبيل…أذكروا محاسن موتاكم…هم في رحمة الله….لقد ماتوا في أيام (نورانية )…لقد كانوا من الأطهار….عفا الله عما سلف …لا عفا اله عنهم ولا سامحهم….فهم قتلة ودعاة فتنة وشقاق وهم مصدر مآسي هذا الشعب( دعونا من التمسح والنفاق ومحاولة إستدرار عاطفة جمهور يتم التنكيل به عياناً بياناً ،جهاراً نهاراً…..
    هؤلاء مثل جماعتهم (قتلة إنقاذيون بإمتياز)…خبرنا كتاباتهم في الصحف …أحاديثهم …ورأينا ممارساتهم….كيف أدعو لقاتلى بالرحمة….كيف أعفو عن سارق هناءتي ولحظة راحتى!!!ربع قرن من الأذى والترويع والنهب والتنكيل…كيف أعفو وأسامح!!ما نزل بهم هو مقدمات (لطيفة)من الرب الذي لا يهمل ،وإشارات ل(مكنونات موجبات ) عدالة إلهية مطلقة …نعرفها ونتلمسها نحن (الشعب والرعية) الضحية….إنه غضب الله المشهود في عالم الشهود!!

    اللهم أسألك أن لا تتغشاهم شآبيب رحمتك !!أرنا فيهم عجائب قدرتك!!
    نذكر ماذا فعلوا بضحاياهم…دز على فضل …شوهوه تعذيباً …أليس هذا السلوك شماتة؟!
    شهداء رمضان …كل يوم صوم بشهيد…أن تفتك بهم في سويعات..أليس شماتة؟!…أن تنهب مقتنياتهم الشخصية من ساعات ..وخواتيم و(دبل زواج وخطوبة)…ماذا نسمى هذا الفعل ياترابي ويابشير وياقوات مسلحة أليس هذا شماتة…وعندما تصادرحقوقهم وتتهمهم بالخيانة العظمى والعمالة للأجنبي أليس هذا شماتة….وعندما تحرم أبنائهم وبناتهم وذويهم من حقوقهم المعاشية والتى هى حصاد أياديهم…إذن ما الشماتة؟!
    الم يشمت فيهم المدعو محمد الأمين خليفة وهو على الشاشة البلورية متبجحاً (قبضنا عليهم وهم سكارى تفوح منهم رائحة الويسكى في رمضان)!!!
    ألم تشمت أعمدة الكتاب حينها ..حسين خوجلى …محمد طه محمد أحمد..تيتاوى..عروة..النجيب قمرالدين …قطبى…راشد…النحاس…وغيرهم في صحافة الإنقاذ حينها (الإنقاذ،السودان الحديث ،ألوان،االقوات المسلحة) وزينوا صحفهم وقتها ..نعم فلتكن حمراء من الدماء..والآن فقط وقفت الإنقاذ على قدميها….ألم تكن خطب البشير ،صلاح كرار، الترابي، ضحوى ،سبدرات،عثمان حسن أحمد،وعلى عثمان طه حينها منتهى الشماتة ….في صباحات العيد والتى إستحالت مآتم!!
    لقد حرمت الإنقاذ ذوى الضحايا من الشروع في إقامة مآتم ل(هؤلاء السكارى والصعاليك) وزجوا بعسكرهم وصعاليكهم ليحولوا دون العزاء لكن الجماهير رغم (حالة الطوارىء وحظر التجوال) لقنتهم درساً في الأخلاق والمثل والتعاضد والتعاطف !!
    أن تختطف جثامين الضحايا…,ان تحرم كل أم ،وأب،وزوجة،وطفلة، وطفل، من وداع (عزيز له وغال).أن تهيل عليهم التراب بلا غسيل ولا صلاة …أيها المرعوب…هو قمة الشماتة…لكنها شماتة مرعوب خائف وجل….ولا يزال!!
    وآخر ضحاياكم…عوضية عجبنا…فتيان نيالا …أشبال كتم …وأهوال كساب…صحفكم ومتحدثيكم في الإعلام لا يسمعوننا غير السخرية والشماتة!!ودونكم ما دونه الصحفي أنور عوض وحكى فيه تفاصيل إعتقاله ووقائع ماجرى معه من سلوك وفعائل واقوال يندى لها الجبين….وفي نهارات الصيف الرمضانى اللاهب…أما من رحمة…حقاً يا إلهى (من أين أتى هؤلاء!!؟؟)

    لم يكن هذا ديدن (السودانيين ) حيال الموت ، ولم يكن هذا أدبهم…(وبخاصة موت خصومهم السياسيين… بل حتى خصومهم الجنائيين من السراق والقتلة)وتشهد بذلك وقائع التاريخ وأحداثه القريبة)…سلوكنا حيال الموت إنه خاتمة المطاف ووقت الزلزلة…وأنهم ملاقوا وجه ربهم…وهو الأجدر بحسابهم….لكن الإنقاذ قسمت موت (الناس) …رتبته ولونته حسب أهوائها …فجعتنا بأدبها وسلوكها الموثق والمرصود
    في أكل لحم ضحاياها …أحياء وأموات!!،
    فهم مجرمون،كفار،صعاليك،سكارى، علمانيون،فساق،شيوعيون،ملحدون،عبيد حشرات،لا تليق بهم إلا العصا،عملاءللصهيونية،أولاد الغرب وأمريكا
    هكذا كان أدبهم:
    SHOOT TO KILL ،قشو ..أكنسو…ماتجيبو حي…ألحسوا كوعكم…الدايرنا يلا قينا برا…إلخ آخر هذه اللغة التى(أدبهم بها شيخهم الترابي وأزلامه من الأفاعى و القتلة.الحاقدين)

    نعم هلل الشعب حين تحول إبراهيم شمس الدين ورفاقه وطائرتهم إلى مجرد أشلاء…زغرد الشعب وفرح!!
    وحين قتل في عيد الأضحى (الزبير )..وهو الذى كان يتوعد الشعب بالمقتلة (تلت للطير..تلت للإسبير وتلت للزبير)….ذبح الناس الذبائح وزعوا الحلوى ..وهللوا للحساب العاجل!!
    لقد جعلت(الإنقاذ…الإسلام السياسي) الموت والقتل (مضحكة وجدارً للسخرية والتفكه والمنادرة)…عبر الإعلام وما يسمى ساحات الفداء…شهداء ..حور عين ..روائح مسك…طيور خضراء….ليأتى مشايخ الزور ومتأسلمى آخر الزمان أنفسهم قضاة النكاح…ليحيلوهم إلى مجرد (مسوخ…وفطايس)…والفطيسة (شيء معفن )أليس كذلك!!
    الإنقاذ من إبتدر (أدب الشماتة) على الموتى…والسخرية على الضحايا ومن ذهب!!
    الهم إنا نسألك أن
    تنزل سوط سخطك وعذابك بكل من (أتعسنا وعذبنا وقهرنا وشردنا…وبكل من ساهم في هذا النظام..نظام الإنقاذ بالجملة والتفصيل) وأن ترينا فيهم عجائب قدرتك ونحن أحياء شهود نسمع ونرى ونرفع أكفنا الغاضبة بالدعاء الراجم عليهم وعلى نسلهم….اللهم آمين.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..