بخيتة الهادي.. رائدة التعليم تستعيد ذكريات تاريخ المهدية.. حفيدة الأنصار

الخرطوم – سارة المنا
تحتشد شخصيتها بكل ملامح المرأة السودانية الأصيلة، الوجه البشوش والبسمة الرزينة والترحاب والحفاوة ديدنها لدى استقبال ضيوفها، تغدق عليهم ببشاشتها وأريحيتها الجميلة، إنها حفيدة الإمام المهدي الدكتورة بخيتة الهادي عبد الرحمن المهدى، واحدة من رائدات البلاد. وتقول سيرتها الذاتية إنها درست الابتدائية بمدرسة الرهبات ثم الأحفاد الثانوية وأم درمان الثانوية، والتحقت بجامعة القاهرة فرع الآداب قسم الاجتماع، وحصلت على درجة الماجستير من جامعة الزعيم الأزهري ونالت الدكتوراه من جامعة الإمام المهدي.
بخيتة تجلس اليوم على كرسي رئيس كلية الإمام الهادي تبذل لطلابها علوما وتغرس فيهم روح الوطنية المستمدة من سيرة الإمام.. جلسنا نحن إليها لتروي لنا روياتها في الحوار التالي:
حكايات عن المهدية
طفنا معها في مختلف القضايا والمواضيع، وكان لابد لنا من الإبحار في محيط المهدية وتلمس روايتها وانطباعها وقراءتها للثورة المهدية التي تؤكد بخيتة بأن الكلام عنها كثير جدا، ويجب تناوله من زوايا عدة، ولكن الثابت أنها ثورة غيرت نظام الحكم الموجود في السودان، وأحدثت تغيرات حقيقية، ولعبت دوراً بارزاً في الحياة السودانية بإحيائها للنواحي الجهادية والإسلامية والقيم الكبيرة. وأضافت أنها دخلت في تحدٍّ واستطاعت أن تهزم أكبر امبراطورية في العالم. وتضيف: الإمام المهدي كان قائداً متميزاً، وفيه ميزات القائد الناجح، وكان قدوة يحتذى، واستطاع في زمن وجيز أن يلتف حوله كل الأهالي السودان باختلاف انتمائهم، واتفقوا حول راية (لا إله إلا الله محمد رسول الله).
دروس وعبر
تواصل بخيتة حديثه قائلة: الإمام المهدي وضع خطوطاً عريضة، وأول مرة قاتل دولة إسلامية بحدودها المترامية المعروفة كان في بيت القضاء، وإذا رجعنا إلى سنوات سابقة إلى منشوراته وخطبة مليئة بالفقه، وإن الشيء المأخوذ من العلماء والمؤرخين أنهم يهتمون بالناحية العسكرية للمهدية، وهي دولة إسلامية فيها فقه ورسائل ومجاهدات كبيرة جدا، وكلٌّ خُصصت لها رؤية واضحة مبينة ومتصلة من الكتاب والسنة.
إحياء الجهاد وحب الوطن
تؤكد بخيتة: أظن أن الناس في الوقت الحالي يحتاجون إلى المهدية وروحها بإحياء الجهاد وحب الوطن والترابط والوحدة القومية، ووهم في حاجة إلى القدوة والتضامن والترابط. وأردفت: في رأيي أن الانتماء للوطن لا يختلف عن الانتماء للعقيدة، والمهدية أعطتنا مؤشرات لبناء الدولة واستقرارها واستمرارها.
كلية تاريخية
وعن كلية الإمام الهادي تقول بخيتة: أسست الكلية لتخليد ذكرى الإمام الهادي المهدي، وهو من الشخصيات المجتهدة والعاملة في سبيل الدين والوطن والقومية، وقد لعب دوراً كبيراً من أجل الإسلام والسنة، ومن أهم شعاراته أن يقيم شرع الله في السودان عن طريق الدولة الإسلامية الحديثة وضع مسودة الدستور المقترح سنة 1968م. ودعا إلى أن يجاز هذا الدستور وأجمعت عليه كل الأحزاب حتى المسيحية لأنها وجدت حقها محفوظاً فيه، كما أن أغلبية المجتمع السوداني والإسلامي وجد نفسه في الدستور. وتضيف: تمت إجازته في مرحلتي القراءة الأولى والثانية، وكان سيجاز عبر البرلمان ولكن الشيوعيين عجلوا بالانقلاب، ومثلما نميري قال (أتينا لتمزيق الورقة الصغيرة)، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس الكلية تخليدا لتلك الشخصية، ولعطائها ومجاهداتها كان لا بد من تخليد اسم الإمام الهادي بمؤسسة أكاديمية بدأت بمعهد دراسات إسلامية وتحولت إلى كلية وستكون جامعة.
رسالة مهمة
تقول بخيتة: تخليد الاسم الكبير أهم رسالة لكلية الإمام الهادي والحمد لله تطورت ونجحت، وأسست العام 2002م وهي الآن في طريقها إلى أن تصبح جامعة بها تخصصات مختلفة (شريعة وقانون ? آداب) ونسعى أن تكون كلية خاصة بالتربية، ونحن نهتم بالكليات النظرية العلمية والتربوية وأخيرا أصبحت الجامعات تدخل الشريعة والقانون وخرجنا عشر دفع. وأفادت بخيتة: تمت إجازة الكليات العلمية، فالمختبرات تبدأ في العام القادم بإذن الله، وحاليا مجتهدون في إنشاء موقع كلية الإمام الهادي مقر في أبوسعد مربع 19 وسترى النور من كلية إلى جامعة
اليوم التالي