شريعة الأنقاذ مقابل وحدة السودان؟

شريعة الأنقاذ مقابل وحدة السودان؟
تاج السر حسين
[email protected]
المرحوم (فراج الطيب) رحمه الله وغفر له كتب قصيدة من قبل شبه فيها (عمر البشير) بعمر بن الخطاب نال بعدها وسام الأداب والفنون، وحتى لا يغالط أحد فى ذلك ويدعى بأنه لم يقصد (عمر البشير)، فهذه شهادة شاهد من اهلهم منقوله من مقال للصحفى (الأسلاموى) جمال عنقره شهد بنفسه على صحيفة (سودانايل) الألكترونيه قائلا: (وتشاء أقدار الله أن يكون قائد مسيرتنا يحمل أيضاً ذات الاسم الذي ارتبط بعدل الحكم (عمر) وما زلت أذكر قصيدة أستاذنا الراحل فراج الطيب (العمرية) والتي شبه فيها أمير المؤمنين الفاروق عمر بن الخطاب، برئيسنا المشير عمر حسن أحمد البشير. وكان ذلك قبل أن يكون عمر البشير رئيساً منتخباً من الشعب).
فلم يكفى هذا التشبيه (القليل) فى حق البشير الأنقاذيين، ولذلك خرج بالأمس (غازى صلاح الدين عتبانى) مستشار الرئيس ومسوؤل ملف دارفور ليشبه (عمر البشير) بمحمد (صلى الله عليه وسلم) أو دعنا نقل بموقف تعرض له أفضل الخلق اجمعين.
قال (غازى صلاح الدين) متحدثا عن الولايات المتحده الأمريكيه:
” أما محكمة الجنايات الدولية فعلى الرئيس أن يلتزم بمطالبها وأن يسلم نفسه لها”
أى ان امريكا طلبت من نظام الأنقاذ أن يسلم البشير نفسه للمحكمه الجنائيه ثم واصل:
“لسبب لا يخفى على ذوي الألباب ذكرني هذا العرض بعرض قريش لأبي طالب أن يسلمهم ابن أخيه محمدا (صلى الله عليه وسلم)”.
وكأن محمد (ص) الذى قال لصحابته ذات يوم ” معاشر المسلمين أناشدكم بالله وبحقي عليكم من كانت له قِبَلي مظلمة فليقم فليقتص مني قبل القصاص في يوم القيامة”، أمر بقتل 2 مليون و500 الف انسان فى الجنوب و400 الف فى دارفور وحرق قراهم وأغتصب نساءهم وجعلهم لاجئين ونازحين ومشردين، وكأنه اعدم 28 رجلا من خيرة ضباط القوات المسلحه السودانيه فى نهار شهر رمضان الكريم، دون محاكمه نتيجة فعل سبقهم عليهم البشير نفسه ومنهم من (اكل معه الملح والملاح)!!
هذا هو (عمر البشير) الذى شبهه (غازى صلاح الدين) بمحمد بن عبدالله،
الذى تقدم يوما يؤم أصحابه في الصلاة ورفع يديه، يريد تكبيرة الإحرام، انصرف مهرولا الى الحجرة ، ثم عاد فوجد الأصحاب كأنما على وجوههم دهشة ، قال لهم: (لعلكم راعكم ما فعلت ؟؟ قالوا نعم ! يا رسول الله ، قال: فإني تذكرت أن في بيت آل محمد درهما فخشيت أن ألقى الله وأنا كانز).
اى قطع النبى صلاته وذهب وانفق ذلك الدرهم ثم عاد ليكمل الصلاة!
وعلى العاقل الذكى الشريف العفيف أن ينظر الآن (للأنقاذيين) الذين قبل الأنقاذ ما كانوا يملكون مليما كيف حالهم الآن وما هو حجم اموالهم فى دوله تدعى تحكيم الشريعه!!
رغم اننا من دعاة الدوله المدنيه التى تساوى بين الناس جميعا مسلمين ومسيحيين واصحاب ديانات أخرى، نساء ورجالا وتحافظ على الوحده الوطنيه، ولا تشعر اى مواطن بانه (دون) أو (بدون) أو درجه ثانيه، ورغم قراءتنا الجيده للتاريخ الأنسانى ومعرفتنا بأنه لم يحدث قط أن تحقق اى استقرار لدوله دينيه، أسلاميه كانت أو مسيحيه أو يهوديه، وأمامنا (اسرائيل) التى تدعى الديمقراطيه والعداله، ما جعلها باطشه وقامعه وظالمه لأخوه لنا فى الأنسانيه، انها تسعى لتصبح دوله دينيه لا دوله مدنيه مثل المانيا التى لا يشك انسان فى انها دوله مؤسسات تحترم حقوق الأنسان وتعترف بالخطأ مهما حدثت فيها من تجاوزات طفيفه!
رغم ذلك .. ليت الأنقاذيين طبقوا (الشريعه) التى يخدعون باسمها البسطاء على حقيقتها مثلما يطبقها الطالبانيون فى افغانستان!!
على الأقل كنا اعتبرناهم صادقين حتى لو كانوا ظلاميين حشروا البلد كله داخل خيمة كبيره سوداء، وحرموا البنات من التعليم وجلدوا الرجال الذين يعفون يحلقون لحاهم.
فالشريعه .. لمن لا يعرفون لا تسمح للمرأة أن تسافر وحدها دون محرم حتى لو كانت (عجوز) كبيرة سن ذاهبه لأداء فريضة الحج !! لا مسافرة لزيارة (شريف) نيجيريا ومن يغالط فما عليه ألا ان يستفسر من (قوقل) جزاءه الله عنا كل خير وأن يكتب يطرح عليه سؤالا يقول: (ماهى مشروعية سفر المرأة فى الشريعه)؟
والشريعه .. لا تسمح بولاية المرأة على الرجال، ولا تسمح بولاية المسيحى على المسلمين.
هذه مجرد امثله توضح انهم غير ملتزمين بالشريعه الحقيقيه هم فى الحقيقه ملتزمين بشريعتهم الأنقاذيه التى كان ثمنها انفصال الجنوب .. وما خفى اعظم!
الانقاذ تحكم بفقه الضرورة مع شعبها وفقه التقية مع أمريكا
ولا يعوزها التبرير في وجود ترزية الفتاوي من شاكلة عبد الحي يوسف
لك الله يا وطني