قيادي بحركة غازي : الحالة الاقتصادية تعتبر نتيجة حتمية تجسد الفشل في السياسات الاقتصادية والسياسية،

جرأة الرجل في طرح آرائه تجبرك على أن تمحص كلماته وبدقة فائقة، حتى لا تقع في المحظور، وتتعدى الخطوط الحمراء .. د. أسامة توفيق الأمين السياسي لحركة الإصلاح الآن، كلما وجد فرصة لينال من أخوة الأمس، ابتهلها وصب جام غضبه على الحزب الحاكم، فقد خرج من صفوف المؤتمر الوطني، وكون مع دكتور غازي صلاح الدين وآخرين، (حركة الإصلاح الآن) بعد أن عجزت حركتهم الإصلاحية أن تغير من واقع حزبهم القديم … (آخر لحظة) جلست مع الرجل واستنطقته في عدد من القضايا الحزبية والوطنية، سياسية واقتصادية وأمنية فالى مضابط الحوار:ـ

حوار : ناهد عباس

* أين الإصلاح الآن من الحراك السياسي؟
الإصلاح الآن موجوده وبثقل، لكننا نعمل الآن ضمن تيار قوى المستقبل للتغيير، وهذا تحالف عريض يضم (30) حزباً ورئيسه غازي صلاح الدين، ووجدنا أن العمل في إطار أوسع أنفع وأفيد ووجود (150) حزباً في السودان عملية ليست منطقية، ونأمل أن يحدث دمج لبعض الأحزاب ذات الرؤى السياسية الموحدة .
* كيف تنظر للكم الهائل من الأحزاب الموجودة الآن ؟
كثرتها غير منطقية، وفي الديكتاتورية عادة تكثر الأحزاب، وفي الديمقراطية يتقلص العدد، وفي دول العالم الديمقراطي يوجد (حزبين ثلاثه بس)، وزيادة الأحزاب ناتج عن الكبت الذي يمارس، فكل قوة تريد أن تعبر عن رأيها، وعندما لا تتاح لها الفرصة تسعى لتكوين جسم تعبر في داخله عن رؤيتها، ويحدث بعد ذلك انشقاقات متتالية، والأنظمة الديكتاتورية تسعى إلى تجزئة المجزأ.
* قوى المستقبل قادت وساطة بين أطراف التفاوض، وقدمت مبادرة للوساطة الإفريقية، هل هنالك دعوة قدمت لكم؟
– تم تقديم دعوة من الآلية رفيعة المستوى لقوى المستقبل، وعلى رأسها الدكتور غازي في مفاوضات أديس، وأيضاً في التوقيع على خارطة الطريق، ومع أننا غير معنيين بالتوقيع، إلا أن دور قوى المستقبل كبير جداً، لأن كل الأطراف تثق في أطروحاتنا، بدليل أن أمبيكي وجه دعوة رسمية لغازي، وكنا موجودين، وعملنا على تقريب وجهات النظر بين الحكومة والآلية رفيعة المستوى والمعارضة، وقمنا بدور كبير ساعد على حث الأطراف للتوقيع على خارطة الطريق، وتقدمنا بمقترح بعدم التفاوض حول الترتيبات الأمنية أولاً، فلا يمكن للحركات المسلحة أن تكشف عن مواقعها وأسلحتها لأن هنالك أزمة عدم ثقة، وكانت رؤيتنا أن يسير المساران سوياً السياسي والأمني، فجلوس كافة الأحزاب للتفاوض حول المسارين يمنح الحركات اطمئناناً، ولكن لم يستمعوا لتلك النصيحة ويبدو أنهم سيرجعون لها.
الحكومة والمعارضة تثق فيكم كما قلت لماذا إذن لم تقوموا بتقديم أطروحة جديدة يتفق عليها الطرفان؟
نحن في اجتماعات دائمة بصدد تقديم مبادرة تطرح في الأيام المقبلة، بعد أن تستلمها الآلية، سنقوم بالكشف عن تفاصيلها ومتفائلين جداً بإتمام الاتفاق حول الترتيبات الأمنية والسياسية .
بعد منع زعيم الحركة غازي صلاح الدين من إلقاء كلمة داخل الجمعية العمومية للحوار الوطني ماهو رأيكم في مخرجات الحوار وهل تغير موقفكم منه؟
أبداً لم يتغير موقفنا، وموجودون داخل الحوار، وماحدث نسميه غيرة سياسية وكيد سياسي، ونحن تعاملنا بكل رقي مع الأمر، وتقدمنا بطلب لألقي كلمة داخل الجمعية، وتم الرد بخطاب مكتوب بأنه لايوجد كلمات عامة، وبعد ذلك أعطوا الكلمات لكل من هب ودب، وطالبنا بمخرجات الحوار بموجب خطاب رسمي وقع عليه دكتور غازي للأمين العام للحوار وللجنة (7+7) ومضى عليه شهر ولم نتسلم المخرجات .
اجتماعاتكم مع لجنة (7+7) هل توقفت ؟
أبداً هي مستمرة وكان هم الحكومة الرئيسي إدخالنا في اللجنة، وتبقى (8+7) وقلنا لهم إن وجودنا خارج هذه الأطر يسهل علينا عملية الإقناع، ولم نكن حريصين على وجود كرسي لنا، وكل حرصنا جمع الأطر السياسية في بوتقة واحدة، وبعد أن جلسوا معنا علموا أن همنا لم يكن التمثيل .
توقيع نداء السودان لخارطة الطريق كيف تنظرون له ؟
ممتاز وسعينا لكي توقع نداء السودان علي خارطة الطريق، وأي اتفاق بين الضدين هو لمصلحة الشعب .
يقال إن قوى نداء السودان رفضت انضمامكم لها ؟
نهائي لم نطلب الانضمام لا حركة ولا قوى المستقبل للتغيير لقوى نداء السودان، ولم يقل بذلك عرمان كما قيل، وهذا الحديث مجرد اختلاق من جهات بعينها .
يصفونكم بانكم معارضة ناعمة تسعى لترقيع النظام؟
رد ضاحكاً (عايزننا معارضة مسلحة يعني) رغم الغبن الذي وقع علينا نحن ضد العمل المسلح، وضد أن نلقي بأنفسنا في معركة مجهولة النتائج، وندعو للحوار والتغيير تحت السيطرة، ونعلم تماماً أن أي تغيير يتم بطرق غير سلمية سيفجر السودان، لان القبلية والجهوية والجهل متفشي فيه بصورة كبيرة، وإذا انفجر سيصبح اسوأ حالاً من سوريا، ونحن على قناعة بأن الحل بالعنف لايجدي، ولابد من الحوار الشامل والوافي، والذي يفضي إلى ايقاف الحرب، غير ذلك يعتبر حواراً منقوصاً لامعنى له .
كيف تنظر حركة الإصلاح الآن للحالة الاقتصادية بالبلاد ؟
الحالة الاقتصادية تعتبر نتيجة حتمية تجسد الفشل في السياسات الاقتصادية والسياسية، ولايكمن حلها في القبض على تجار العملة أو أي عمليات عنف، بل في الحل السياسي الشامل وهو المدخل الرئيسي لحل المشكلة الاقتصادية بايقاف الحرب وتحقيق السلام، وعند ذلك ترفع العقوبات عن السودان ويتدفق المستثمرون عليه، وأي حل غير ذلك فاشل، وإذا طُبعت عملة سيحدث تضخم .
مع اقتراب أيام انعقاد مجلس حقوق الانسان في جنيف ماهي توقعاتكم لقرارات المجلس بشأن السودان؟ هل سيبقي تحت البند العاشر أم هنالك تطورات ايجابية في ملف حقوق الانسان في السودان ؟
على حسب التقرير الذي إطلعت عليه سيظل السودان تحت البند العاشر، وستشدد العقوبات، فلا يوجد مايبشر في التقرير بتخفيف العقوبات، وربما يوضع تحت البند السادس، وهنالك بعض العناصر حريصة على عدم حل تلك المشاكل، وتعمل على أن يبقى السودان يعيش في نزاعات دائمة خوفاً على مصالحها ووجودها.
عناصرتريد أن يستمر الوضع… ؟
مقاطعاً ..نعم وداخل الحزب الحاكم
الخلافات بالمجالس التشريعية والتنفيذية التي حدثت بالولايات ماهو تفسيرك لها ؟
ماحدث هو اعتراض على قرار التعيين للولاة من خارج الولاية، وهذا يدل على أن المؤتمر الوطني سيطرت عليه الجهوية والقبلية وأصحاب المصالح، وهنالك تيار إصلاحي واحد داخله كل مايحاول النهوض يجد سلطة أعلى منه تمنعه من أن ينهض، وبدأت عمليات تصفية الحسابات داخل الحزب تظهر علي الملأ من خلال ظهورعدد من قيادات المؤتمر الوطني بقضايا اختلاسات ونهب أموال، وكطبيب وقارئ للتاريخ أرى أن علامات الاحتضار ظهرت على الحزب الحاكم، وعلى الرئيس أن يستغل الفرصة ويعرف أنه لايوجد حزب شمولي يستمر، والروشته التي أنصح بها يجب تفكيك الحاءات الثلاثة (الحزب – الحركة -الحكومة) .

اخر لحظة