أخبار السودان

الجزيرة.. (مجاهدون!) بلا جهاد..!

عثمان شبونة
* صراعات ولاية الجزيرة الدائرة طوال الأيام الفائتة بين الجهازين التشريعي والتنفيذي تأتي من مورد واحد ملوّث و(مبقّع) هو الحزب الحاكم… يتابع الناس المحاصرون بالغلاء والأوبئة تلك الأجنحة التي تضرب بعضها بعضاً وتحتها المواطن يفتح فمه متفرجاً في معارك المجوفين من الفريقين… فريق الوالي محمد طاهر أيلا الذي (نوى استقباله أمس) بعد رحلة الوالي الخارجية.. ولا ندري متى ستنتهي بدع الاستقبال بما تحمله من غبار اللا وعي والاحتشاد (غير المبرر).. فالوالي لم يسافر إلى القمر..! أما الفريق الآخر من ذات الطينة فهم مناكفو الوالي الذين استغلوا مغادرته للولاية في ميقات أزمة السيول التي هدّمت؛ غمرت؛ قتلت.. وصنع ــ هذا الفريق ــ من فسيخها شربات؛ بل أن بعضهم ربما حمد الله سراً بفرصة مغادرة الوالي بالتزامن مع مصيبة الخريف؛ ليجد ضالته في تأليب الدوائر عليه بالقول: (أنظروا إلى واليكم.. ها هو يترككم مع الطوفان غير عابيء بكم) وهو قول حق أريد به باطل؛ لا يعنيني (كمواطن) يرى في الفريقين الضر؛ فالشجرة واحدة..!
* من مجمل هذا الصراع المشتعل بين مجلس الجزيرة التشريعي وجهازها التنفيذي؛ ومع شح أنفسهم (ضد هذا ومع ذاك) ينسى هؤلاء القوم الفاشلين بأن صراعهم أبعد ما يكون عن المواطن المنكد عليه في معيشته (من الغاز حتى الأُمباز).. أي طرف يدعي الانحياز لمصلحة المواطن؛ حتى وإن أسفرت الحقيقة عن كونها صراعات (شخصية) صرفة؛ أو ذات طبيعة تتعلق بمصالح ذاتية بحتة؛ كما ترتبط بأطماع سلطوية تتمثل في الجميع بلا فرز؛ باعتبار أن السلطة صارت من الأمور التي يستميت من أجلها جماعات المؤتمر الوطني.. هذا الحزب المشوب في جسدِهِ بزعانف الحركة الإسلامية؛ بكل ما تحمله من بذور الفشل والهمود..!
* وما من صراع تشهده الولايات إلاّ كانت الخرطوم مركزالتأجيج؛ فقادة الحزب فيها لا هُم متفرغون لحسم الكائنات الفوضوية في حزبهم؛ ولا هُم متفرغون لحاجات الجماهير واستقرار الحياة.. (يكفي أن قصورهم آمنة).. فهل من حصيلة مثمرة للإنسان من صراعات الجزيرة؟! كلا.. سيكون عليه دفع المزيد من الثمن نظير التدني المستمر في واقعه؛ فالكافة منصرفون عنه… التشريعون والتنفيذيون مشغولون بالمصائد لبعضهم البعض.. وبإهدار الوقت في الحجج الميتة والحجج المضادة الأكثر مواتاً..! ولأن الصراع في الجزيرة أحيا بعض (أموات) الحركة الإسلامية بصحبة خزعبلاتهم؛ يأتينا الصوت النشاز من وسط المطحنة الدائرة باسم (هيئة حماة الشرعية)..! هذه الهيئة كما يوضح خبر (الجريدة) تساند مجلس تشريعي الجزيرة.. تنتمي إلى جماعة الحركة الإسلامية؛ والتي ما يُذكر اسمها إلاّ وتداعى للذاكرة كل فجٍ (عقيم)..!
* الهيئة حسب الخبر (تقدمت بطلب لمعتمد محلية مدني الكبرى، ورئيس لجنة أمن الولاية للتصديق لها بمسيرة سلمية، وبررت خطوتها ــ حسب الطلب الذي تحصلت الجريدة على نسخة منه ــ بدعم المجلس التشريعي بالولاية لقيامه بدوره كاملاً في حماية الولاية وانسانها، ومواصلة لمسيرةٍ خطّ طريقها الصادقون والمجاهدون). انتهى.
* هل المجلس التشريعي يُدعّم بالتكتلات؛ أم هي (طوارئ الفوضى) يفرضها هؤلاء ويفترضونها لأغراض في أنفسهم لا علاقة لها بحماية إنسان الولاية..؟! ومن ماذا يحمونه إذا كانت الحركة الإسلامية هي أصل كل داء؟! وماذا خط (المجاهدون المزعومون) وفي أي مضمار جاهدوا؛ وما هو (محصول) جهادهم؟! إن من قال (الجهل مصيبة) فقد أبلى بلاءً حسناً..!
* لماذا يصر البعض على إقحام فضيلة الجهاد في (بخس دنياهم)..! هل ما كان يدور في السودان خلال العهد الراهن له علاقة (بالجهاد الحق)؛ أم هو سمادير وأوهام تتراءى؟!
* من هُم الصادقون على مدار العهد المذكور؟ وها أنتم ترون حصيلة (صدقهم وجهادهم!!) تدميراً للوطن الكبير.. ودونكم مشروع الجزيرة..!
* أليس من الرعونة أن يلوك البعض كلمة (الجهاد) العظيمة؛ وهم لا يعون بكيفها ومعانيها السامية؟! أم الجهاد لديهم يعني شيئاً لا علاقة له بالله أو بالدين؛ وإنما بزخرف المادة التي يتقاتلون حولها الآن بمنأى عن مصالح العباد.. أعني فرِق مكافحة (الفضيلة) من التشريعيين والتنفيذيين..!
أعوذ بالله
ـــــــــــــــ
الجريدة ــ الثلاثاء

تعليق واحد

  1. من اقوال حسن مكي
    هؤلاء أرادوا لجامعة الخرطوم ان تكون ثكنة عسكرية
    البرلمان مسرح في الهواءومنابر للإخراج ولا حول ولا قوة لهم
    وحتي الحزب الحاكم واحد من منابر الإخراج ومسرح مهم ولا حول ولا قوة له
    (والصحفي بيسأل حسن مكي)
    معقول الدكتور ابراهيم احمد عمر في برلمانه مجرد مسرح ومنابر إخراج
    وهذه المرة يجيب العبد لله البرلمان مجرد حروف متناثرة لاتفيد المواطن بشي (ج ه غ ف ى ب ل ث ب ر ؤ ة و ك دظ ط ح ه ف ث ص ض ش سيب ل ظ د ) تصطف تلقائياً وتكون جملة عدائية شرسة ضد الموطن لتنا صر الحكومة وتظلم المواطن
    من خلال هذا المنبر الحر
    أنا المواطن المظلوم ( جامعة الخرطوم ثكنة عسكرية)
    اتقدم بطلبي هذا لفخامة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير
    بإلغاء البرلمان واسناده دوره لسيادتكم والاستفادة من مراتبات ومخصصات أعضاء البرلمان تحويلها في تجهيز وصيانة المداراس والمستشفيات
    كما إقترح عسكرة التعليم (مثالاً) يجند كل طلبة الأساس في الجيش او الشرطة كل طالب حسب رغبته شرطي او جندي تحت إمرة العميد (حميدتي ) أو اللواء هاشم
    يمنح طلاب مرحلة الأساس رتبة وكيل العريف واذا ما انتقل لمرحلة الثانوية يمنح رتبة الوكيل عريف وعند مرحلة الجامعة يرفع الطالب لرتبة الرقيب
    ويرفع كل طلاب الجامعات لرتبة الصول مباشرة بعد تخرجهم من الجامعات وبهذا سيدي المشير تكون قد تعسكرت كل جامعات السودان ( لا صداع ولا مظاهرات) وفي هذا ضامن لبقاءكم في الحكم خالدينا فيها ابداً وعلي اقل تقدير 100 سنة مضمونة كما قال حامدكم الممتاز (رضي الله عنه)
    كسرة علي نهج الفاتح جبرا
    وبعسكرة الجامعات بإمكانكم إستخدام النهرة والطلقة عادي ما خلاص الجماعة ديل اصبحوا عساكر او واحد يعمل مجمجة أدوه طلقة في رأس وقول لأهلو مات في التدريب وقانون العسكرية عشرة في المية خسائر عند التدريب وتعظيم سلام لسيادتكم وتعظيم سلام للتعليم في سوداننا الحبيب في عهدكم الطيب المبارك الميمون
    وشكراً جزيلاً سيدي المشير مع فائق الاحترام والتقدير واتمني ان يجد طلبي هذا القبول والرضي
    مقدم الطلب خادكم المطيع جامعة الخرطوم ثكنة عسكرية

  2. ليس غريبا أن يتصارع الطرفان صراع مصالح فهذا ديدنهم أهل المؤتمر البطني ..ولكن الغريب أن يقحم الحزب الشيوعي نفسه في هذا الصراع المصلحجي الذي ليس له علاقه البته بهموم المواطن المغلوب على أمره ….وقالوا الفاضي يعمل قاضي

  3. ليس غريبا أن يتصارع الطرفان صراع مصالح فهذا ديدنهم أهل المؤتمر البطني ..ولكن الغريب أن يقحم الحزب الشيوعي نفسه في هذا الصراع المصلحجي الذي ليس له علاقه البته بهموم المواطن المغلوب على أمره ….وقالوا الفاضي يعمل قاضي

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..