الخرطوم.. عيد بدون ابتسامة.. خروف بالدين

الخرطوم – محمد عبد الباقي
القصة التي بين أيدينا حدثت وقائعها في العام الماضي، لكنها تصلح أيضاً لعكس جانب من حال السواد الأعظم من الناس هذه الأيام. وقصتنا المعنية بدأت بحديث هامس دار بين سيدتين داخل إحدى مركبات النقل العام المتجهة من وسط الخرطوم نحو منطقة السلمة جنوب الخرطوم. استمر الحديث هامساً إلى أن بدأ يرتفع رويداً رويدا، حتى بلغ مبلغاً جعله مسموعاً لكل الركاب الذين فرغ بعضهم لتوه من شجار مع الكمساري كاد يغير اتجاه الحافلة إلى قسم الشرطة بسبب تسعيرة تذكرة المواصلات غير المتفق عليها.
خلاصة حديث السيدتين أنهما ذهبتا إلى سوق ليبيا بأمبدة لأجل شراء ملابس العيد لأطفالهما، لكنهما عادتا دونها بسبب غلاء الأسعار الذي جعل ثلثي المواطنين يعزفون عن مجرد التفكير في الحصول على ملبوسات جديدة، وأنهم ? أي المواطنين- اكتفوا بـ (الفُرجة) من منازلهم فقط.
إبرام اتفاق
هذه هي وقائع القصة التي طفحت من دواخل السيدتين اللائي لم يكتفين بمعايشتها بل أصرتا على تداولها بينهما كـ (سر)، لكنها وصلت إلى مسامع معظم ركاب الحافلة.. بنهاية القصة دبرت السيدتان خطة تمثلت في تجديد الوعد لأطفالهما بالذهاب بعد العيد للسوق لأجل شراء الملابس وألزمت إحداهما الأخرى الصمت بأن لا تفشي السر للأطفال خوفاً من ردة فعل منهم غير مضمونة العواقب وتجبناً لغضبهم على مشارف العيد، وعلى هذا تواثقتا. على بعد مقعدين من المرأتين كان يجلس رجل يتوقع أن يكون في العقد السادس من العمر، لم ينطق ببنت شفة منذ أن صعد سلم الحافلة، حتى عندما تشاجر معظم الركاب مع الكمساري، لزم هو الصمت ولم يثُر كما فعلوا، بل دفع قيمة التذكرة كاملة، لكنه (مط) شفتيه بقوة حين عادت يده فارغة من الكمساري، وهذا ما أثار فضول السائق الذي ظل يراقبه بواسطة المرآة التي تقع على يساره.
تدخل مباغت
بعد إكمال المرأتين لتفاصيل خطة خداع أطفالهن، تدخل الرجل الصامت مردداً “ليس وحدكما من فشل في توفير متطلبات العيد” وأدخل يده تحت المقعد الذي كان يجلس عليه ليخرج كيساً صغيراً به أشياء لم تتضح ملامحها ولوح به في وجه الجميع، قائلاً “هذا كل ما استطعت توفيره من مستلزمات لسبعة أطفال ينتظروني الآن فى المنزل”. واستطرد بنبرة اتضح من سياقها أنه يعاتب كائناً غير مرئي “لن أستطيع خداعهم ولا مواجهتهم”. وأشار إلى السائق بأن يتوقف، فنزل مسرعاً في أزقة أحد الأحياء الفقيرة.
عيد الفوارق
ليس تحسر الفقراء عن عدم قدرتهم على تحقيق رغبات أطفالهم في الفرح بيوم العيد يمثل شامة سواء في ثوب العيد الأبيض، وإنما فئات كثيرة أغلق الغلاء الفاحش نوافذ السعادة والفرح في وجهها ومن هولاء حمدان صافي الذي درج على التجارة بخراف الأضاحي منذ عشرة أعوام، لم يتعرض فيها لخسائر فادحة كما حدث هذا العام، حيث قام بشراء نحو مائة وعشرين خروفاً من ولاية شمال كردفان وعندما وصل إلى الخرطوم أصبحت تكلفة الخروف نحو ألف ومائة جنيه، وحين عرضها في السوق لم يتمكن إلا من بيع أقل من الثلث والبقية لا تزال بطرفه، وهو يحاول بيع كل رأس بخسارة تصل إلى ربع سعره. وأرجع حمدان صافي النور أسباب تدهور الأسعار وعدم إقبال الناس على شراء الخراف بسبب الغلاء الطاحن الذي ضرب كافة مناحي الحياة، وجعل الجميع عاجزين عن شراء متطلباته سواء أكانت ملابس للعيد أو أضحية وغيرها.
صرخة تجار
فى السياق، عدَّ الكثير من تجار الجملة والقطاعي بأسواق ولاية الخرطوم أن موسم هذا العام فاشل بامتياز بحسب محمود عبدالله الذي قال إن موسم رمضان كان سيئاً بالنسبة للتجار، بسبب أنه تزامن مع المدارس وفصل الخريف، والجميع كانوا في انتظار موسم الأضحى لتعويض الخسائر، إلا أنهم تفاجأوا بأن الغلاء الذي حدث مؤخراً ألزم جميع المواطنين منازلهم بسبب عدم قدرتهم المالية على الشراء في ظل هذا الغلاء، وأن الذي تمكن من قضاء حوائجه، فعل ذلك بالدين أو التقسيط، كحال شراء الخراف، وبقية المستلزمات الأخرى
اليوم التالي
هل فرح الاغنياء بالعيد واشتروا ما طاب لهم من ملزات الدنيا واحتفلوا بها وطاف العيد ومر . العيد فرحه اطفال فكبف لهم ان يتجولوا وباطفالهم وسياراتهم الفارهه وجيرانهم يكسوهم الاسى والحزن ولكن ان تعيش فقيرا او مستورا خير من …………. ابذلوا قصارى جهدكم فى تعليم ابنائكم فجيلكم هذا لا يحقق شيئا فعيشوا لكى ينجح ابنائكم فقط علموهم علموهم ولو على حد السيوف سيأتى زمانهم وهم مسلحون علما .
لاحول ولاقوة الا بالله
هل فرح الاغنياء بالعيد واشتروا ما طاب لهم من ملزات الدنيا واحتفلوا بها وطاف العيد ومر . العيد فرحه اطفال فكبف لهم ان يتجولوا وباطفالهم وسياراتهم الفارهه وجيرانهم يكسوهم الاسى والحزن ولكن ان تعيش فقيرا او مستورا خير من …………. ابذلوا قصارى جهدكم فى تعليم ابنائكم فجيلكم هذا لا يحقق شيئا فعيشوا لكى ينجح ابنائكم فقط علموهم علموهم ولو على حد السيوف سيأتى زمانهم وهم مسلحون علما .
لاحول ولاقوة الا بالله