مفردٌ بصيغة جمع الحنين-حب في “فرانكلن ملْز”

مفردٌ بصيغةِ جمعِ الحنين
حبٌ في “فرانكلن ملز”

أسامة الخوّاض
[email][email protected][/email]

*********************
حَبَبٌ من كؤوسِ المحبَّةِ،
يسَّاقطُ الآنَ فوقَ ” فرانكلين ملز”،
قطيعٌ من الغرباءِ،
يسيرُ إلى حزنِهِ،
والمحبةُ بيضاءُ،
بيضاءُ،
بيضاءُ،
من غيرِ ضوءٍ،
وينفتحُ المشهدُ الأمريكيُّ،
على امرأةٍ من نشيدِ الشذى،
وأنا،
ونعاسٌ خفيفٌ،
يلفُّ “فلي”،

هكذا يفهمُ الغرباءُ مصائرَهم،
في “فرانكلن ملز”:

“سيذهبُ كلُّ عشيقٍ إلى عشقِهِ”،
-هكذا مثلما قال “ويليام بن”* لأصحابِهِ-
وعلى ضوءِ بارٍ وحيدٍ،
على شارعٍ ضائعٍ،
قالتِ العنصريةُ للعنصريِّ:
لماذا يجيؤننا،
كالذبابِ على شطِّ “دلويرَ؟”

قالت أماندا لصاحبِها الإسبانيِّ المعذَّبِ:
“كانوا حيارَى هنا مثلَنا،
فلماذا على شطِّ “دلويرَ”،
سالتْ دماءُ الديوكِ؟”
?????.
?????..
……………………..
………………….. ?،

وقالت أماندا لصاحبِها الإسبانيِّ:
“لماذا أضَعْنا الهوى في دروبِ “فلي”؟

وقالت أناي الحزينةُ للبنتِ،
شعَّتْ يواقيتُها،
في سماءِ الكلامِ:

“لماذا أضَعْنا الهوى،
في أزقةِ نزواتِنا،
وانفعالاتِنا العدميَّةِ؟
ماذا يكونُ الجوى،
غيرَ دفءِ تشابكِ إحساسِنا المتوترِ في صالةِ السينما
وهذا هو الفرقُ بين المشاعرِ في السينما،
والمشاعرِ في صالةِ السينما”،
…………….
………………
…………………
…………………

….و هنا-في “فلي”،
قال “ويليام بن” لأصحابِهِ:
“سوف نبني مدينتَنا بالمحبَّةِ،
نسقفُها بفراديسَ مُخْضَرَّةٍ”
…………..
……………
……………..
……………،
قلتُ:
“يا حبُ كُنْ رَحِباً لأماندا،
وصاحبِها الإسبانيِّ،
وكُنْ مَسْكَنَاً،
لهواجسِ صاحبتي القرويةِ،
كُنْ ماهلاً لأناي،
وكُنْ فرحَ الغرباءِ،
ومشكاتَهم،
في دهاليزِ هذا الظلامِ العميق،
وللبنتِ طارت عصافيرُها،
في سماءِ ” فلي”،
……………….
……………….
…………………
واتَّكلتُ على الحُبِّ،
ذات حريقٍ،
وسِرتُ شريداً على وقعِ هذا النشيدِ الحزينِ المفاجئِ:
“……….فالهامشياتُ للهامشيينَ،
والعاشقاتُ القبيحاتُ،
للعاشقين القبيحينَ،
والصابرونَ،
جزاؤهُمُ الصابراتُ”،

اتَّكلتُ على العشقِ،
صُمْتُ عن البَوْحِ،
لكنني قلتُ لها،
“لفلي” قبل أن تتمكَّنَ من روحِها،
الانتهازيةُ المدنيةُ،
قبل حلولِ الظلامِ،
على وجهِها القمريِّْ
للفتى في المساءِ الدراميِّ،
طارت عصافيرُهُ،
ولقُبْلَتِنا العفويةِ،
في صالةِ السينما،
ولنونِ نصاعتِها،
ولباءِ براءتِها،
ولشينِ شساعتِها،
ولكلِّ حروفِ براءتِها
لصاحبتي القرويةِ،
ترعى هواجسَها،
ومشاغلَها،
في دروبِ فلي”،
قلتُ:
“فليكنِ الحبُ في الأرضِ،
ديدنُنا في مواجهةِ اليأسِ”،
لكنه لم يكنْ”،
………………….
…………………..
………………………
………………………

في مساءٍ من الثرثراتِ السجينةِ قلتُ لها،
لـ”فلي”:
هل أكونُ افتأتُ على العشقِ،
إذ أنه لم يكنْ منصفاً لأماندا وصاحبِها الإسبانيْ؟
لم يكنْ منصتاً جيِّدا لوساوسِ سيدتِي القرويةِ-طارتْ عصافيرُها في فضاءِ “فلي” اللازورديِّ،
قلتُ لهُ “هيَ كانت على الطرقاتِ المريبةِ طازجةٌ كالكلامِ على حافةِ الفقدِ،
فارهةٌ كيوتوبيا من العالمِ الثالثِ”،
العشقُ لم ينتبه لكلامي،
وعاقبني برحيلِ نُجَيْمَاتِ فاتنتي القرويةِ من ملكوتِ “فلي”
…………………….
………………….
……………………..
………………………….
…..وعلى شارعٍ جانبيٍّ،
يُحاذي “فرانكلين ملزَ”،
تقودُ الفتاةُ فتاها،
إلى عسلِ الروحِ،
تشعلُ بهجتَهُ،
فيقولُ لها باسماً،
في المساءِ المطرَّزِ بالبهجةِ المدنيةِ،
“كنتِ بخفَّةِ راقصةِ الباليه،
تخترمينَ قطارَ “فلي”،
وبما تملكينَ من الدَهْشِ الرعويِّ،
تُديرينَ مملكةَ السفرِ الكوكبيِّ،
وتبتكرينَ نهاراً بأكملِهِ،
وبأنجمِهِ،
في زمانِ الثلوجِ،
وكنتِ منمنمةَ الروحِ،
عاليةً،
كالنشيدِ المفصَّصِ بالصلواتِ،
وباذخةً كاليوتوبيا،
عليكِ اتَّكأتُ،
اتَّكلتُ،
انهمرتُ،
النهاراتُ طاعمةٌ،
كنساءِ “فلي”،
والمساءاتُ منعشةٌ،
كالنبيذِ الكاليفورنيِّ،
كنا غريبينِ،
يحتسيانِ المحبةَ،
في مقعدٍ حارقٍ،
في قطارِ” فلي” الشاعريِّ،
هُوَ اللهُ سوَّاكِ،
أعملَ فيكِ مواهبَهُ كلَّها،
ثم أعطاكِ أنبلَ ما في الوجودِ :
(الطهارةُ والاندهاشُ)،
هُوَ اللهُ سوَّاكِ لي،
واصطفاني على العالَمِينَ،
وهيّأ قربَكِ لي،
مقعداً طازجاً،
في قطارِ “فلي” الأُخطبوطيِّ،
………………………..
……………………..
……………………….
………………………
قلتُ لقلْبِ أناي الحزينةِ،
ذاتَ شذًى:
“إنها لم تكنْ في الإلاهاتِ،
لكنَّ جوهرَها الأنثويَّ،
يُجادلُ تعريفَنا للأنوثةِ،
سيدةٌ في المحبةِ،
كانتْ كمريمَ،
لكنَّها انفردتْ بالغوايةِ،
تنثرُ أنوارَها كاليراعةِ،
في مقعدٍ مرهقٍ،
في قطارِ” فلي”،
…………………
…………………
…………………..
……………………،
واتَّكلتُ على حائطِ “الريدِ”،
ثم بكيتُ،
وقلتُ لهُ،
“هل أتاكَ”،
“حديثُ متى؟”
………………………..
………………………
……………………..
…………………….
قالَ لي:
لم أجِدْ نسخةً منهُ،
قلتُ لهُ:
هذه نسخةٌ من بقايا “حديثِ متى”:

-فمتى نتزوجُ؟
-حالاً على وقعِ نأيٍ لذيذٍ،
-متى نتطلَّقُ؟
-حين تكفُّ دموعي،
عن الانهمالِ على كتفيكَ،
أوانَ العناقِ،
وحين يكفُّ جمالي،
عن الثرْثراتِ،
………………………….
…………………………
………………………….
………………………..
……مضتْ،
تركتني أُطاردُ مرثيَّةً عن غيابِ الهديلِ،
-أُفكِّرُ- إنْ كان صرصورُ كافكا سيصلحُ رمزاً لكُنْهِ علاقتِنا،
وأنا واحدٌ،
أحدٌ،
مفردٌ،
وبصيغةِ جمعِ الحنين
فيلادلفيا ?مونتري 2002-2006
_________________________________________________________________
*”ويليام بن” هو من “الكويكرز” المهاجرين من بريطانيا، وقد اشترى ولاية بنسلفانيا من ملك إنجلترا. أسَّس عاصمتَها فيلاديلفيا، وتعني مدينة “الحبِّ الأخوي”.
**”فلي” “Philly” الاسمُ المختصرُ الذي يُطلقه المواطنون على مدينتِهم فيلادلفيا.

تعليق واحد

  1. العزيز أسامة سلامات يازول يارائع ، وشكرا للراكوبة علي هذا الكلام العذب السهل الصعب الممتنع ، ومتي نصرخ مثل حمزاتوف داغستان ياوطني …. تهتف داغستان حمزاتوف ياولدي … ياكبدي

  2. ايوا يا خي خلينا في حكايات العشق والحزن القديم في زنقات فلي .. حتى لو تطور الأمر و(جابت) ليها بخور صندل وجين سيمور-2، بس ما تصدمنا تاني بي تبجيل لنبي آخر زمان (آخر).

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..