كمّل جميلك تممو.. يا ريس

بشفافية

كمّل جميلك تممو.. يا ريس

حيدر المكاشفي

أذكر أنني قبل عدة سنوات، وفي مناسبة شبيهة بالتي أنا بصددها اليوم، كتبت مناشدة للسيد رئيس الجمهورية، أرجوه فيها ان يلحق قراراً مفرحاً كان قد أصدره حول شأن من الشؤون العامة بآخر يتصل بذات الشأن، أو ربما بشأن آخر ذي تماس مع الموضوع، موضع القرار، حتى تصبح الفرحة فرحتين، وكان العنوان إن لم يكن بالحرف هو «كمّل جميلك يا ريس»، فالمؤكد أنه لم يخرج من هذا المضمون، وسبب تأكدي هذا ليس مرده لاستجابة رئاسية لما كتبت انطبعت في الذاكرة وتحديداً في جزئها الذي يختزن الاخبار والأحداث المفرحة، بل كان مردّه للأسف لهجوم كاسح على شخصي الضعيف قاده أحد الزملاء الاصدقاء من كبار الكتّاب ذوي الشهرة والصيت، وتحالف معه ضدي آخرون وصموني بـ (الانبطاحية) ووصفوني بـ (المرتد)، ومن كان رحيماً بي كان يضعني في خانة «الموادع»، وكان بعضهم أول ما يلتقيني بدلاً من أن يبادرني بالسلام، يصفعني بالعبارة «كمّل جميلك يا ريس» – على سبيل التريقة والسخرية-!..
والواقع أنني لست ممن يعتقدون بأن للرؤساء وكل من وليَّ أمراً عاماً من أمور الناس «جمايل» عليهم، بل أعتقد جازماً ان كل ما يفعلونه ويكون فيه صالح الناس وفائدتهم إنما هو واجبهم الذي ينبغي عليهم أن يؤدوه كاملاً غير منقوص، وبهذا المعنى فلا شكر ولا جميل على واجب، وأذهب إلى أبعد من ذلك، لأقول إن من يقصّر منهم في أداء هذا الواجب كما ينبغي، دعك من أن يأتي بأفعال وأقوال وسياسات جالبة للأذى والضرر، لا يستحق معها أن يبقى في موقعه مقدار ساعة، فهو إما أن يستشعر أمانة التكليف فيستقيل أو يكون (ثقيلاً) فلا يستشعرها، وفي هذه الحال لابد أن يُقال، ولكن الرغبة في دفع الضرر أحياناً قد تضطرك لتقديم بعض التنازلات غير المضرة أو المخلة بمبدأ أساسي، هكذا قدّرت، فقد أظلّنا زمان صار فيه غالب الحكام يديرون بلادهم ويصرّفون شؤونها وكأنها ضيعاتهم الخاصة أو أملاكهم الشخصية، لدرجة جعلت البسطاء والعامة يحسبون أن أي جميل ومفيد منهم انما هو من «جمائلهم» وأفضالهم، ثم غير ذلك فإن الثناء على الفعل الخيّر والتنويه به وإن جاء من الحاكم ورغم أنه ليس فضلاً منه ولا منة، إنما يأتي كتحريض وتشجيع على فعل الخيرات، بهذا آمنت وعليه كتبت..
واليوم، وعلى ذات الهدي نجدد الكتابة ونقول للرئيس الذي أصدر توجيهاً صدر بموجبه قرار من جهاز الأمن بفك الحظر عن الزميلة صحيفة «الانتباهة»، إن يكمل جميله هذا ويتممه بإصدار توجيه مماثل يفك أيضاً أسر الزميلة صحيفة «رأي الشعب»، ويطلق سراح محكوميها الثلاثة أبو ذر والطاهر وأشرف، خاصة وأن قرار الإفراج عن «الانتباهة» قد جاء كما أذيع وأشيع على خلفية الطلب الذي تقدم به اتحاد الصحافيين للرئيس ملتمساً ليس فقط رفع الحظر عن «الانتباهة» بل رفعه أيضاً عن «رأي الشعب» وإطلاق محكوميها، إلا أن المحصلة النهائية انتهت فقط إلى عودة «الانتباهة» للصدور مجدداً، ولم يصدر شيء لا سلباً ولا إيجاباً عن البقية، مع أن التقدير الأمني والحكم القضائي الذي أوقف بسببه الصحافيون وتوقفت الصحيفتان كان متطابقاً تقريباً في الحيثيات التي استند عليها قرار الايقاف وحكم التوقيف، وهي تهديد أمن الدولة ووحدتها ومصالحها العليا، ولهذا كان المؤمل حين وجد التماس الاتحاد الاستجابة، أن تأتي الاستجابة شاملة، فيطلق سراح الصحافيين الثلاثة ويفك حظر «رأي الشعب»، ولكن لأن هذا لم يحدث، لم أجد بُداً من إطلاق المناشدة مجدداً، «كمّل جميلك يا ريس» وليمت أصدقائي الشانئون بغيظهم.

الصحافة

تعليق واحد

  1. حيثيات قرار الايقاف تقول التهديد بامن البلاد!!! وهل فضل للبلاد امن!!!عادت الانتباهة لانها لا تتكلم في امر ادارة البلد السيئة التي اورثت الشعب البؤس و الشقاء، فيما يبدو ان الحكومة يئست من الحفاظ علي الوحدة فلتتطلق يد صحيفة الانتباهة لتقول ما تشاء في عنصريتها و توجهها الانفصالي، اما راي الشعب فهي عدوتهم لانها تغض مضاجعهم و تهدد جلوسهم علي كراسيهم.شان الحكومات القمعية حينما تشعر باي تهديد علي كراسي سلطتهم. لهذا لا مانع لهم في ان تعود الانتباهة و تظل راي الشعب مغلقة

  2. نستغرب ان نطلب من لاحيلة له ان يعطى الحرية للذى لدية الحيلة والقدرة علي الصبر في وجه الضالم الطاغي الذى اوشك تاريخه غلي الافول 0 اخي اباذر انك في مهبط الحرية لا في مهوى السجن فانت الذى سجنتهم بقلمك وشجاعته
    عندما انزوى الاخرين خوفا وطمعا ونقول لك تلك القولة القديمة الطاغي الباغي قد اخفق لن ينفعه الطرف الباقي 0

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..