قرارات مرتقبة للحد من ارتفاع الدولار في السودان

الخرطوم ـ عاصم إسماعيل

قالت مصادر مطلعة بالخرطوم، لـ “العربي الجديد”، إن الحكومة السودانية وافقت على حزمة من الإجراءات المقترحة من جانب وزارة المالية والبنك المركزي، لوضع حد للتدهور المتواصل الذي تسجله العملة المحلية منذ أكثر من خمسة أشهر.

ومع ضعف السيولة الدولارية التي تضخها الحكومة في سوق الصرف، هبط الجنيه السوداني في السوق الموازية إلى نحو 16 جنيها للدولار، في المتوسط، فيما يجري تداول العملة الأميركية بالمنافذ الرسمية عند 6.4 جنيهات.

وأوضحت المصادر أن الحكومة بصدد الإعلان عن إجراءات لإعادة تنظيم سوق النقد الأجنبي ومحاصرة المضاربات، التي اتسعت رقعتها بالسوق الموازية، وإعادة تنظيم عمليات التصدير والاستيراد، وإدارة سعر الصرف.

تقليص فاتورة الاستيراد

ومن المتوقع أن تشمل القرارات وقف استيراد بعض أنواع السلع، لتقليص فاتورة الاستيراد، على رأسها، بعض أصناف السيارات، ألعاب الأطفال، الأواني البلاستيكية، أشجار الزينة وبعض أصناف الخضروات والفواكه، وفق المصادر.

وقال وزير المالية والتخطيط الاقتصادي، بدر الدين محمود، قبل يومين، إن وزارته بصدد الإعلان عن إجراءات جديدة، تتضمن ابتعاد وزارة المالية عن التدخل في تحديد سعر صرف العملة المحلية، أو التحكم في سياسة النقد الأجنبي، في مساع للحفاظ على حرية التعامل بالعملة الصعبة وفق قواعد السوق.

وأضاف الوزير أن الإجراءات الجديدة تتضمن، أيضا، تنظيم عمليات الاستيراد والتصدير.
في المقابل، يعتقد مراقبون أن الحكومة قد لا تتمكن من تنفيذ حزمة الإجراءات الرامية لضبط سوق الصرف، على اعتبار أن أغلب النقد الأجنبي، الذي يدخل الدولة، يجد طريقه إلى السوق الموازية، خاصة ما يتعلق بالاستيراد، والذي تعتمد عليه الدولة في تدبير أغلب احتياجاتها.

ويقول الخبير الاقتصادي، الفاتح عثمان، لـ “العربي الجديد”، إن تقييد عمليات الاستيراد يبقى صعبا في ظل إنتاج لا يلبي حاجة المواطنين، لكنه يعتقد، أن الإجراءات الجديدة قد تساهم في ردع السوق الموازية وبالتالي خفض سعر الدولار، ولو لفترات قصيرة.

وتحاول الحكومة السيطرة على الواردات، التي تستنزف الحصة الأكبر من النقد الأجنبي. وقال وزير المالية، بدر الدين محمود، الشهر الماضي: “التدابير متواصلة للسلع الواردة من مصر. فرضنا عليها رسوماً لأننا شعرنا بأن التأثير علينا من مصر كبير، خاصة في حركة السلع الواردة”. كما ترى الحكومة أيضا أن الإنتاج وزيادة إمدادات النفط من الحلول، التي تعجل بتدبير عملة صعبة.

تحفيز التحويلات

وقالت مصادر مصرفية، لـ “العربي الجديد”، إن القطاع يترقب قراراً حكومياً يعتمد سياسة تحفيز المغتربين على التحويل عبر المنافذ الرسمية للمصارف، والصرافات المعتمدة، وذلك بمنحهم موافقة لاستيراد سيارة معفاة من الجمارك إذا زادت قيمة تحويلاتهم خلال العام عن حد معين، وكذا السماح لهم بإدخال بضائع للاستخدام الشخصي معفاة من الجمارك، تتناسب أيضا مع حجم تحويلاتهم عبر المنافذ الرسمية.

ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعة المغتربين، محمد الناير، أن ثمة من يعبث بسوق الصرف عبر استغلال بعض وسائل الإعلام غير المحترفة، لتحقيق أرباح طائلة من وراء المضاربة في النقد الأجنبي.

وأشار الناير، في تصريح لـ “العربي الجديد”، إلى قصورٍ في الخطاب الإعلامي الاقتصادي، والذي بدا مؤثرا على الاقتصاد السوداني وحركة الأسواق، قائلا: “إذا لم تُعالج القضية من جذورها فإن الاقتصاد سيكون عرضة للشائعات التي يدفع المجتمع ثمنها غاليا”.

ويرى أن أية مساع حكومية لتقليص الفجوة بين سعري صرف الدولار في السوق الموازية والرسمية، عبر خفض قيمة الجنيه السوداني، لا تضمن استقرار سوق الصرف، بل إن المتوقع أن ترتفع قيمة العملة الأميركية في السوق الموازية بذات النسبة، التي قد يتم خفض قيمة الجنيه السوداني بها.

وقال الناير إن على الحكومة اتخاذ إجراءات تساهم في تعزيز احتياطي النقد الأجنبي لتلبية مطالب المستوردين، والذين غالبا ما يلجؤون إلى السوق الموازية لتدبير احتياجاتهم من الدولار. وتبلغ صادرات السودان نحو 3 مليارات دولار سنوياً، مقابل 9 مليارات دولار واردات، بعجز في الميزان التجاري يصل إلى 6 مليارات دولار، وفق بيانات حكومية.

وأكد الناير أهمية بناء الثقة لدى المغتربين وتقديم حوافز تشجعهم على ضخ تحويلاتهم عبر السوق الرسمية، فضلا عن ضرورة توجه الحكومة للحصول على وديعة دولارية، تدعم موقف احتياطي النقد الأجنبي لدى البنك المركزي.
وتواجه العملة السودانية تدهورا كبيرا، منذ انفصال جنوب السودان في صيف2011، حيث فقدت أكثر من ثلثي عائدات النفط.

العربي

تعليق واحد

  1. الحل في ذهاب النظام غير مأسوف عليه فهؤلاء الفاشلون من خادم الكيزان الي الوزراء والمنظرين كلهم إلي محرقة التاريخ.

  2. ويرى أستاذ الاقتصاد في جامعة المغتربين، محمد الناير، أن ثمة من يعبث بسوق الصرف عبر استغلال بعض وسائل الإعلام غير المحترفة، لتحقيق أرباح طائلة من وراء المضاربة في النقد الأجنبي
    هؤلاء هم بني كوز قاتلهم الله..

  3. صادراتنا 3 مليار وورادتانا 9 مليار وشعرنا بان وارداتها من مصر كبيرة وتأثر علينا هل يا سعادة الوزير يعقل ان تقول مثل ذللك يعني وارادتنا من مصر بهذا القدر حرام عليك طيب وارادتنا من هتش الصين كم مصر تصدر لنا أغذية اما الصين مخلفات ومصايب وبعدينك شنو كل المسؤلين مصر مصر مصر والله لولا مصر كان السودان في خبر كان ولو مصر تصرفت معنا بنفس عقليتهم وكرهكم لهم كنا روحنا فيها لكن مصر دولة موسسات وجزاؤها الله خير متحملينه ابعدوا من مهاتراتكم لمصر وهي صِمَام أمان لنا شاتم ام ابيتم ما ترمى بلاقيكم وفشلهم علي مصر وتأليب الناس علي مصر

  4. خبير الهنا محمد الناير قال خبير قال سعر العملة يتحدد بناء علي قانون العرض والطلب فقط فقط قهمت يا خبير الهنا وحكاية الاعلام وخزعبلات الكيزان دي بلها واشرب مويتها عينك في الفيل تطعن في ضله الحكاية وما فيها فساد ثم الفساد ثم الفساااااااد .

  5. الحد من تدهور العملة والتدهور فى كل مناحى الحياة فى السودان ليس بالقوانين

    الفسادالمالى والإدارى داخل دهايز القصر هذا ماحكاه أحد الإخوة بالأمس

    القرارات لن تحل مشكل البلاد

    عدم التخيط والتنفيذالسليم والفساد هذه أس البلاء

    لن ينصلح الحال وهذه الوجوه تدير أمر البلاد
    ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,
    الحد من تدهور العملة والتدهور فى كل مناحى الحياة فى السودان ليس بالقوانين

    الفسادالمالى والإدارى داخل دهايز القصر هذا ماحكاه أحد الإخوة بالأمس

    القرارات لن تحل مشكل البلاد

    عدم التخيط والتنفيذالسليم والفساد هذه أس البلاء

    لن ينصلح الحال وهذه الوجوه تدير أمر البلاد

    ??????????????????????????????????????????????????????????????

  6. لكم جميعا … حكومة … معارضة … كاتب المقال والسادة المعلقين … الحل بسيط ولا يحتاج لكثير تفكير ولا عناء تدابير الحل هو بأن تتم مصادرة كل الاصول والاموال التي نهبت من الدولة واستردادها فورا مع تقديم كل اللصوص و سارقي المال العام للمحاكمة الرادعة … بلاش خزعبلات وتصريحات وتصديع في الفاضي.

  7. مافى حل غير سد الفجوة فى الميزان التجارى البالغ 6 مليار دولار ، و سد عجز الموازنة بايردات غير تضخمية الباقى تنظير سياسى ماحيحل المشكلة ،، وبعدين دى سياسة اقتصادية ناقشوها فى البرلمان وخلوا الشعب يعرفها انتو بتلفوا ودوروا مالكم وتغطغطوا فيها مالكم دى برتوكلات بنى صهيون ولا سياسة اقتصادية ، وضحوا للشعب عايزين تعملوا شنو فى اقتصاده ومعيشته ،عشان يفهم ويحدد خيارته . بؤس فى الحل وبؤس فى التفكير السياسى ، الاقتصاد لايدار بعقلية المخابرات الاقتصاد يدار بالانفتاح على الشعب وتنويره بالخيارات الاقتصادية ،

  8. مشكلة السودان في خبرائه و علمائه —
    ضعف مهني و اخلاقي و عدم امانة علمية و فجوات كبيرة في المحصلة العلمية — تظهر جليا في تصريحات ركيكة مرتجفة و بعيدة عن أصل المشكل —
    ضعف الانتاج و الانتاجية و تعطل معظم المشاريع المنتجة و اهمال الزراعة الآلية المطرية ادت الي ضمور كبير في الصادر مما شكل عجز ضخم في ميزان المدفوعات وصلت نسبته الي 75% — هذه ليست مشكلة بل انها كارثة حقيفية —
    و للاسف لا توجد حلول في الوقت الراهن مما يعني مزيد من التدهور و الانهيار —

  9. من دمر الزراعة والرعي والصناعة؟
    اما كان لهذا الخزب الاخرق ان يوجه مصانع الاسلحة والطائرات التي عملها ان يوجهها نحو الانتاج الزراعي والحيواني والصناعات التحويلية هذا ببساطة شديدة
    قبل يومين اشتراك السودان في معرض لمنتجي الطائرات
    وهذا بمثابة الشهص الذي يلبس عمامة ريترك بقية جسده عاري ماهكذا تورد الابل ايها الجهلاء خبرا الغفلة

  10. *************************************

    زوما : الدولار سعرو عندكم كم يا بشة ؟

    بشة : قبل السؤال ولا بعد السؤال ؟ هههههه

    زوما: أحييك زاتو! هههههه

    *************************************

  11. “وأشار الناير إلى قصور الخطاب الإعلامي الإقتصادي…إلخ”!!!
    لم أجد كلام مستفز في هذا الخبر أكثر من هذا،رغم أن الخبر برمته مستفز!الخطاب الإعلامي السوداني عبارة عن جلسات طرب وهذيان إجتماعي،هذا هو الخطاب الإعلامي الموجود وأنت ومن على شاكلتك تريدونه هكذا.

    بصراحة لا أعلم الى متى سنتحمل التعايش مع ذهانيات وفصاميات وآكاذيب هذه الحكومة بالإضافة طبعا إلى هرطقاتهم وشطحاتهم في دين الله عز وجل،ربع قرن كافية جدا البلد الآن في حالة شبه كساد ومتجهة نحو الكساد التام وأنتم تحدثونا عن التحكم بأسعار الدولار،لماذا لا تقدموا خدمة لأنفسكم وللسودان وترحلوا بصمت بائس وتدعوا عقليات أخرى تدير وتصلح مخلفات كوارثكم هذه.

زر الذهاب إلى الأعلى

انت تستخدم أداة تمنع ظهور الإعلانات

الرجاء تعطيل هذه الأداة، فذلك يساعدنا في الأستمرار في تقديم الخدمة ..