أخبار السودان

ومَن اعتدى عليكم !!

زهير السراج

* يبدو أن الحكومة لم يكفها الدماء الكثيرة التي تسيل، والأرواح التي تهدر في الصراعات المسلحة والحروب الأهلية التي تدور في أجزاء واسعة من البلاد، فتطلب المزيد بفتح باب العنف على اوسع نطاق ونشر روح العداوة والتناحر والاحتراب في المجتمع ومبادلة الاعتداء بالاعتداء، وإلا فكيف نُفسّر السلبية الشديدة التى تتعامل بها الأجهزة الحكومية المختلفة مع الإرهاب والعنف البدني واللفظي والجرائم الوحشية التي وصلت الى حد (السحل)، التى تُرتكب ضد الأطباء والكوادر الطبية المساعدة فى أقسام الحوادث بالمستشفيات بواسطة افراد الشرطة والقوات النظامية الأخرى، بدون أن يجد المعتدون حتى مجرد التقريع أو التوبيخ، دعك من العقاب الرادع، أو إتخاذ الاجراءات القانونية التي تُكبّلها الحصانة الغريبة التي ميزتهم بها الحكومة دون سبب معقول إلا تزلفاً لهم لحمايتها من غضب الشعب!!
* مئات الحالات من الاعتداءات الوحشية ضد الأطباء تناولتها الصحف وأثارت انتباه الرأي العام فى السودان وخارج السودان، وكتب عنها الكثيرون مطالبين الدولة بالتعامل معها بحسم، وتضرر منها المرضى بتوقف العمل في المستشفيات، ولم تفعل الدولة شيئاً سوى بذل الوعود الكاذبة بحماية الاطباء ومعاقبة المعتدين، كان آخرها وأعلاها صوتا الوعد القاطع الذي أطلقه وزير العدل فى مارس الماضى باتخاذ أقسى الإجراءات ضد المعتدين ــ وعندما يتوعد ويهدد وزير العدل فعلى الجميع أن يصدّق ويستبشر خيراً ــ ولكن ذهب الوعد كغيره أدراج الرياح، وكأن الحكومة تتعمد إهانة الأطباء وإذلالهم ومرمطة كرامتهم على أيدي من أعطتهم الحصانة الظالمة وأطلقتهم فى الأرض للإعتداء على الناس .. مرة مواطنين مساكين أُخرجوا من ديارهم بدون حق، ومرة صحفيين يتابعون الأحداث بما يمليه عليهم الضمير المهني، ومرة اطباء يخففون معاناة المرضى وينقذون الأرواح وهم يعملون فى ظروف غاية في البؤس والسوء، وغيرهم من أفراد المجتمع المغلوب على أمره !!
* قبل يومين من عيد الأضحى المبارك هجمت على قسم الاصابات والحوادث بمستشفى ودمدنى دورية كاملة من أفراد الشرطة المدججين بالسلاح وروح العنف والكراهية (7 أشخاص)، واعتدوا على طبيين أعزلين بريئين أثناء ممارسة واجبهما الإنساني في إسعاف مريض داخل غرفة العملية الصغيرة، بدون أى سبب أو مبرر سوى أنهما طلبا من أفراد الدورية أن يحملوا المريضة مجهولة الهوية التي أتوا برفقتها الى داخل الغرفة لمعاينتها لعدم وجود مرافق لها، وهو ما استكثره رجال الشرطة على أنفسهم وعدوه إهانة لهم، ورفضوا القيام به، رغم انه عمل بسيط يجب أن يقوم به طوعاً واختياراً كل من يتميز بالرجولة والإنسانية دعك من رجال شرطة عتاة غلاظ، واجبهم (حماية وخدمة الشعب) الذي يأخذون عليه الأجر، ولكنهم رفضوا وأخذوا يوجهون الإساءات البالغة لكل من يعمل بالمستشفى، وعندما طلب منهم الطبيبان الإلتزام بقواعد الأدب والاحترام، اعتدوا عليهما وألقوا بهما كالخراف في عربة الدورية، وجروهما جراً الى القسم تحت اللكمات والصفعات والشتائم ..إلخ، ثم كان ما كان من توقف زملائهم عن العمل والدخول في إضراب مفتوح حتى تتخذ الدولة الاجراءات الكفيلة بمحاسبة المعتدين، وعدم تعرض للأطباء للاعتداء!!
* لا يمكن لأحد أن يفهم كيف تسمح أية دولة باذلال اطبائها والاعتداء عليهم كل يوم ممن يفترض ان يوفروا لهم الحماية ويعينوهم على أداء واجبهم الإنساني، إلا إذا كانت تتعمد بث روح الكراهية بين القوات النظامية وبقية فئات المجتمع، ونشر العنف، وإرغام الناس على حمل السلاح ومبادلة الاعتداء بالاعتداء لحماية انفسهم، وهو أمر يكفله الدين والقانون، وتُحتّمه قواعد الكرامة والرجولة!!
الجريدة

تعليق واحد

  1. الحكومة تقول لنا استاذنا الفاضل لقلوبنا لأننا خلاص مريد مخرج وها نحن نضرب في الصفوة الأطباء ومتحدان وأتمنى من الله ان تكون هذه الاعمال نهايتهم

  2. لا سيادة لرعاة الارهاب ولا حصانة لهم من تطبيق العدالة وحقوق الانسان الذي كرمه الله، بالعكس تماماً هذا قانون رباني واسلامي مية بالمية، بس فالحين للجري والاحتماء بميثاق الأمم المتحدة وناسين شريعة ربنا الذي يأمر بالعدل والاحسان ومن لم يأتمر بذلك بلا سيادة بلا بطيخ

  3. لا يستطيع احد امتطاء ظهرك الا اذا انحنيت….فعلى الاطباء ان لا يحنوا ظهورهم و هم حملة شهادات لا تحوجهم الى مثل هؤلاء الحثالات

  4. لعنة الله على هذه الطغمة التي دمرت البلد، لاقانون .. لا عدالة .. لا خدمات. . لا بنية تحتية.. لا كهرباء زي الناس .. لا موية زي الناس .. لا تصريف مياه ولا صرف صحي زي الناس .. غلاء طاحن .. زيادات في الرسوم والخدمات الحكومية.. اقرار اي زيادات تزيد ذل العباد .. حروب .. مكابرة .. كذب .. نفاق .. سرقة للمال العام .. تقريب المجرمين ورعايتهم .. تدمير كامل شامل للبلد.. تدمير شامل وكامل لمستقبل اطفالنا.. ده شنو ده .. ماذا ومن يحكم اخوان هولاكو هؤلاء ، واين نحن .. كسرة، للنهاية حتكون مريرة،

  5. العكاز من الكلب
    بقينا ملطشة و كل ذلك لخوفنا من حمل العكاز انا وانت و ولدى و ولدك و بنتىى و بنتك و مرتى و مرتك شوف بنعمل كم عكاز
    بس خلو الخوف ديل ما ارجل منك و لا اشجع و الحرامى فى راسه ريشة
    فى السوق فى الحى اعرف عدوك واجهه خلى اعرف و عرف غيرك افضحوهم ليتواروا خلف كافورى
    بس لازم تعرف ان كل هذه الكلاب هى من اكلت غداك و لىس سيد الكلاب وحده

  6. العكاز من الكلب
    بقينا ملطشة و كل ذلك لخوفنا من حمل العكاز انا وانت و ولدى و ولدك و بنتىى و بنتك و مرتى و مرتك شوف بنعمل كم عكاز
    بس خلو الخوف ديل ما ارجل منك و لا اشجع و الحرامى فى راسه ريشة
    فى السوق فى الحى اعرف عدوك واجهه خلى اعرف و عرف غيرك افضحوهم ليتواروا خلف كافورى
    بس لازم تعرف ان كل هذه الكلاب هى من اكلت غداك و لىس سيد الكلاب وحده

  7. نفسي اعرف والله الناس ديل عايشين وين وكيف،،،يا كافي البلا لا بسمعو لا يشوفو …كل يوم نسمع بمثل هذه الاعمال المنحطة والغير مسئولة..ونرى استياء كل الخلق من هذا العبث …ورغم ذلك يواصلون ليه..اها يا جماعة الفضل لينا شنو ؟

  8. بالمناسبه يادكتور الجماعه البربطوا المناديل الحمر على رؤوسهم اسمهم منو ؟اظن الدبابين مش كدا ؟ وين اختفوا الايام دى ماشايفهم . امكن بدربوا استعدادا لمحاربة اسرائيل وامريكا التى دنا اجلها .

  9. نفسي اعرف والله الناس ديل عايشين وين وكيف،،،يا كافي البلا لا بسمعو لا يشوفو …كل يوم نسمع بمثل هذه الاعمال المنحطة والغير مسئولة..ونرى استياء كل الخلق من هذا العبث …ورغم ذلك يواصلون ليه..اها يا جماعة الفضل لينا شنو ؟

  10. بالمناسبه يادكتور الجماعه البربطوا المناديل الحمر على رؤوسهم اسمهم منو ؟اظن الدبابين مش كدا ؟ وين اختفوا الايام دى ماشايفهم . امكن بدربوا استعدادا لمحاربة اسرائيل وامريكا التى دنا اجلها .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..