بنك السودان – المالية … كبرنا على العيدية

ساخن …. بارد

بنك السودان – المالية … كبرنا على العيدية

محمد وداعة
[email][email protected][/email]

تقديم العيدية للصغار من الأبناء والأحفاد فى يوم العيد هو تقليد سودانى أصيل ، فهو يضفى الفرحة و البهجة عليهم ، وهو اليوم الذى يتساوى فيه كل الاطفال أغنياءهم وفقراءهم ، الجميع يستطيع أن يشترى الحلوى وبعض اللعب ، وعندما يشبون عن الطوق تحجب عنهم وتعطى للاصغر فالاصغر ? اما للفقراء والمساكين فالانفاق اما زكاة ان تم قبل صلاة العيد اوصدقة أن تم بعدها ، معظم الذين درسوا فى عهد المدارس الاولية درسوا فى كتاب المطالعة قصة محمود الكذاب وهى قصة لتربية النشئ على الصدق وتوضيح عواقب الكذب ولو كان مزاحآ .
صرح السيد محافظ بنك السودان بأن البنك المركزى سيقدم عيدية (هدية ) للشعب السودانى فى ايام العيد و ان نتائجها ستظهر مباشرة بعد العيد …، قبل ثلاثة أشهر صرح السيد وزير المالية بأن وزارة المالية حصلت على مبلغ ضخم من بعض الدول الصديقة سيعيد الاستقرار ويوقف جنون الدولار ووهن وضعف طيب الذكرالجنيه ، و يكاد يبلغ بى الاستياء مبلغآ ، ان أكاد اجد العذر للاستاذ اسحق فضل الله فيما يكتبه عن السيد وزير المالية الاستاذ على محمود ورهطه الميامين ، واتهامه له بأنه سبب كوارث البلاد الاقتصادية وانه يعمل على تدمير الاقتصاد وابعاد الحكومة عن شعبها ، ما الداعى الى هذه التصريحات الكذوب ؟ ما الحاجة الى دغدغة مشاعر الناس وحاجاتهم ؟ ولماذا يتم ارباك سوق النقد الاجنبى فى كل مرة ؟ هل هذه آلية جديدة وخطة للحد من مشتريات النقد الاجنبى فى السوق الموازى ، قال وزير المالية الكلام عديل (العندو دولار احسن يفكو )هل هذه التصريحات الغرض منها اظهارقوة المركز المالى للحكومة ؟ و الى متى ستصمد هذه الاقوال ؟ هذه التصريحات سلاح ذو حدين وهى خطيرة بدرجة كافية لانها تصدر عن مسؤلين كبار فى الحكومة وليس لها مصداقية و لا مردود لها اللهم الا تكريس و تأكيد الاعتقاد السائد لدى الكافة أن أجهزة الدولة جربت كل شيئ و افلست وسائلها كافة و لم يبق الا استخدام الشائعات كآلية جديدة واختراع سودانى (100%) للتأثير على مجريات الامور، و ربما تاتى تصريحات السيد وزير المالية والسيد محافظ البنك المركزى و نائبه فى ذات الاطار… ولكن النمر قد يظهر حقيقة ويضيع محمود ( الكذاب) ما بين مخالبه و فكيه ولن تجدى حينها المزحة التى اطلقها مناديا اهل القرية (هجم النمر… هجم النمر ) ، أليس من واجب السيد محافظ البنك المركزى بحكم وظيفته أن يعمل على تخطيط وادارة موارد البلاد من النقد الجنبى بما يحافظ على أستقرار الاقتصاد وثبات سعر الصرف ؟ أو ليس هو من أصدر القرارات منذ ثلاثة أشهر فقط والتى افضت الى تعويم الجنيه وأفقدته 60% من قيمته ، ورفعت سعر صرف الدولار من 3.8 الى 5.3 بزيادة قدرها 60% ، اذا حتى لو كان حديثة صحيحا فى موضوع (الهدية) العيدية فهو انما يقوم بواجباته المكلف بها ليس أكثر ( ولا عيدية و لا هم يفرحون )، سبقه فى ذلك نائبه بدر الدين محمود بتاريخ 19/5/2012 حيث قال بان البنك المركزى تسلم مبالغ كبيرة بالنقد الاجنبى من خارج السودان و يعتزم استخدامها لتحقيق الاستقرار فى سوق النقد الاجنبى ، بينما كشف السيد على محمود وزير المالية بتاريخ 14/8/2012 ( معظم الصحف ) عن اتفاق سيتم التوقيع عليه اليوم أو غداً مع جهة لم يكشف عنها سيؤدي إلى انخفاض الدولار بنسبة كبيرة، وقال الوزير في الإفطار الذي أقامه نائب رئيس الجمهورية الحاج آدم بمنزله أمس لفعاليات أبناء دارفور: «أي زول عندو دولار أحسن يفكو عشان ما يتضرر». و اذا كنا نحن الشعب السودانى ننتظر العيدية فماذا يقول عنكم السادة سفراء الدول الاجنبية بما فيها الدول التى ترجو حكومتكم دعمها ؟ كيف يقرأ رجال الاعمال و المستثمرين الاجانب هذه التصريحات ، هل فى حساباتكم ان موضوع سعر الصرف و استقرار سوق النقد الاجنبى هو موضوع (عيدية) ؟ لقد تحدث السيدان على محمود ومحمد خير الزبير من قبل فى مناسبات عديدة ان امر الاقتصاد لن يستقر الا فى عام 2014 فما الجديد ؟ هل هى بركات العشر الاواخر من رمضان و نفحات ليلة القدر ؟ هل هى نبؤات لم تصدق ؟ ام مشاريع اتفاقات تعثرت ؟ على كل حال نحن لسنا فى انتظار عيديتكم فقد كبرنا عليها ، لقد مللنا تصريحاتكم و خيبتنا فيكم والى اللقاء فى شائعة اخرى .

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..